تاريخ الإضافة : 18.07.2012 16:56
لماذا يسترخصون الدماء؟
أزهقت نفس بريئة أخرى لتنضم الى سلسلة طويلة من ضحايا الانظمة الوحشية ... البعض يتفرج... و البعض يندد.... و البعض الآخر يلوي شفتيه و ينظر بازدراء...بل تبلغ به الوقاحة و الصفاقة حدا يحمل فيه النقابات مسؤولية القتل لأنها أيدت بكل بساطة مطالبة العمال بمساواتهم بالأجانب في ارضهم ووطنهم .
المؤلم ان الكثير من الطيبين انتظر بفارغ الصبر على ابواب المستشفى نتيجة التشريح ... لتخرج في النهاية السلطات معلنة ان الوفاة طبيعية....! مذكرين بحالة ولد المعلى من عدة اسابيع الذي قضت السلطات بأن وفاته طبيعية تماما و اشاعت في الكواليس أن ما انهى حياته ازمة قلبية سببها شراب قنينة باردة جدا من الماء المعدني في يوم حارـ كما حاول اقناعي احد الجواسيس أمام المستشفى ـ او بحالة الشاب خالد سعيد في مصر الذي قضى التشريح بأن سبب وفاته ابتلاع كيس من البلاستيك،رغم انه قتل بالضرب المبرح على مرأى و مسمع المئات في مكان عام !
في كل مجتمعات العالم هناك ضوابط صارمة تمنع سفك الدماء... اختلفت الاساليب و لكن الغاية واحدة .. حفظ الأنفس وردع أعظم الجرائم خطرا.
من اقدم هذه الوسائل الثأر الذي يجعل القاتل يفكر الف مرة قبل ان يقدم على ازهاق الروح البشرية ... فالثأر لن يقتصر على القاتل نفسه بل سيمتد ليشمل الأبناء و الأخوة و ابناء العمومة و قد يمتد حتى القبيلة بأسرها....
مازالت فلسفة الثأر حية بقوة في الكثير من المجتمعات العربية و لعبت بدون شك دورا كبيرا في ضبط الأمن الاجتماعي و منع انتشار جرائم القتل و الاغتصاب و ليس من الغريب ان مجتمعا مثل اليمن تتنشر فيه اكثر من 80 مليون قطعة سلاح و تكاد تختفي فيه السلطات في خارج المدن الكبيرة و مع ذلك تقل نسبة جرائم القتل و هتك الأعراض عن مثيلاتها في بريطانيا رغم الفارق الكبير في الدخل و حتى في انتشار القوى الأمنية .
نجد نفس الحالة في المجتمع المصري و خاصة في الصعيد حيث تنتشر الاسلحة في كل بيت و يصل الفقر الى مستويات قياسية و رغم ذلك يقف الثأر كدرع منيع لوقف استرخاص الأرواح البشرية.
طبعا ليس الثأر هو الوسيلة الأفضل لأنه في احايين كثيرة يخرج عن السيطرة و تمد ناره لتصل الأبرياء.
الوسيلة الأكثر أمانا و معقولية هي الشرع و القانون .. "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون" و لا شك ان ترك الجناة يسرحون ويمرحون هو مشروع مفتوح و اغراء مستديم لإزهاق ارواح اخرى ...
المصيبة ان القانون في موريتانيا ألعوبة بأيدي اراذل الحكام يلعبون به كما يشاؤون .....قتلة مجازر التسعينات يجولون و يصولون بدون أي رادع... و يطلون علينا في الشاشات من حين لآخر ليعطونا دروسا في الوطنية ... و السلطات تعوض أهالي الضحايا بمبالغ لا تصل الى 10 في المائة من الدية الشرعية حوالي ـ 2 مليون اوقية ـ في الوقت الذي حكم القضاء لأحد رجال الأعمال المقربين من الجنرال ـ ايام الود ـ بتعويض 300 مليون اوقية ضد صحفي تجرأ عليه..
نعم سمعة رجل اعمال من ابناء عمومة ولد عبد العزيز توازي بالضبط ديات 150 نفسا مسلمةسفكت بدم بارد دون محاكمة و لا تحقيق ... ومع ذلك يخرج علينا الجنرال الأرعن يتباكى بصفاقة على الضحاياالزنوج الأبرياء في مهرجانه بنواذيبو رغم ان القتلة يلقون كل انواع التكريم و يتقلدون اعلى الوظائف سيان في البرلمان او القوات المسلحة او الدرك أو الحرس....ومعهذايتحدثونعنالوحدةالوطنية !
