تاريخ الإضافة : 17.01.2013 11:36

ردا على د. علي ولد محفوظ: تناقض نفسك بنفسك!

محمد يحيى ولد عبد الرحمن

محمد يحيى ولد عبد الرحمن

في الآونة الأخيرة انتبه البعض من كتابنا المحترمين إلى حراك بعض الفئات المهمشة والممتهنة الكرامة من قبل مجتمع أراد لها أن تكون في الحضيض وكرس لذلك سيلا من الخرافات التي اتخذت من الدين قناعاً حتى اعتقد بها الناس، ولم يكلفوا أنفسهم عناء الذب عن أعراض المسلمين والوقوف إلى جانبهم إنما انبروا بأقلامهم للحفاظ على المكانة الفوقية واستدامة الفوارق الاجتماعية منتشين بساديتهم المقيتة!.

ذكرنا الباحث أن "هذه الفروق المادية لا تعبر عن معنى الإنسان"، وذكرنا أن الإسلام جاء بمعيار واحد هو "التقوى" وتناسى تماما أن هذه البلاد لا تعترف إلا بالفوارق المادية من نسب وحسب وسلطان! وتجاهل أن هذا البرزخ - وكل أهله حفظة تعاليم - هم أكثر الناس عجزا عن تجسيد تلك التعاليم السمحة التي جاء الإسلام ليقضي عليها على العهد الأول، وأكثر من يخفقون في تطبيقها هم حفظتها بالدرجة الأولى، ولا ننسى شهادة محمد يحيى اللمتوني قبل خمسة قرون إذ يقول: "ومنهم من عادَتُه محبة العلماء، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأعمال الصالحة، والصدقة، وإطعام الطعام، وقِرى الضيف، وغير ذلك من وجوه الخير. ولا يتركون ما هم عليه من تكبّر، واسترقاق الأحرار، والمقاتلة، والظلم، وأكل الحرام" (السيوطي: الحاوي 1/339) الشيء الذي ما زال معروفا ومعاشا إلى اليوم!

تجاهل كاتبنا أن الإمام وشيخ المحظرة والعالم في بعض الحالات هم أكثر من يكرس الجاهلية ويعمل على توريثها الأجيال، ونسي أن بالمحظرة من يتركون الحبل على الغارب للطلبة في تعذيب أقرانهم بسوء القول من قبيل "لا خير في الحداد ولو كان عالما" وآخر "ما اعْلِيه عار يتعلم" وآخر "غير مكلف شرعا"، وأدا لتطلعاتهم وقتلا لهم في المهد حتى لا ينافسوا في مضمار تحصيل العلوم والمعارف، وحتى يظلوا حبيسي الجهل والتبعية، ونسي أن يقول كلمة حق في هذا الصدد!

واسترسل كاتبنا مؤكدا أن "من الباطل قطعا اعتبارها أساسا للتفاضل أو دليلا على نبل من بطأ به عمله" وكأننا في بلد يعترف بغير تلك الفوارق الاجتماعية دليلا على التفاضل بين بني الإنسان، وتجاهل أن بعض الناس في هذه الأرض ينظر لهم على أساس دوني لأنهم أرقاء سابقون، وآخرين ينظر إليهم بازدراء ويتطاول على كرامتهم فقط لأنهم من بني فئة امتهنت مهنة الأنبياء والعلماء، وكانوا يأكلون من عمل أيديهم، وألصقت في حقهم الكثير من الخرافات المكذوبة التي جعلت منهم أناسا دونيين وأقنعت الدهماء بأنه لا خير في الواحد منهم ولو كان عالما، وأنه لا تجوز الصلاة خلفه، وأنه ليس من طينة البشر! كل هذه أشياء تغافل عنها الكاتب مطالبا أولاء بالتغاضى عما يمس كرامتهم وينال منهم.

فأي عدل يراه كتابنا هذه الأيام عندما يطالبون الآخرين بالتوقف عن الذب عن أعراضهم والمطالبة بإنصافهم ورد الاعتبار لهم؟ ولماذا لا يوجهون أقلامهم المحترمة لإحقاق الحق؟ ثم هناك سؤال آخر: من الذي عمل بمنهج اليهود في خلق الفوارق وتكريسها وإثرائها يوما بعد يوم وانتشى بساديته المقيتة؟

الرياضة

شكاوي

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025