تاريخ الإضافة : 16.09.2012 13:36
!العلاقات الشعبية الموريتانية السنيغالية وضرورة التحسين
أستبعد أن يوجد نظير لمدى أوجه الارتباط الاجتماعي والنسَبي والمادي والروحي والثقافي بين الشعبين الموريتاني والسنيغالي ، ومع أن هذه بدهية يعرفها القاصي والداني،
ويتحدث عنها السياسيون والدبلوماسيون في المناسبات ، إلا أن واقع التعامل بين الشعبين الشقيقين
قلما يستحضر تلك المعاني السامية ، والأسس النبيلة التي يستلزمها ذلك الارتباط بل
قد تأسست العلاقة التعاملية ومورست عبر الأجيال على أسس أخرى مضادة ومناقضة لمقتضى الجيرة والأخوة والارتباط .
ولئن كنت أتحدث في الأساس عن العلاقات "الشعبية" المحضة ، فلا يمكنني استبعاد واجب
الحكومات المتعاقبة – في البلدين - في بذل الجهد لتصحيح المسار ، وإخراج العلاقة
من الخطر والتوتر إلى التطبيع والتآخي ؛ انسجاما مع مسؤولية السلطات عن مصالح
شعوبها ، والسعي في حمايتها وصيانتها .
فالموريتاني في نظر السنيغالي – وأستثني النخب كالطلاب ونحوهم – ما هو إلا "نار" قدمت عبر الحدود لتحرق الأخضر واليابس ، معادٍ للعنصر الأسمر ، دنيء التفكير ، متسخ الملابس، متستر بالدين ، لا يصلي جمعة ولا جماعة ، ولا يمتنع عن بيع ضار ولا محرم ، ولا
يتورع عن غش مشتر ، ولا خيانة غافل ، يتحين الفرصة لامتصاص دماء كل من يقترب منه،
فيخطف من المال خطفة يغادر بها الحدود قبل أن ينبلج الصباح !
والسنغالي في نظر الموريتاني – ولا بد أن ثمة استثناء أيضاً – لصٌّ ، متحايل ، سارق ، حاقد، لا يتطهر ولا يصلي ، ولا دين له ، ولا أمان ، يتحين أقرب فرصة ليبيعك لمن يذبحك ويسلخ جلدك ، ثم يرقص ثمِلاً من الخمر سكرانَ على أشلائك الممزقة !!
فبالله عليكم ما ذا ينتظر من خير ومحبة وسلام وطمأنينة وحسن جوار ، وإحساس بأخوة ممن يتبادلون هذه النظرة ؟؟!! وأي مسؤولية على نخب المجتمَعين وساستهما ، وعلى عامة شعبيهما لتصحيح النظرة التي رسختها عقود من الازدراء والحقد والشحناء ؟! وبما ذا نتقي عودة كارثة مثل فتنة 1989 الآثمة ؟! وهل واقع العلاقات الاجتماعية – إن استمرت على هذا النحو – إلا برميل بارود ينتظر انفجاره أي لحظة ؟!
ولكي أبذل جهدا يسيراً في علاج هذه النظرة السلبية المتقابلة أحب أن أضع أفكاراً بعضها من مسؤولية السلطات ، وبعضها موجه للنخب ، وآخر لعامة الناس ، فمنها :
1. اختيار الموظفين الأمناء الثقات في مناطق الحدود خاصة ؛ لأنهم أول وآخر ما يعلق بذهن المارّ ، وتعاملهم معه سيشكل نظرة يصعب تغييرها ، سلبية كانت أو إيجابية .
2. اختيار الدبلوماسيين المستشعرين للمصلحة الوطنية العليا لتمثيل البلدين .
3. إقامة البلدين المؤسسات الاجتماعية الخادمة للمجتمع الآخر .
4. فتح فروع للمؤسسات التعليمية في كلا البلدين ، كل فيما هو أحوج إليه مما عند الآخر.
5. بعث القوافل الخدمية المؤقتة لخدمة المجتمع الآخر وتكريمها من سلطات البلد المضيف عند انتهاء مهمتها .
6. بث برامج إعلامية تعرف بالجوانب الإيجابية لدى المجتمع الآخر .
7. عقد اتفاقيات ثنائية للتعاون الخاص بين البلدين في المجالات المختلفة .
8 . تكريم المتميزين من الدبلوماسيين والمقيمين في كلا البلدين عند انتهاء المهمة .
9 . رعاية كل سفارة لجاليتها ورقابة سلوكهما ، وربطها معاملات مواطنيها بنوع من حسن السيرة والسلوك في البلد المضيف ؛ كالتسهيل وتخفيض الرسوم ، ونحو ذلك .
10 سعي كل من الجاليتين في البلد الآخر للعناية بمظهرها وتحسين سمعتها لدى المجتمع.
وأخيرا : فما هذه إلا أفكارٌ واجتهادات ربما ينقص بعضها التجربة والميدانية ، وربما يرى بعض المطلعين في بعضها صعوبة أو خيالاً ، ولكن حسبي لفت النظر للقضية ، وإثارة خطرها ، والخير أردت ، وإنما لكل امرئ ما نوى .
