تاريخ الإضافة : 31.10.2012 13:17
أحمد طوطو للأخبار: أنا "مزيج" من أحاديث الرعاة وأصوات المآذن وإيقاعات "الهيب هوب"
من بين ردهات التحضير لـ"مهرجان نواكشوط للفيلم القصير" في دورته السابعة، استلت الأخبار المبدع والمسرحي والفنان عبد الرحمن ولد أحمد سالم (أحمد طوطو)، وأجرت معه الحوار التالي، الذي تناول إشكالات المسرح الموريتاني، وعلاقة المسرح بالسياسة، وتفاصيل أخرى:
الأخبار: كيف يقدم أحمد طوطو نفسه على مسرح جريدة الأخبار؟
أحمد طوطو: أنا مزيج من رمال البادية، وضوضاء المدينة، مزيج من أهازيج الرعاة وأصوات المآذن، وإيقاعات "الهيب هوب"، أنا باختصــار: مزيج!!.
الأخبار: متى بدأت فكرة دار السينمائيين ولماذا تغير اسم المهرجان؟
أحمد طوطو: فكرة دار السينمائيين كانت في بداية 2002 في مطعم باريزي، حيث كنت في دورة تكوينية في السينما، وجاءت رغبة مني في إشراك أصدقائي في محاولة إعادة الاعتبار للصورة، وإصلاح ذات البين بين المتلقي الموريتاني والسينما، أما اسم المهرجان فإنه جاء في النسخة السابعة، وقد "ذبح له" هذه المرة على اسمه الحقيقي، وأردنا من هذا الاختيار ثلاثة أهداف:
1- تزويج المهرجان مع مدينته.
2- اختيار حجم معين من الأفلام، يتماشى مع القدرة الإنتاجية لأفلام جيل اليوم، وهي أفلام قصيرة غالبا..!.
3- اليوم في العالم كل المهرجانات تحدد بأحجام، فأردنا أن ندخله في صفه المناسب.
1- تزويج المهرجان مع مدينته.
2- اختيار حجم معين من الأفلام، يتماشى مع القدرة الإنتاجية لأفلام جيل اليوم، وهي أفلام قصيرة غالبا..!.
3- اليوم في العالم كل المهرجانات تحدد بأحجام، فأردنا أن ندخله في صفه المناسب.
الأخبـار: مشكلة المسرح في موريتانيا؛ عقلية المجتمع؟ أم غياب الدعم الرسمي؟ أم أننا فقدنا "المسرحي المشعور"، فافتقدنا الجمهور المتابع؟
أحمد طوطو: معاناة المسرح كما يعاني البلد، والطعم الذي ينتظره الجمهور عادة من المسرح، الطعم الكوميدي يرزح تحت حالتين:
أولا: نمر بفترة زادت فيها أسعار كل شيء حتى الضحك، أو أنه أصبح منتهي الصلاحية (فارغ تاريخه).
ثانيا: النكتة تحتاج إلى مستمع (متلقي)، والناس منشغلون عن الاستماع، قد يحدث أن تحكي نكتة لشخص فيحولها إلى مأتم، الضحك عادة له خاصيتان:
- خاصية الرفاه: أي المجتمع المرفه.
- خاصية التداوي للمرضى ومنهم في الإنعاش: ونحن لم نبلغ مرحلة الرفاه، ولم نصل إلى مرحلة الإنعاش..!!.
أولا: نمر بفترة زادت فيها أسعار كل شيء حتى الضحك، أو أنه أصبح منتهي الصلاحية (فارغ تاريخه).
ثانيا: النكتة تحتاج إلى مستمع (متلقي)، والناس منشغلون عن الاستماع، قد يحدث أن تحكي نكتة لشخص فيحولها إلى مأتم، الضحك عادة له خاصيتان:
- خاصية الرفاه: أي المجتمع المرفه.
- خاصية التداوي للمرضى ومنهم في الإنعاش: ونحن لم نبلغ مرحلة الرفاه، ولم نصل إلى مرحلة الإنعاش..!!.
الأخبار: كيف تتصور السؤال القادم؟
أحمد طوطو: شخصي جدا، أو عام لدرجة أنه عائم..!!.
