تاريخ الإضافة : 04.07.2012 11:58

جميلٌ في العمق...وأعوان النظام يردون بلغة الرصاص..؟؟!

محمد الحسن ولد محمد أحمد

محمد الحسن ولد محمد أحمد

لقد كان برنامج" في العمق" الذي يقدمه الصحافي المتميز على الظفيري من قناة الجزيرة، مناسبة لظهور الأستاذ جميل منصور ليتحدث عن أوضاع بلده ومستقبله وقراءة الطبقة السياسية المعارضة في موريتانيا للوجهة التي يتجه إليها البلد....؟

على الظفيري أراد أن يتحدث بعمق ليصيب كبد الحقيقة فكانت أسئلته جريئة وكان ضيفه سليقا مؤمنا بما يقول دون انفعال أو تكلف أو ظلم لأي طرف من الأطراف السياسية وظهرت في خطابه لغة " النحن" وهذا هو ما جعل مناصري النظام يموتون غيظا من نجاح الحلقة ويتكلمون بلغة الرصاص عاجزين عن الكلام بأسلوب ديمقراطي ....

ما لفت انتباهي هو أن البعض كتب عن أن البرنامج كان رسالة تعزية للتيار الإسلامي وثورته كما سماها؟ فالثورة ليست ثورة إسلامية كما يريد البعض أن يصفها، بل هي مطلب شعبي لكل الغيورين على البلد رغم اختلاف مشاربهم..

والمزعج في الأمر أن الكاتب لم يكن أمينا في نقل الكلام كما لم يكن زعيمه أمينا في توزيع الثروة على مواطنيه....

وهذه بعض النقاط التي جانب فيها الكاتب الحقيقة و وأعماه تحيزه أن ينقل الكلام نقلا صحيحا إذا لم يكن ذلك من "خفة الضبط" و الأخير في الأمرين.
أولا: أين تناقض جميل حيمنا اعترف بإسلامية الأحزاب الموريتانية؟ أم أنك أنت لا تعترف بها ؟
ثانيا: لقد كنت غير أمين حينما قلت :" وكان واضحا للجميع أن جميل منصور يكذب وهو ينفي أي علاقة لحزب تواصل بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين" فجميل لم ينف علاقة الإخوان بحزب تواصل من الناحية الفكرية وهذا كلامه: "إذا تحدثنا عن الفكر يمكن أن نقول: نعم مع تجديد وتنزيل على واقع يختلف عن غيره" فلتعد الاستماع للبرنامج مرة أو مرات أخرى إن كانت تفيدك؟

ثالثا: لقد قدم جميل كل الأدلة على ضعف النظام الحالي كما أن الواقع الذي يعيشه البلد يتكلم بنفسه عن الهشاشة التي وصل لها البلد على كل الأصعدة....
لقد قال ، ولا تستطيع أن تُكذب إلا من باب المكابرة، إن النظام الحالي قمع كل التحركات السلمية المطالبة بالديمقراطية وأوصد المؤسسات الإعلامية الرسمية إلا عن الأصوات الداعمة له.

تحدث الأستاذ جميل منصور بأسلوب شيق دون انفعال، يعي صاحبه م ايقول وينتقد بموضوعية.

رابعا: لقد حدد جميل ما يصبو إليه الشعب الموريتاني حينما قال: " هدفنا ديمقراطي سلمي، وشعبنا يستحق أن ينال الديمقراطية بأقل تكلفة ، ونأسف لتمسك المستبدين بالسلطة وإراقة دماء الشعوب من أجل ذلك"

حينما قرأت مقالك بدأت أشكك في البرنامج الذي تتحدث عنه، وسألت نفسي هل يتحدث عن مقابلة أجراها الأستاذ جميل منصور دون أن تبث للرأي العام؟؟

لأصل في الأخير إلى خلاصة مفادها أنك: تتحدث انطلاقا من نية مبيتة وأحكام مسبقة وانفعال، وهذا كله ما جعل كتابتك تجانب الحقيقة....

من مجانبتك للحقيقة أنك تقولت على جميل أنه اعترف " أن حزبه صغير" وهو قال: نحن "عادة لا نتكلم عن أنفسنا" "حزب تواصل في مقدمة الأحزاب " هذا التواضع وعدم الظلم للأحزاب الأخرى الموجودة في الساحة هو الذي أربككم وصرتم تتحدثون عقبه بلغة الرصاص، كما وصفت الطريقة التي فض بها النظام القمعي اعتصام المعارضة: "مجرد إيهام بالقوة لم يلبث أن تبدد أمام القنابل الصوتية وخراطيم المياه كما وقع ليلة الاعتصام الفاشل 3 مايو الماضي"

هكذا أنتم تعولون على فض الاعتصامات السلمية بالقنابل الصوتية وخراطيم المياه، وتردون على مطالب المواطنين بالاعتقال والاتهام بالعمالة، فرق كبير أن تتحدث بلغة الرصاص ويتكلم غيرك بأسلوب ديمقراطي لا ظلم فيه للآخر..حيث يقول جميل: " المعركة معركة سياسية ..." أما أنت فتريدها كما فعل زعيمك معركة بخراطيم المياه والقنابل الصوتية !

لقد أربكتك أصوات القنابل الصوتية وأعمتك خراطيم مياهكم عن التكلم بصدق وموضوعية
إن العملية الممنهجة التي تحاك ضد التيار الإسلامي لن تزيده إلا تمسكا بمواقفه ودفاعا عن طموحات شعبه...فنضج التيار الإسلامي واتزان خطابه ودفاعه عن الظلم والنهب الممنهح الذي يقوم به النظام عوامل جعلت سهامكم تتجه إليه، ولكن هيهات هيهات! :
وإذا الفتى بلغ السماك بفضله
كانت كأعداد النجوم عــــــــداه
ورموه عن حسد بكل كريـــــهة
لكنهم لا ينقصون عـــــلاه

المناخ

شكاوي

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025