تاريخ الإضافة : 24.05.2012 11:20

الحراطين والبيظان عنصر واحد

محمد ولد إبراهيم رئيس المنظمة الموريتانية لمناهضة التطرف ولدعم الوحدة الوطنية

محمد ولد إبراهيم رئيس المنظمة الموريتانية لمناهضة التطرف ولدعم الوحدة الوطنية

لقد حذرت المنظمة الموريتانية لمناهضة التطرف ولدعم الوحدة الوطنية في أكثر من مناسبة من خطورة هذه العصابات "ايرا" و"لا تلمس جنسيتي" اللتان كثيرا ما هددتا اللحمة الاجتماعية والوحدة الوطنية فهذا المقال تمت كتابته يوم 14 يوليو 2010 عندما لاحظنا أن ثمة محاولات تحاول أن تصيب المجتمع في صميمه لكنها باءت بالفشل والآن نعيد نشر المقال من جديد مؤكدين أن قضية بيرام ولد الداه ولد اعبيد لا ينبغى ان تستغل من طرف جماعة محاولة جعلها قضية شريحة معينة، فـ"البيظان ولحراطين" عنصر واحد لا يمكن فصلهما.

"إن المتتبع المنصف للشأن الموريتاني، يلاحظ و بشكل جلي توجها إيجابيا في كل الميادين، خاصة في مجالات الحريات العامة و حقوق الإنسان التي هي حجر الزاوية في استقرار أي بلد و هو المطلب الأول والأسمى للمواطن، ولإن كان المجتمع الموريتاني قد تعرض سابقا لهزات عنيفة كادت تصيبه في صميم وحدته فقد تجاوز ذلك اليوم بعد أن تمت تسوية الإرث الإنساني وبعد أن سنت القوانين الرادعة لأي شكل من أشكال ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ،هذه القوانين التي تسهر الدولة اليوم جادة على تطبيقها.

فتنوع المجتمع الموريتاني يعتبر عامل إثراء له وهو تنوع إيجابي ومصدر فخر واعتزاز له، والعنصر العربي في هذا المجتمع الذي يتكون من البيظان والحراطين عنصر واحد لايمكن بأي حال من الأحوال الفصل بينهما فبعضهما يكمل بعضا كما يكمل بياض العين سوادها، ذلك أن الدين والتاريخ والعادات واللغة والأخلاق ووحدة المصير والآمال... عوامل وحدت بينهما وصهرتهما في قالب واحد.

فالذين يصطادون اليوم في المياه العكرة من مرضى القلوب إنما يغررون بالبسطاء من الناس، فيحرفون لهم الحقائق وهم بذلك يريدون منافع مادية ضيقة آنية أنانية حتى إذا حصلوا عليها قلبوا لهم ظهر المجن، يرتزقون باسم الآخر ويذرفون دموع التماسيح بمناسبة وبغير مناسبة، هؤلاء الذين يعزفون على وتيرة التفرقة ويعملون جاهدين لإحداث شرخ في هذا المجتمع إنما يخدعون بني جلدتهم ويظلمون المجتمع، بل ويسدون خدمة جليلة لأعدائه، فهم بذلك يخالفون الدين (إنما المؤمنون إخوة) ويدعون بدعوة الجاهلية التي نها عنها الرسول صلى الله عليه وسلم ويطعنون في التاريخ المشترك ويتنكرون للعادات والقيم ويمسون من ثوابت هذا المجتمع وأخلاقياته الفاضلة وهم فوق ذلك يخونون وطنهم خيانة عظمى بطعنهم في أقدس مقدساته ألا وهي وحدته.

والأخطر من هذا كله أن البعض ذهب به الغلو إلى أن يطعن في الثوابت الشرعية أو يكاد، وينعت المذهب المالكي بنعوت لا تليق، فهو مذهب مدينة المرتضى الذي قال صاحبه: ًكل ما له دليل فهو مذهبيً . فليحذر أصحاب هذه النزعة من أن يصدق عليهم الحديث : ״إن الرجل ليقول الكلمة لا يلقي لها بالا فتهوي به سبعين خريفا في قاع جهنم״

ونحن إذ ننكر عليهم ذلك أشد الإنكار لنشجب هذا التوجه بشدة ونعلن رفضنا التام له تمسكا منا بديننا الحنيف ووطنيتنا وإخلاصنا لمجتمعنا وثوابت أمتنا وحرصا منا على وحدته التي يكفلها الدستور ورفعا منا لجانبنا من بناء هذا الوطن الذي لا غنى له عن سواعد الجميع
متى يبلغ البنيان يوما تمامه00إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم

وأقول لكل من يدعو إلى التفرقة تحت أي يافطة كانت: هيهات تضرب في حديد بارد. فعلى جميع الإخوة من ذوي الضمير الحي أن يحكموا العقل والمنطق وأن يحذروا الدعايات المغرضة.

إن الوطن ينعم بالاستقرار التام في ظل دولة القانون حيث لا مجال للفساد و المفسدين، كما أن الشعب الموريتاني أصبح واعيا ويميز بين الصالح من الطالح ولا تغره الشعارات الفارغة والكلمات البراقة".

الرياضة

الصحة

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025