تاريخ الإضافة : 27.06.2012 22:05
اسنيم .. ومدير خيريتها المقال
بإنهاء فترة إدارة اسنيم الخيرية من طرف مديرها أباه ولد أكاه الإطار القديم بالشركة العامة (الشركة الموريتانية للصناعة والمناجم المعروفة ) يكون قد غادر مؤسسة اسنيم العملاقة أحد أبرز رجالاتها الذين ظلت تقوم عليهم طيلة العقود الثلاثة الماضية مخلفا في ذاكرتها الكثير من ما تقوله عن سيرة موظف تمتن له أمام الناس والتاريخ.
أواخر السبعينات وحين حطت ب"اباه" طائرة قادمة من باريس كانت ضمن أوراقه الشخصية شهادة إنجنير في المعلوماتية الورقة التي كانت تضمن ربح سهمه في بورصة المؤسسات العالمية حينها لاسيما في وطن صاعد يعاني نقص الخبرات.
لم يكن شاغلا تفكير الرجل حينها أنه أول إنجنير موريتاني في المعلوماتية وهو يخطو على رمال مدينة نواكشوط الناشئة باتجاه مكاتب العمل حيث سيودع أوراق تخرجه استعدادا للولوج إلى عالم الوظيفة وإنما كان شغله هو كيف سينجح في عالم الوظيفة الذي يقبل عليه الآن بشهادة نادرة.
سريعا نجح أباه ولد أكاه المنتمي لمدينة المذرذرة في اختطاف إعجاب الشركة الموريتانية للصناعة والمناجم "اسنيم" بملفه الدراسي محرزا عملا في الشركة الأكبر في مجالها في المحيط الدولي لموريتانيا والمتصدرة بين قائمة شركات المناجم الأولى على المستوى العالمي حيث سيقيم ابن الولاية الجنوبية هذه المرة في عاصمة الشمال نواذيبو حيث مقر شركة اسنيم الموريتاينة.
على وقع ختام السبعينات وأعوام الثمانينات بحدة استقطاب الحركات الإيديولوجية والسياسية في البلاد للأنصار وكسب العضويات، كان خبير المعلوماتية بشركة اسنيم ممعنا في أداء عمله بما يخدم تطوير مؤسسته ويزيد من المكاسب لأكبر شركة في موريتانيا هو في ذلك أحد المسئولين القلائل في التاريخ الموريتاني الذين رفضوا التخندق السياسي محافظا على استقلاله الشخصي ومسافة واحدة من الجميع شعاره مكارم الأخلاق الشنقيطية الأصيلة وروح العمل الجادة التي استلهمها من معايشته في الغرب أعواما من الزمان.
لكن المناصب والترقي أمور لا تنال بدون السياسة رغم أنها حلم كل موظف كما يقال، وهو ما قد يشكل عائقا غير أن أباه شخصيا استطاع أن يكسر عمود هذه المقولة فكان يفرض ترقيه داخل مؤسسته بضغط من الخبرة التي يتمتع بها وإلحاح من الأداء الذي يحققه بشهادة معايشيه حتى تسنم إدارة المصادر البشرية المنصب الرفيع في الشركة ومناصب أخرى دون دعم من جهة سياسية أو طرف اجتماعي وإن كان ذو مصداقية عالية في إطارات اترارزه.
فكان بذلك مدير المصادر البشرية السابق والمترجل اليوم عن خيرية الشركة استثناء، وهو الآن المسئول الذي تحتفظ شركة اسنيم وموظفوها بالكثير مما يقولونه عنه أول الشهادات فيه مثالية المدير النزيه المخلص للعمل
مثالية يعتبر من أبرز روافدها الفكر الديمقراطي الصارم لدى أباه الذي لا تمثل الديمقراطية أساسا في تسييره ونظره في مجال العمل فحسب بل في صلب نظرته الشخصية إلى الحياة والواقع بشكل عام فالرجل الذي يُعتَبر محيطه مجموعة من خيرة المثقفين والدارسين الذين لهم قناعاتهم في الإصلاح وآراءهم فيما يجري لم يكن له عليهم أي ضغوط ولا تثبيط خلافا للمسئولين أصحاب الوظائف النظامية، فأباه لم يفهم المناصب هكذا لكنك تتذكر منه دائما أنه شخصيا ليس مع أي انتماء سياسي أو حزبي وليس ضد أحد يمينيا أو يساريا.
