تاريخ الإضافة : 09.08.2012 11:11

من المستهدفون بالتنمية؟!

محمد ولد إبراهيم

محمد ولد إبراهيم

طالعت في هذه الآونة الأخيرة الكثيرة من الآراء بعضها يطالب بالرحيل وبعضها يحاول التقليل من أهمية لقاء الشعب.
فلكل رأيه ومبرراته لكن موريتانيا تبقى فوق الجميع، فالمصلحة العامة أجدى من المصلحة الضيقة، فكيف يمكن أن نطالب برحيل من أنتخب ديمقراطيا؟ أليس حريا بنا أن نثمن:
- ما تنعم به بلادنا من أمن واستقرار وحرية للرأي.
- لقاء الشعب الذي يطل فيه رئيس الجمهورية كل سنة مباشرة.
- العناية التي تحظى بها البنى التحتية من: طرق، مستشفيات، مياه صالحة للشرب، كهرباء... الخ.
- استهداف الفقراء بمشاريع عملاقة بتمويل من ميزانية الدولة الموريتانية.
- ضبط الحالة المدنية واستحداث بطاقات تعريف بيوميترية.
- العمل على توجيه نظامنا التربوي بحيث يتناسب مع متطلبات سوق العمل.
- خلق فرص عمل للشباب والعاطلين عن العمل.
- منح قروض للشباب لخلق فرص مدرة للدخل.


وهنا أتساءل من المستفيد من تأهيل الأحياء العشوائية؟ ومن المستفيد من برنامج أمل 2012، أليسوا أولئك الفقراء الذين لا حول لهم ولا قوة.
-من المستهدف بالمشاريع التنموية التي قيم بها في مثلث الأمل؟
-منذ متى أصبح مثلث الفقر مثلث أمل؟
« موريتانيا المنكب البرزخي وجمهورية الورق التي هبت عليها عواصف الحروب والاحتقانات العرقية ومن ثم براكين العالم الجديد ومفاهيم العولمة ومطالب الشعوب بالتغيير والحرية.
ظلت دوما خلال تلك الأوضاع والمواقف ذاك الكيان المنزوي الذي لا لون له ولا هوية تتجاوزه الأقطار والأمم المجاورة مهما كانت أصغر تاريخا وأضعف موردا...
الكل يتحدث عن الجسور والشوارع الفسيحة والسريعة والطوابق العشرينية والثلاثينية، يتحدث عن ذلك في كل الدول المجاورة وكأنه يدخل الحضارة بمجرد أن يغادر الوطن ويعود للمفازة عندما يعود.

ولا عجب، فخلال نصف قرن من الزمن ظل الإعمار وحتى في العاصمة يسير بسرعة السلاحيف، فالعاصمة لا تختلف كثيرا عن الداخل والداخل لا يختلف كثيرا عن الريف، فالرمال الحمراء سيدة الشارع والبنايات تطل بقاماتها القزمة منتصبة وسط عاصمة لم تشب بعد عن الطوق، والطامعون والمتربصون كل يرمي بردائه على بلاد بدا وكأنها بلاد سائبة حتى شذاذ الآفاق رفعوا أعلامهم البغيضة في سماء شنقيط.

واليوم لا أحد يجادل في أن عبقا جديدا أصبح يسري في هواء هذه البلاد، عبق العزة الذي داس على أعلام العدو لتزحف الجرافات وتنسف تحصينات سفارة الأعداء، تلك الجرافات التي زمجرت في سبيل عزة البلاد خرجت لتسهم في معارك البناء، بناء الوطن أضحى ورشة ضخمة تمتد على طول وعرض بلاد شنقيط.

إن من غاب عن الوطن لمدة ثلاث سنوات وعاد اليوم للعاصمة سيعتقد حقا أنه مخطوف إلى بلد آخر، فكيف يقتنع أن هذه عاصمة بلاده، عاصمة الرمال والفراغ والصحراء.

غير أن معارك البناء التي تتصعد شرارتها لا تتوقف عن التغيير الأسطولي في وجه العاصمة وإنما تتجسد بشكل رائع في عشرات الأحياء الجديدة والتي تتلاءى أضواؤها ليلا وتزخر بالحياة والنشاط نهارا في انواكشوط وانواذيبو، تلك الأحياء التي ظهرت على أنقاض العشوائيات التي ظلت وجها دميما كالحا وبائسا للعاصمتين السياسية والاقتصادية.
بل إن إرادة بناء موريتانيا الجديدة دخلت كل بيت فقير وأبت إلا أن يشترك الكل في أفراح البلد فقدمت من خلال مشاريع أمل بيد العون الحانية لكل معوز وفقير».

الجاليات

الثقافة والفن

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025