تاريخ الإضافة : 06.10.2012 11:00
مقاطعــة أمبــود : النائــب بالوكالــة !
مقاطعة امبود هي إحدى أقدم مقاطعات الوطن، حيث تأسست في الأيام الأولى من ميلاد الدولة الموريتانية، وكانت هذه المقاطعة منطقة تجمع وعبور بشكل أخص لكل القادمين من ولايات لعصابه، وكيد ماغ، وكوركول، وغيرهم من ولايات الوطن على وجه العموم.
وتعد هذه المنطقة منطقة زراعية ورعوية بدرجة أولى، حيث أسهمت في تنمية جزء هام من أنحاء البلاد على مر العصور، وقد أقامت بهذه المقاطعة مختلف الشرائح والفئات المكونة للنسيج الاجتماعي الوطني، وتخرج من مدارسها العديد من أصحاب الشهادات العالية والمتوسطة من مختلف الإختصاصات، كما تجمعت على أراضيها ثرة معتبرة للعديد من أصحاب رؤوس الأموال في البلد، وإن كانت هذه الأخيرة قد شهدت هجرة مضادة متتالية لأصحابها من حين لأخر خاصة خلال سنوات الجفاف التي عرفتها البلاد في أواخر السبعينات، وأتذكر في أحد اللقاءات مع بعض أعيان المقاطعة وأبنائها حين كان الحوار يدور حول إحدى الشخصيات الوطنية المعروفة ذات الموقع المادي الهام والاقتصادي المعتبر، حيث تعد هذه الشخصية من أصحاب رؤوس الأموال الطائلة، فكان من خبرها أنها كانت تسكن مع ذويها في مقاطعة امبود في فترة من الفترات يمارسون التجارة قبل أن يهاجروا منه إلى وجهة أخرى داخل الوطن أو خارجه، والأمثلة كثيرة في هذا الصدد.
وقد كان لهذه المقاطعة دورها الفعال في التنمية السياسية والإقتصادية والإجتماعية للبلد خلال كل العقود والأحكام الماضية، وحتى قبل استقلال الدولة الموريتانية حيث كانت المقاطعة ممثلة دائما بنائب في الجمعية الوطنية حينها، كما احتضنت هذه المقاطعة العديد من العلماء الأجلاء الذين أسهموا في توعية وتفقيه الناس في أمور دينهم، وذلك قبل أن يوافي الأجل المحتوم العديد منهم تغمدهم الله بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جناته ونفعنا الله بعلمهم وجعله في ميزان حسناتهم، فليرحم الله السلف وليبارك في الخلف.
ومع نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات من القرن الماضي، ومع هبوب ريح الديمقراطية التي عرفتها البلاد في هذه الفترة دخلت البلاد عموما مرحلة جديدة من الممارسات السياسية، وكان للمقاطعة حظها من اللعبة الديموقراطية، وأصبحت ممثلة بنائبين في الجمعية الوطنية، وشيخ في مجلس الشيوخ هذا بالإضافة إلى تسع عمد والعديد من المستشارين المحليين، وتتالت الإنتخابات المحلية على مستوى المقاطعة مرة تلو الأخرى، وشهدت عدة إفرازات محلية على مستوى المجالس البلدية وانتخابات الشيوخ والنواب، فكانت تعطي في كل مرة من المرات، ومرحلة من المراحل نتائجا في أسوء الحالات تستجيب لتطلعات، وآمال الحكام في كل حقبة من تلك الحقب المتتالية ، لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو هل تستجيب هذه النتائج في ذات الوقت لتطلعات الناخبين المحليين؟، وهل أصلا تمت استشارتهم في اختيار ممثليهم أومن ينوب عنهم؟، وهل تركوا فعلا يمارسون حقهم الإنتخابي بكل حرية في اختيار ممثليهم من دون إغراءات مادية ولا ضغوطات معنوية؟، وهل تمت مراعاة مبادئ النزاهة والكفاءة في اختيار كل أولئك الممثلين المحليين للمقاطعة؟، أم أن الأمر كله بقي متروكا لأياد خفية لتعبث به وبمصالح المقاطعة، ومتروك لها الحبل على القارب في اختيار من تختار وإبعاد من أرادت إبعاده؟ أم أن الأمر لا يعدوا أن يكون ضربة حظ لهؤلاء فيصعد من صعد، وخيبة أمل لأولئك فيهبط من هبط؟.
