تاريخ الإضافة : 19.05.2012 09:50
دعوة للتأني.. حتى لا نخسر المشروع أيضاً !
كثيراً ما كانت كرة القدم ساحرة، فتارة تكون مصدر سعادة وفرح، وطوراً تشكل أقسى أنواع التعاسة والترح، إنها بتناقضاتها الكثيرة، جعلت من نفسها اللعبة الأكثر جذباً للجماهير في هذه الدنيا، ولو لم تكن كذلك لما استطاعت أن تستميل عقول ملايين البشر الذين يتابعونها ويعايشون مفارقاتها فرحاً وترحاً، يسراً وعسراً...
لكن المميز لهذه اللعبة أنها ليست علماً صحيحاً؛ فبقدر ما تستطيع أن تترك في نفسك اليوم حسرة الألم المريرة، فإنها قادرة بالقوة نفسها أن ترسم البسمة عريضة على محياك غداً..
دعوة للتأني..
نعم.. لقد خسر المرابطون مرة أخرى -وكثيراً ما خسروا- لكن المطلوب الآن في وجه هذه الصدمة ليس سوى التأني والتأمل، ومحاولة استيعاب الدرس بهدوء، والتفكير بعمق وحكمة في أسباب هذه الخسارات المتتالية.
من السهل جداً، بل لعله الأمر الوحيد الذي يجيده كل الناس، أن نخرج بالشتم والسب والقدح في كل شيء مندرج ضمن إطار كرة القدم لدينا؛ فباستطاعة أي كان -بل من حقه- أن يعاتب المدرب وينتقد الاتحادية ويهاجم اللاعبين، فلحظة الخسارة يتجرع الغيورون على سمعة الوطن مرارة كالحنظل تفقد صاحبها غالباً رشدَه وصوابه فيبوح -وهو معذور في ذلك- بما لا يستطيع -وربما لا يرضى- البوح به في حالة الهدوء والتأني..
كرة القدم ليست بهذه البساطة، أن تتعاقد مع مدرب ثم تنتظر النتائج في أول يوم!
لعل الذين يتابعون كرة القدم العالمية يدركون أكثر من غيرهم مدى ما تحتاجه كرة القدم من الاستقرار والتأني والحكمة، والعمل، والصبر ثم الصبر ثم الصبر، ووقتها يمكن انتظار النتائج لأن من يزرع ويكد ويتعب انتظاراً لموسم الحصاد، لابد أن يحصد النتائج.
لقد تعاقدت الاتحادية الوطنية مع مدرب مشهود بخبرته الطويلة في الكرة الأفريقية، ومعروف بكفاءته في إدارة منتخبات وأندية أفريقية عديدة، ولذا فإنه يبقى مدرباً كبيراً يليق بمستوى منتخبنا الوطني حتى لو خسر كل مبارياته السابقة والقادمة، فذلك لن يغير من حقيقة كفاءته شيئاً، ولن ينقص من واقع تجربته الثرية مقدار حبة من خردل!
وعلينا أن نعترف بهذه الحقيقة التي قد تكون مرة عند بعضنا؛ أنه لا يوجد في موريتانيا كلها مدرب واحد بقيمة وكفاءة وتجربة وخبرة المدرب الفرنسي "باتريس نوفه"، ولندع العواطف جانباً في الحكم على الأشياء فهي أشد فتكاً من السم الزعاف !
لكن اصبروا عليه، فالرجل تسلم مهمته في ظروف يغيب عن البعض -للأسف- الكثيرُ من تفاصيلها، ويغض البعض الآخر بصره متعمداً عن تلك التفاصيل.
وليس في المكان الآن متسع للحديث عن هذه الحقائق، لكن المهم أن يدرك الجميع أن المدرب لم يستلم منتخباً جاهزاً، ولا هو دعي لتشكيل منتخب وطني من لاعبين جاهزين يتمتعون بما يلزم من الكفاءة والخبرة والمهارة والقدرة البدنية والذهنية والنفسية والتكتيكية، بل طلب منه أن يضع بذوراً سليمة لتكوين وتأسيس منتخب وطني على المدى المتوسط، قادر على المنافسة مستقبلاً على المستوى القاري.