لكن أحد المقربين من أباه يشير إلى أن طيب شخصية أباه وقناعاته الدينية والأخلاقية تجعله دائما أقرب لمن يرمزون إلى الدين والأخلاق الإسلامية رغم سعة علاقاته وحسنها مع الجميع.
وشخص بمثل مواصفات أباه هذه ظل حريصا على إنجاح اسنيم وظلت هي حريصة على بقاء الاستفادة منه، كانت إقالته منذ أسبوعين صدمة للشركة التي افتقدت فيه ربانا سيكون من حظ مؤسسة أخرى رغم احتياج اسنيم إليه التي لم تستطع الاستغناء عنه عندما انتقل إلى المؤسسة الخيرية فبقي في نفس الوقت أحد العقول المحركة لخطط الشركة الكبرى وأحد الممسكين بدفتها ما جعل أحد مديري الشركة السابقين يعلق عند سماعه خبر الإقالة قائلا "اسنيم تعرضت لخسارة".
وبالرغم من ما أشيع من تكهنات وتفسير حول سبب الإقالة وخسارة اسنيم يبقى الجدير بالذكر الآن أن أباه ولد أكاه هو اليوم من أهم بناة الأقتصاد الموريتاني المميزين لما له من دور نزيه وكبير في خدمة شركة اسنيم طيلة ثلاثة عقود ربما لم يعلم من هم خارج اسنيم عن دوره الكبير لعزوفه عن السياسة وأضوائها، يستقل الآن عن اسنيم بطاقة ذات خبرة وتجربة فريدة تحتاجها أكثر من مؤسسة عملاقة بين جنبات الدنيا.
يخلد الرجل الآن لراحته الصيفية بين أطر المذرذره محتفظا بمصداقيته التي ظل يتمتع بها ومكانة محترمة عند الجميع
بقلم: أحمد محمود ولد سعيد
أواخر السبعينات وحين حطت ب"اباه" طائرة قادمة من باريس كانت ضمن أوراقه الشخصية شهادة إنجنير في المعلوماتية الورقة التي كانت تضمن ربح سهمه في بورصة المؤسسات العالمية حينها لاسيما في وطن صاعد يعاني نقص الخبرات.
لم يكن شاغلا تفكير الرجل حينها أنه أول إنجنير موريتاني في المعلوماتية وهو يخطو على رمال مدينة نواكشوط الناشئة باتجاه مكاتب العمل حيث سيودع أوراق تخرجه استعدادا للولوج إلى عالم الوظيفة وإنما كان شغله هو كيف سينجح في عالم الوظيفة الذي يقبل عليه الآن بشهادة نادرة.
سريعا نجح أباه ولد أكاه المنتمي لمدينة المذرذرة في اختطاف إعجاب الشركة الموريتانية للصناعة والمناجم "اسنيم" بملفه الدراسي محرزا عملا في الشركة الأكبر في مجالها في المحيط الدولي لموريتانيا والمتصدرة بين قائمة شركات المناجم الأولى على المستوى العالمي حيث سيقيم ابن الولاية الجنوبية هذه المرة في عاصمة الشمال نواذيبو حيث مقر شركة اسنيم الموريتاينة.
على وقع ختام السبعينات وأعوام الثمانينات بحدة استقطاب الحركات الإيديولوجية والسياسية في البلاد للأنصار وكسب العضويات، كان خبير المعلوماتية بشركة اسنيم ممعنا في أداء عمله بما يخدم تطوير مؤسسته ويزيد من المكاسب لأكبر شركة في موريتانيا هو في ذلك أحد المسئولين القلائل في التاريخ الموريتاني الذين رفضوا التخندق السياسي محافظا على استقلاله الشخصي ومسافة واحدة من الجميع شعاره مكارم الأخلاق الشنقيطية الأصيلة وروح العمل الجادة التي استلهمها من معايشته في الغرب أعواما من الزمان.
