تاريخ الإضافة : 22.06.2012 20:40
عسكر مصر.. وعسكر الجزائر (أم در مان الر ئاسيات؟ )
لا أريد استباق الأحداث ولا الخروج بنتائج متشائمة , ولكنني أعبر عن خوف وخشية عبر عنها الكثير من المتابعين لتطور الأحداث بمصر قبل عملية الاقتراع (حل مجلس الشعب) وبعد نهاية الفرز (تأجيل إعلان النتائج ) ومابين ذلك مسرحية (وفاة مبارك التي قصد منها تحويل الانظار إعلاميا وشعبيا عن ميدان التحرير وما يمثله من سخط شعبي واضح علي تلاعب العسكر ) هذه الخشية من النكوص والالتفاف علي العملية الديمقراطية من طرف المجلس العسكري المصري, تستدعي للأذهان سيناريو الجزائر1991 عندما تم الانقلاب علي النتائج التي حملت يومها الجبهة الإسلامية للإنقاذ للفوز , ليتم بعد ذلك المسلسل المعروف للجميع من سلب لخيار الشعب الجزائري في التغيير , والزج بقادة ورموز جبهة الإنقاذ في السجون , ولجوء الشباب من الصف الثاني في الجبهة والذي وجد نفسه فجأة في الشارع ومن دون ظهير وموجه إلي (صعود الجبل) وتبني أدوات عنيفة وقاسية في التصدي لسلطة العسكر يومها ,لتخرج من رحم ردة الفعل تلك تنظيمات مسلحة متطرفة جرت هي وميلشيات المخابرات الويل والثبور علي الشعب الجزائري ولازالت, فهل يكرر عسكر مصر نفس السيناريو مع خيار الشعب المصري ؟
سيكون من الغباء استنساخ حماقة الجيش الجزائري علي الواقع المصري وذلك لاختلاف كبير بين الواقع الجزائري والمصري في الزمان والمكان والظروف السياسية وواقع التجربة .وسوف نسرد هنا بعض الملاحظات التي تؤكد ما ذهبنا إليه من اختلاف .
وهي ملاحظات خبرتها من داخل المشهد السياسي المصري لا بوصفي مراقبا من الخارج , وإنما انطلاقا من معايشتي لأهل هذا البلد الطيب و خبرتي بهم , وهي خبرة تمتد لسنين ,ولمعايشتي كذلك لأحداث الانتخابات المصرية من الداخل حيث قدر لي أن أكون هناك في قلب الحدث وفي خضم الرئاسيات المصرية.
الملاحظة الأولي : لا يمكن مقارنة التجربة السياسية التاريخية الطويلة و نضج التعامل السياسي مع المتغيرات والأحداث الداخلية وردات الفعل المتغيرة لحركة الإخوان المسلمين بمصر مع غيرها من الحركات والتنظيمات السياسية في المنطقة العربية (بما فيها جبهة الإنقاذ الجزائرية) , بحيث تمكنت هذه الحركة عبر تاريخها الطويل الممتد لما يقرب من قرن , من التأقلم والتعامل مع ظروف وأنظمة قمعية متعاقبة عاشت الحركة في ظلها ظروف حالكة من الظلم والاضطهاد الشرس , وتم استخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة من أجل القضاء عليها وإقصائها من المشهد السياسي المصري , وهو ما لم يكتب له النجاح بفضل وعي الإخوان المسلمين وقدرتهم الفائقة علي إعادة رص الصفوف وبناء استراتيجيات جديدة تتلاءم مع كل مرحلة , وكأن حركتهم (طائر الفنيق)
في حين سقطت حركة الإنقاذ في فخ الصدام الأمني في أول مواجهة مع السلطة.
