تاريخ الإضافة : 27.06.2012 09:57
هل نحن أمام دورة حضارية جديدة؟
يرى المؤرخ والفيلسوف لبريطاني أرنولد توينبي أن أي نهضة حضارية لا بد لها من "بيئة متحدية، وشعب مستعد بقيادة مبدعين".
***
أحيت ثورات الشعوب العربية، وسقوط أنظمة العمالة والاستبداد آمال الأمة الإسلامية وأيقظت عزمها وعززت من طموحاتها في أن تنفض عنها الغبار، وتتقدم من أجل استعادة أمجادها التاريخية ودورها الحضاري.
وما إن بدأ المسار الديمقراطي في دول الثورات حتى بدأت خيوط عهد جديد تتشكل، تجلت ملامحه في انحياز شعوب الأمة للمشروع الإسلامي النابع من عقيدتها وموروثها الفكري والثقافي، والمعبر عن قيمها الدينية والحضارية، وعن طموحها في الاستقلال والتحرر من قيود التبعية، وآمالها في القضاء على آثار التخلف والانحطاط.
وقد بذلت جهود كثيرة في الداخل والخارج من قبل قوى الهيمنة الدولية وأعداء المشروع الإسلامي وأصحاب الأطماع والنزوات من أجل إسقاط المشروع الإسلامي وسرقة انتصاره، والقضاء على ملامح العهد الجديد الذي بدأت خيوطه في التشكل.
ولما لمصر من أهمية ونظرا لدورها التاريخي وثقلها الواقعي فقد تم التركيز عليها أكثر من غيرها لأن نجاحها نجاح لكل العالم العربي والإسلامي، وإجهاض مشروعها إجهاض للمشروع النهضوي العربي الإسلامي بأكمله.
ولست من أنصار نظرية المؤامرة، ولكن ما حدث في مصر (من إلغاء قانون العزل، حل المجلس الشعب، وإلقاء الدولة بثقلها وتوفير إمكاناتها المادية والمعنوية وهيبتها العسكرية والأمنية من أجل إنجاح الفريق شفيق) يثير الشك والريبة، ويستحيل أن يكون حدث عن طريق الصدفة وبدون تدبير تلاقت فيه أطماع العسكر وأحقاد أعداء المشروع الإسلامي مع إرادة الإمبريالية الدولية.
ورغم كل ذلك استطاع الإسلاميون في مصر - بفضل لله تعالى - تجاوز كل العقبات والعراقيل التي وضعت في طريقهم، ونجحوا في التغلب على كل الالتفافات التي دبرها العسكر، وخرجوا من الانتخابات منتصرين.
لقد أسقطت الانتخابات المصرية مشاريع وصعدت بمشروع...أسقطت كل المشاريع العلمانية التي لا تعبر عن ضمير الأمة ولا تتناسق مع مقوماتها الحضارية، وصعدت بالمشروع الإسلامي النابع من ضمير الأمة والمعبر الحقيقي عن هويتها الدينية ووجهتها الثقافية والحضارية.
إن فوز الدكتور محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية المصرية يمثل إنعطافة كبرى ولحظة فارقة في تاريخ الأمة الإسلامية وفي تاريخ مشروعها الإصلاحي النهضوي، وفي المقابل يمثل هزيمة ماحقة لقوى الهيمنة الدولية التي ألقت بثقلها ووفرت الدعم المادي والمعنوي من أجل إنجاح المشروع المضاد، ويمثل كذلك ضربة قاتلة للنخب العلمانية التي حرصت هي الأخرى على إسقاط المشروع الإسلامي ومرشحه الدكتور محمد مرسي.
لقد كشفت الانتخابات المصرية المستور، وفضحت النخب العلمانية واثبتت أنها تفكر بعقلية إقصائية، وأنها لا تريد الديمقراطية إلا إذا كانت ستجيئ بها.
لقد تأكد لنا أن حمدين صباحي وغالبية الأحزاب العلمانية اصطفوا مع شفيق، وحملهم الحقد الدفين على الإخوان على الوقوف في وجه مرشح الثورة الدكتور محمد مرسي حتى ولو كان ذلك لصالح الثورة المضادة، وإعادة إنتاج النظام المخلوع.
