تاريخ الإضافة : 23.07.2012 10:10
رسالة إلى الرئيس الدكتور محمد مرسي
رسالة إلى الرئيس الدكتور محمد مرسي حفظه الله وسدد خطاه
أفكار لإدارة الصراع العربي الإسرائيلي ... وعودة مصر لمكانتها
سيادة الرئيس ؛
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،،،
بداية أبارك لكم ولمصر وللأمة انتخابكم رئيسا لمصر ، مصر قلب الأمة النابض ، مصر ثقل الأمة ومركز قيادتها ..
سيادة الرئيس ؛
لا أحتاج أن أذكركم بأن العرب – أو معظمهم – تابعوا باهتمام مسار الثورة المصرية بنجاحاتها وما واجهته من خطط علنية وخفية لإجهاضها وكان أكثر فصولها إثارة وتشويقا هو الانتخابات الرئاسية التي جند لها النظام السابق خيله ورجله وفلوله ودولته العميقة لمنع مرشح الثورة من الفوز سعيا لإعادة النظام السابق ولو بوجوه جديدة.
تابع العرب هذه الانتخابات ربما أكثر من اهتمامهم بالانتخابات في بلدانهم القطرية...
حبست الأمة أنفاسها بعد أن تأجل إعلان النتائج وكثر الهرج والمرج وخافت الناس– وكاتب السطور منهم من زاوية الشفيق مولع بسوء الظن – على مرشح الثورة وحق لهم فالصورة كانت مكشوفة وواضحة والدلائل والمؤشرات على استهداف الثورة تواترت وتتابعت بشكل مخيف...
لكن الله ستر وأعلن المستشار رئيس المحكمة الدستورية النتيجة بعد 55 دقيقة من الدخول في كثير من التفاصيل... أعلن فوز الدكتور محمد مرسي رئيسا لمصر بعد طول انتظار ...
سيادة الرئيس ؛
موضوع هذه الرسالة إنما هو من باب التذكير وأنتم بإذن الله من المؤمنين الذين تنفعهم الذكرى..
لن أقف عند الشأن الداخلي المصري فهو بكل تأكيد أولوية ولا يمكن لمصر أن تسترد مكانتها وريادتها للأمة دون أن ترتب البيت الداخلي ولا يخفى على أحد حجم التحديات والصعوبات الموضوعية أو العراقيل التي يقصد منها تعثر برنامج الثورة لحاجة في نفس الفلول ومن لف لفهم داخليا وخارجيا..
هذه الأفكار ستركز على مكانة مصر وثقلها عربيا وخاصة طريقة إدارتها لملف قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي عموما.
ابتليت مصر منذ رحلة السادات غير الميمونة إلى القدس المحتلة وما تبعها من توقيع اتفاقية كامب ديفد بشقيها العلني والسري التي جرت على الأمة الكثير من الكوارث والنكبات دفعت الأمة ومصر قبلها بسببها ثمنا غاليا :
- عادت سيناء لكنها عادت بلا سيادة ولا كرامة ومنع على مصر أي نوع من أنواع الحضور العسكري عليها؛
- خرجت مصر من محيطها العربي مقابل مساعدات سنوية تقدم للجيش المصري وهي عبارة عن أسلحة أو قطع غيار تختار بعناية ( مخافة تهديد أمن إسرائيل) وباقي المساعدة أنواع من البسكويت والحلويات والشكولات وبهذه الرشوة غيبت مصر وأخرجت من الخريطة؛
- لم تقتصر نتائج اتفاقية كامب ديفد على إخراج مصر من محيطها العربي بل إنها حولت مصر إلى بلد تابع يسير في فلك السياسات الأمريكية ويتآمر على الأمة وشواهد ذلك كثيرة في فلسطين والعراق ولبنان..
- تحولت مصر (مبارك) من حامي للشعب الفلسطيني وسند لأهله إلى عدو حقيقي ومتآمر مع الأعداء على فلسطين وشاركت بشكل واضح وملموس في حصار غزة بل ذهبت مصر (غير المبارك) إلى أبعد من ذلك من خلال الشروع في بناء جدار فولاذي في أعماق الأرض لمنع الفلسطينيين من البحث عن حليب أطفالهم عبر الأنفاق رغم ما يقتضيه ذلك النهج من مخاطر وقد استشهد مئات الفلسطينيين في الأنفاق بحثا عن قوتهم وخبزهم وكأن حديد ونار وآلة قتل إسرائيل لا تكفيهم..
- كان من نتائج غياب مصر تغيير المصطلحات فبعد أن كان الإعلام يتحدث عن العدو الإسرائيلي أصبحت إسرائيل دولة صديقة لها علاقات سياسية واقتصادية مع عدد من الدول العربية وأصبح الصراع فلسطينيا إسرائيليا بعد أن كان " صراعا عربيا إسرائيليا".
