من مقاطعة كرو ،التي يعود تأسيسها إلي خمسينيات القرن المنصرم ـ علي يد رجال صدقوا الله ما وعدوه ـ و علي ربي واديه ذي الواحات الغناء.

استوقفني المستوصف المركزي الذي قيل إنه حول مركزا صحيا في العهد العزيزي... لا مدير... لا أخصائي... لا طبيب عام... رغم وفرة المرضي.

أنبأني أحد عمال ذلك المركز وبسذاجة وبساطة أن هذا وأولئك في مهمة يعجز عن إدراكها... ويكتمها خشية الرقيب الموهوم...

الحاضر ولغايات، يعلمها ويجهلها رواد المركز الصحي هو ممرض انتاكات التي تركت لضيق ذات يد جل أهلها دون ممرض... وفي غياب مسؤولي المركز الصحي، ساد الممرض؟!.

الغريب أن زعيم البلاد قرر في التغييرات الأخيرة أن تمثل المقاطعة بنائبين، وكأن دافع الضرائب إلي التمثيل تحت قبة البرلمان أحوج منه إلي أطباء يضمدون جراحه...

الأكثر غرابة أنك ـ وعلي الضفة الأخرى للساحة ـ تري حرس حاكم المقاطعة جيئة وذهابا... تري باب البلدية التي يقال إنها ترعي المشاكل الجارية... تري مفوضية الشرطة والعلم الوطني المهترئ يرفرف علي ساريته...

بين هذا وذاك تري أصحاب الصيدليات ـ غير المختصين ـ وسماسرتهم يتنافسون ويتسابقون استنزافا لجهد مواطن مسكين... كثرت أناته بعد عام رمادة لم يغث فيه الناس ولم يعصروا...

والله من وراء القصد.