تاريخ الإضافة : 06.08.2012 12:48

كل شيء هنا يحتاج ثورة

بشير ولد خيري

بشير ولد خيري

الناس في كل الأزمان يعرفون أن المشاكل المركبة تحتاج حلول مركبة والحل أحيانا يأتي من بسيط ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، في مجلس في قرية نائية من قري موريتانيا مع من لا يعول عليهم عند الكثيرين من السياسيين في بلادي ولا يعرفونهم إلا في أيام الانتخابات لأصواتهم قال أحدهم " كل شيء في هذه البلاد يحتاج إلى ثورة " ففكرت في كلامه فإذا هو فعلا يضع الحلول للوضع الحالي ، وألخص الفكرة في رسائل سريعة :

• نحتاج ثورة على الشعارات : بعد مرور حوالي ثلاثة سنوات على انتخاب ولد عبد العزيز بعد طرحه شعارات براقة (محاربة الفساد) (رئيس الفقراء)... إلخ هذه الشعارات كم نفذ منها ؟ وما هي المعوقات ؟ لم نرى في الشارع العام خدمة قدمت للفقراء فقد رأينا الأسعار كل يوم في طلوع وكاهل الفقراء يزداد الحمل عليه ، وكل الخطط الدائمة والاستعجالية لا تجد طريقها لتنفيذ وتظهر فيها من العيوب والمعايِب ما لله به عليم وعلى سبيل المثال لا الحصر قال الرئيس أنه لم يتم صفقات تراضي في عهده فطالعنا الصحافة بتقرير ورد فيه ( ففي عامي 2008 و2009 لم يتجاوز عددها 6 صفقات في كل عام، لكنها في العام 2010 قفزت إلى 35 صفقة، وفي العام 2011 توقفت عند 15 صفقة بصيغة التراضي) أعلن الرئيس عن برنامج خطة أمل 2012 والجميع تابع الفضائح التي واكبتها وليست شكاوى المنمين في كل الولايات فقط والآن ساحات المحاكم تشهد تداعيات لا تبشر بحسن تسيير المشروع ، إذا الأمر يحتاج ثورة أترك للمواطن الموريتاني أن يحدد إذا كانت على الطاقم المسئول عن تنفيذ هذه الشعارات أم الرأس الذي أطلقها ولم يستطع تنفيذها أم ... أم ...

• الأغلبية تحتاج ثورة والمعارضة تحتاج ثورة : إن المتابع للوضع يشعر بشعور مزعج للغاية هو أنه لا الأغلبية تملك برنامجا تتحالف عليه فقط هي داعمة لبرنامج الرئيس وبعض الظرفاء يشبه هذه الأحزاب بالمثل المصري المعروف (شاهد ما شاف حاجة ) لأنك إن سألت أي من سياسيين الأغلبية لا أظنه يقول لك أكثر من نحشد للقاء نواذيبو ، أو لمهرجان نساء الأغلبية ، أو لقاء أطار، ومنسقية المعارضة لا أظن لها برنامج تتفق عليه سوى كلمة ( الرحيل ) إن سألتهم ماذا بعد الرحيل ؟ قد لا تجد جوابا مقنعا ، إذا نحتاج ثورة تُحدد لنا ماذا تريد الأغلبية وماذا تريد المعارضة ؟ منذ شهور طويلة والشعب المغلوب على أمره لا يسمع من الأغلبية برامج لحل الأزمة الموريتانية ، فكل لذي تركز عليه الأغلبية هو عبارات يطلقها الرئيس في خطابات جوفاء وتصبح ممجوجة ، والحديث عن أن الرئيس نفذ 60%من برنامجه طيب إن سلمنا بهذا أنتم ماذا نفذتم ؟ لم نرى منكم شيء !!! والمعارضة تقيم المهرجان تلو المهرجان والجولة تلو الجولة والهدف واحد .