كامب ديفد
جرى الحديث كثيرا عن مراجعة معاهدة كامب ديفد أو ربما إلغائها غير أن الذي أجمع عليه كثير من المحللين المتابعين للشأن المصري ولعلاقات مصر بأمريكا وإسرائيل أن إلغاء المعاهدة في الوقت المنظور والمتوسط على أقل تقدير غير ممكن..
وربما يكون هذا موقفا صحيحا ليس لأن هذه المعاهدة تحقق مصالح مصر وتحافظ عليها بل على العكس من ذلك فهي مكبلة لمصر وآكلة لسيادتها لأنها ببساطة تصنف ضمن عقود الإذعان أو عقود شروط الأسد.. لكن إلغاءها في الظروف الحالية غير متاح لظروف موضوعية ..
ومع ذلك فهامش المناورة واسع وكبير قبل الحديث عن المعاهدة ويمكن أن نستعرض من ذلك ما يلي:
يمكن بداية للرئيس محمد مرسي وفريقه تحريك عدة ملفات لإدارة الصراع مع أمريكا وإسرائيل وهي ملفات في معظمها تخص الأمن القومي المصري :
أولا الملف النووي :
من أكبر الأخطاء التي ارتكبتها الأنظمة الاستبدادية العربية رغم شعاراتها الرنانة الزائفة هي تفريطها في الأمن القومي العرب وتخليها عن التأسيس لأسلحة إستراتيجية تحقق التوازن الذي يقتضيه الحال بين أي جهتين متصارعتين.. تمكنت إسرائيل من امتلاك أسلحة نووية وكيميائية وجرثومية هائلة التدمير ولم يمتلك العرب سوى الكلام والاستسلام والهرولة نحو أمريكا والشكوى لها وهي التي تحمي إسرائيل ، هذا إذا استثنينا التجربة العراقية التي أجهضت بسبب عوامل داخلية وخارجية ليس هذا محل التفصيل فيها.
ومقابل هذا التفوق الإسرائيلي العلمي والتكنولوجي ظل العرب يكررون ليل نهار أنهم ضد انتشار أسلحة الدمار الشامل ويطالبون بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية دون أن يعززوا ذلك بأخذ الأسباب المناسبة التي تعطي مصداقية لموقفهم التفاوضي..
أما بعد صعود مرسي فلعل أهم ملف يجب فتحه هو ملف السلاح النووي وإيصال رسالة واضحة لأمريكا وإسرائيل أن مصر ومعها العرب لن تقبل بأن تكون إسرائيل هي الدولة النووية الوحيدة في المنطقة ويضغطوا بكل الأوراق المتاحة من أجل أن تفكك أسلحتها النووية..
ثانيا : ملف الأسرى المصريين
عانت مصر وباقي الدول العربية من الاعتداءات الإسرائيلية فاحتلت الأرض وشردت السكان ودمرت الممتلكات والأهم من ذلك هو إقدام إسرائيل على قتل الأسرى المصريين عامي 67 و 73م بدم بارد ..
وهذا ملف يجب أن لا يسكت عليه حتى مع وجود اتفاقية كامب ديفيد فيمكن تحريكه بالوسائل السياسية أو القانونية من خلال طلب تعويضات بل وطلب تسليم المسؤولين عن هذه الجريمة الصارخة ..
القضية الفلسطينية وعملية "السلام"
لا يختلف اثنان من عقلاء الدنيا على أن ما وقع في فلسطين هو الظلم بعينه مهما سمته الدول الغربية بغير مسماه.. شعب ضارب في أعماق التاريخ يقتلع من أرضه اقتلاعا ويقتل ويشرد إلى المنافي والتيه والضياع لتزرع مكانه عصابات شذاذ الآفاق ويمكن لهم الغرب وفي مقدمته أمريكا سبل التفوق العسكري والعلمي والتكنولوجي ليضمنوا استمرار المأساة وهزيمة الأمة برمتها..
ولعل الخاسر الأكبر من خروج مصر من مسؤوليتها القومية هو القضية الفلسطينية فقد وجد الفلسطينيون أنفسهم وحيدين في حلبة الصراع مع إسرائيل وتراجع الدعم العربي لهم تدريجيا مع استثناءات قليلة إلى أن أصبحوا محاصرين من الأشقاء قبل الأعداء فدخل منهم قسم في مسار المفاوضات إكراها أو اختيارا وقاوم من قاوم بوسائل ذاتية محلية دون أي دعم خارجي يذكر..
لذلك تحولت المواجهة بين العرب وإسرائيل من صراع بين طرفين إلى صراع من طرف واحد ، هو إسرائيل صاحبة الفعل والمبادرة ومالكة القوة التي تتحرك متى وكيفما شاءت أما الطرف العربي فقد تقهقر وانتكس بشكل تدريجي من منطقة الفعل في مرحلة معينة إلى مرحلة ردة الفعل ثم أخيرا منطقة الحياد أو عدم الإحساس بل إن بعض الأطراف العربية تجاوزت هذه المناطق السلبية إلى مناطق الفعل لكنه فعل لصالح إسرائيل بحيث شكل لها رافعة مكنتها من التحرك بسهولة ودون دفع أي ثمن لعدوانها على مناطق عربية متعددة فضلا عن فلسطين التي تعيث فيها فسادا بشكل يومي لأن العرب قرروا الذهاب في "طريق السلام" أو الهزيمة.