ولعل ذلك من الأمور القدرية التي يهيئها الله لأوليائه، أن تتمايز عناصر الباطل وتصطف في جانب واحد في تلك اللحظات الحاسمة من تاريخ أمتنا الإسلامية، حتى يكون النصر نصرا إسلاميا صرفا لا تشوبه شائبة المخلطين، وليس فيه لأحد منة.. فـلله الحمد وله المنة.
والشعوب المسلمة اليوم بعد هذا الانتصار العظيم تأمل من القيادة المصرية الجديدة أن تتجاوز تحديات الإعمار والبناء كما تجاوزت تحديات الثورة والمسار الانتقالي، فنحن بانتظار نهضة مصرية تعيد لمصر دورها التاريخي، ووزنها الإقليمي والدولي، وتلقي بظلالها على كل أنحاء العالم الإسلامي، وتكون بداية دورة حضارية جديدة تكون الدولة فيها للمسلمين والغلبة فيها للمشروع الإسلامي.
والقيادة المصرية التي استطاعت أن تقود ثورة الشعب المصري وأن توفر لها الحماية وتضمن لها النجاح، واستطاعت كذلك أن تتغلب على كل الالتفافات والمحاولات العابثة لإجهاض الثورة أو سرقتها هي قادرة بحول الله وقوته على بناء مصر والنهوض بها.
والشعب المصري العظيم الذي فجر ثورة عظيمة ضد الاستبداد السياسي، وأعلن انحيازه لقيمه الدينية والحضارية حينما انتخب حملة المشروع الإسلامي، هو شعب قادر على التصدي لكل محاولة تريد إجهاض ثورته أو إعادة مصر إلى الوراء.
ومازالت هناك عقبة كبرى( وهي مسألة الدستور والالتفافات التي يحاولها عليه المجلس العسكري ) تواجه القيادة الجديدة إذا ما نجحت في التغلب عليها – وهو ما نتمناه وندعو الله أن يحققه – واستطاعت تأسيس دستور مصري جديد يعطي للسلطات المدنية صلاحياتها، ويعيد العسكر إلى ثكناتهم فقد نجحت وأذن لها في الإعمار والبناء والانطلاق نحو تعزيز الحريات وترسيخ المؤسسات الدستورية. (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).
***
أحيت ثورات الشعوب العربية، وسقوط أنظمة العمالة والاستبداد آمال الأمة الإسلامية وأيقظت عزمها وعززت من طموحاتها في أن تنفض عنها الغبار، وتتقدم من أجل استعادة أمجادها التاريخية ودورها الحضاري.
وما إن بدأ المسار الديمقراطي في دول الثورات حتى بدأت خيوط عهد جديد تتشكل، تجلت ملامحه في انحياز شعوب الأمة للمشروع الإسلامي النابع من عقيدتها وموروثها الفكري والثقافي، والمعبر عن قيمها الدينية والحضارية، وعن طموحها في الاستقلال والتحرر من قيود التبعية، وآمالها في القضاء على آثار التخلف والانحطاط.
وقد بذلت جهود كثيرة في الداخل والخارج من قبل قوى الهيمنة الدولية وأعداء المشروع الإسلامي وأصحاب الأطماع والنزوات من أجل إسقاط المشروع الإسلامي وسرقة انتصاره، والقضاء على ملامح العهد الجديد الذي بدأت خيوطه في التشكل.
ولما لمصر من أهمية ونظرا لدورها التاريخي وثقلها الواقعي فقد تم التركيز عليها أكثر من غيرها لأن نجاحها نجاح لكل العالم العربي والإسلامي، وإجهاض مشروعها إجهاض للمشروع النهضوي العربي الإسلامي بأكمله.
ولست من أنصار نظرية المؤامرة، ولكن ما حدث في مصر (من إلغاء قانون العزل، حل المجلس الشعب، وإلقاء الدولة بثقلها وتوفير إمكاناتها المادية والمعنوية وهيبتها العسكرية والأمنية من أجل إنجاح الفريق شفيق) يثير الشك والريبة، ويستحيل أن يكون حدث عن طريق الصدفة وبدون تدبير تلاقت فيه أطماع العسكر وأحقاد أعداء المشروع الإسلامي مع إرادة الإمبريالية الدولية.