• الأحزاب تحتاج ثورة : لقد عرفت البلاد منذ سنوات حمى تشكيل الأحزاب السياسية فأصبحت الأحزاب يصعب عدُّها وهي كثير وبعضها يلد بعض !! ولكن لماذا نؤسس الأحزاب ؟ أليست الغاية منها خدمة البلاد والعباد ؟ كل الأحزاب في الوطن الجريح مشغولة إما بعرض إنجازات وهمية للسيد الرئيس أو إبراز أخطائه مع تكرار (الرحيل) وتبديد ما لديها من ميزانية في المهرجانات السياسية والوقفات الاحتجاجية ، ولم نرى في برنامجها عمل حقيقي يستفيد منه المواطن ماعدا محاولات خجولة مازالت لحزب واحد وهي (تأسيس مستشفى ) وعلى كل حال هو جهد يُذكر فيُشكر ، ومما لا شك فيه أن أحزاب لم تقدم للمواطن خدمة وهي غير مشغولة بالوزارة لن تقدم له شيئا بعد الدخول في دهاليز الوزارة وتحت الهواء البارد ، وهنا أطرح سؤالا خاصا للإخوة في حزب الإتحاد من أجل الجمهورية كم المبالغ التي جمعت وأنفقت في زيارات الرئيس ؟ وكم المبالغ التي جمعة لحل مشكلة المياه في أي قرية من قرى موريتانيا التي يهددها العطش ؟ إذا نحن نحتاج ثورة حتى تكون لدينا أحزاب حقيقية وليست تصاديق تُحمل في حقائب وشخصان أو ثلاثة يتبادلان المواقف في الندوات والمهرجانات السياسية باسم حزب كذا أو حزب كذا .


• الوظيفة العمومية تحتاج ثورة : في نظامها وتوظيف العاملين بها الذين يتقاضون راتب من الدولة وهم على استعداد للعمل ولكن الإدارات التي يتبعون لها لا يوجد لديها ما توظفهم فيه من العمل ، أو بعضهم موظف بالوظيفة العمومية ويستلم راتبه وهو حتى خارج الحوزة الترابية لا لعمل يتعلق بالدولة ، والعَجب العُجاب في طوابير العاملين الذين تراهم يجلسون في المكاتب يشربون (أتاي ) من غير إنتاج وإن سألت أحدهم قال لك " نحن نطلع ولكن ليس هناك عمل نقوم به " هل علمت حكومة موريتانيا أن هناك برنامج عند بعض أهل الإدارة يقال له( تثوير الخدمة العامة ) وجرب في بعض الدول ونجح نجاحا كبيرا لكن تنفيذه يحتاج حكومة قوية وليست ضعيفة ولا فاشلة ولا فاسدة ، ومراقبته تحتاج معارضة غير متحاملة ، والأعجب من ذلك ترهل يصيب وزارة الداخلية دخلتُها مع صديق لي فوجدنا بعض العاملين بها يجلسون على الرصيف فسألهم صديقي لماذا تجلسون هنا هل اليوم عطلة قالوا ( نحن نطلع فقط لأداء الواجب ولكن ليس لنا عمل ولا حتى مكاتب نجلس فيها ) بالله عليكم ماذا يعني هذا ؟ هل هذه إدارة متماسكة ويعول عليها في النهوض بالبلاد ؟ .

• الدبلوماسية تحتاج ثورة : وزارة الخارجية في كل بلد هي واجهة البلد ألا تحتاج وزارة خارجيتنا إلى ثورة وهي التي مرغت سمعة البلاد فأي هيبة لوزارة خارجية وزيرها يتعرض للضرب من بعض منسوبيها في الخارج فقمّة الفشل أن تفشل وأنت على قمة الهرم في حل القضايا بالحوار وتحاول حلها باليد والحبس والتهديد والجميع تابع التحدي والملاسنات بين الوزير وقيادات الوزارة مرة يتحداهم ومرة يغريهم وهم كذلك يتحدونه ، حمل لنا الإعلام استياء قيادات دبلوماسية في الوزارة من التعيينات وتجاوز الكفاءات وظهور المحسوبية والزبونية في هذه التعيينات حسب بيان بعض الروابط التابعة للوزارة ، ثم نقل لنا تحدي الوزير للعاملين وقوله لهم يمكن أن أعين فراش في منصب دبلوماسي إذا ليست هناك معايير ، قولوا لي بربكم ألا نحتاج ثورة لوضع معايير لوزارة هي واجهة البلد في الخارج ؟ وأسوء من ذلك تصريح وزيرها بشأن الدركي ولد المختار عندما قال ( أنه ليس مهم وأنه عندما دخل الجيش كان يمكن أن يموت ... ) يبدو أنه لم يحسب تأثير هذه الكلمة على جندي بسيط يجلس في الصحراء يحميه وهو في الوزارة ويحميني وأنام في بيتي آمنا في سربي ـ فموقعهم فوق الرأس ومقامهم سواد العين ـ ولا بقاء لمن لا يحترمهم .

الجاليات

شكاوي

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025