تاريخ الإضافة : 18.12.2012 00:15

رداً على أحمد ولد سعدنا: ما سقتَه حق تكرس به الباطل!

محمد يحيى بن عبد الرحمن

محمد يحيى بن عبد الرحمن

كثيرا ما طالعنا البعض بتعاليم ديننا السمحة التي نحفظها جميعا – ونحن في بلد الحفاظ – وهي تعاليم تدعو إلى نبذ التفرقة وتكرس اللُّحمة بين بني البشر، لكنها كثيرا ما تحطمت على صخرة واقع جاهلي في الجمهورية "الإسلامية" الموريتانية إذ أبت إلا أن تكرس ما جاء خير البرية – صلى الله عليه وسلم - محطما له على العهد الأول من تاريخ هذه الأمة!.

ما سقتَه أخي العزيز أحمد ولد سعدنا كلام حق أريد به باطل؛ ألا وهو تكريس ما عليه الحال من جاهلية وتفرقة وعنصرية يستلذ بها البعض مستمتعا بساديته المقيتة! – ولسنا نحن لمعلمين السبب فيه بالطبع إذ أن هذه التصنيفات تجد اعتبارها وتكريسها عند البعض دون البعض – ولم نر مثل هذه المقالات سابقا تشجب ما يتعرض له المسلم من أخيه المسلم في هذه الأرض، وأعتقد أنكم تحفظون الحديث الشريف: "كل المسلم على المسلم حرام" وأنكم على إلمام تام بفحوى الآية الكريمة: ﴿...لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم﴾ وعلى دراية تامة بما ينجرّ عن السكوت على ظلم أخيك المسلم أمام ناظريك، وعلى علم بأن من يرد عن وجه أخيه يرد الله عن وجهه النار يوم القيامة.

وينبغي أن تضع هذه التعاليم الآنفة الذكر بالموازاة مع تلك التي سقتَها حتى نكون موضوعيين أكثر، وأعتقد أنكم على معرفة تامة بأحقّية المسلم في أن يدافع عن عرضه ويذب عنه، وهو ما ينزل من الدين منزلة الكليات.

إذن ما تراه أخي العزيز ليس دعوات عنصرية ولا جاهلية، إنما هي دعوة لوقف زيف من المكذوب يقال في حق شريحة من المسلمين في أرض "مسلمة"، أن كفّوا عن الأذى الذي يطالنا والذي حيكَ في حقنا منذ عشرات السنين وأُلبس لَبوساً دينيا بحيث يعتقد به العامة كاعتقادهم بالصلاة والزكاة، من أن "لمعلم" لا خير فيه ولو كان عالما، وهذا الحديث متفق عليه وليس عن خير البرية متمّم مكارم الأخلاق صلى الله عليه وسلم، إنما عن شرذمة من مرضى النفوس أرادوا لهذه الشريحة أن لا تقوم لها قائمة فعمدوا إلى نسج هذه الأكاذيب لقتلهم معنويا منذ عقود مضت وإلى اليوم، ولم يتوقف الأذى عند هذا الحد، بل وصموا بأنه لا تجوز الصلاة خلف الواحد منهم حتى ولو توفرت فيه الشروط اللازمة لذلك كمسلم، وأنه أيضا ترد شهادته أبدا فقط لأنه يحمل هذه الصفة (امْعَلَّمْ)... أكاذيب كثيرة باسم الدين محّصت وكرّست وأُقنعت بها الدهماء وأصبح القوم يؤذَونَ بها وتشهر في وجوههم أينما حلوا وارتحلوا!!

ولعمري يجدر بكم كأئمة وكدعاة أن لا تواصلوا الصمت ولا التغطية على مثل هذا الظلم – وهو باسم الدين – وأن لا تكونوا كشيوخ بعض المحاظر التي تكرس بها هذه الأكاذيب وتكرر على مسامح الطلبة من أبناء هذه الشريحة، ويجدر بمنابر المساجد أن تحذّر من المساس بأعراض المسلمين ووجوب الإقلاع عن ذلك، والانتصار للمسلم في غيبته.

ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد.

المناخ

الصحة

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025