تاريخ الإضافة : 07.08.2012 10:39
فتوي من ناحية القطب الشمالي
لقد تعوّدت غفوة "قيلولة" أسبوعيا رغم نشاز نظام المداومة في بريطانيا (من التاسعة صباحا الي الخامسة مساء)، وما أود أن لي بها الريفييرا الإنجليزية. إنها غفوة تعيدني الي حرارة الصحراء وهجير "ربيع" انواكشوط وسَموم إِريفِ بعيدا عن شتاء كليفلاند وحتي عن صيفها.
فلا يكاد يقف خطيبنا علي منبر الجمعة حتي يسلمني للنوم برتابة أنشودته التي حفظنا جميعا من فرط تكرارها. ولكنه في الأسبوع الماضي سرق غفوتي ونبهني بنبرة جديدة لخطبة جديدة اختار أن يلقيها بالأنجليزية. بدأ الخطيب يحث الناس علي التوحيد ويحذرهم الشرك واسترسل في ذلك وزاد.. ثم بدا له أن يقرب للمصلين مرماه بالأمثلة الحية، فكان مما قال: "إن الله يرزق الجميع ويُنعم علي الجميع ولكن المشركين يكفرون نِعَمه بعبادة غيره. ومثال ذلك أن تكون لأحدكم دجاجة يطعمها ويسقيها ويتعهدها بالخير حتي اذا كان وقت بيضها ذهبت الي جاره فباضت هناك!! هل ترون لهذه الدجاجة وفاءً؟؟" اهـ بمعناه.
جاهدت نفسي في مغالبة الضحك وازدحمت علي ذاكرتي أسماء كثيرة ما كانت لتسمع هذه "الخطبة" دون تسجيلها في مكانها من نوادر الخطباء. ولئن اشمأز بشّار من "بلاغتها" وأسلوبها فلكم أن تتصوروا وقعها علي الأئمة الذين جمعوا بين اللغة والفقه والتوحيد.
بعد الصلاة، قررت أن أستفسر من شيخنا مصدر هذا التشبيه الركيك فأجاب بأن أكثر الحضور ينحدرون من قري باكستانية مهنتهم الأصلية الفلاحة وتربية الدواجن وأنه أراد أن يخاطبهم بلغة يفهمونها امتثالا لقوله صلي الله عليه وسلم "أمرت أن أنزل الناس منازلهم". لم أجد أمامي الا الانصراف في انتظار الخطبة القادمة.
ولم أجد لهذه النازلة شبيها أقرب من الفتوي التي أتحفنا بها الأستاذ أحمد فال ولد الدين نقلا عن شيخة القطب الجنوبي وقد تقدمت بطلب رسمي لإلحاق هذه الفتوي بأختها عسي أن يتكرم علينا مجيب.
"أجيبوا، هديتم، والسؤال موجه الي أسرة الإفتاء والفقهاء"
ومعذرة للشاعر في تحريف بيته.
--------
فلا يكاد يقف خطيبنا علي منبر الجمعة حتي يسلمني للنوم برتابة أنشودته التي حفظنا جميعا من فرط تكرارها. ولكنه في الأسبوع الماضي سرق غفوتي ونبهني بنبرة جديدة لخطبة جديدة اختار أن يلقيها بالأنجليزية. بدأ الخطيب يحث الناس علي التوحيد ويحذرهم الشرك واسترسل في ذلك وزاد.. ثم بدا له أن يقرب للمصلين مرماه بالأمثلة الحية، فكان مما قال: "إن الله يرزق الجميع ويُنعم علي الجميع ولكن المشركين يكفرون نِعَمه بعبادة غيره. ومثال ذلك أن تكون لأحدكم دجاجة يطعمها ويسقيها ويتعهدها بالخير حتي اذا كان وقت بيضها ذهبت الي جاره فباضت هناك!! هل ترون لهذه الدجاجة وفاءً؟؟" اهـ بمعناه.
جاهدت نفسي في مغالبة الضحك وازدحمت علي ذاكرتي أسماء كثيرة ما كانت لتسمع هذه "الخطبة" دون تسجيلها في مكانها من نوادر الخطباء. ولئن اشمأز بشّار من "بلاغتها" وأسلوبها فلكم أن تتصوروا وقعها علي الأئمة الذين جمعوا بين اللغة والفقه والتوحيد.
بعد الصلاة، قررت أن أستفسر من شيخنا مصدر هذا التشبيه الركيك فأجاب بأن أكثر الحضور ينحدرون من قري باكستانية مهنتهم الأصلية الفلاحة وتربية الدواجن وأنه أراد أن يخاطبهم بلغة يفهمونها امتثالا لقوله صلي الله عليه وسلم "أمرت أن أنزل الناس منازلهم". لم أجد أمامي الا الانصراف في انتظار الخطبة القادمة.
ولم أجد لهذه النازلة شبيها أقرب من الفتوي التي أتحفنا بها الأستاذ أحمد فال ولد الدين نقلا عن شيخة القطب الجنوبي وقد تقدمت بطلب رسمي لإلحاق هذه الفتوي بأختها عسي أن يتكرم علينا مجيب.
"أجيبوا، هديتم، والسؤال موجه الي أسرة الإفتاء والفقهاء"
ومعذرة للشاعر في تحريف بيته.
--------







