تاريخ الإضافة : 23.05.2012 15:24
وانتصرت إرادة الطلاب وعادت القلعة
بعد أكثر من سنة من النضال ورفض استبدال معهد العلم والعلماء بأية جامعة سطر الطلاب بإرادتهم التي لا تلين وصبرهم ومصابرتهم على خوض جولات نضالية قطعوها بعرقهم اليومي وجهدهم الفكري والثقافي المتواصل، وأخيرا كسبوا الرهان.. وحازوا قصب السبق.. وعادت القلعة كما كانت؛ موئلا للعلم ومنارة للثقافة..
في العام الجامعي الماضي بادر الطلاب حين الإعلان عن افتتاح جامعة المرابطون وانتشار شائعات بحلولها محل المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية بتسجيل رفضهم لاغتيال المؤسسة العلمية الرائدة التي واكبت تخريج أجيال من العلماء والقضاة والمحامين ومختلف الأطر والمثقفين من خيرة نخبة المجتمع الموريتاني المعاصر، وقد عبر الطلاب عن ترحيبهم بافتتاح الجامعة الوليدة ومطالبهم بافتتاح جامعات أخر تعزز لا مركزية مدروسة للتعليم العالي، لكنهم في نفس الوقت وبكل قوة لن يرضوا بوأد هازل لقلعة العلم، والحكم على الأجيال اللاحقة من أحفاد المرابطين أن تحرم من معين العلم الرقراق ومورده الزلال الذي ظل المعهد العالي يمد به كل طلابه حلولا وأجوبة شافية في مختلف المسائل والإشكالات المرتبطة بالعلوم الشرعية واللغوية.
وفي مطلع هذا العام تباطأت الإدارة في فتح التسجيل، وعملت على جر الطلاب إلى القبول بالأمر الواقع، وظنت أنها يمكن أن تواري خطيئتها النكراء وتستر عوراتها حين أرادت أن تقدم على تطبيق قرار أرعن ليس بينه نسب مع القيم التي تبثها القلعة العلمية الشامخة، وظنت خائبة أنه يمكن في أرض المنارة والرباط أن يوجد جيل يرضى بغلق المؤسسات الشرعية العريقة، وعملت الإدارة مع مرور الأيام أنه يمكن أن تدفن ميراث العلماء، وتجفف منابع التدين في مجتمع لم يرض بغير الإسلام دينا، وأنى لها ذلك وقد آلى الطلاب على أنفسهم أن لا يظلهم ظل ولا يهنأ لهم عيش ما لم يطمئنوا على مستقبل المعهد العالي الخالد في هذه الأرض المعطاءة، رغم أنف المتربصين والناقمين الذين باءت محاولاتهم بفشل ذريع، وانكشف للناس من هو الأصيل في القلعة والملتزم بما يلائم قيمها التي تنشر، ومن هو دعي عليها، ويمكن أن يبيع مواقفه وما علمته القلعة بثمن بخس ومنافع زهيدة.
وقد جاب الطلاب أيام غضبهم واثقين من الانتصار مهما كلفهم من ثمن، وأرادوا أن يعلنوها للمجتمع وللعالم أن إدارة المعهد تستنكر بشكل فج لتعاليم القلعة بل تريد أن تتخلص منها، وكان الطلاب بغضبهم وصمودهم وتضحياتهم يصدحون للدنيا إنا باقون والمعهد أبقى ما بقي عرق ينبض في أحفاد المرابطين، وأما المتربصون فسيحيق بهم مكرهم، وستلفظهم القلعة التي تنفي خبثها كل مرة، وتجدد عهدها مع الجميع أن حافظوا على ما علمتكم قبل أن تجدوا أنفسكم وقد تعريتم أمام العامة، وافتضح ما تكيدون به في الخفاء، وتندمون حين لا ينفع الندم.
ولم تلن القناة الطلابية ولم يردها ما صب عليها من حنق واستهدفت به من مخططات؛ بل ظلت تعلو شأوا كلما أرعدت الإدارة وزبانيتها وأبرقوا بخيلهم الواهنة ورَجْلهم المهزوم، وتتسامى صعدا في منازل التضحية والبذل، وتتقدم بخطى واثقة نحو الفجر الذي كان يدنو ويتدلى كلما زكمت أنوف المناضلين والمناضلات بمسيلات الدموع، ويقترب ويزلف كلما ذاقوا من الإهانات واستقبلوا من الضربات وأصابهم من الجروح والكسور، فكانت صور جر الطالبات وتدنيس كرامتهن خير دليل على فشل تصفية المعهد التي لن تكون، وحينها أذعنت الإدارة وفكرت وقدرت وتقدمت خطوة ثم تراجعت خطوات وأيقنت أنها خابت وفشلت وهُزمت وارتدت على عقبها في محاولتها العبثية التمرير الإجرامي للقرار الخطيئة.
واليوم وبعد أن أعاد الطلاب لقلعتهم الشامخة ألقها وعمقها وامتدادها المستمر وردوا إليها الاعتبار؛ لن يستطيع خائن ولا متنكر لقيم القلعة أن يفكر في إمكانية التخلص من تعالميها التي يحميها المجتمع، ويتوارثها أجياله صاغرا عن كابر، فليمت الطابور الصفر من قيم القلعة غيظا وليمص بظر الهزائم التي صنعها بيده، ولتهنأ الإرادة الطلابية بما حققته من انتصار كبير ومنافحة قوية عن الوريث الشرعي للمحظرة الأصيلة، وليتقدم الطلاب إلى الأمام في مطالبهم المشروعة في تعليم أكاديمي حقيقي؛ يحترم المؤسسات ويعززها بدل تحجيمها ونقص عددها.