وهكذا استفادت إسرائيل من مغانم السلام دون أن تعطي غرمه ووجدت تشجيعا واضحا من النظام العربي بحيث اجتمع العرب بنظامهم الرسمي وفي خطوة أقل ما يقال إنها غباء تفاوضي وأعلنوا أن السلام هو خيارهم الاستراتيجي الوحيد ولا شيء غيره فالتقطت إسرائيل الرسالة وعلمت أن العرب أغمدوا سلاحهم إن كانوا أخرجوه أصلا.. وكان ردها أن القوة والحرب هما خيارها الوحيد.
إلا أن هذه الصورة لا يمكن أن تستمر خاصة بعد الربيع العربي .. لا أحد يطالب بإعلان الحرب على إسرائيل مع أنها دولة محتلة معتدية لكن بإمكان مصر ومعها العرب إن أحسنت استثمار الطاقات المتوفرة أن تغير قواعد اللعبة وتدير الصراع بشكل مختلف...
ويمكن في هذا السياق إدارة الصراع على مرحلتين :
المرحلة الأولى هي استرداد ما اصطلح عليه به بحدود الخامس من يونيو 1967م ويمكن لمصر الجديدة أن ترسل رسالة واضحة لإسرائيل أنه لا مساومة ولا مجال للسلام قبل الانسحاب من كافة الأراضي العربية التي احتلت سنة 1967م في فلسطين وسوريا ولبنان.
وقد تتطلب هذه المرحلة بعض الوقت والجهد التفاوضي والسياسي الذي يحتاج أن يسند بنقاط قوة من قبيل التهديد بقطع العلاقات أو مراجعة اتفاقية كامب ديفد أو تسليح المقاومة الفلسطينية بشكل علني..
وكمقدمات لهذا المرحلة لا بد من إرسال رسالة واضحة لإسرائيل أن هناك ملفات عاجلة لا بد من تسويتها دون انتظار مثل :
- تحرير كل الأسرى الفلسطينيين والمصريين والعرب بمن فيهم أصحاب الأحكام العالية..
- التوقف عن الاعتقالات في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية
- التوقف عن أعمال اغتيالات القادة والمقاومين الفلسطينيين خارج فلسطين وداخلها
- وقف الاستيطان وتفكيك المستوطنات في الضفة الغربية
- وقف استباحة الأجواء العربية في لبنان وغيرها
أما أكثر الأولويات إلحاحا في الملف الفلسطيني فهو رفع الحصار عن غزة بشكل كامل وهذا أمر لا يحتاج إلى موافقة إسرائيلية أو أمريكية ، خاصة أن خطوة كهذه ستوصل رسالة واضحة إلى إسرائيل أن قواعد اللعبة بدأت تتغير وأن مصر لا يمكن أن تستمر في التآمر والمشاركة في جريمة الحصار على غزة..
أما المرحلة الثانية وهي مرحلة التحرير الكامل ، فلعل الله يأتي بجيلها قريبا..
طرق لوضع قواعد جديدة لإدارة الصراع...
قد تكون هذه أحلاما أو معالجة غير واقعية نظرا للخلل البين في ميزان القوى ..
وهو بالمناسبة خلل نفسي وهزيمة إرادة في كثير من جوانبه، لكن مصر والبلاد العربية من خلفها تملك من أرواق القوى ما يمكنها من وضع قواعد جديدة لإدارة الصراع منها ملف "السلام" والتطبيع واتفاقية كامب ديفد وتسليح المقاومة وتعزيز العلاقة مع البعد الإقليمي الذي يشمل تركيا وإيران وباكستان وأندنوسيا وماليزيا وجمهوريات آسيا الوسطى دون إغفال العمق الإفريقي.
على مستوى "ملف السلام" يمكن لمصر الجديدة أن تدعو لقمة للجامعة العربية لتعلن من خلالها سحب المبادرة العربية للسلام وأن العرب سيفكرون في خيارات أخرى إذا لم تتجاوب إسرائيل وكذلك الأمر بالنسبة للتطبيع يمكن للعرب أن يعلنوا بشكل جماعي وقف كافة أشكال التطبيع وقد يصل الأمر إلى سحب السفراء من الدول التي لها علاقات مع إسرائيل أو قطع العلاقات الدبلوماسية ..
وعلى مستوى كامب ديفيد فبإمكان مصر أن تعلن في مرحلة أولى أنها تريد مراجعة الاتفاقية بحيث تعيد لها التوازن الذي يؤسس لعلاقة لا تقوم على الإملاء والإذعان.. وإذا تعنتت إسرائيل يمكن التهديد بإلغائها من خلال خطة محكمة يكون وقودها مثلا مظاهرات شعبية في ميدان التحرير كنوع من الضغط الشعبي الذي يشعر الأمريكان والإسرائيليين أنه لا خيار أمام الحكومة غير إلغاء الاتفاقية أو مراجعتها بصورة جوهرية على أقل تقدير..