الملاحظة الثانية : لا يتصور جرف الحركة نحو العنف كما تم مع جبهة الإنقاذ في الجزائر , حيث حاول النظام المصري عبر كل مراحله أن يوقع الإخوان بهذا الفخ وهو ما شعر به الإخوان مبكرا ,ولم يمنحوا السلطة تلك الفرصة رغم كل( الفبركة) الأمنية من (منشية البكري وحتى المحاولات الأخيرة في العباسية ) ولو قدر للحركة أن تنجرف لخيار العنف لما وجدت وقتا أكثر مثالية لذلك من حقبة الستينيات و هي الفترة التي ذاقت فيها الأمرين من قتل وتشريد وسجن ومحاكمات صورية , ومع ذلك فقد تمكنت من ضبط ذاتي عز نظيره لعناصرها ,ولاذت بحصن الصبر والاحتساب , في سبيل العمل السياسي النظيف , وحفاظا علي الصورة السلمية للنضال السياسي ومن أجل سكينة وأمن الشعب المصري.
الملاحظة الثالثة : لو قام المجلس العسكري بتزوير الانتخابات لصالح مرشحه شفيق وتم إلغاء نتائج المرشح الفائز حسب المحاضر الرسمية للانتخابات الدكتور محمد مرسي فذلك لا يعني بأي حال من الأحوال أن الإخوان قد خسروا الشارع المصري أو أنه تم القضاء علي طموحهم في الوصول للسلطة ,بل إن العسكر أدري قبل غيرهم من أن الأمر مجرد جولة جديدة من جولات كفاح دءوب تمرست عليه هذه الحركة وأن لديهم (المجلس العسكري) شفيقا واحدا لا ثاني له ,في حين أن للحركة مراسي ومرافئ كثيرة لم تتم تجربتها بعد , ولن تفلح صدمات التزوير والتخويف و المال السياسي للمجلس العسكري طويلا في ضخ الدماء لجسم نظام محنط أصلا.
الملاحظة الرابعة : من خلال حضوري لمصر وهو حضور متقطع وممتد لفترة طويلة صادف آخرها الانتخابات الرئاسية الحالية , تمكنت من الاطلاع عن قرب وعلي الميدان من مدي تغلغل حركة الإخوان المسلمين داخل النسيج الاجتماعي و الاقتصادي والوجداني للمجتمع المصري , بحيث اضطلعت بأدوار اجتماعية فاعلة خدمة للمجتمع خصوصا الطبقات الفقيرة في الريف , وهو ما يفسر اكتساح مرشحها لخصمه في الصعيد .
فللحركة مستشفياتها الخيرية علي امتداد مصر ,مقدمة يوميا الاستشارات المجانية لعشرات الآلاف من المصريين علي اختلاف انتماءاتهم (مسيحيين ومسلمين) كما تقدم لهم الدواء بسعر التكلفة ومجانا لبعض الحالات , للحركة كذلك مؤسساتها التعليمية التي رفدت السوق المصري بآلاف الحرفيين والمهنيين في مختلف التخصصات التي تدعم سوق العمل وتخدم عجلة الاقتصاد المصري , كما للحركة مشاغلها ومؤسساتها التي توظف الآلاف من العمال المصريين موفرة بذلك لقمة العيش للكثير من الأسر المصرية , كما تدعم الحركة حفلات موسمية للزواج الجماعي لأبناء الطبقات لأكثر فقرا , ولها كذلك جهدها الحثيث في دعم المزارعين المصريين من خلال حملات سنوية يقوم بها آلاف المهندسين الزراعيين من المنتمين للإخوان في سبيل توفير الاستشارات والبذور وماكينات الزراعة للفلاح المصري (في حين قامت الدولة بإغراق الفلاح المصري بالديون في برنامج قرض فلاحي تبين فيما بعد أنه وسيلة فقط لمصادرة أراضي الفلاحين من أجل بيعها لمتنفذ ين لإقامة مشاريع سكنية عليها) هذا فقط مجرد غيض من فيض , ضمن للإخوان مساحة كبيرة لا تضاهيها أية حركة أو حزب داخل المجتمع المصري .وهي مكانة يستحيل إلغاؤها أو التأثير علي ولاءات أصحابها .