ورغم كل ذلك استطاع الإسلاميون في مصر - بفضل لله تعالى - تجاوز كل العقبات والعراقيل التي وضعت في طريقهم، ونجحوا في التغلب على كل الالتفافات التي دبرها العسكر، وخرجوا من الانتخابات منتصرين.
لقد أسقطت الانتخابات المصرية مشاريع وصعدت بمشروع...أسقطت كل المشاريع العلمانية التي لا تعبر عن ضمير الأمة ولا تتناسق مع مقوماتها الحضارية، وصعدت بالمشروع الإسلامي النابع من ضمير الأمة والمعبر الحقيقي عن هويتها الدينية ووجهتها الثقافية والحضارية.
إن فوز الدكتور محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية المصرية يمثل إنعطافة كبرى ولحظة فارقة في تاريخ الأمة الإسلامية وفي تاريخ مشروعها الإصلاحي النهضوي، وفي المقابل يمثل هزيمة ماحقة لقوى الهيمنة الدولية التي ألقت بثقلها ووفرت الدعم المادي والمعنوي من أجل إنجاح المشروع المضاد، ويمثل كذلك ضربة قاتلة للنخب العلمانية التي حرصت هي الأخرى على إسقاط المشروع الإسلامي ومرشحه الدكتور محمد مرسي.
لقد كشفت الانتخابات المصرية المستور، وفضحت النخب العلمانية واثبتت أنها تفكر بعقلية إقصائية، وأنها لا تريد الديمقراطية إلا إذا كانت ستجيئ بها.
لقد تأكد لنا أن حمدين صباحي وغالبية الأحزاب العلمانية اصطفوا مع شفيق، وحملهم الحقد الدفين على الإخوان على الوقوف في وجه مرشح الثورة الدكتور محمد مرسي حتى ولو كان ذلك لصالح الثورة المضادة، وإعادة إنتاج النظام المخلوع.
ولعل ذلك من الأمور القدرية التي يهيئها الله لأوليائه، أن تتمايز عناصر الباطل وتصطف في جانب واحد في تلك اللحظات الحاسمة من تاريخ أمتنا الإسلامية، حتى يكون النصر نصرا إسلاميا صرفا لا تشوبه شائبة المخلطين، وليس فيه لأحد منة.. فـلله الحمد وله المنة.
والشعوب المسلمة اليوم بعد هذا الانتصار العظيم تأمل من القيادة المصرية الجديدة أن تتجاوز تحديات الإعمار والبناء كما تجاوزت تحديات الثورة والمسار الانتقالي، فنحن بانتظار نهضة مصرية تعيد لمصر دورها التاريخي، ووزنها الإقليمي والدولي، وتلقي بظلالها على كل أنحاء العالم الإسلامي، وتكون بداية دورة حضارية جديدة تكون الدولة فيها للمسلمين والغلبة فيها للمشروع الإسلامي.
والقيادة المصرية التي استطاعت أن تقود ثورة الشعب المصري وأن توفر لها الحماية وتضمن لها النجاح، واستطاعت كذلك أن تتغلب على كل الالتفافات والمحاولات العابثة لإجهاض الثورة أو سرقتها هي قادرة بحول الله وقوته على بناء مصر والنهوض بها.
والشعب المصري العظيم الذي فجر ثورة عظيمة ضد الاستبداد السياسي، وأعلن انحيازه لقيمه الدينية والحضارية حينما انتخب حملة المشروع الإسلامي، هو شعب قادر على التصدي لكل محاولة تريد إجهاض ثورته أو إعادة مصر إلى الوراء.
ومازالت هناك عقبة كبرى( وهي مسألة الدستور والالتفافات التي يحاولها عليه المجلس العسكري ) تواجه القيادة الجديدة إذا ما نجحت في التغلب عليها – وهو ما نتمناه وندعو الله أن يحققه – واستطاعت تأسيس دستور مصري جديد يعطي للسلطات المدنية صلاحياتها، ويعيد العسكر إلى ثكناتهم فقد نجحت وأذن لها في الإعمار والبناء والانطلاق نحو تعزيز الحريات وترسيخ المؤسسات الدستورية. (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).







