تاريخ الإضافة : 19.01.2013 15:05

عين أمناس وعلاماتُ الاستفهام الكبيرة

عنفار ولد سيدي الجاش/ صحفي بإذاعة ميدي1

عنفار ولد سيدي الجاش/ صحفي بإذاعة ميدي1

في يومها الثالث على التوالي تثير العملية العسكرية الجزائرية كل نقاط الاستفهام سيما في ظل الغموض الذي يلف نتائج العملية وصيام الجهات الرسمية عن إعطاء أي تصريحات تشرح فيها ما الذي يحدث بالضبط في المنشأة الغازية بعين أمناس.

تناسلُ الأسئلة الذي خلفته العملية العسكرية مرده إلى تسرع الجزائر في شن هجومها وردود الفعل غير الراضية أو الغاضبة في عواصم البلدان التي ينتمي إليه المختطفون؛ وهنا يبدو السؤال الأول الذي يطرح نفسه بإلحاح هو لماذا فضلت الجزائر الخيار العسكري ونفذت عمليتها ضد الخاطفين في ظرف وجيز دون أن تترك المجال أمام المفاوضات أو التريث للعب على الوقت علَّ ذلك يحفظ حياة المحتجَزين التي من الحَرِي أن تكون هي التي دفعت الجيش إلى إطلاق هجوم كهذا.

غير أن الجزائر على ما يبدو لم يكن محركها الوحيد في هجومها العسكري هو حياة الرهائن والمحتجزين بقدر ما كانت تريد القضاء على الجماعة الخاطفة ومحو أثرها من الوجود، وربما تلك حسابات الجيش الجزائري الذي تعامل في هذه الحالة بمنطق أن القضاء على عناصر كتيبة "الموقعون بالدماء" خيرٌ من تركها سالمة لأن ذلك قد يترتب عليه في المستقبل إعادة سيناريوهات مماثلة لما حدث في عين أمناس، وهنا يَظهرُ كما ذهبت إلى ذلك بعض الصحف الجزائرية أن الخبرة التي يدعي الجيش الجزائري أنه اكتسبها في مجال محاربة الجماعات المسلحة من خلال عقود من المقارعة ليست سوى ثرثرة في الصحراء على اعتبار أن فصيلة هذا النوع من الجماعات مستعدة للقتال حتى الموت دون شرط مسبق سوى أن يكون مصير من تحتجزهم هو نفس مصيرها؛ وبالتالي كان على الجزائر البحث عن منفذ تخرج بها مواطنيها والرعايا الأجانب بدل التعامل الطريقة الروسية في الشيشان والفرنسية في الصومال وغيرها من محاولات الإنقاذ الفاشلة التي تتعامل بمنطق علي وعلى أعدائي.

إن حجم الخسائر البشرية الذي وقع في عين أمناس يظهر بأن الجزائريين فشلوا أمنيا في إيجاد حل لمشكل كان يتطلب الكثير من الحنكة والتريث قبل إطلاق عملية عسكرية لأن إطلاق تلك العملية سيكون في النهاية أيسر الخيارات.

من جهة أخرى فإن العملية ستحرجُ الجزائر خارجيا نظرا لأنها خلفت سخطا دبلوماسيا كبيرا لدى دول المختطفين بلغ ذروته في اليابان التي استدعت سفير الجزائر لديها دون أن نتحدث عن العتاب الأمريكي والبريطاني على عدم إعلامهم مسبقا بالهجوم رغم أن فرنسا حاولت تبرير موقف مستعمرتها بالقديمة من خلال القول إن إطلاق الهجوم كان الخيار الوحيد.

الشيء الوحيد الذي يمكن للجزائر أن تعزي بها نفسه في هجومها المتسرع هو أنها أظهرت بأنها لا تأتمر في حل مشاكلها بأوامر دول خارجية فحين أرادت شن هجوم تدبرت الأمر بنفسها دون أن تلجأ إلى طلب الإذن من عشر دول يوجد رعاياها في خطر داهم يهدد أرواحهم.

المناخ

الثقافة والفن

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025