تاريخ الإضافة : 05.01.2013 10:35
قنواتنا الفضائية ما رسالتها ؟
لم يعد يخفى ما للإعلام عامة – والقنوات الفضائية خاصة – من أهمية في إيصال الفكرة لملايين المشاهدين في وقت قياسي بالمشارق والمغارب ، وهو ما حدا بالعديد من الجهات – أفرادا وجماعات – لتأسيس قنوات فضائية تخاطب الرأي العام وتوصل الرسالة التي ترغب الجهة المالكة إرسالها للمتابعين والمشاهدين ، وقد كانت بلادنا – ممثلة في الدولة – تملك قناة فضائية منذ سنوات ، ثم شفعتها بأخرى ، ولله الحمد ، إلى أن فتح الله بقنوات خاصة أخرى كان آخرُها تلك التي أعلن التصريحُ لها مساء الخميس الماضي .
وكنت وما زلت وكثيرين معي نبحث عن رسالة لتينك القناتين الرسميتين وهدفٍ تسعى الدولة – حرسها الله – لتحقيقه من ورائهما ، فلم يهتد عقلي القاصر لمفاهيم صححتاها ، ولا لقيم شجعتاها ، ولا لتراث أبرزتاه ، ولا لخطأ صوبتاه ، ولا عادة سيئة حذرتا منها ، أو قيمة وطنية شيدتاها .
هذا فضلا عن التخلف التقني والفني الفاضح ، فالبرامج الحوارية طويلة مملة ، والمتحاورون متعددو اللغات لا تترجم لبعضهم مداخلاتُ بعض ، والفواصل الكاسرة للروتين معدومة ، والديكور باهت مستهلك لا يتغير على مدى السنوات الطوال ، والأغاني الوطنية المكررة منذ السبعينات ، والمسلسلات المرغوب عنها في الخمسينات والستينات هي ما يملأ أوقات البث المقررة 24/24 دون هدف ولا خطة , والنشرات الإخبارية – المباشرة والمعادة (!) لا تبث في أوقاتها المعلنة ، والأرشيف معدوم ، والموقع الاليكتروني فارغ بالكامل ، والأعجب – مع كل هذا – أن البث موحد في القناتين في كثير من الأوقات والبرامج ، وكأن هدفنا من فتح قناة فضائية ثانية دفعُ تكلفتها المادية للأقمار الصناعية لا أكثر!
وعندما فُتح البث التجريبي لقنوات وطنية خاصة فرحتُ والكثيرين معلقا أملي على مبدأ التنافس الشريف على كسب ثقة المشاهد وتقديم النافع والممتع ، مع تجنب ما وقعت فيه القناتان الوطنيتان من ملاحظات سببها ضعف التكوين وقلة التجربة وانعدام سوق المنافسة ، في الوقت الذي يُعترَف بالفضل لأجلاءَ من صحفيينا يعملون في قنوات فضائية عالمية ناجحة ، حتى إن أساليبهم تعتبر مناهجَ تدريبية معتمدة عند أساطين الإعلام وأساتذة التدريب والتطوير ، ولولا خوف الإطالة من جهة ، وخشيتي نسيانَ بعضهم فيُظنَّ ذلك تجاهلاً لسميتُ من تلك النماذج قاماتٍ وطنية فارعة .
لكن فترة البث التجريبي لهذه القنوات الوطنية الخاصة لم توفق في تشجيع تفاؤلي ، ولا في إحسان توقعي ، فرأيت فيها كثيرا مما رأيت في سابقتيها ، مع قليل من الإيجابيات لا تستحق أن تؤسس من أجلها قنوات .
فهل تنجح قنواتنا الجديدة – وفق الله القائمين عليها – في ترقية الرأي العام الوطني :
من التصور البدوي البدائي إلى الفكر المدني الحضاري ؟
ومن الحس الفردي والفئوي إلى الحس الوطني الجماعي ؟
ومن التخندق في إيجابيات الماضي إلى البناء عليه للحاضر والمستقبل ؟
ومن التقليد الممجوج – حتى في الأسماء والأساليب – إلى الابتكار والتميز ؟
ومن التشهير بالمعيّنين إلى علاج الأخطاء مجردة عن فاعليها ؟
ومن إبراز السلبيات الواجب سترها إلى العمل الجاد على علاجها ؟
ومن مجرد الاعتراف بالتنوع الديمغرافي إلى استثماره لتوطيد الوحدة الوطنية ؟
ومن تمثيل نخب ذات مصالح محدودة إلى الاهتمام بمصالح العامة والدفاع عنها ؟
ولا يتم هذا كله على الوجه المطلوب إلا بوضع خطة واضحة ذات أهداف تفصيلية مزمّنة ومقيسة ، وعندها - بإذن الله - ستنجح قنواتنا الوطنية في تحقيق تلك الآمال ، والرقي بوطننا وأمتنا في الوعي والفهم والعمل .