ويملك العرب كذلك ورقة تسليح المقاومة الفلسطينية وهذه مسألة لا تخالف القوانين والأعراف الدولية فمن حق أي شعب محتل أن يحصل على وسائل الدفاع عن نفسه فكيف إذا كان هذا الشعب يحيط به إخوته في الدين والتاريخ والثقافة .. ولعل الخلل الكبير الذي وقع فيه الحكام المستبدون العرب أنهم أسسوا لحالة تجرم المقاومة بحجة أن السلام هو الخيار الوحيد.. .
وعلى مستوى العمق الإقليمي فيمكن لمصر التأسيس لتحالف إقليمي استراتيجي يضم إلى جانب البلاد العربية تركيا وإيران الباكستان وأندنوسيا وماليزيا وجمهوريات آسيا الوسطى إضافة إلى القارة الإفريقية التي تعد عمقا إستراتيجيا مهما لمصر وللعرب ويمكن لهذا التحالف أن يؤسس لنهضة علمية وتكنلوجية واقتصادية تسترجع من خلالها الأمة استقلالها وتثبت مكانها بين الأمم.
لا أحد ينكر صعوبة الوضع في ظل "خلل موازين" القوى لصالح أمريكا وتكبيل مصر باتفاقية كامب ديفيد بأوجه متعددة أولها التكبيل السياسي والتكبيل الأمني فالاتفاقية على ما يبدو ليست اتفاقية واحدة فهناك ما هو معلن وهو يمثل التكبيل السياسي والعسكري وهناك ملاحق سرية تمثل التكبيل الأمني، وهي تعزز العلاقة بين الجهازين الأمنين في إسرائيل خارج سياق العلاقات السياسية وهذا الكلام نبه إليه المفكر المصري فهمي هويدي واستطرد في هذا السياق الموقفين التاليين:
أولهما حديث محمد حسنين هيكل يوم 21/5 الماضي على شاشة تليفزيون «الحياة» الذي دعا فيه إلى إعادة النظر في التنسيق الأمني القائم بين مصر وإسرائيل، كما ذكر أنه ليس معقولا ولا مفهوما أن تكون مصر هي أهم مصدر يزود إسرائيل بمعلومات عن العالم العربي (!؟)
والآخر هو التقرير الذي نشره في 25 يونيو الماضي معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، للدكتور عوديد عيران وقال فيه إنه إزاء الغموض الذي يحيط بمواقف الرئاسة المصرية إزاء الملحق الأمني لاتفاقية السلام، فليس أمام إسرائيل سوى أن تجرى اتصالاتها مع الجيش المصري فقط، دون أن تخاطب المستوى السياسي الذي ستتركه للأمريكيين."
لكن التكبيل الأكبر هو التكبيل الاقتصادي فمصر اليوم تعتمد في خبز مواطنيها على القمح الأمريكي..
فالمهمة شاقة والأمريكان تمكنوا من التأسيس لبنى تحتية سياسية وأمنية حاصروا فيها مصر وأخرجوها من مهمتها في قيادة الأمة بل جعلوها أداة لتنفيذ المخططات ضدها..
فالشرط الأساسي لاستعادة مصر لمكانتها واسترجاعها لكرامتها وامتلاكها لقرارها يتطلب استقلالها الكامل عن الولايات المتحدة على المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية فإذا كان الكاتب فهمي هويدي اعترض على زيارة الرئيس محمد مرسي إلى السعودية في هذه المرحلة ورجا أن تظل مقصورة على التعبير عن مشاعر المودة والأخوة بين البلدين الكبيرين، وألا يأتي الرئيس أثناء زيارته على ذكر الوضع الاقتصادي من أي باب. وذكر أن الأزمة التي تمر بها مصر ينبغي أن تعالج بسواعد المصريين وعرقهم، بعد أن تتم مصارحة الشعب بحقائق الموقف لكي يستنفر ويتحمل مسئوليته في الدفاع عن اقتصاد بلده وكرامته.
فمن باب أولى أن تستغني مصر عن أمريكا وتستعف عن "مساعداتها" الملغومة التي لم يقدمها الأمريكان إلا ثمنا لإخراج مصر من محيطها وإبعادها عن مهمتها الأساسية في قيادة الأمة .. كل ذلك من أجل حماية إسرائيل وإن كانت حمايتها تعني استمرار ظلم الفلسطينيين وتشريدهم من أرضهم وإبقاء الأمة متخلفة تدور في فلك أمريكا ..
وهذا ، سيادة الرئيس، بكل تأكيد لا يرضيكم وأنتم أهل لإيجاد الظروف التي تكتب فيها مصر فصلا جديدا من فصول العزة تتحرر فيها الأمة وتسترد كرامتها.
