تاريخ الإضافة : 18.10.2012 11:10

رصاصة الرمز.. وفك شفرة الروايات

بشير ولد خيري

بشير ولد خيري

بقلم / بشير ولد خيري
Aboanas121@hotmail.com

لم أكن أرغب أبدا أن يخط قلمي حرفا واحدا عن إصابة مسلم ومن باب أولى مسلم ورمزٌ وطني ـ رئيس الجمهورية ـ ( تلك مصيبة عصم الله منها سيوفنا فلنعصم منها ألسنتنا) ولكن استثارتني كثرت الروايات للحدث الذي لا يختلف اثنان في أنه حدث جلل فالرجل رئيس الدولة ومكانته تمثل هيبة الدولة التي لا ينبغي أن نقبل أن تمس من أي كائن على وجه الأرض ، والروايات الرسمية والمنسوبة لها كلها ينقصها الحبك الروائي ولا تنطلي على عقول الأطفال وبها من الثغرات ما الله به عليم أولها : نيران صديقة أي صداقة يتم فيها إطلاق النار؟ ثانيها : حادث خطأ وإصابة في الذراع وهي إصابة خفيفة والزيارة ممنوعة !!! والرئيس في أول ظهور له لا يستطيع الحديث !!! ثالثها : دورية من ضابطين والرئيس لم يتوقف وتمت المطاردة التي تذكر بأفلام الكابويات ، رابعها : قائد ومعه مجموعة جنود وينصبون كمين لسيارة الرئيس والحديث عن v8 تسير بسرعة 180متى سيجتمعون لنصب الكمين ؟ خامسها : مصادرعليمة نقلا عن الرئيس السيارة 190وبها ثلاثة أين هم وأين السيارة هل اخترقت الأرض أم صعدت إلى السماء ؟ ... الله أعلم كم ستصل الروايات الرسمية للحادثة !! ناهيك عن سلسلة الروايات الشعبية التي لا يفوت على عاقل أن وراءها جهة تستخدمها كحرب نفسية وهي المعروفة في العلوم العسكرية ب(الإشاعة) تستخدم في الحروب ، والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح لمصلحة من تساق هذه الروايات ؟ وهي في الجملة توحي بتخبط وفوضى في إدارة الدولة والأحداث والأزمات التي تتعرض لها ، وهذا مالا ينبغي وكأني بالدولة ستصل المرحلة التي وصل لها الرئيس الأمريكي السابق بوش عليه من الله ما يستحق بعد غزو أفغانستان بفترة ولم يتمكن من العثور على بن لادن أو أي من قادة التنظيم وقف في خطاب لعل الجميع يذكره وقال ( أسامة بن لادن إما داخل أفغانستان أو خارجها ، إما حيا أو ميتا ) فنخشى أن تأتينا رواية رسمية أو شعبية بأن الرئيس أصيب برصاصة أو أصيب بشيء آخر ، إما أن تكون إصابته خفيفة أو بالغة ، إما أن يتعافى بسرعة أو يمكث بعض الوقت .
ولفك طلاسم تلك الحادثة الغامضة وللحفاظ على ما بقي من هيبة الدولة إن بقي منها شيء نطالب بالأمور التالية :
الأمر الأول : تحيق علني وشفاف في الحادث تشترك فيه كل الأطراف الوطنية والخبراء من موالاة ومعارضة يحقق في كل الملابسات ، وكيف تم الحادث ، وطريقة تعامل الأجهزة الرسمية معه بعد وقوعه ووسائل الوقاية المتبعة قبل وقوعه ، ونشر ذلك بوضوح للشعب والرأي العام .
الأمر الثاني : صدور بيان رسمي واضح بالرواية الصحيحة ونفي ما سواها من الروايات بكل صدق ووضوح ونُذكر بأن (الرائد لا يكذب أهله ) وماهو الموقف الصحي الحالي للرئيس ، وتحديد خارطة إدارة الدولة الحالية ، فالفراغ أمر مرفوض .
الأمر الثالث والأهم : نتمنى الإجابة على كل الأسئلة المطروحة من قبل المهتمين لأنها في الجملة تساعد على فك اللغز المحير وهي كثيرة منها :
• هل هنالك جهة أصلا مسئولة عن بروتكول تحركات الرئيس ؟ وهل يخضع الرئيس لهذه الجهة لأنها مسئولة عن الحماية التي تعني حماية البلد ؟ أين كان فيلق الحرس الرئاسي (بازب) يوم الحادث ؟

• الرئيس مصاب على بعد 40 كيلومتر خارج نواكشوط لماذا لم تتحرك قوة عسكرية أو طبية لإنقاذه أو مساعدته وتركه منفردا حتى يصل المستشفي ؟
• هذه الدورية التي طاردت الرئيس وأصابته هل علموا أنه الرئيس بعد الإصابة وقالوا له اذهب إلى الطبيب وعالج نفسك ؟ أم عجزوا عن إدراك السيارة التي السير بسرعة 180 !! وتركوها تدخل نواكشوط لتفعل فيه ما تشاء ؟ وما هو تصرف الدورية بالضبط إن صحت ؟
• قوة الحماية التي تقدمت عن الرئيس ما هو الدور الذي قامت به أثناء الحادث أو بعده ؟ وكذلك الكتيبة العسكرية (الصنقة ) ألا تحركها 14 رصاصة قريبة منها ؟ وماهو التحرك الذي قامت به ؟

• كم المدة الزمنية التي قضاها الرئيس بين الإصابة ودخول المستشفى ؟ ولماذا لم يحضر ولد الغزواني أو أحد الجنرالات قبل وصول الرئيس للمستشفى ؟
• كيف يكون الرئيس جالسا داخل السيارة ويصاب برصاصة تخترق الظهر وتستقر في الأمعاء ؟ ما هي نوعية العيار الذي أُصيب به الرئيس ؟ وكم المسافة بين مُطلِق النار والرئيس ؟ وهل هو خلف السيارة أم بجانبها ؟
• وهل مصدر إطلاق النار واحد أم مصادر متعددة ؟ إذا كان المصدر واحد ما هو دور المرافقين للضابط إن صحت الرواية ؟
• بعد وصول الرئيس لماذا منع المدنيون من الدخول عليه وسمح للجنرالات ؟ هل كان الخوف من رؤية المدنيون لوضع الرئيس الصحي ؟ وهل هو عدم ثقة فيهم خشية أن يصرحوا ... ؟ أم أنهم يتعاملون مع بعض شؤون الدولة وبعضها لا يعنيهم ؟ إذا كان الأمر لراحة الرئيس ألا يتساوى في ذلك المدني والعسكري ؟

وفي ختام هذه المعالجة السريعة أتمنى على قياداتنا الأمنية والسياسية احترام العقل الموريتاني والتعامل معه بمستوى النضج الذي يستحق ، وأتمنى لمحمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية والمواطن الموريتاني قبل الرئاسة الصحة والسلامة والعودة إلى وطنه معافى ، ونسأل الله أن يجنب بلادنا دوامة الاغتيالات السياسية ما ظهر منها وما بطن
بقلم / بشير ولد خيري
Aboanas121@hotmail.com

الجاليات

الصحة

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025