تاريخ الإضافة : 17.10.2012 13:44

حب الوطن من الإيمان

محمد ولد إبراهيم ـ رئيس المنظمة الموريتانية لمناهضة التطرف ودعم الوحدة الوطنية

محمد ولد إبراهيم ـ رئيس المنظمة الموريتانية لمناهضة التطرف ودعم الوحدة الوطنية

في هذا الزمن الوضيع، وعندما يشتد لهاث ضعاف النفوس خلف القيم المادية ، عندها فقط تطفو على السطح كائنات دون آدمية
مشوهة عقليا ونفسيا ووجدانيا، ولعل أكثر تلك النماذج إثارة للتغزز والنفور ما طالعنا به أحد منتسبي عصابة "إيرا" والذي كافح قدر إمكانياته الضعيفة في سبيل وصف مؤتمر جنيف الحقوقي بالتظاهرة المضللة زاعما أن العبودية ما تزال موجودة في موريتانيا، ونحن لن نناقش هذا الادعاء لسبب بسيط هو أننا كما هو كما الغير، نرى بوضوح أن لا رقد في هذا البلد وأن ما يشعر به هذا الإمعة من عبودية لا يتجاوز إحساسه هو بعبوديته لشياطينه، شياطينه التي تعده - وخاب ذلك الوعد- بفتنة أهلية مؤكدة، وهو في غبائه المثير للشفقة لا يدرك أن الحرب الأهلية لم تسجل عبر التاريخ طرفا منتصرا وأنها لا تتقن التمييز بين الألوان والألسن، فهي تحرق خارطة الوطن بألوانه وتبايناته وأن ذاك التنوع العرقي الذي ظل يمثل قوس قزح جميل في سماء هذه البلاد سيتحول إلى وقود جهنمي لتلك الفئة.
وعليه فإنه من واجبنا الديني والوطني وحفاظا على وحدتنا الوطنية أن نشيد بما تحقق في مجال حقوق الإنسان منذ تولي رئيس الجمهورية مقاليد الحكم وتجسد ذلك في الدور الريادي الذي لعبه كلا من مفوض حقوق الإنسان وسفيرنا في جنيف .
موريتانيا ليست مرغمة على تنظيم يوم مفتوح حول حقوق الإنسان في جنيف، لكن طي ملف المبعدين وتجريم العبودية جعلها مثلا يقتدى به في المنطقة، وذلك بشهادة جميع المنظمات الدولية.
وهنا أرد السؤال إلى دعاة الفتنة والتفرقة.
- فكيف يدخل هذا اليوم في إطار السياسة العنصرية للنظام الموريتاني؟
- وما هي علتكم في تعيين سفير من شريحة الحراطين؟
إن الحسد والحقد اللذان أصبحا سمة لما تسمونه "نضال الحراطين"
أساء إلى هذه الشريحة التي شهد لها القاصي والداني بالوسطية والاعتدال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ لا يتم إيمان أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه}.
وبما أننا كنا من بين المنظمات الوطنية التي كانت حاضرة لجميع الفعاليات فإننا نؤكد أن اليوم المفتوح كان ناجحا بكل المقاييس، فلقد قسم إلى مرحلتين، الأولى تمثلت في افتتاحية اليوم المفتوح من طرف مفوض حقوق الإنسان وتعقيب سفيرنا في جنيف، حيث حضر كلا من ممثل المفوض السامي لحقوق الإنسان وممثلة المفوض السامي للاجئين وسفراء كل من الجزائر- المغرب - تونس- السنغال- قطر- الصومال – اتشاد – غينيا كوناكري، والقائمة تطول.
والمرحلة الثانية تمثلت في عروض ونقاشات مفتوحة من طرف جميع المنظمات الوطنية والإفريقية والدولية الموجودة في جنيف.
إن المواطن البسيط ليشعر بالغيظ يأكله تجاه سلطة تتفرج على مروجي الفتنة ودعاتها دون أن تحرك ساكنا ، فأي فكر وأي سياسية وأي حقوقية في منطق تفوح منه روائح البغضاء والحقد تجاه مجتمع بكامله وأين الدولة من التظاهرات التي تقودها تلك العصابات وتهتف في الشوارع بشعارات عنصرية صريحة.

وماذا يستحق هذا الكاتب الذي يجهل أبجديات الدبلوماسية والمتطفل على القوانين الدولية والمتحدث عن المعاهدات والاتفاقيات وهو لا يعدو في واقع الحال أن يكون جمجمة فارغة إلا من هواجسه ووساوسه المخبولة والمتعطشة لكل وقاحة لحدوث صدام اجتماعي مدمر وبما أننا هذه الأيام في مواسم نوبل، ألا يستحق منا هذا صاحب المقال حزمة جوائز على النحو التالي :
- نوبل لخيانة الوطن
- نوبل للجهل والغباء السياسي
- نوبل للتسول تحت عباءة النضال الحقوقي

الجاليات

الصحة

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025