وهذه أسئلة من بين أخرى كثيرة تتردد على ألسنة الكثيرين، ومهما تكن طبيعة الإجابة عليها بالسلب أم بالإيجاب، فإنني أورد هنا مجموعة من الحقائق تتعلق بالمقاطعة، وأبنائها ينبغي التوقف عندها وملاحظتها :
1ـ أن المقاطعة من أقدم مقاطعات الوطن، بل كانت في فترة من الفترات تحكم على ثلاثة أجزاء هامة من ثلاث ولايات وهي : ولاية كيدماغ، وولاية لعصابه وولاية كوركول، وقد أسهمت إسهاما كبيرا في التنمية الوطنية للبلاد خلال كل العقود الماضية.
2ـ أن المقاطعة احتضنت ولازالت تحتضن العديد من أبناء البلد الخيرين الذين كان ولا يزال لهم الدور الريادي والطلائعي في خدمة مجتمعهم خصوصا، وبلدهم عموما.
3ـ أن المقاطعة قد تخرج من طلبة مدارسها العديد من الأطر وأصحاب الكفاءات العالية في مختلف الإختصاصات خلال كل المراحل السابقة.
4ـ أن من بين أبناء المقاطعة من له دراية كبيرة بفن السياسة، ومن يتبوأ مناصب قيادية في العديد من التشكيلات السياسية، والحزبية في البلد.
هذه أمور من بين أخرى يضيق المقام هنا عن ذكرها أردت فقط أن أوردها في هذه المناسبة ليزول اللبس عن البعض في نظرته القاصرة ـ عن جهل أم عن غير جهل ـ إتجاه مقاطعة امبود وساكنتها هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى أرى أنه من غير اللائق حقا أن يكون للمقاطعة من يتحدث باسمها من غير منتخبيها ولا ممثليها، ومن خارج قادتها السياسيين، وخاصة من تحت قبة البرلمان الموقرة، حيث أنني كغيري من المتتبعين والمشاهدين للنقاشات البرلمانية، أتابع من حين لآخر مداخلة لأحد النواب الممثل لإحدى المقاطعات الأخرى وهو يطرح قضايا المقاطعة من وقت لآخر، حتى قال لي أحدهم ذات مرة أنتم أهل امبود هل انتدبتم في البرلمان من يتحدث باسمكم أم أنه نائب بالوكالة؟، وعندها أصبت بدهشة كبيرة؟ وبحيرة أكبر لواقع هذه المقاطعة التي تتوفر على مخزون بشري هام جدا من أبنائها أصحاب الكفاءات والخبرات العالية في شتى الميادين والقادرين على تسوية العديد من مشاكل ساكنة مقاطعتهم، ورفع المستعصي منها بكل أمان وإخلاص إلى الجهات العليا في البلد، والى من يعنيه الأمر تحديدا، والى الرأي العام عموما من خلال وسائل الإعلام المتاحة.
ومع أنني أبقى ممتنا لأولئك الذين طرحوا قضايانا خلال كل تلك الفترة ولهم مني كل التقدير، إلا أنني أتمنى من أبناء منطقتي أن ينفضوا عنهم الغبار، ويواكبوا روح التغيير، ويحكموا ضمائرهم في الإستحقاقات المحلية القادمة خاصة أنها ستمنحهم مقعدا إضافيا إلى المقعدين السابقين ليصير لهم في الجمعية الوطنية ثلاثة نواب، فلعل وعسى أن يتمكن هذا الثلاثي الجديد من النواب من تحقيق ما عجز عن تحقيقه من سبقهم، ولذلك ينبغي تحكيم الضمائر، وحسن الإختيار في الاستحقاقات القادمة لا على أساس قبلي، ولا طائفي، ولا فئوي، ولا مادي، وإنما على أساس النزاهة، والاستقامة، والكفاءة، والقدرة على الإستجابة، وتحقيق تطلعات وآمال جميع سكان المقاطعة، ويختارون من بين أبنائهم من بإستطاعته أن يدافع عن قضاياهم العادلة، ويرفع مشاكلهم إلى من يعنيهم الأمر، وتسوية ما أمكن تسويته في الحال من دون تأجيل ولا تأخير، وعندها نقول جميعا ألف تحية ومع السلامة للنائب بالوكالة!!!.