قاتل الطفل شيخنا ولد نافع يجول و يصول حرا طليقا ... بل تحولت جريمته الى نعمة عليه .. فتم تحويله من كنكوصة البعيدة الى احدى المدن الكبيرة ... و قاتل الفتى لمين منغان لقي نفس المعاملة أما بدر ولد عبد العزيز الذي اطلق النار على فتاة في مقتبل العمر ادت الى اصابتها بالشلل الكامل فقضى اقل من يوم في ضيافة شرطة حولت احدى مكاتبها الى جناح فندقي من خمسة نجوم لاستضافتهريثما يضغطون على ولد الشافعي لتلفيق التهمة عليه بعد ان اجبروا الشاهد المغربي على شهادة الزور،ظنا منهم ان الضحية ستفارق الحياة او تشهد لصالح ابن الجنرال .. و عندما كتب الله لرجاء البقاء وروت القصة كاملة ... سارع والدها بالعفو قبل اخراج الرصاصة من جسمها.. رغم انها تخطت الثامنة عشر بسنوات في استهزاء واضح بالقوانين تعطي البالغين حق العفو او التمسك بحقوقهم، و اختتمت القضية في نهاية المطاف بغرامة خمسين الف اوقيةوالراجح ان وكيل الجمهورية هو من قام بدفعها من جيبه.....
مع كل هذا يوجد من السذج من يأمل من عدالتنا أحقاق الحق في جريمة ارتكبتها السلطات بأوامر من اعلى سلطة في البلاد لإرضاء الشركة التي لم تجن منها موريتانيا سوى 4 في المائة من ثروة النحاس و اطنان السموم الفتاكةبمباركة جنرال "ﭭوميات" الذي لا هم له الا ارضاء اصحاب العيون الزرق.
ليس ولد المشظوفي الضحية الأولى و لا الأخيرة في مجتمع فشل في ان يؤسس دولة القانون و فقد رادع الثأر من القتلة و السفاحين فالقبائل تخلت عن نخوتها و اكتفت بترديد القصص الغابرة عن امجاد أكل عليها الدهر وشرب أثناء الاجتماعات لدعم مرشح في البلديات و التحريض ضد منافس من قبيلة أخرى.....أما الحمية فلم يبق منها سوى هز الأرداف و تحريك الخصور ورمي بعض الأوراق النقدية في الأعراس عند تغني "إيكاون " ببعض الأمجاد الغابرة.
المؤلم ان الكثير من الطيبين انتظر بفارغ الصبر على ابواب المستشفى نتيجة التشريح ... لتخرج في النهاية السلطات معلنة ان الوفاة طبيعية....! مذكرين بحالة ولد المعلى من عدة اسابيع الذي قضت السلطات بأن وفاته طبيعية تماما و اشاعت في الكواليس أن ما انهى حياته ازمة قلبية سببها شراب قنينة باردة جدا من الماء المعدني في يوم حارـ كما حاول اقناعي احد الجواسيس أمام المستشفى ـ او بحالة الشاب خالد سعيد في مصر الذي قضى التشريح بأن سبب وفاته ابتلاع كيس من البلاستيك،رغم انه قتل بالضرب المبرح على مرأى و مسمع المئات في مكان عام !
في كل مجتمعات العالم هناك ضوابط صارمة تمنع سفك الدماء... اختلفت الاساليب و لكن الغاية واحدة .. حفظ الأنفس وردع أعظم الجرائم خطرا.
من اقدم هذه الوسائل الثأر الذي يجعل القاتل يفكر الف مرة قبل ان يقدم على ازهاق الروح البشرية ... فالثأر لن يقتصر على القاتل نفسه بل سيمتد ليشمل الأبناء و الأخوة و ابناء العمومة و قد يمتد حتى القبيلة بأسرها....
مازالت فلسفة الثأر حية بقوة في الكثير من المجتمعات العربية و لعبت بدون شك دورا كبيرا في ضبط الأمن الاجتماعي و منع انتشار جرائم القتل و الاغتصاب و ليس من الغريب ان مجتمعا مثل اليمن تتنشر فيه اكثر من 80 مليون قطعة سلاح و تكاد تختفي فيه السلطات في خارج المدن الكبيرة و مع ذلك تقل نسبة جرائم القتل و هتك الأعراض عن مثيلاتها في بريطانيا رغم الفارق الكبير في الدخل و حتى في انتشار القوى الأمنية .