وفقكم الله وسدد خطاكم
أفكار لإدارة الصراع العربي الإسرائيلي ... وعودة مصر لمكانتها
سيادة الرئيس ؛
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،،،
بداية أبارك لكم ولمصر وللأمة انتخابكم رئيسا لمصر ، مصر قلب الأمة النابض ، مصر ثقل الأمة ومركز قيادتها ..
سيادة الرئيس ؛
لا أحتاج أن أذكركم بأن العرب – أو معظمهم – تابعوا باهتمام مسار الثورة المصرية بنجاحاتها وما واجهته من خطط علنية وخفية لإجهاضها وكان أكثر فصولها إثارة وتشويقا هو الانتخابات الرئاسية التي جند لها النظام السابق خيله ورجله وفلوله ودولته العميقة لمنع مرشح الثورة من الفوز سعيا لإعادة النظام السابق ولو بوجوه جديدة.
تابع العرب هذه الانتخابات ربما أكثر من اهتمامهم بالانتخابات في بلدانهم القطرية...
حبست الأمة أنفاسها بعد أن تأجل إعلان النتائج وكثر الهرج والمرج وخافت الناس– وكاتب السطور منهم من زاوية الشفيق مولع بسوء الظن – على مرشح الثورة وحق لهم فالصورة كانت مكشوفة وواضحة والدلائل والمؤشرات على استهداف الثورة تواترت وتتابعت بشكل مخيف...
لكن الله ستر وأعلن المستشار رئيس المحكمة الدستورية النتيجة بعد 55 دقيقة من الدخول في كثير من التفاصيل... أعلن فوز الدكتور محمد مرسي رئيسا لمصر بعد طول انتظار ...
سيادة الرئيس ؛
موضوع هذه الرسالة إنما هو من باب التذكير وأنتم بإذن الله من المؤمنين الذين تنفعهم الذكرى..
لن أقف عند الشأن الداخلي المصري فهو بكل تأكيد أولوية ولا يمكن لمصر أن تسترد مكانتها وريادتها للأمة دون أن ترتب البيت الداخلي ولا يخفى على أحد حجم التحديات والصعوبات الموضوعية أو العراقيل التي يقصد منها تعثر برنامج الثورة لحاجة في نفس الفلول ومن لف لفهم داخليا وخارجيا..
هذه الأفكار ستركز على مكانة مصر وثقلها عربيا وخاصة طريقة إدارتها لملف قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي عموما.
ابتليت مصر منذ رحلة السادات غير الميمونة إلى القدس المحتلة وما تبعها من توقيع اتفاقية كامب ديفد بشقيها العلني والسري التي جرت على الأمة الكثير من الكوارث والنكبات دفعت الأمة ومصر قبلها بسببها ثمنا غاليا :
- عادت سيناء لكنها عادت بلا سيادة ولا كرامة ومنع على مصر أي نوع من أنواع الحضور العسكري عليها؛
- خرجت مصر من محيطها العربي مقابل مساعدات سنوية تقدم للجيش المصري وهي عبارة عن أسلحة أو قطع غيار تختار بعناية ( مخافة تهديد أمن إسرائيل) وباقي المساعدة أنواع من البسكويت والحلويات والشكولات وبهذه الرشوة غيبت مصر وأخرجت من الخريطة؛
- لم تقتصر نتائج اتفاقية كامب ديفد على إخراج مصر من محيطها العربي بل إنها حولت مصر إلى بلد تابع يسير في فلك السياسات الأمريكية ويتآمر على الأمة وشواهد ذلك كثيرة في فلسطين والعراق ولبنان..
- تحولت مصر (مبارك) من حامي للشعب الفلسطيني وسند لأهله إلى عدو حقيقي ومتآمر مع الأعداء على فلسطين وشاركت بشكل واضح وملموس في حصار غزة بل ذهبت مصر (غير المبارك) إلى أبعد من ذلك من خلال الشروع في بناء جدار فولاذي في أعماق الأرض لمنع الفلسطينيين من البحث عن حليب أطفالهم عبر الأنفاق رغم ما يقتضيه ذلك النهج من مخاطر وقد استشهد مئات الفلسطينيين في الأنفاق بحثا عن قوتهم وخبزهم وكأن حديد ونار وآلة قتل إسرائيل لا تكفيهم..
- كان من نتائج غياب مصر تغيير المصطلحات فبعد أن كان الإعلام يتحدث عن العدو الإسرائيلي أصبحت إسرائيل دولة صديقة لها علاقات سياسية واقتصادية مع عدد من الدول العربية وأصبح الصراع فلسطينيا إسرائيليا بعد أن كان " صراعا عربيا إسرائيليا".
كامب ديفد
جرى الحديث كثيرا عن مراجعة معاهدة كامب ديفد أو ربما إلغائها غير أن الذي أجمع عليه كثير من المحللين المتابعين للشأن المصري ولعلاقات مصر بأمريكا وإسرائيل أن إلغاء المعاهدة في الوقت المنظور والمتوسط على أقل تقدير غير ممكن..
