تاريخ الإضافة : 25.02.2013 18:15

ولد الطالب أحمذو : أسسنا أول عمل إسلامي بموريتانيا للحفاظ على هوية البلد

الشيخ محمد عبد الرحمن ولد محمد محمود ولد الطالب أحمذو

الشيخ محمد عبد الرحمن ولد محمد محمود ولد الطالب أحمذو

قال مدير معهد الفاروق للدراسات الإسلامية بموريتانيا وإمام جامع قطر الشيخ محمد عبد الرحمن ولد محمد محمود ولد الطالب أحمذو إنه توجه للعمل المحظري والإسلامي، من أجل المحافظة على هوية البلد، لأن المحافظة على المحظرة الشنقيطية وعلى لغة القرآن هو المحافظة على هوية هذا البلد،وضعفهما ضعف للإسلام.

وقال ولد الطالب أحمد وفى مقابلة مع قناة شنقيط (برنامج الشاهد) إن المحظرة الشنقيطية تأسست عام 160 للهجرة قبل الأزهر الشريف، الذي تأسس 350للهجرة، وكان من نتائج المحظرة الشنقيطية أن خريجيها تدرسوا بجامع الأزهر الشريف، فالمحظرة من ذلك التاريخ وهي تحافظ على هوية هذا البلد إلى يومنا هذا، فضعف المحاظر واللغة العربية هو ضعف للإسلام

وقال ولد ولد محمد محمود ولد الطالب أحمذو بأنه كان أول إمام وخطيب لمسجد «الشرفاء»، قبل أن يؤسس جامع الفاروق عمر في السبخة سنة 1975، حيث وصل إلى نواكشوط في الستينات، بعد رحلة في عدة ولايات.

وأضاف" لاحظت في العاصمة أن وضعية المحاظر تحتاج الكثير من العناية، فأسست محظرة «العون» سنة 1970 والتي جست أعلم فيها النصوص المحظرية والقرآن الكريم وكتب الفقه والنحو ( خليل والأخضري، بن عاشر وألفية بن مالك) إلى سنة 1978، حين أراد التفرغ للتعليم النظامي ولمعهد «الفاروق»، فتنازل عنها وعن إمامة المسجد للشيخ محمد الأمين ولد الحسن، الذي ما يزال يواصل عطاءه في هذا الإطار.

وأضاف ولد الطالب أحمذو: «أن المرحوم الشيخ محمد الأمين الشيخ صاحب مدارس بنعامر التي أسسها 1963، كان له السبق في الجمع بين اللوح والسبورة، فكان يقدم الشهادات والتي استفاد منها الكثير من الناس، فحصلوا على منح للدراسة خارج الوطن، فكانوا موظفين سامين في الدولة حينها.».

وتحدث ولد الطالب أحمذو عن ظروف دراسته في محظرة الشيخ بداه ولد البصيري رحمه الله في لكصر، والتي كانت أول محظرة في العاصمة وبها أول جامع أقيمت فيه صلاة الجمعة، قائلا إنه مكث فيها قليلا عند وصوله إلى العاصمة نهاية الستينات، حيث كان يسكن في بيت سماه الطلبة «بيت تشيت»، نظرا لبعده من الشيخ، ليؤسس هو ثاني محظرة في العاصمة هي «محظرة العون الإسلامية»1970 .

وعن ظروف بداية الدعوة يقول الشيخ ولد الطالب أحمذو: «كنا نقوم بنقل السبورة التي ندرس فيها بمحظرة «العون»، التي جمعنا فيها بين النصوص المحظرية في اللوح والقرآن الكريم والسبورة من أجل خضرمة المحظرة، لأن ذلك كان مبررا لمنح الشهادات، كي يكون للطالب وعي ثقافي إسلامي عصري. وأتذكر في هذا المقام أننا كنا نحمل السبورة إلى شجر قرب سوق العاصمة وتحته أناس مشتغلون دائما بلعب «ظامت»، فنقول لهم اتركوا الحرب بين العود والبعرة حتى ننتهي من هذا الدرس، فنقدم لهم درسا في تفسير بعض الآيات وأحكام الصلاة والطهارة".

وقال ولد الطالب أحمذو كنت أول من فتح باب المحاضرات الدعوية في مسجد «الشرفاء» سنة 1973، فكنت أحاضر وأدعو بعض الأساتذة الذين يهتمون معي آنذاك بالعمل الإسلامي الدعوي، لإلقاء محاضرات من أمثال: محمد عبد الله ولد الصديق الجكني الملقب «سل عما بدا لك»، المرحوم الحاج محمود با مؤسس مدارس الفلاح الإسلامية، الحسن ولد مولاي اعل، محمد فاضل ولد محمد الأمين، أحمد ولد سيدي محمد البربوش والشيخ كاكيه.

