تاريخ الإضافة : 20.10.2013 14:30

ولد بدر الدين البرلماني المخضرم

الأخبار(نواكشوط) بعد انتهاء المأمورية البرلمانية الحالية التي تعد أطول فترة انتداب برلمانية في تاريخ موريتانيا(7 سنوات)، اتضح من خلال الخريطة السياسية أن أغلب نواب المعارضة والأغلبية ممن كان الأكثر حضورا وتميزا سيغادرون هذه الغرفة، بعد سنوات أطل خلالها النواب المغادرون على المواطن من خلال شاشة التلفزيون الموريتاني مدافعين على قضايا تهم الناس.

وقد اخترنا أن نبدأ هذه السلسة عن النواب المغادرين بالنائب محمد المصطفى ولد بدر الدين، الذي يلقب بـ"عميد البرلمانيين" باعتباره الأكبر سنا والأكثر تميزا، حيث جمع بين دقة توصيل المعلم، وبلاغة الشاعر وحصافة السياسي.

يقوله عنه الشاعر محمدن ولد أشدو:"أخطر ما فعلته السياسية بالشعر أنها أخذت منه الشاعر محمد المصطفى ولد بدر الدين" وقد عرف الرجل بقوة نقده وتهذيب ألفاظه.

النائب محمد المصطفى ولد بدر الدين مع عدد من نواب المعارضة في وقفة احتجاجية سابقة أمام مباني الجمعية الوطنية

النائب محمد المصطفى ولد بدر الدين مع عدد من نواب المعارضة في وقفة احتجاجية سابقة أمام مباني الجمعية الوطنية


ولد النائب البرلماني محمد المصطفى ولد بدر الدين عام 1938، تلقى تعليمه بداية في المحاظر، قبل أن يلتحق بالتعليم النظامي كمعلم 1960 ثم تلقى تكوينا بعد ذلك في مصر لمدة سنتين تلقى خلالها تكوينا في العلوم الطبيعية والرياضيات، ثم عاد إلى موريتانيا ليدخل المدرسة العليا لتكوين الأساتذة من 1971 إلى 1977 ويفسر ولد بدر الدين طول فترة التكوين في مدرسة الأساتذة بالمضايقات التي يتعرض لها والاعتقالات المتكررة.

عمل ولد بدر الدين في سلك التعليم كمفتش ثم كمدير جهوي ثم مديرا لمدرسة التكوين الإداري، ثم مديرا لمدرسة تكوين المعلمين التي طرد منها عام 1990 لأسباب سياسية، قبل أن يحال للتقاعد عام 1995.

اهتم النائب محمد المصطفي ولد بدر الدين مبكرا بالشأن السياسي أولا كنقابي في نقابة المعلمين العرب التي قادها من سنة 1966 حتى 1970 ثم اندمج في الشأن السياسي كناشط في عدد من الحركات القومية ثم ناشط في حركة الكادحين.

دخل النائب المعارض محمد المصطفى ولد بدر الدين السجن أكثر من مرة، حيث دخل السجن على خلفية أحداث الزويرات لمدة سنتين ثم دخل السجن بعد ذلك في العام 1971 وأمضى فيه 4 أشهر قبل أن يعود للسجن مجددا بعد مواجهة الحركة الوطنية مع نظام الرئيس الأسبق المختار ولد داداه.

كما اعتقل عام 1991 بعد مشاركته في إنشاء الجبهة الوطنية المتحدة للتغيير وأفرج عنه بعد شهرين ثم عاد إلى السجن 1995.

يعتبر محمد المصطفى ولد بدر الدين من أبرز السياسيين بحزب اتحاد قوى التقدم، وانتخب لأول مرة نائبا في البرلمان الموريتاني عام 2001 في أول انتخابات يتم فيها اعتماد نظام النسبية وأعيد انتخابه عام 2006 في انتخابات كانت الأكثر نزاهة في التاريخ الموريتاني.


وفاء للقضية


محمد المصطفى ولد بدر الدين مع عدد من قادة المعارضة في مظاهرة مناهضة لنظام الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز

محمد المصطفى ولد بدر الدين مع عدد من قادة المعارضة في مظاهرة مناهضة لنظام الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز

ظل النائب محمد المصطفى ولد بدر الدين خلال مسيرته البرلمانية، وفيا لخلفيته الفكرية، فقد ظلت قضايا العمال والصحراء الغربية حاضرة وبقوة في مساءلاته ومداخلاته داخل قبة البرلمان، فوجه العديد من المساءلات البرلمانية للحكومة، حول قضايا العمال والأجور والصحراء الغربية، وقارن خلال إحدى مساءلاته بين راتب الرئيس الموريتاني ورؤساء العالم، حيث اكتشف النائب ولد بدر الدين أن راتب الرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد عبد العزيز هو الأكبر في العالم حيث يساوي راتب المستشارة الألمانية ميركل.

كما انتقد أكثر من مرة موضوع تندي الأجور، معتبرا أن الحد الأدنى للأجور في موريتانيا هو الأقل بالقارة الإفريقية.


نقد الفساد


وعرف ولد بدر الدين بنقده اللاذع لشعار الفساد الذي رفعه الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وحاول أكثر من مرة إبراز موضوع الفساد على أنه مجرد شعار سياسي يرفعه الرئيس الموريتاني لتبرير الانقلاب العسكري الذي أطاح بأول رئيس منتخب ديمقراطيا في موريتانيا سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله.

وكان من أبرز مداخلاته البرلمانية حول الفساد مداخلة استغرب فيها صرف ثلاث ميزانيات في أقل من 13 شهرا، مضيفا:"في العام 2009 قدمت لنا الحكومة ميزانية 2009 المعدلة ووجدنا أنه تم صرفها بالكامل ثم اكتشفنا أن ميزانية العام 2008 تم صرفها بالكامل أيضا، تم صرف الخمسين مليون دولار، إنه أمر غريب اعتدنا على مفسدين يصرفون ميزانية سنة واحدة، لكن في زمن محاربة المفسدين تصرف ثلاث ميزانيات في أقل من 13 شهرا".


مساءلات مثيرة


ساءل النائب محمد المصطفى ولد بدر الدين العديد من الوزراء في قضايا مختلفة كما ساءل الوزير الأول ثلاث مرات عن اتفاق داكار والموقف من الصحراء الغربية وخطة أمل 2012.

وأثارت مداخلة له سخر فيها من الجيش ردود فعل واسعة، واعتبرها بعض الخصوم انتهاكا لهيبة المؤسسة العسكرية وتطاولا عليها، فقد اعتبر ولد بدر الدين في مداخلته تلك إن الجيش الموريتاني فشل في كل الحروب التي خاضها سواء مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أو في الصحراء، وأضاف"الحرب الوحيدة التي لم يفشل فيها هي الانقلابات العسكرية، فلم يسحل للجيش أنه فشل في انقلاب عسكري".

واقترح ولد بدر الدين ساخرا تحويل المؤسسة العسكرية إلى كتيبة مكونة من 50 فردا، مبررا ذلك بأن مهمة الجيش هي الانقلابات العسكرية، و50 ضابطا بإمكانهم القيام بانقلاب عسكري ناجح يعلن بعده عن فترة انتقالية ثم يصل قائده في انتخابات شكلية لمنصب رئيس الجمهورية.

الرياضة

الثقافة والفن

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025