وربما يكون هذا موقفا صحيحا ليس لأن هذه المعاهدة تحقق مصالح مصر وتحافظ عليها بل على العكس من ذلك فهي مكبلة لمصر وآكلة لسيادتها لأنها ببساطة تصنف ضمن عقود الإذعان أو عقود شروط الأسد.. لكن إلغاءها في الظروف الحالية غير متاح لظروف موضوعية ..
ومع ذلك فهامش المناورة واسع وكبير قبل الحديث عن المعاهدة ويمكن أن نستعرض من ذلك ما يلي:
يمكن بداية للرئيس محمد مرسي وفريقه تحريك عدة ملفات لإدارة الصراع مع أمريكا وإسرائيل وهي ملفات في معظمها تخص الأمن القومي المصري :
أولا الملف النووي :
من أكبر الأخطاء التي ارتكبتها الأنظمة الاستبدادية العربية رغم شعاراتها الرنانة الزائفة هي تفريطها في الأمن القومي العرب وتخليها عن التأسيس لأسلحة إستراتيجية تحقق التوازن الذي يقتضيه الحال بين أي جهتين متصارعتين.. تمكنت إسرائيل من امتلاك أسلحة نووية وكيميائية وجرثومية هائلة التدمير ولم يمتلك العرب سوى الكلام والاستسلام والهرولة نحو أمريكا والشكوى لها وهي التي تحمي إسرائيل ، هذا إذا استثنينا التجربة العراقية التي أجهضت بسبب عوامل داخلية وخارجية ليس هذا محل التفصيل فيها.
ومقابل هذا التفوق الإسرائيلي العلمي والتكنولوجي ظل العرب يكررون ليل نهار أنهم ضد انتشار أسلحة الدمار الشامل ويطالبون بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية دون أن يعززوا ذلك بأخذ الأسباب المناسبة التي تعطي مصداقية لموقفهم التفاوضي..
أما بعد صعود مرسي فلعل أهم ملف يجب فتحه هو ملف السلاح النووي وإيصال رسالة واضحة لأمريكا وإسرائيل أن مصر ومعها العرب لن تقبل بأن تكون إسرائيل هي الدولة النووية الوحيدة في المنطقة ويضغطوا بكل الأوراق المتاحة من أجل أن تفكك أسلحتها النووية..
ثانيا : ملف الأسرى المصريين
عانت مصر وباقي الدول العربية من الاعتداءات الإسرائيلية فاحتلت الأرض وشردت السكان ودمرت الممتلكات والأهم من ذلك هو إقدام إسرائيل على قتل الأسرى المصريين عامي 67 و 73م بدم بارد ..
وهذا ملف يجب أن لا يسكت عليه حتى مع وجود اتفاقية كامب ديفيد فيمكن تحريكه بالوسائل السياسية أو القانونية من خلال طلب تعويضات بل وطلب تسليم المسؤولين عن هذه الجريمة الصارخة ..
القضية الفلسطينية وعملية "السلام"
لا يختلف اثنان من عقلاء الدنيا على أن ما وقع في فلسطين هو الظلم بعينه مهما سمته الدول الغربية بغير مسماه.. شعب ضارب في أعماق التاريخ يقتلع من أرضه اقتلاعا ويقتل ويشرد إلى المنافي والتيه والضياع لتزرع مكانه عصابات شذاذ الآفاق ويمكن لهم الغرب وفي مقدمته أمريكا سبل التفوق العسكري والعلمي والتكنولوجي ليضمنوا استمرار المأساة وهزيمة الأمة برمتها..
ولعل الخاسر الأكبر من خروج مصر من مسؤوليتها القومية هو القضية الفلسطينية فقد وجد الفلسطينيون أنفسهم وحيدين في حلبة الصراع مع إسرائيل وتراجع الدعم العربي لهم تدريجيا مع استثناءات قليلة إلى أن أصبحوا محاصرين من الأشقاء قبل الأعداء فدخل منهم قسم في مسار المفاوضات إكراها أو اختيارا وقاوم من قاوم بوسائل ذاتية محلية دون أي دعم خارجي يذكر..
لذلك تحولت المواجهة بين العرب وإسرائيل من صراع بين طرفين إلى صراع من طرف واحد ، هو إسرائيل صاحبة الفعل والمبادرة ومالكة القوة التي تتحرك متى وكيفما شاءت أما الطرف العربي فقد تقهقر وانتكس بشكل تدريجي من منطقة الفعل في مرحلة معينة إلى مرحلة ردة الفعل ثم أخيرا منطقة الحياد أو عدم الإحساس بل إن بعض الأطراف العربية تجاوزت هذه المناطق السلبية إلى مناطق الفعل لكنه فعل لصالح إسرائيل بحيث شكل لها رافعة مكنتها من التحرك بسهولة ودون دفع أي ثمن لعدوانها على مناطق عربية متعددة فضلا عن فلسطين التي تعيث فيها فسادا بشكل يومي لأن العرب قرروا الذهاب في "طريق السلام" أو الهزيمة.
