يعتبر التكامل الاقتصادي احدي ضروريات العصر الراهن حيث فرضت السياسات الدولية الجديدة والوضع الاقتصادي المتدهور كافة دول العالم الي الدخول في تكتلات اقتصادية تضمن لها المحافظة علي نموها الاقتصادي والاستفادة من تنوع الموارد بينها، كانت البداية من دول امريكا اللاتينية التي رأت في القوانين والقيود المتبعة في اتفاقيات التجارة الدولية الكثير من الحيف والظلم للدول ذات النمو المحدود حيث تعتبر هذه المجموعة التي يطلق عليها مجموعة دول امريكا اللاتينية والكاريبي احدي اهم التكتلات الاقتصادية في القارة الامريكية التي تهدف الي احداث تكامل اقتصادي بين اعضاء المجموعة والحد من النفوذ الامريكي فيها، و في القارة الآسوية التي شهدت ازمات اقتصادية ممتالية انهكت اقصتادات بلدانها ظل موضوع التكامل الاقتصادي احدي اهم اولويات هذه الدول والموضوع الحاضر بقوة في كافة المؤتمرات الاقتصادية ففي آخر قمة لمنتدي التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادي في 8 ايلول سبتمبر الماضي كان موضوع التكامل الاقتصادي ابرز المواضيع المطروحة للنقاش حيث اجمع الحضور علي ضرورة دعم ورفع مستوي هذا التكامل اقليميا للحد من النتائج السلبية للأزمة الاقتصادية، اما قارتنا السمراء فعلي الرغم من المحاولات الدؤوبة لبلورة رؤية واضحة حول التكامل الاقتصادي بين هذه الدول الا ان عدم الاستقرار السياسي والوضع الاقتصادي الكارثي لهذه البلدان عصف بكل تلك المحاولات. علي المستوي الاقليمي تحاول دول المغرب العربي بلورة رؤية مستقبلية حول التكامل الاقتصادي بين هذه الدول هذا التكامل الذي يستمد الكثير من عوامل النجاح مثل الموقع الجغرافي المناسب لهذه الدول اضافة الي تنوع الموارد الطبيعية والروابط التاريخية بينها كلها عوامل ملائمة تساعد في تطوير وتنمية العلاقات الاقتصادية لهذه الدول، فهل يعلو صوت المصلحة العامة للشعوب علي خلافاتها السياسية ؟ الم يأن للقادة واصحاب الري في هذه البلدان ان يجتازو عقدهم السياسية ويغلبوا مصالح شعوبهم واوطانهم ويعملوا علي وضع اسس قويم لتكامل اقتصادي يضمن المصلحة المشتركة لهذه الشعوب ويرفع من مستوي التنمية فيها؟ هناك نقاط مهمة يجب ان تكون اساس اي نقاش حول عملية التكامل الاقتصادي منها :
انشاء منطقة تجارة حرة بين هذه الدول حيث يتم الغاء كافة القيود والحواجز علي انتقال السلع بين الدول الاعضاء
دعم التنسيق ومحاولة انسجام السياسات الاقتصادية لهذه البلدان مع بعضها البعض
تطبيق تعرفة جمركية موحدة في كافة الدولة الاعضاء لمواجهة المنافسة الخارجية
تسهيل تنقل عوامل الانتاج بين هذه الدول كيف تستفيد من ظاهرة الندرة والوفرة في هذه العوامل
تاتي قمة انواكشوط بين دول المغرب العربي في وضع دولي متأزم اقتصاديا و داخلي متأزم سياسيا ، مما يوحي بضرورة العمل علي احداث تغيير حقيقي نابع من ارادة صادقة في احداث تكامل اقتصادي يعطي دفعا جديدا لاقتصادات هذه الدول ويساعدها علي امتصاص الارتدادات العنيفة اللأزمة الاقتصادية العالمية، الكثير والكثير ينتظر قمة انواكشوط فهل يستجيب الزعماء لصوت الحق وارادة الشعوب ام ان الامر سيتنهي بتوصيات وصور تذكارية كما جرت العادة في السابق.
الامام ولد محمد عبد الله
الجامعة الاسلامية_ماليزيا