في العام الجامعي الماضي بادر الطلاب حين الإعلان عن افتتاح جامعة المرابطون وانتشار شائعات بحلولها محل المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية بتسجيل رفضهم لاغتيال المؤسسة العلمية الرائدة التي واكبت تخريج أجيال من العلماء والقضاة والمحامين ومختلف الأطر والمثقفين من خيرة نخبة المجتمع الموريتاني المعاصر، وقد عبر الطلاب عن ترحيبهم بافتتاح الجامعة الوليدة ومطالبهم بافتتاح جامعات أخر تعزز لا مركزية مدروسة للتعليم العالي، لكنهم في نفس الوقت وبكل قوة لن يرضوا بوأد هازل لقلعة العلم، والحكم على الأجيال اللاحقة من أحفاد المرابطين أن تحرم من معين العلم الرقراق ومورده الزلال الذي ظل المعهد العالي يمد به كل طلابه حلولا وأجوبة شافية في مختلف المسائل والإشكالات المرتبطة بالعلوم الشرعية واللغوية.
وفي مطلع هذا العام تباطأت الإدارة في فتح التسجيل، وعملت على جر الطلاب إلى القبول بالأمر الواقع، وظنت أنها يمكن أن تواري خطيئتها النكراء وتستر عوراتها حين أرادت أن تقدم على تطبيق قرار أرعن ليس بينه نسب مع القيم التي تبثها القلعة العلمية الشامخة، وظنت خائبة أنه يمكن في أرض المنارة والرباط أن يوجد جيل يرضى بغلق المؤسسات الشرعية العريقة، وعملت الإدارة مع مرور الأيام أنه يمكن أن تدفن ميراث العلماء، وتجفف منابع التدين في مجتمع لم يرض بغير الإسلام دينا، وأنى لها ذلك وقد آلى الطلاب على أنفسهم أن لا يظلهم ظل ولا يهنأ لهم عيش ما لم يطمئنوا على مستقبل المعهد العالي الخالد في هذه الأرض المعطاءة، رغم أنف المتربصين والناقمين الذين باءت محاولاتهم بفشل ذريع، وانكشف للناس من هو الأصيل في القلعة والملتزم بما يلائم قيمها التي تنشر، ومن هو دعي عليها، ويمكن أن يبيع مواقفه وما علمته القلعة بثمن بخس ومنافع زهيدة.
وقد جاب الطلاب أيام غضبهم واثقين من الانتصار مهما كلفهم من ثمن، وأرادوا أن يعلنوها للمجتمع وللعالم أن إدارة المعهد تستنكر بشكل فج لتعاليم القلعة بل تريد أن تتخلص منها، وكان الطلاب بغضبهم وصمودهم وتضحياتهم يصدحون للدنيا إنا باقون والمعهد أبقى ما بقي عرق ينبض في أحفاد المرابطين، وأما المتربصون فسيحيق بهم مكرهم، وستلفظهم القلعة التي تنفي خبثها كل مرة، وتجدد عهدها مع الجميع أن حافظوا على ما علمتكم قبل أن تجدوا أنفسكم وقد تعريتم أمام العامة، وافتضح ما تكيدون به في الخفاء، وتندمون حين لا ينفع الندم.
ولم تلن القناة الطلابية ولم يردها ما صب عليها من حنق واستهدفت به من مخططات؛ بل ظلت تعلو شأوا كلما أرعدت الإدارة وزبانيتها وأبرقوا بخيلهم الواهنة ورَجْلهم المهزوم، وتتسامى صعدا في منازل التضحية والبذل، وتتقدم بخطى واثقة نحو الفجر الذي كان يدنو ويتدلى كلما زكمت أنوف المناضلين والمناضلات بمسيلات الدموع، ويقترب ويزلف كلما ذاقوا من الإهانات واستقبلوا من الضربات وأصابهم من الجروح والكسور، فكانت صور جر الطالبات وتدنيس كرامتهن خير دليل على فشل تصفية المعهد التي لن تكون، وحينها أذعنت الإدارة وفكرت وقدرت وتقدمت خطوة ثم تراجعت خطوات وأيقنت أنها خابت وفشلت وهُزمت وارتدت على عقبها في محاولتها العبثية التمرير الإجرامي للقرار الخطيئة.
واليوم وبعد أن أعاد الطلاب لقلعتهم الشامخة ألقها وعمقها وامتدادها المستمر وردوا إليها الاعتبار؛ لن يستطيع خائن ولا متنكر لقيم القلعة أن يفكر في إمكانية التخلص من تعالميها التي يحميها المجتمع، ويتوارثها أجياله صاغرا عن كابر، فليمت الطابور الصفر من قيم القلعة غيظا وليمص بظر الهزائم التي صنعها بيده، ولتهنأ الإرادة الطلابية بما حققته من انتصار كبير ومنافحة قوية عن الوريث الشرعي للمحظرة الأصيلة، وليتقدم الطلاب إلى الأمام في مطالبهم المشروعة في تعليم أكاديمي حقيقي؛ يحترم المؤسسات ويعززها بدل تحجيمها ونقص عددها.