من إعداد الكاتب : مولاي إدريس ولد العربي
وتعد هذه المنطقة منطقة زراعية ورعوية بدرجة أولى، حيث أسهمت في تنمية جزء هام من أنحاء البلاد على مر العصور، وقد أقامت بهذه المقاطعة مختلف الشرائح والفئات المكونة للنسيج الاجتماعي الوطني، وتخرج من مدارسها العديد من أصحاب الشهادات العالية والمتوسطة من مختلف الإختصاصات، كما تجمعت على أراضيها ثرة معتبرة للعديد من أصحاب رؤوس الأموال في البلد، وإن كانت هذه الأخيرة قد شهدت هجرة مضادة متتالية لأصحابها من حين لأخر خاصة خلال سنوات الجفاف التي عرفتها البلاد في أواخر السبعينات، وأتذكر في أحد اللقاءات مع بعض أعيان المقاطعة وأبنائها حين كان الحوار يدور حول إحدى الشخصيات الوطنية المعروفة ذات الموقع المادي الهام والاقتصادي المعتبر، حيث تعد هذه الشخصية من أصحاب رؤوس الأموال الطائلة، فكان من خبرها أنها كانت تسكن مع ذويها في مقاطعة امبود في فترة من الفترات يمارسون التجارة قبل أن يهاجروا منه إلى وجهة أخرى داخل الوطن أو خارجه، والأمثلة كثيرة في هذا الصدد.
وقد كان لهذه المقاطعة دورها الفعال في التنمية السياسية والإقتصادية والإجتماعية للبلد خلال كل العقود والأحكام الماضية، وحتى قبل استقلال الدولة الموريتانية حيث كانت المقاطعة ممثلة دائما بنائب في الجمعية الوطنية حينها، كما احتضنت هذه المقاطعة العديد من العلماء الأجلاء الذين أسهموا في توعية وتفقيه الناس في أمور دينهم، وذلك قبل أن يوافي الأجل المحتوم العديد منهم تغمدهم الله بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جناته ونفعنا الله بعلمهم وجعله في ميزان حسناتهم، فليرحم الله السلف وليبارك في الخلف.
ومع نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات من القرن الماضي، ومع هبوب ريح الديمقراطية التي عرفتها البلاد في هذه الفترة دخلت البلاد عموما مرحلة جديدة من الممارسات السياسية، وكان للمقاطعة حظها من اللعبة الديموقراطية، وأصبحت ممثلة بنائبين في الجمعية الوطنية، وشيخ في مجلس الشيوخ هذا بالإضافة إلى تسع عمد والعديد من المستشارين المحليين، وتتالت الإنتخابات المحلية على مستوى المقاطعة مرة تلو الأخرى، وشهدت عدة إفرازات محلية على مستوى المجالس البلدية وانتخابات الشيوخ والنواب، فكانت تعطي في كل مرة من المرات، ومرحلة من المراحل نتائجا في أسوء الحالات تستجيب لتطلعات، وآمال الحكام في كل حقبة من تلك الحقب المتتالية ، لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو هل تستجيب هذه النتائج في ذات الوقت لتطلعات الناخبين المحليين؟، وهل أصلا تمت استشارتهم في اختيار ممثليهم أومن ينوب عنهم؟، وهل تركوا فعلا يمارسون حقهم الإنتخابي بكل حرية في اختيار ممثليهم من دون إغراءات مادية ولا ضغوطات معنوية؟، وهل تمت مراعاة مبادئ النزاهة والكفاءة في اختيار كل أولئك الممثلين المحليين للمقاطعة؟، أم أن الأمر كله بقي متروكا لأياد خفية لتعبث به وبمصالح المقاطعة، ومتروك لها الحبل على القارب في اختيار من تختار وإبعاد من أرادت إبعاده؟ أم أن الأمر لا يعدوا أن يكون ضربة حظ لهؤلاء فيصعد من صعد، وخيبة أمل لأولئك فيهبط من هبط؟.
