بعد كم الاتصالات التي تلقيتها شخصيا وأفراد الأسرة كذلك إثر نشر بعض المواقع الالكترونية مقالات لكتاب موريتانيين يذكرون فيها والدي عبد الله ولد أربيه رحمه الله بكثير من الإعجاب والحنين أدركت أن المسألة أعمق مما تصورت وأقدس من مجرد نص جميل لكاتب ملهم بل هي التفاتة كريمة ودعوة لتقدير رموز الدولة ومبدعيها والمتفانين في خدمتها في كافة المحافل.. فأردت أن أشكرهم عبر هذه الخاطرة التي كتبتها حسب إمكانياتي البسيطة... وأتمنى أن تصل إلى قلوبكم ووجدانكم علنا نتعود أن نذكر دائما بعضنا البعض بالخير..

الذين يذكرون ويمجدون من رحلوا عنا لا بد أنهم يتمتعون بحس إنساني عال ويشعرون بقدر من المسؤولية تجاه أولئك الذين لم يعودوا قادرين على إثبات وجودهم عمليا...

هؤلاء الأبطال الذين يحاربون النسيان يواجهون عدوا شرسا يختفي خلف ثوب الرحمة ويجد له حلفاء ممن اختاروا الأسهل والأريح...

من يخوضون هذه الملحمة هم بالفعل أشخاص استثنائيون محيرون ولا ندري كيف نتعامل معهم ولا أي موقف نأخذ تجاههم..

هل نقدم الشكر وهل يجزي لمن ترفع عن عالمنا وأصبح كل همه أن يشكر ويمجد الآخرين؟

هل نكتفي بالتفرج على مجهودهم الإنساني والعفوي لنفض الغبار عن هذا الماضي الجميل والقيم النادرة والخصال الحميدة أم نحاول أن نواكب خطاهم الرائدة؟.

لا نملك إلا أن نقف إجلالا واحتراما وتكريما لهؤلاء الشرفاء دون أي انحياز شخصي وفي أنفسنا نغبطهم على ما وصلوا إليه من الوعي وإنكار الذات..

وندعو لهم بدوام الصحة والعافية وطول العمر في مواصلة هذه المعركة الذين هم حتما الرابحون في جميع جولاتها.

رحم الله السلف وبارك في الخلف..