وفق الله إعلامنا الرسمي والحر لخدمة الوطن ، وبارك في القائمين عليه ، وحفظهم من كل سوء ومكروه ، والسلام عليكم ورحمة الله .
وكنت وما زلت وكثيرين معي نبحث عن رسالة لتينك القناتين الرسميتين وهدفٍ تسعى الدولة – حرسها الله – لتحقيقه من ورائهما ، فلم يهتد عقلي القاصر لمفاهيم صححتاها ، ولا لقيم شجعتاها ، ولا لتراث أبرزتاه ، ولا لخطأ صوبتاه ، ولا عادة سيئة حذرتا منها ، أو قيمة وطنية شيدتاها .
هذا فضلا عن التخلف التقني والفني الفاضح ، فالبرامج الحوارية طويلة مملة ، والمتحاورون متعددو اللغات لا تترجم لبعضهم مداخلاتُ بعض ، والفواصل الكاسرة للروتين معدومة ، والديكور باهت مستهلك لا يتغير على مدى السنوات الطوال ، والأغاني الوطنية المكررة منذ السبعينات ، والمسلسلات المرغوب عنها في الخمسينات والستينات هي ما يملأ أوقات البث المقررة 24/24 دون هدف ولا خطة , والنشرات الإخبارية – المباشرة والمعادة (!) لا تبث في أوقاتها المعلنة ، والأرشيف معدوم ، والموقع الاليكتروني فارغ بالكامل ، والأعجب – مع كل هذا – أن البث موحد في القناتين في كثير من الأوقات والبرامج ، وكأن هدفنا من فتح قناة فضائية ثانية دفعُ تكلفتها المادية للأقمار الصناعية لا أكثر!
وعندما فُتح البث التجريبي لقنوات وطنية خاصة فرحتُ والكثيرين معلقا أملي على مبدأ التنافس الشريف على كسب ثقة المشاهد وتقديم النافع والممتع ، مع تجنب ما وقعت فيه القناتان الوطنيتان من ملاحظات سببها ضعف التكوين وقلة التجربة وانعدام سوق المنافسة ، في الوقت الذي يُعترَف بالفضل لأجلاءَ من صحفيينا يعملون في قنوات فضائية عالمية ناجحة ، حتى إن أساليبهم تعتبر مناهجَ تدريبية معتمدة عند أساطين الإعلام وأساتذة التدريب والتطوير ، ولولا خوف الإطالة من جهة ، وخشيتي نسيانَ بعضهم فيُظنَّ ذلك تجاهلاً لسميتُ من تلك النماذج قاماتٍ وطنية فارعة .
لكن فترة البث التجريبي لهذه القنوات الوطنية الخاصة لم توفق في تشجيع تفاؤلي ، ولا في إحسان توقعي ، فرأيت فيها كثيرا مما رأيت في سابقتيها ، مع قليل من الإيجابيات لا تستحق أن تؤسس من أجلها قنوات .
فهل تنجح قنواتنا الجديدة – وفق الله القائمين عليها – في ترقية الرأي العام الوطني :
من التصور البدوي البدائي إلى الفكر المدني الحضاري ؟
ومن الحس الفردي والفئوي إلى الحس الوطني الجماعي ؟
ومن التخندق في إيجابيات الماضي إلى البناء عليه للحاضر والمستقبل ؟
ومن التقليد الممجوج – حتى في الأسماء والأساليب – إلى الابتكار والتميز ؟
ومن التشهير بالمعيّنين إلى علاج الأخطاء مجردة عن فاعليها ؟
ومن إبراز السلبيات الواجب سترها إلى العمل الجاد على علاجها ؟
ومن مجرد الاعتراف بالتنوع الديمغرافي إلى استثماره لتوطيد الوحدة الوطنية ؟
ومن تمثيل نخب ذات مصالح محدودة إلى الاهتمام بمصالح العامة والدفاع عنها ؟
ولا يتم هذا كله على الوجه المطلوب إلا بوضع خطة واضحة ذات أهداف تفصيلية مزمّنة ومقيسة ، وعندها - بإذن الله - ستنجح قنواتنا الوطنية في تحقيق تلك الآمال ، والرقي بوطننا وأمتنا في الوعي والفهم والعمل .
وفق الله إعلامنا الرسمي والحر لخدمة الوطن ، وبارك في القائمين عليه ، وحفظهم من كل سوء ومكروه ، والسلام عليكم ورحمة الله .