لكن المناصب والترقي أمور لا تنال بدون السياسة رغم أنها حلم كل موظف كما يقال، وهو ما قد يشكل عائقا غير أن أباه شخصيا استطاع أن يكسر عمود هذه المقولة فكان يفرض ترقيه داخل مؤسسته بضغط من الخبرة التي يتمتع بها وإلحاح من الأداء الذي يحققه بشهادة معايشيه حتى تسنم إدارة المصادر البشرية المنصب الرفيع في الشركة ومناصب أخرى دون دعم من جهة سياسية أو طرف اجتماعي وإن كان ذو مصداقية عالية في إطارات اترارزه.
فكان بذلك مدير المصادر البشرية السابق والمترجل اليوم عن خيرية الشركة استثناء، وهو الآن المسئول الذي تحتفظ شركة اسنيم وموظفوها بالكثير مما يقولونه عنه أول الشهادات فيه مثالية المدير النزيه المخلص للعمل
مثالية يعتبر من أبرز روافدها الفكر الديمقراطي الصارم لدى أباه الذي لا تمثل الديمقراطية أساسا في تسييره ونظره في مجال العمل فحسب بل في صلب نظرته الشخصية إلى الحياة والواقع بشكل عام فالرجل الذي يُعتَبر محيطه مجموعة من خيرة المثقفين والدارسين الذين لهم قناعاتهم في الإصلاح وآراءهم فيما يجري لم يكن له عليهم أي ضغوط ولا تثبيط خلافا للمسئولين أصحاب الوظائف النظامية، فأباه لم يفهم المناصب هكذا لكنك تتذكر منه دائما أنه شخصيا ليس مع أي انتماء سياسي أو حزبي وليس ضد أحد يمينيا أو يساريا.
لكن أحد المقربين من أباه يشير إلى أن طيب شخصية أباه وقناعاته الدينية والأخلاقية تجعله دائما أقرب لمن يرمزون إلى الدين والأخلاق الإسلامية رغم سعة علاقاته وحسنها مع الجميع.
وشخص بمثل مواصفات أباه هذه ظل حريصا على إنجاح اسنيم وظلت هي حريصة على بقاء الاستفادة منه، كانت إقالته منذ أسبوعين صدمة للشركة التي افتقدت فيه ربانا سيكون من حظ مؤسسة أخرى رغم احتياج اسنيم إليه التي لم تستطع الاستغناء عنه عندما انتقل إلى المؤسسة الخيرية فبقي في نفس الوقت أحد العقول المحركة لخطط الشركة الكبرى وأحد الممسكين بدفتها ما جعل أحد مديري الشركة السابقين يعلق عند سماعه خبر الإقالة قائلا "اسنيم تعرضت لخسارة".
وبالرغم من ما أشيع من تكهنات وتفسير حول سبب الإقالة وخسارة اسنيم يبقى الجدير بالذكر الآن أن أباه ولد أكاه هو اليوم من أهم بناة الأقتصاد الموريتاني المميزين لما له من دور نزيه وكبير في خدمة شركة اسنيم طيلة ثلاثة عقود ربما لم يعلم من هم خارج اسنيم عن دوره الكبير لعزوفه عن السياسة وأضوائها، يستقل الآن عن اسنيم بطاقة ذات خبرة وتجربة فريدة تحتاجها أكثر من مؤسسة عملاقة بين جنبات الدنيا.
يخلد الرجل الآن لراحته الصيفية بين أطر المذرذره محتفظا بمصداقيته التي ظل يتمتع بها ومكانة محترمة عند الجميع
بقلم: أحمد محمود ولد سعيد







