تاريخ الإضافة : 09.01.2013 20:14

هوامش على سقطات وزير الدولة للتهذيب

 محمد ولد الشيخ

محمد ولد الشيخ

بعد أن غدت قضية التحويل التعسفي الذي تعرض له مجموعة من أساتذة التعليم الثانوي مطلع العام الدراسي الجاري قضية رأي عام وطني يهتم لها و يتابع أخبارها أغلب المواطنين، لا يزال وزير الدولة للتهذيب يطالعنا بين الفينة و الأخرى بسقطات مخجلة في معركة كسر العظم التي يخوضها ضد فئة مرابطة من حملة مشعل النضال و المدافعين عن حق الأساتذة المهدور.

و كانت آخر سقطات الوزير المدوية ردوده الواهية آثناء مثوله الأخير أمام أعضاء الجمعية الوطنية في مساءلة من طرف النائب محمد جميل ولد منصور، و قد تضمن خطاب الوزير نقاطا كثيرة أريد – بوصفي أحد المشمولين في المذكرة الجائرة - أن أعلق عليها بإيجاز.

- الملاحظة الأولى و الأبرز هي إصرار الوزير على إنكار ما بات حقيقة يدركها القاصي قبل الداني وهي كون مذكرة التحويل جاءت عقابا لرموز فاعلة في الإضرابات التي شهدها العام الدراسي المنصرم، و هذا الإنكار الصادم ينبئ عن درجة الإستخفاف التي يتعامل بها الوزير مع الرأي العام الوطني إجمالا و منتسبي القطاع بصفة خاصة، كما ينبئ من جهة أخرى عن شخصية لا مبالية دأبت على حبك قصص لا واقعية حتى و صلت مرحلة تصديق تلك الأكاذيب و الدفاع عنها أمام الملأ.

- و في نفس السياق الغير لائق بثاني شخصية في الحكومة عمد وزير الدولة بأسلوب منحط الى محاولة الوقيعة بين الأساتذة المشمولين في المذكرة الجائرة من خلال الثناء على الأساتذة الذين التحقوا بأماكن العمل الجديدة، بل ذهب الى حد النميمة بينهم و إخوانهم المعتصمين في مبنى الوزارة متقولا على هؤلاء إنهم اتهموا ألئك بخيانة قضيتهم.

فهل فات الوزير هنا أن الأساتذة المحولين تعسفيا – سواء منهم المعتصم و المستجيب- يدركون جور المذكرة الصادرة عن الوزير كما يدركون ما يكنه صدره من الغل و الشماتة في المستجيب منهم قبل المعتصم.

و إن غاب عن الوزير ذلك فليكن في علمه انه لولى اختلاف في وجهة النظر حول ردة الفعل المناسبة و ضرورات إنسانية استغلها "معاليه" بانتهازية مفرطة ما انفرط عقد طليعة النضال النقابي.

- ظهور الوزير الأخير مليئ بسقطات قد يطول تتبعها لكنني سأختم بوقفة مع أسلوبه المتشنج في الرد على نواب الشعب و من أشنع زلات الوزير ما تفوه به من عبارات تفوح بعبية جاهلية نتنة تجاه النائب محمد جميل منصور حيث قال الوزير في تعليقه الختامي: "كل من لهم علاقة اجتماعيا و عرقيا بالدين انضموا لنا في الأغلبية." و هو انحطاط خطير في الأسلوب و كل إناء بما فيه يرشح.

خطير أن نسمع من أعلى هرم في المنظومة التربوية عبارات تحتكر الدين لفئة من المسلمين دون آخرى وخطير كذلك أن يتم التعريض بفئات واسعة من المجتمع من طرف و زير سام و على منبر الجمعية الوطنية.

ختاما أعود لموضوع المذكرة الجائرة التي يتشبث بها وزير الدولة لأذكره بأن الحقوق لا تسقط بالتقادم و إنه سيأتي يوم ينصف فيه الأساتذة و تعاد لهم حقوقهم موفورة و موشحة بإكليل من المجد سطروه في مواجهة الظلم و أهله و ما ضاع حق وراءه مطالب.


المناخ

شكاوي

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025