ولذا فإن باتريس نوفه -المعروف بقدرته على اكتشاف المواهب- ليس مدرباً للمنتخب الأول فحسب؛ وإنما هو مشرف على الأكاديمية الوطنية ووصي على المنتخبات الوسطى والناشئة.
ومن هذه صفته وذي مهمته، لا يمكن أن يُحكم عليه بالفشل أو النجاح لمجرد أنه خسر مباريات ودية بمنتخب تم تشكيله بارتجالية كبيرة من الدوري المحلي، وأريد منه -بتسرع واضح- أن يؤتي أكله على عجل، وهو لمّا يمض من الوقت ما يسمح للاعبيه حتى باستيعاب فكر المدرب وامتصاص أسلوبه بإتقان !
على ذلك الأساس.. لابد أن نتحلى بشيء من التأني وكثير من الصبر، ونحاول أن نستفيد من أخطائنا، ونتعلم من تجاربنا، وإياكم والتسرع في اتخاذ قرار قد يكون الندم عليه أكبر بكثير من الندم على خسارة مباريات ودية إعدادية، ربما كان الفوز بها أكثر ضراً من نفع خسارتها!
حتى لا نخسر المشروع أيضاً..
لعل المتابعين للمشهد الرياضي الوطني، وخاصة في السنوات الأخيرة يدركون أن الركود الذي شاب الساحة الكروية كان بحاجة ماسة إلى حجر يحرك مياهه الراكدة، ولقد أتى الحجر وتحركت المياه من خلال المشروع الطموح الذي أعلنت عنه الاتحادية الجديدة.
ولا يختلف اثنان أن الأشهر القليلة التي مضت من عمر هذه الاتحادية قد أعطتنا صورة واضحة عن جدية الإدارة الحالية في خطو الخطوات الصحيحة نحو تحقيق المشروع الذي جاءت من أجله.
لذا فليس من الإنصاف ولا من الحكمة والعدل في شيء، أن نحكم سريعاً على هذا المشروع بالفشل، حتى قبل أن يكمل حوله الأول، وهو الذي وضع على أساس أربع سنوات! فلا يجب أن نصيب حاملي هذا المشروع باليأس والإحباط وهم ما زالوا -زمنياً على الأقل- عند عتبة الباب !
صحيح أن المنتخب الأول -وهو أهم شيء في كرتنا- لم يظهر لحد الساعة بوجه لائق يمكن أن يُعيد قليلاً من الأمل والتفاؤل للجمهور، لكن خسارة عدة مباريات ودية يجب أن لا تجعلنا نخسر مشروعاً بأكمله!
قد يكون مقبولاً -على مضضٍ- أن نخسر كل المباريات الودية الآن، لكن ليس من المقبول أن نساعد في خسارة مشروع آمنا به جميعاً، ورأينا فيه السبيل الوحيد لنخطو بكرتنا نحو الأمام على طريق النجاح.
إن ما تم القيام به من عمل لحد الآن وما سيتم القيام به في المستقبل القريب، ليس كافياً ولن يكون كذلك، لنصل بين عشية وضحاها إلى مستوى منتخبات واتحادات مضت عليها عشرات السنين وهي تعمل وتجتهد لتصل إلى المستوى الذي وصلت إليه اليوم، ولذا فأنا من المؤمنين بأن نتيجة ما يقام به من عمل اليوم قد لا نراها قريباً، لكنني متأكد من أننا سنجنيها في يوم من الأيام إذا أحسنا الأداء وواصلنا العمل، دون كلل أو ملل.
ما يجب أن نقوم به..
بعد خمود غبار الهزيمة والتقاط الأنفاس، لابد للمسيرين عموماً لكرة القدم الوطنية من تحمل المسؤوليات؛ كل من موقعه في الاتحادية وفي النادي ومن الجمهور والإعلام كذلك، حتى نستطيع أن نحقق النجاح المنشود.
مثلاً.. لو جئنا بإدارة الاتحاد الأوروبي لتسيير رياضتنا، وسلمنا زمام المنتخب لمورينهو أو غوارديولا، وظلت أنديتنا وجمهورنا على حالهما، لما استطاع بلاتيني ولا مورينهو ولا غوارديولا، أن يحسّنوا من أداء المنتخب شيئاً، ولما قدروا جميعاً أن يتفادوا الهزائم تلو الهزائم.. تلك هي الحقيقة التي يجب أن نعيَها ونعترف بها.