وللحركة قدرة فائقة علي التنظيم والحشد , ظهر ذلك جليا في الحملة الرئاسية , فرغم كل محاولات العرقلة التي بذلت والتي استخدمت فيها وسائل الدولة المصرية وأموال الفلول و القوي المعادية للإخوان علي اختلاف مشاربها , تمكنت الحركة من الحفاظ علي قاعدتها الانتخابية وإدارة العملية بشكل حضاري ومنظم من خلال مجاميع حركية شبابية مكونة تكوينا عاليا وعلي قدر رفيع من المسئولية والانضباط
الملاحظة الخامسة : لايمكن مقارنة الظروف والتحولات الدولية في سنة 1991 (السنة التي تم فيها الانقلاب علي الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر) بالظروف الحالية سنة 2012 فقد حدثت تحولات كبيرة ,غيرت وجه الخريطة السياسية في المنطقة ولم يعد مقبولا للعسكر ما كان مقبولا سنة 1991.وتطور وعي الشعوب كذلك ,وسيكون من الحمق بل من البلادة السياسية بامتياز إن تصور عسكر مصر أن بإمكانهم اللعب مع عسكر الجزائر تقليدا هذه المرة فيما يشبه (أم درمان رئاسية بالمقلوب ) جل ما يمكن للمجلس العسكري فعله هو وضع الدواليب في العجلة , من أجل عرقلتها , في محاولة يائسة وبائسة لإيقاف مرجل تاريخ يعتمل بالأحداث المنذرة بالتحول والتغيير .
في الأخير لا يمكن جر عقارب التاريخ للوراء , ولا يمكن تغيير إرادة الشعوب , يمكن تأخيرها لسنة لسنتين , لكن في نهاية المطاف الغلبة ستكون للتغيير ومهما حاول العسكر بمصر ومهما حاولت فلول النظام السابق والقوة المتربصة بالثورة ,فستكون الغلبة أخيرا لإرادة الشعب , وحسب وجهة نظري البسيطة ولكن المبنية علي الواقع المشاهد والحقائق الميدانية , فإن قدر مصر القريب أن يحكمها الإخوان المسلمين , وهو قدر مستحق , نتيجة لجهود عمل ميداني علي مختلف الصعد أمتد لنحو قرن من الزمن وما يزال , ثم ألا يحق للشعب المصري وقد أسس الحضارات قبل الميلاد بآلاف السنين أن يحكم نفسه وينتخب حكامه دون وصاية من أحد ؟ كيف لهذا الشعب العريق المتحضر أن تتقدم عليه أمم عمرها مئات السنين ومدينة في وجودها لكريستوف كولومبوس ؟
سيكون من الغباء استنساخ حماقة الجيش الجزائري علي الواقع المصري وذلك لاختلاف كبير بين الواقع الجزائري والمصري في الزمان والمكان والظروف السياسية وواقع التجربة .وسوف نسرد هنا بعض الملاحظات التي تؤكد ما ذهبنا إليه من اختلاف .
وهي ملاحظات خبرتها من داخل المشهد السياسي المصري لا بوصفي مراقبا من الخارج , وإنما انطلاقا من معايشتي لأهل هذا البلد الطيب و خبرتي بهم , وهي خبرة تمتد لسنين ,ولمعايشتي كذلك لأحداث الانتخابات المصرية من الداخل حيث قدر لي أن أكون هناك في قلب الحدث وفي خضم الرئاسيات المصرية.