الأخبار: هما معـا، كيف تتصور موريتانيا بعد عشر سنوات، وما هي أطرف قصة تتذكرها؟
أحمد طوطو: سأحكي لك قصة! مرة تصورنا (أنا وبعض الأصدقاء) أن موريتانيا وفرنسا سيتبادلان العواصم بمعالمها وأناسها، حين يأتي الفرنسيون يجدون أنه لا بد أن يقوموا بحملة تنظيف لكي يستريحوا، فيشرعون في تجهيز الطرق والمستشفيات، ويبقى القليل من الليل للمدارس وديار العجزة..إلخ.
ويصبح نواكشوط مدينة جميلة، ويأتي الموريتانيون إلى باريس، يأتون في حالة تعب، فيطلقون الأبقار والأغنام لكي تأكل من "الربيع" (كازوه)، وتصبح باريس وقد جاء الحيوان على أخضرها ويابسها، ويصبح الناس مرضى "بالسوارك والحموضة" ولكم أن تتخيلوا البقية..
موريتانيا بعد عشر سنوات أتصورها بنفس الإنسان بنفس الطموح الشخصي للفرد الموريتاني، تترآى لي صورتها قاتمة والعيب ليس في الأرض ولا المصادر ولا في الجغرافيا ولا في التاريخ؛ وإنما في الإنسان!.
أما أطرف موقف فسأحكي لك مواقف:
أولها: مع مسؤول كنت كلما جاء عبد الرحمن سيساغو أرتب له لقاء مع وزير الثقافة، وفي إحدى المرات كنا مع الوزير في المكتب وبدا يثني على المخرج (سيساغو) وسفارته واستعداد الوزارة للتعاون معه، وعبد الرحمن بطبيعته قليل الكلام، عقّب بجمل قصيرة، وقبل أن نغادر سألني الوزير عن عبد الرحمن سيساغو هل هو بيظاني أم زنجي.. ولكم أن تتخيلوا إحراج الموقف..!!.
ثانيها: ذات يوم التقيت مواطنة قالت لي إن ابنتها الصغيرة تحلم أن تسلم علي منذ زمن، وقفت مع الطفلة أداعبها، ولما هممت بالمغادرة، أمسكت دراعتي وهي تستجدي أمها، وتقول: (ماما اشريلي أحمد طوطواية).
ثالثها: أحد المواطنين مررت عليه، فلم يعرف هل أنا أحمد طوطو أم بط مكعور! فناداني: أحمد مكعور!.
ويصبح نواكشوط مدينة جميلة، ويأتي الموريتانيون إلى باريس، يأتون في حالة تعب، فيطلقون الأبقار والأغنام لكي تأكل من "الربيع" (كازوه)، وتصبح باريس وقد جاء الحيوان على أخضرها ويابسها، ويصبح الناس مرضى "بالسوارك والحموضة" ولكم أن تتخيلوا البقية..
موريتانيا بعد عشر سنوات أتصورها بنفس الإنسان بنفس الطموح الشخصي للفرد الموريتاني، تترآى لي صورتها قاتمة والعيب ليس في الأرض ولا المصادر ولا في الجغرافيا ولا في التاريخ؛ وإنما في الإنسان!.
أما أطرف موقف فسأحكي لك مواقف:
أولها: مع مسؤول كنت كلما جاء عبد الرحمن سيساغو أرتب له لقاء مع وزير الثقافة، وفي إحدى المرات كنا مع الوزير في المكتب وبدا يثني على المخرج (سيساغو) وسفارته واستعداد الوزارة للتعاون معه، وعبد الرحمن بطبيعته قليل الكلام، عقّب بجمل قصيرة، وقبل أن نغادر سألني الوزير عن عبد الرحمن سيساغو هل هو بيظاني أم زنجي.. ولكم أن تتخيلوا إحراج الموقف..!!.
ثانيها: ذات يوم التقيت مواطنة قالت لي إن ابنتها الصغيرة تحلم أن تسلم علي منذ زمن، وقفت مع الطفلة أداعبها، ولما هممت بالمغادرة، أمسكت دراعتي وهي تستجدي أمها، وتقول: (ماما اشريلي أحمد طوطواية).
ثالثها: أحد المواطنين مررت عليه، فلم يعرف هل أنا أحمد طوطو أم بط مكعور! فناداني: أحمد مكعور!.