المختار ولد أمين
ويتحدث عنها السياسيون والدبلوماسيون في المناسبات ، إلا أن واقع التعامل بين الشعبين الشقيقين
قلما يستحضر تلك المعاني السامية ، والأسس النبيلة التي يستلزمها ذلك الارتباط بل
قد تأسست العلاقة التعاملية ومورست عبر الأجيال على أسس أخرى مضادة ومناقضة لمقتضى الجيرة والأخوة والارتباط .
ولئن كنت أتحدث في الأساس عن العلاقات "الشعبية" المحضة ، فلا يمكنني استبعاد واجب
الحكومات المتعاقبة – في البلدين - في بذل الجهد لتصحيح المسار ، وإخراج العلاقة
من الخطر والتوتر إلى التطبيع والتآخي ؛ انسجاما مع مسؤولية السلطات عن مصالح
شعوبها ، والسعي في حمايتها وصيانتها .
فالموريتاني في نظر السنيغالي – وأستثني النخب كالطلاب ونحوهم – ما هو إلا "نار" قدمت عبر الحدود لتحرق الأخضر واليابس ، معادٍ للعنصر الأسمر ، دنيء التفكير ، متسخ الملابس، متستر بالدين ، لا يصلي جمعة ولا جماعة ، ولا يمتنع عن بيع ضار ولا محرم ، ولا
يتورع عن غش مشتر ، ولا خيانة غافل ، يتحين الفرصة لامتصاص دماء كل من يقترب منه،
فيخطف من المال خطفة يغادر بها الحدود قبل أن ينبلج الصباح !
والسنغالي في نظر الموريتاني – ولا بد أن ثمة استثناء أيضاً – لصٌّ ، متحايل ، سارق ، حاقد، لا يتطهر ولا يصلي ، ولا دين له ، ولا أمان ، يتحين أقرب فرصة ليبيعك لمن يذبحك ويسلخ جلدك ، ثم يرقص ثمِلاً من الخمر سكرانَ على أشلائك الممزقة !!
فبالله عليكم ما ذا ينتظر من خير ومحبة وسلام وطمأنينة وحسن جوار ، وإحساس بأخوة ممن يتبادلون هذه النظرة ؟؟!! وأي مسؤولية على نخب المجتمَعين وساستهما ، وعلى عامة شعبيهما لتصحيح النظرة التي رسختها عقود من الازدراء والحقد والشحناء ؟! وبما ذا نتقي عودة كارثة مثل فتنة 1989 الآثمة ؟! وهل واقع العلاقات الاجتماعية – إن استمرت على هذا النحو – إلا برميل بارود ينتظر انفجاره أي لحظة ؟!
ولكي أبذل جهدا يسيراً في علاج هذه النظرة السلبية المتقابلة أحب أن أضع أفكاراً بعضها من مسؤولية السلطات ، وبعضها موجه للنخب ، وآخر لعامة الناس ، فمنها :
1. اختيار الموظفين الأمناء الثقات في مناطق الحدود خاصة ؛ لأنهم أول وآخر ما يعلق بذهن المارّ ، وتعاملهم معه سيشكل نظرة يصعب تغييرها ، سلبية كانت أو إيجابية .
2. اختيار الدبلوماسيين المستشعرين للمصلحة الوطنية العليا لتمثيل البلدين .
3. إقامة البلدين المؤسسات الاجتماعية الخادمة للمجتمع الآخر .
4. فتح فروع للمؤسسات التعليمية في كلا البلدين ، كل فيما هو أحوج إليه مما عند الآخر.
5. بعث القوافل الخدمية المؤقتة لخدمة المجتمع الآخر وتكريمها من سلطات البلد المضيف عند انتهاء مهمتها .
6. بث برامج إعلامية تعرف بالجوانب الإيجابية لدى المجتمع الآخر .
7. عقد اتفاقيات ثنائية للتعاون الخاص بين البلدين في المجالات المختلفة .
8 . تكريم المتميزين من الدبلوماسيين والمقيمين في كلا البلدين عند انتهاء المهمة .
9 . رعاية كل سفارة لجاليتها ورقابة سلوكهما ، وربطها معاملات مواطنيها بنوع من حسن السيرة والسلوك في البلد المضيف ؛ كالتسهيل وتخفيض الرسوم ، ونحو ذلك .
10 سعي كل من الجاليتين في البلد الآخر للعناية بمظهرها وتحسين سمعتها لدى المجتمع.
وأخيرا : فما هذه إلا أفكارٌ واجتهادات ربما ينقص بعضها التجربة والميدانية ، وربما يرى بعض المطلعين في بعضها صعوبة أو خيالاً ، ولكن حسبي لفت النظر للقضية ، وإثارة خطرها ، والخير أردت ، وإنما لكل امرئ ما نوى .
المختار ولد أمين