الملاحظة الأولي : لا يمكن مقارنة التجربة السياسية التاريخية الطويلة و نضج التعامل السياسي مع المتغيرات والأحداث الداخلية وردات الفعل المتغيرة لحركة الإخوان المسلمين بمصر مع غيرها من الحركات والتنظيمات السياسية في المنطقة العربية (بما فيها جبهة الإنقاذ الجزائرية) , بحيث تمكنت هذه الحركة عبر تاريخها الطويل الممتد لما يقرب من قرن , من التأقلم والتعامل مع ظروف وأنظمة قمعية متعاقبة عاشت الحركة في ظلها ظروف حالكة من الظلم والاضطهاد الشرس , وتم استخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة من أجل القضاء عليها وإقصائها من المشهد السياسي المصري , وهو ما لم يكتب له النجاح بفضل وعي الإخوان المسلمين وقدرتهم الفائقة علي إعادة رص الصفوف وبناء استراتيجيات جديدة تتلاءم مع كل مرحلة , وكأن حركتهم (طائر الفنيق)
في حين سقطت حركة الإنقاذ في فخ الصدام الأمني في أول مواجهة مع السلطة.
الملاحظة الثانية : لا يتصور جرف الحركة نحو العنف كما تم مع جبهة الإنقاذ في الجزائر , حيث حاول النظام المصري عبر كل مراحله أن يوقع الإخوان بهذا الفخ وهو ما شعر به الإخوان مبكرا ,ولم يمنحوا السلطة تلك الفرصة رغم كل( الفبركة) الأمنية من (منشية البكري وحتى المحاولات الأخيرة في العباسية ) ولو قدر للحركة أن تنجرف لخيار العنف لما وجدت وقتا أكثر مثالية لذلك من حقبة الستينيات و هي الفترة التي ذاقت فيها الأمرين من قتل وتشريد وسجن ومحاكمات صورية , ومع ذلك فقد تمكنت من ضبط ذاتي عز نظيره لعناصرها ,ولاذت بحصن الصبر والاحتساب , في سبيل العمل السياسي النظيف , وحفاظا علي الصورة السلمية للنضال السياسي ومن أجل سكينة وأمن الشعب المصري.
الملاحظة الثالثة : لو قام المجلس العسكري بتزوير الانتخابات لصالح مرشحه شفيق وتم إلغاء نتائج المرشح الفائز حسب المحاضر الرسمية للانتخابات الدكتور محمد مرسي فذلك لا يعني بأي حال من الأحوال أن الإخوان قد خسروا الشارع المصري أو أنه تم القضاء علي طموحهم في الوصول للسلطة ,بل إن العسكر أدري قبل غيرهم من أن الأمر مجرد جولة جديدة من جولات كفاح دءوب تمرست عليه هذه الحركة وأن لديهم (المجلس العسكري) شفيقا واحدا لا ثاني له ,في حين أن للحركة مراسي ومرافئ كثيرة لم تتم تجربتها بعد , ولن تفلح صدمات التزوير والتخويف و المال السياسي للمجلس العسكري طويلا في ضخ الدماء لجسم نظام محنط أصلا.
الملاحظة الرابعة : من خلال حضوري لمصر وهو حضور متقطع وممتد لفترة طويلة صادف آخرها الانتخابات الرئاسية الحالية , تمكنت من الاطلاع عن قرب وعلي الميدان من مدي تغلغل حركة الإخوان المسلمين داخل النسيج الاجتماعي و الاقتصادي والوجداني للمجتمع المصري , بحيث اضطلعت بأدوار اجتماعية فاعلة خدمة للمجتمع خصوصا الطبقات الفقيرة في الريف , وهو ما يفسر اكتساح مرشحها لخصمه في الصعيد .