نجد نفس الحالة في المجتمع المصري و خاصة في الصعيد حيث تنتشر الاسلحة في كل بيت و يصل الفقر الى مستويات قياسية و رغم ذلك يقف الثأر كدرع منيع لوقف استرخاص الأرواح البشرية.
طبعا ليس الثأر هو الوسيلة الأفضل لأنه في احايين كثيرة يخرج عن السيطرة و تمد ناره لتصل الأبرياء.
الوسيلة الأكثر أمانا و معقولية هي الشرع و القانون .. "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون" و لا شك ان ترك الجناة يسرحون ويمرحون هو مشروع مفتوح و اغراء مستديم لإزهاق ارواح اخرى ...
المصيبة ان القانون في موريتانيا ألعوبة بأيدي اراذل الحكام يلعبون به كما يشاؤون .....قتلة مجازر التسعينات يجولون و يصولون بدون أي رادع... و يطلون علينا في الشاشات من حين لآخر ليعطونا دروسا في الوطنية ... و السلطات تعوض أهالي الضحايا بمبالغ لا تصل الى 10 في المائة من الدية الشرعية حوالي ـ 2 مليون اوقية ـ في الوقت الذي حكم القضاء لأحد رجال الأعمال المقربين من الجنرال ـ ايام الود ـ بتعويض 300 مليون اوقية ضد صحفي تجرأ عليه..
نعم سمعة رجل اعمال من ابناء عمومة ولد عبد العزيز توازي بالضبط ديات 150 نفسا مسلمةسفكت بدم بارد دون محاكمة و لا تحقيق ... ومع ذلك يخرج علينا الجنرال الأرعن يتباكى بصفاقة على الضحاياالزنوج الأبرياء في مهرجانه بنواذيبو رغم ان القتلة يلقون كل انواع التكريم و يتقلدون اعلى الوظائف سيان في البرلمان او القوات المسلحة او الدرك أو الحرس....ومعهذايتحدثونعنالوحدةالوطنية !
قاتل الطفل شيخنا ولد نافع يجول و يصول حرا طليقا ... بل تحولت جريمته الى نعمة عليه .. فتم تحويله من كنكوصة البعيدة الى احدى المدن الكبيرة ... و قاتل الفتى لمين منغان لقي نفس المعاملة أما بدر ولد عبد العزيز الذي اطلق النار على فتاة في مقتبل العمر ادت الى اصابتها بالشلل الكامل فقضى اقل من يوم في ضيافة شرطة حولت احدى مكاتبها الى جناح فندقي من خمسة نجوم لاستضافتهريثما يضغطون على ولد الشافعي لتلفيق التهمة عليه بعد ان اجبروا الشاهد المغربي على شهادة الزور،ظنا منهم ان الضحية ستفارق الحياة او تشهد لصالح ابن الجنرال .. و عندما كتب الله لرجاء البقاء وروت القصة كاملة ... سارع والدها بالعفو قبل اخراج الرصاصة من جسمها.. رغم انها تخطت الثامنة عشر بسنوات في استهزاء واضح بالقوانين تعطي البالغين حق العفو او التمسك بحقوقهم، و اختتمت القضية في نهاية المطاف بغرامة خمسين الف اوقيةوالراجح ان وكيل الجمهورية هو من قام بدفعها من جيبه.....
مع كل هذا يوجد من السذج من يأمل من عدالتنا أحقاق الحق في جريمة ارتكبتها السلطات بأوامر من اعلى سلطة في البلاد لإرضاء الشركة التي لم تجن منها موريتانيا سوى 4 في المائة من ثروة النحاس و اطنان السموم الفتاكةبمباركة جنرال "ﭭوميات" الذي لا هم له الا ارضاء اصحاب العيون الزرق.
ليس ولد المشظوفي الضحية الأولى و لا الأخيرة في مجتمع فشل في ان يؤسس دولة القانون و فقد رادع الثأر من القتلة و السفاحين فالقبائل تخلت عن نخوتها و اكتفت بترديد القصص الغابرة عن امجاد أكل عليها الدهر وشرب أثناء الاجتماعات لدعم مرشح في البلديات و التحريض ضد منافس من قبيلة أخرى.....أما الحمية فلم يبق منها سوى هز الأرداف و تحريك الخصور ورمي بعض الأوراق النقدية في الأعراس عند تغني "إيكاون " ببعض الأمجاد الغابرة.