الأخبار: الأشوار والفلكلور الشعبي كيف يتم توظيفها في المسرح؟
أحمد طوطو: الفن له شكلان؛ إما الانطلاق من قاعدة تقليدية موظفة لشيء حديث، وإما فن تجريدي لا صلة له بالقديم، في فترة الستينات والثمانينات، زمن "الكيكوطية" مثلا لم يكن الفن يخلوا من توظيف الموروث الفلكلوري، كانت هناك حلقات تلفزيونية عنوانها أمثال شعبية، وفي مرحلة ثانية: حاول المتمسرحون تقديم المسرح بلغة مشتركة، وهو ما يقتضي إيجاد إيحاءات ورموز يفهمها الجميع بغض النظر عن الجغرافيا، من ناحية أخرى: هوس الإنسان بتقليد الماضي، هو نوع من الشعور بالفشل في الحاضر، فيذهب إلى الماضي للتغطية على الحاضر.
الأخبار: المسرح والسياسة أي دور وأي علاقة؟
أحمد طوطو: لنبدأ بالعلاقة، لأنها أقرب ما تكون على تصادم (ويصعب أن تكون العلاقة كذلك عادة)، الفن بطبيعته لا يحب الإطارات، والسياسة لا تعمل خارج الإطارات، تكون العلاقة تصادمية حين تريد السياسة من الفن أن يخدمها أو يريد الفن أو المسرح من السياسة أن تفهمه أو تستمع إليه.
أما الدور، فإن دور المسرح كأي فن هو الوخز، وليس المطلوب منه التغيير، إنما أن يثير علامة الاستفهام، أو يشاغب من أجل الإصلاح.
أما دور السياسة فهو أن تفرض عليك ثوبا بمقاس لا يلائمك.
أما الدور، فإن دور المسرح كأي فن هو الوخز، وليس المطلوب منه التغيير، إنما أن يثير علامة الاستفهام، أو يشاغب من أجل الإصلاح.
أما دور السياسة فهو أن تفرض عليك ثوبا بمقاس لا يلائمك.
الأخبار: المسرحي، هل له شكل أو صفات ثابتة؟
أحمد طوطو: المسرحي ليس له شكل وإنما له روح أو (هويولا) كما يقول الفلاسفة، شكله يتغير حسب الحاجة من درويش إلى عسكري إلى طفل من أطفال الشارع إلى سيدة هرمة في حي شعبي.. إلى إمام فالخاصية الثابتة أنه المتغير الثابت!.
الأخبار: المولود الجديد (صحيفة الأخبار إنفو) كيف تقومونه؟
أحمد طوطو: هو قفزة نوعية أشبه ما تكون (من الناحية الميكانيكية) بتبديل جلد الثعبان، نحن عشنا بعد الفترة الذهبية للصحافة المكتوبة في التسعينات فترة مقززة تشابهت فيها أوجه الصحافة المكتوبة لدرجة أنك لو اشتريت جريدة واحدة وغطيت غلافها أغنتك عن كل الجرائد!.
وصلت الصحافة درجة من الخواء الفكري والسياسي والـلامبالاة في الشكل.. والتبعية لتيارات الرياح.. وفجأة ظهرت "الأخبار إنفو"، شخصيا لا أتفاجأ من المستوى، ولا أخاف عليها من التكرار لقناعتي بالقائمين عليها، يعجبني في المشروع أننا كدنا نتحول إلى عوالم متخيلة وكدنا نفقد متعة لمس الورق ، فلأهل "الأخبار" مني التحية.
وصلت الصحافة درجة من الخواء الفكري والسياسي والـلامبالاة في الشكل.. والتبعية لتيارات الرياح.. وفجأة ظهرت "الأخبار إنفو"، شخصيا لا أتفاجأ من المستوى، ولا أخاف عليها من التكرار لقناعتي بالقائمين عليها، يعجبني في المشروع أننا كدنا نتحول إلى عوالم متخيلة وكدنا نفقد متعة لمس الورق ، فلأهل "الأخبار" مني التحية.
الأخبار: ما هو الالتزام في الفن؟
أحمد طوطو: أن تنطلق من الإيمان الشخصي بأي قضية وتلقح فكريا قبل أن تبدأ عملك الفني، حينها ستكونه مرآة للواقع، والتزامك هو مدى قدرتك على عكس الصورة.
الأخبار: أين هي "انديونة" الجمهور؟
أحمد طوطو: آه "حاظر الخير".