ثم تحدث الشيخ عن رحلة بعض الطلبة والعلماء الموريتانيين في عدة دول عربية وإفريقية. وقال إن: «من أهداف معهد الفاروق، هو السير على نفس الأهداف التي تأسست من أجلها مدرسة العون، بتدريس النصوص الحديثة ومنح الشهادات الثانوية في العلوم الشرعية والعربية و»الليصانص» في العلوم الشرعية، زيادة على التي كنا نمنحها في مدرسة «العون»، والتي تم اعتمادها من طرف دول عربية عديدة، حيث تخرج المئات من الأجانب من معهد الفاروق ودرس الكثير من الشباب الموريتاني في الجامعات بالدول العربية كالمغرب، السعودية، مصر وليبيا، وهم أكثر الأطر الإسلامية الشابة التي تنشط في الساحة اليوم.

ثم تحدث الشيخ عن ملامح صراع عاشه الجيل الأول من الناشطين في العمل الدعوي الإسلامي مع حركات سياسية أيديولوجية، متهما تلك الحركات بأنها كانت تقوم بمحاولة التأثير على الطلبة واستدراجهم إلى أفكارها بدون مقدمات، قائلا إنه خلال تلك "الفترة كان ربيع الحركات السياسية من تيارات قومية وكادحين، فكانت تتقاسم كل من قدم من المحاظر للإستفادة من علمه واستغلال براءته، فيكتمون عنه الورائيات، وهو ما اكتشفناه، خصوصا عندما حاولوا اصطيادنا، فبدأنا تحصين كل وافد جديد من الطلبة، ومن ثم قررنا أنه من واجبنا الإنتقال إلى الحجرات، ولهذا دخلنا سلك التعليم. فاكتتبنا كمعلمين، ورغم ذلك كانت أمامنا عقبات منها اللغة الفرنسية والحساب خصوصا حساب الجبر، لكننا تمكنا -بفضل الله- من التغلب على الإشكالية، بمجهود الشيخ محمد فاضل ولد محمد الأمين، الذي نظم هذه المواد وبثها في المحاظر، لذلك كانت شهادة الإعدادية آنذاك أغلب الذين ينجحون فيها من أهل المحاظر، فيلتحقوا مباشرة بالتعليم الأساسي، لذلك كانت النقابة بأيدينا، في ظل غياب من يقود حركتنا.

وعندما بدأت انتخابات نقابات التعليم، كان الصراع محتدما بيننا معهم، حيث يسعى كل منا للحصول على نصيب الأسد من هذا الشعب البريئ، فكانوا هم يخفون أفكارهم بينما نصرح نحن علنا بذلك. بدأنا عملنا الميداني، فكانوا يطلقون علينا "أهل المساجد" (الإخوان المسلمين)، وجرت الإنتخابات، والتي أشرف على تأمينها الضابط محمد ولد لكحل والمفوض القطب ولد محم بابو، فتمكنا من الفوز في تلك الانتخابات على جميع المنافسين.

وقد دخلنا في نقاشات معمقة مع التيارات السياسية الأخرى، خصوصا بعد أن سيطرنا على نقابة التعليم، والتي إرتأينا انتخاب بوميه ولد ابياه رئيسا لها، فعملنا من خلال ذلك على إعداد برنامج جديد هو "الثانوية الأصلية"، طرح لبنته الأولى محمد فاضل ولد محمد الأمين وبوميه ولد بياه، فأصبح بذلك حظ المحاظر معتبرا، لأن المواد التي تدرس فيها مواد محظرية، ومنذ ذلك التاريخ كانت هذه الثانوية مفتاح خير على المحاظر.

وقال ولد الطالب أحمذو: "لقد لاقت فكرة المعاهد والمدارس الإسلامية صدى واسعا، فالكل يرسل زملاءه للدراسة في معهد الفاروق، وكان كل شيء يتوفر بصفة مجانية للطالب، وهنا ننبه إلى أن هذا المعهد تلقى الدعم المادي من لجنة المساجد والمحاظر والتي مازالت تقدمه له حتى اليوم وكذلك لجميع المحاظر في العاصمة والداخل والخارج، فجماعة لجنة المساجد والمحاظر هم رجال لهم دور كبير في دعم العمل الإسلامي في بداياته إلى الآن، فقد قالوا بلسان حالهم ومقالهم: "إذا ماتت الناقة والبقرة نريد أن لاتموت المحظرة وكان ذلك فى بداية الثمانينات.

كما أشار إلى أن أغلب الأئمة والخطباء من الموريتانيين في دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر والعاملين في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية موظفون بشهادات من معهد "الفاروق".
وفي آخر مقابلته، تحدث الشيخ عن دور العلماء ومكانتهم وما يجب عليهم أن يقوموا به، منبها إلى أن: "العلماء ورثة الأنبياء، وأن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا، وإنما ورثوا علما نافعا، لذلك يكمن دورهم في النصح للجميع: حاكمين ومحكومين، إنطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة، قلنا لمن، قال لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم".

الرياضة

الثقافة والفن

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025