وهكذا استفادت إسرائيل من مغانم السلام دون أن تعطي غرمه ووجدت تشجيعا واضحا من النظام العربي بحيث اجتمع العرب بنظامهم الرسمي وفي خطوة أقل ما يقال إنها غباء تفاوضي وأعلنوا أن السلام هو خيارهم الاستراتيجي الوحيد ولا شيء غيره فالتقطت إسرائيل الرسالة وعلمت أن العرب أغمدوا سلاحهم إن كانوا أخرجوه أصلا.. وكان ردها أن القوة والحرب هما خيارها الوحيد.
إلا أن هذه الصورة لا يمكن أن تستمر خاصة بعد الربيع العربي .. لا أحد يطالب بإعلان الحرب على إسرائيل مع أنها دولة محتلة معتدية لكن بإمكان مصر ومعها العرب إن أحسنت استثمار الطاقات المتوفرة أن تغير قواعد اللعبة وتدير الصراع بشكل مختلف...
ويمكن في هذا السياق إدارة الصراع على مرحلتين :
المرحلة الأولى هي استرداد ما اصطلح عليه به بحدود الخامس من يونيو 1967م ويمكن لمصر الجديدة أن ترسل رسالة واضحة لإسرائيل أنه لا مساومة ولا مجال للسلام قبل الانسحاب من كافة الأراضي العربية التي احتلت سنة 1967م في فلسطين وسوريا ولبنان.
وقد تتطلب هذه المرحلة بعض الوقت والجهد التفاوضي والسياسي الذي يحتاج أن يسند بنقاط قوة من قبيل التهديد بقطع العلاقات أو مراجعة اتفاقية كامب ديفد أو تسليح المقاومة الفلسطينية بشكل علني..
وكمقدمات لهذا المرحلة لا بد من إرسال رسالة واضحة لإسرائيل أن هناك ملفات عاجلة لا بد من تسويتها دون انتظار مثل :
- تحرير كل الأسرى الفلسطينيين والمصريين والعرب بمن فيهم أصحاب الأحكام العالية..
- التوقف عن الاعتقالات في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية
- التوقف عن أعمال اغتيالات القادة والمقاومين الفلسطينيين خارج فلسطين وداخلها
- وقف الاستيطان وتفكيك المستوطنات في الضفة الغربية
- وقف استباحة الأجواء العربية في لبنان وغيرها
أما أكثر الأولويات إلحاحا في الملف الفلسطيني فهو رفع الحصار عن غزة بشكل كامل وهذا أمر لا يحتاج إلى موافقة إسرائيلية أو أمريكية ، خاصة أن خطوة كهذه ستوصل رسالة واضحة إلى إسرائيل أن قواعد اللعبة بدأت تتغير وأن مصر لا يمكن أن تستمر في التآمر والمشاركة في جريمة الحصار على غزة..
أما المرحلة الثانية وهي مرحلة التحرير الكامل ، فلعل الله يأتي بجيلها قريبا..
طرق لوضع قواعد جديدة لإدارة الصراع...
قد تكون هذه أحلاما أو معالجة غير واقعية نظرا للخلل البين في ميزان القوى ..
وهو بالمناسبة خلل نفسي وهزيمة إرادة في كثير من جوانبه، لكن مصر والبلاد العربية من خلفها تملك من أرواق القوى ما يمكنها من وضع قواعد جديدة لإدارة الصراع منها ملف "السلام" والتطبيع واتفاقية كامب ديفد وتسليح المقاومة وتعزيز العلاقة مع البعد الإقليمي الذي يشمل تركيا وإيران وباكستان وأندنوسيا وماليزيا وجمهوريات آسيا الوسطى دون إغفال العمق الإفريقي.
على مستوى "ملف السلام" يمكن لمصر الجديدة أن تدعو لقمة للجامعة العربية لتعلن من خلالها سحب المبادرة العربية للسلام وأن العرب سيفكرون في خيارات أخرى إذا لم تتجاوب إسرائيل وكذلك الأمر بالنسبة للتطبيع يمكن للعرب أن يعلنوا بشكل جماعي وقف كافة أشكال التطبيع وقد يصل الأمر إلى سحب السفراء من الدول التي لها علاقات مع إسرائيل أو قطع العلاقات الدبلوماسية ..
وعلى مستوى كامب ديفيد فبإمكان مصر أن تعلن في مرحلة أولى أنها تريد مراجعة الاتفاقية بحيث تعيد لها التوازن الذي يؤسس لعلاقة لا تقوم على الإملاء والإذعان.. وإذا تعنتت إسرائيل يمكن التهديد بإلغائها من خلال خطة محكمة يكون وقودها مثلا مظاهرات شعبية في ميدان التحرير كنوع من الضغط الشعبي الذي يشعر الأمريكان والإسرائيليين أنه لا خيار أمام الحكومة غير إلغاء الاتفاقية أو مراجعتها بصورة جوهرية على أقل تقدير..
