تاريخ الإضافة : 02.01.2013 11:25

المحاريب المتحركة

كثيرة هي القضايا التي تدخل في صميم واقع المسلمين، ولا تجد من يعير لها اهتماما، والذي حز في نفسي وشد اهتمامي من هذه القضايا هو قضية ترتبط بالدين الحنيف، بله والدين من دونها لاشيء.

لقد لاحظت أن الكثير من مساجد موريتانيا لا يخضع لمعايير البناء اللازمة لتحديد جهة القبلة، فهل يرجى صلاح للصلاة إذا داخل استقبال القبلة لبس؟؟

إن جل هذه المساجد حسب ما عنّ لي متروك لبنائيه بلا حسيب ولا رقيب ، وفي أغلب الحالات يكون هؤلاء العمال تابعين لشركات أجنبية، وربما يكون أكثرهم ليسوا بمسلمين؛ مما يبعد عن مخططاتهم العمرانية فكرة الاجتهاد في تحديد "اتجاه القبلة"، ولهذا انتشرت هذه الظاهرة في العديد من المساجد؛ لذلك نرى بعض الأئمة يتفطن إلى انحراف مصلاه عن القبلة، فيحاول أن يزورّ بسجادته يمنة أو يسرة ليقابل ما اتفق عنده أنه هو جهة القبلة الصحيحة، فماذا عن المأمومين الذين لا تسمح لهم وضعية بناء المسجد أن يحذوا حذو الإمام؟!

أعتقد أن المسؤول الأول والأخير عن هذا النوع من الأمور هو الدولة، فما دامت تلوح بعنايتها بالعلم، وتكرم العلماء والأئمة، وتمتلك جهازا دينيا يعنى بقضية " مراقبة الأهلة"

فالأولى بها والأجدر أن يكون لها مجمع ديني، أو هيئة خاصة بضبط شؤون الصلاة كتحديد اتجاه القبلة، والإشراف على المواقيت حسب تغير الفصول؛ لأن المساجد هنا على أنحاء في ذلك فتسمع أحدهم يؤذن لدخول الوقت في حين أن الآخر يقيم الصلاة، والثالث في ركعته الأخيرة..إلخ.

ومرد ذلك كما هو واضح للجميع هو غياب الرقابة والمتابعة لمثل هذا النوع من الخطط الدينية.
والصلاة كما هو معلوم أوكد من الصوم، ولعمري إنها أول ما يسأل عنه المرء يوم القيامة.
لذلك كان ديدن كل الخلافات والسلط الإسلامية الحرص على هذا النوع من الضروريات، والتشدد في أحكام ضوابطه، فكانوا يكلون أمر هذه المهام إلى العلماء المختصين ليراقبوها، ويسهروا على تنفيذها جملة وتفصيلا. فهل في وزارتنا نحن- الراعية للشؤون الدينية- فروع معنية بهذه القضايا؟ كل ما أعرفه أنها كثيرا ما تطل علينا من نافذة الإعلام أن كبير أمرها دشن المسجد كذا، وتسلم مفاتيح المسجد كذا...لكن هل روعي في بناء هذه المساجد غير الجانب الشكلي؟

تلك أمور لا ندري عنها أي شيء سوى أن هذا الاضطراب في تحديد جهة القبلة، وانعدام الطمأنينة لدى بعض المصلين حصل بالفعل في نواحي عديدة من العاصمة انواكشوط التي هي سمع وبصر الدولة، فما بالك بالمناطق الأخرى؟.
أجه ولد محمد

الرياضة

الثقافة والفن

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025