فللحركة مستشفياتها الخيرية علي امتداد مصر ,مقدمة يوميا الاستشارات المجانية لعشرات الآلاف من المصريين علي اختلاف انتماءاتهم (مسيحيين ومسلمين) كما تقدم لهم الدواء بسعر التكلفة ومجانا لبعض الحالات , للحركة كذلك مؤسساتها التعليمية التي رفدت السوق المصري بآلاف الحرفيين والمهنيين في مختلف التخصصات التي تدعم سوق العمل وتخدم عجلة الاقتصاد المصري , كما للحركة مشاغلها ومؤسساتها التي توظف الآلاف من العمال المصريين موفرة بذلك لقمة العيش للكثير من الأسر المصرية , كما تدعم الحركة حفلات موسمية للزواج الجماعي لأبناء الطبقات لأكثر فقرا , ولها كذلك جهدها الحثيث في دعم المزارعين المصريين من خلال حملات سنوية يقوم بها آلاف المهندسين الزراعيين من المنتمين للإخوان في سبيل توفير الاستشارات والبذور وماكينات الزراعة للفلاح المصري (في حين قامت الدولة بإغراق الفلاح المصري بالديون في برنامج قرض فلاحي تبين فيما بعد أنه وسيلة فقط لمصادرة أراضي الفلاحين من أجل بيعها لمتنفذ ين لإقامة مشاريع سكنية عليها) هذا فقط مجرد غيض من فيض , ضمن للإخوان مساحة كبيرة لا تضاهيها أية حركة أو حزب داخل المجتمع المصري .وهي مكانة يستحيل إلغاؤها أو التأثير علي ولاءات أصحابها .
وللحركة قدرة فائقة علي التنظيم والحشد , ظهر ذلك جليا في الحملة الرئاسية , فرغم كل محاولات العرقلة التي بذلت والتي استخدمت فيها وسائل الدولة المصرية وأموال الفلول و القوي المعادية للإخوان علي اختلاف مشاربها , تمكنت الحركة من الحفاظ علي قاعدتها الانتخابية وإدارة العملية بشكل حضاري ومنظم من خلال مجاميع حركية شبابية مكونة تكوينا عاليا وعلي قدر رفيع من المسئولية والانضباط
الملاحظة الخامسة : لايمكن مقارنة الظروف والتحولات الدولية في سنة 1991 (السنة التي تم فيها الانقلاب علي الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر) بالظروف الحالية سنة 2012 فقد حدثت تحولات كبيرة ,غيرت وجه الخريطة السياسية في المنطقة ولم يعد مقبولا للعسكر ما كان مقبولا سنة 1991.وتطور وعي الشعوب كذلك ,وسيكون من الحمق بل من البلادة السياسية بامتياز إن تصور عسكر مصر أن بإمكانهم اللعب مع عسكر الجزائر تقليدا هذه المرة فيما يشبه (أم درمان رئاسية بالمقلوب ) جل ما يمكن للمجلس العسكري فعله هو وضع الدواليب في العجلة , من أجل عرقلتها , في محاولة يائسة وبائسة لإيقاف مرجل تاريخ يعتمل بالأحداث المنذرة بالتحول والتغيير .
في الأخير لا يمكن جر عقارب التاريخ للوراء , ولا يمكن تغيير إرادة الشعوب , يمكن تأخيرها لسنة لسنتين , لكن في نهاية المطاف الغلبة ستكون للتغيير ومهما حاول العسكر بمصر ومهما حاولت فلول النظام السابق والقوة المتربصة بالثورة ,فستكون الغلبة أخيرا لإرادة الشعب , وحسب وجهة نظري البسيطة ولكن المبنية علي الواقع المشاهد والحقائق الميدانية , فإن قدر مصر القريب أن يحكمها الإخوان المسلمين , وهو قدر مستحق , نتيجة لجهود عمل ميداني علي مختلف الصعد أمتد لنحو قرن من الزمن وما يزال , ثم ألا يحق للشعب المصري وقد أسس الحضارات قبل الميلاد بآلاف السنين أن يحكم نفسه وينتخب حكامه دون وصاية من أحد ؟ كيف لهذا الشعب العريق المتحضر أن تتقدم عليه أمم عمرها مئات السنين ومدينة في وجودها لكريستوف كولومبوس ؟