ويملك العرب كذلك ورقة تسليح المقاومة الفلسطينية وهذه مسألة لا تخالف القوانين والأعراف الدولية فمن حق أي شعب محتل أن يحصل على وسائل الدفاع عن نفسه فكيف إذا كان هذا الشعب يحيط به إخوته في الدين والتاريخ والثقافة .. ولعل الخلل الكبير الذي وقع فيه الحكام المستبدون العرب أنهم أسسوا لحالة تجرم المقاومة بحجة أن السلام هو الخيار الوحيد.. .
وعلى مستوى العمق الإقليمي فيمكن لمصر التأسيس لتحالف إقليمي استراتيجي يضم إلى جانب البلاد العربية تركيا وإيران الباكستان وأندنوسيا وماليزيا وجمهوريات آسيا الوسطى إضافة إلى القارة الإفريقية التي تعد عمقا إستراتيجيا مهما لمصر وللعرب ويمكن لهذا التحالف أن يؤسس لنهضة علمية وتكنلوجية واقتصادية تسترجع من خلالها الأمة استقلالها وتثبت مكانها بين الأمم.
لا أحد ينكر صعوبة الوضع في ظل "خلل موازين" القوى لصالح أمريكا وتكبيل مصر باتفاقية كامب ديفيد بأوجه متعددة أولها التكبيل السياسي والتكبيل الأمني فالاتفاقية على ما يبدو ليست اتفاقية واحدة فهناك ما هو معلن وهو يمثل التكبيل السياسي والعسكري وهناك ملاحق سرية تمثل التكبيل الأمني، وهي تعزز العلاقة بين الجهازين الأمنين في إسرائيل خارج سياق العلاقات السياسية وهذا الكلام نبه إليه المفكر المصري فهمي هويدي واستطرد في هذا السياق الموقفين التاليين:
أولهما حديث محمد حسنين هيكل يوم 21/5 الماضي على شاشة تليفزيون «الحياة» الذي دعا فيه إلى إعادة النظر في التنسيق الأمني القائم بين مصر وإسرائيل، كما ذكر أنه ليس معقولا ولا مفهوما أن تكون مصر هي أهم مصدر يزود إسرائيل بمعلومات عن العالم العربي (!؟)
والآخر هو التقرير الذي نشره في 25 يونيو الماضي معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، للدكتور عوديد عيران وقال فيه إنه إزاء الغموض الذي يحيط بمواقف الرئاسة المصرية إزاء الملحق الأمني لاتفاقية السلام، فليس أمام إسرائيل سوى أن تجرى اتصالاتها مع الجيش المصري فقط، دون أن تخاطب المستوى السياسي الذي ستتركه للأمريكيين."
لكن التكبيل الأكبر هو التكبيل الاقتصادي فمصر اليوم تعتمد في خبز مواطنيها على القمح الأمريكي..
فالمهمة شاقة والأمريكان تمكنوا من التأسيس لبنى تحتية سياسية وأمنية حاصروا فيها مصر وأخرجوها من مهمتها في قيادة الأمة بل جعلوها أداة لتنفيذ المخططات ضدها..
فالشرط الأساسي لاستعادة مصر لمكانتها واسترجاعها لكرامتها وامتلاكها لقرارها يتطلب استقلالها الكامل عن الولايات المتحدة على المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية فإذا كان الكاتب فهمي هويدي اعترض على زيارة الرئيس محمد مرسي إلى السعودية في هذه المرحلة ورجا أن تظل مقصورة على التعبير عن مشاعر المودة والأخوة بين البلدين الكبيرين، وألا يأتي الرئيس أثناء زيارته على ذكر الوضع الاقتصادي من أي باب. وذكر أن الأزمة التي تمر بها مصر ينبغي أن تعالج بسواعد المصريين وعرقهم، بعد أن تتم مصارحة الشعب بحقائق الموقف لكي يستنفر ويتحمل مسئوليته في الدفاع عن اقتصاد بلده وكرامته.
فمن باب أولى أن تستغني مصر عن أمريكا وتستعف عن "مساعداتها" الملغومة التي لم يقدمها الأمريكان إلا ثمنا لإخراج مصر من محيطها وإبعادها عن مهمتها الأساسية في قيادة الأمة .. كل ذلك من أجل حماية إسرائيل وإن كانت حمايتها تعني استمرار ظلم الفلسطينيين وتشريدهم من أرضهم وإبقاء الأمة متخلفة تدور في فلك أمريكا ..
وهذا ، سيادة الرئيس، بكل تأكيد لا يرضيكم وأنتم أهل لإيجاد الظروف التي تكتب فيها مصر فصلا جديدا من فصول العزة تتحرر فيها الأمة وتسترد كرامتها.
وفقكم الله وسدد خطاكم