وهذه أسئلة من بين أخرى كثيرة تتردد على ألسنة الكثيرين، ومهما تكن طبيعة الإجابة عليها بالسلب أم بالإيجاب، فإنني أورد هنا مجموعة من الحقائق تتعلق بالمقاطعة، وأبنائها ينبغي التوقف عندها وملاحظتها :
1ـ أن المقاطعة من أقدم مقاطعات الوطن، بل كانت في فترة من الفترات تحكم على ثلاثة أجزاء هامة من ثلاث ولايات وهي : ولاية كيدماغ، وولاية لعصابه وولاية كوركول، وقد أسهمت إسهاما كبيرا في التنمية الوطنية للبلاد خلال كل العقود الماضية.
2ـ أن المقاطعة احتضنت ولازالت تحتضن العديد من أبناء البلد الخيرين الذين كان ولا يزال لهم الدور الريادي والطلائعي في خدمة مجتمعهم خصوصا، وبلدهم عموما.
3ـ أن المقاطعة قد تخرج من طلبة مدارسها العديد من الأطر وأصحاب الكفاءات العالية في مختلف الإختصاصات خلال كل المراحل السابقة.
4ـ أن من بين أبناء المقاطعة من له دراية كبيرة بفن السياسة، ومن يتبوأ مناصب قيادية في العديد من التشكيلات السياسية، والحزبية في البلد.
هذه أمور من بين أخرى يضيق المقام هنا عن ذكرها أردت فقط أن أوردها في هذه المناسبة ليزول اللبس عن البعض في نظرته القاصرة ـ عن جهل أم عن غير جهل ـ إتجاه مقاطعة امبود وساكنتها هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى أرى أنه من غير اللائق حقا أن يكون للمقاطعة من يتحدث باسمها من غير منتخبيها ولا ممثليها، ومن خارج قادتها السياسيين، وخاصة من تحت قبة البرلمان الموقرة، حيث أنني كغيري من المتتبعين والمشاهدين للنقاشات البرلمانية، أتابع من حين لآخر مداخلة لأحد النواب الممثل لإحدى المقاطعات الأخرى وهو يطرح قضايا المقاطعة من وقت لآخر، حتى قال لي أحدهم ذات مرة أنتم أهل امبود هل انتدبتم في البرلمان من يتحدث باسمكم أم أنه نائب بالوكالة؟، وعندها أصبت بدهشة كبيرة؟ وبحيرة أكبر لواقع هذه المقاطعة التي تتوفر على مخزون بشري هام جدا من أبنائها أصحاب الكفاءات والخبرات العالية في شتى الميادين والقادرين على تسوية العديد من مشاكل ساكنة مقاطعتهم، ورفع المستعصي منها بكل أمان وإخلاص إلى الجهات العليا في البلد، والى من يعنيه الأمر تحديدا، والى الرأي العام عموما من خلال وسائل الإعلام المتاحة.
ومع أنني أبقى ممتنا لأولئك الذين طرحوا قضايانا خلال كل تلك الفترة ولهم مني كل التقدير، إلا أنني أتمنى من أبناء منطقتي أن ينفضوا عنهم الغبار، ويواكبوا روح التغيير، ويحكموا ضمائرهم في الإستحقاقات المحلية القادمة خاصة أنها ستمنحهم مقعدا إضافيا إلى المقعدين السابقين ليصير لهم في الجمعية الوطنية ثلاثة نواب، فلعل وعسى أن يتمكن هذا الثلاثي الجديد من النواب من تحقيق ما عجز عن تحقيقه من سبقهم، ولذلك ينبغي تحكيم الضمائر، وحسن الإختيار في الاستحقاقات القادمة لا على أساس قبلي، ولا طائفي، ولا فئوي، ولا مادي، وإنما على أساس النزاهة، والاستقامة، والكفاءة، والقدرة على الإستجابة، وتحقيق تطلعات وآمال جميع سكان المقاطعة، ويختارون من بين أبنائهم من بإستطاعته أن يدافع عن قضاياهم العادلة، ويرفع مشاكلهم إلى من يعنيهم الأمر، وتسوية ما أمكن تسويته في الحال من دون تأجيل ولا تأخير، وعندها نقول جميعا ألف تحية ومع السلامة للنائب بالوكالة!!!.
من إعداد الكاتب : مولاي إدريس ولد العربي