إن على الأندية الموريتانية أن تحاول الإسهام بدورها الفاعل في تكوين اللاعبين واكتشافهم والرفع من مستوياتهم الفنية والذهنية والمهارية.
وعلى رجال أعمالنا أن يدعموا كرة القدم ويستثمروا فيها، ويضخوا فيها أموالهم، ليس بدافع الوطنية فحسب، وإنما أيضاً لجني أرباح طائلة سيحصدونها في نهاية المطاف، إذا هم أفلحوا في إبراز نجم واحد على المستوى الوطني والدولي!
وعلى الجمهور أن يساهم من جانبه في بناء كرة القدم الوطنية، بالتضحية بشيء من ماله ووقته وحتى مشاعره لأجل كرة القدم الوطنية، ولا يكتفي بدور المراقب السلبي على نهج ما ذكره ربنا سبحانه وتعالى من تقاعس قوم موسى -عليه السلام- إذ يقولون: "اذهب انت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون".
ولا بد لكل هذا من وضع استراتيجية وطنية مدروسة ومجمع عليها لدمج كافة فئات المجتمع الموريتانية بكل أعراقه في منظومة كرة القدم الوطنية، في المنتخبات، في الأندية، وفي الأكاديمة الوطنية لكرة القدم، فبدون ذلك لا يمكن للمجتمع أن يفتخر بمنتخبه قومياً يمثل كل أنباء الأمة الموريتانية.
وعلى الإعلام بشكل خاص أن يلعب دوراً محورياً في هذه الاستراتيجية محاولاً إقناع كل فئات المجتمع بالاندماج في اللعبة وممارستها، حتى نستطيع أن نكوّن منظومة كروية وطنية جامعة يستطيع لاعبوها أن يجاهدوا بقواهم وأنفسهم من أجل هذا الوطن، لرفع علمه خفاقاً في كل المحافل الدولية.
عاشت موريتانيا.. عاش المنتخب الوطني..
بقلم: محمد ولد اندح – كاتب صحفي مهتم بالشأن الرياضي
					
				لكن المميز لهذه اللعبة أنها ليست علماً صحيحاً؛ فبقدر ما تستطيع أن تترك في نفسك اليوم حسرة الألم المريرة، فإنها قادرة بالقوة نفسها أن ترسم البسمة عريضة على محياك غداً..
دعوة للتأني..
نعم.. لقد خسر المرابطون مرة أخرى -وكثيراً ما خسروا- لكن المطلوب الآن في وجه هذه الصدمة ليس سوى التأني والتأمل، ومحاولة استيعاب الدرس بهدوء، والتفكير بعمق وحكمة في أسباب هذه الخسارات المتتالية.
من السهل جداً، بل لعله الأمر الوحيد الذي يجيده كل الناس، أن نخرج بالشتم والسب والقدح في كل شيء مندرج ضمن إطار كرة القدم لدينا؛ فباستطاعة أي كان -بل من حقه- أن يعاتب المدرب وينتقد الاتحادية ويهاجم اللاعبين، فلحظة الخسارة يتجرع الغيورون على سمعة الوطن مرارة كالحنظل تفقد صاحبها غالباً رشدَه وصوابه فيبوح -وهو معذور في ذلك- بما لا يستطيع -وربما لا يرضى- البوح به في حالة الهدوء والتأني..
كرة القدم ليست بهذه البساطة، أن تتعاقد مع مدرب ثم تنتظر النتائج في أول يوم!
لعل الذين يتابعون كرة القدم العالمية يدركون أكثر من غيرهم مدى ما تحتاجه كرة القدم من الاستقرار والتأني والحكمة، والعمل، والصبر ثم الصبر ثم الصبر، ووقتها يمكن انتظار النتائج لأن من يزرع ويكد ويتعب انتظاراً لموسم الحصاد، لابد أن يحصد النتائج.
لقد تعاقدت الاتحادية الوطنية مع مدرب مشهود بخبرته الطويلة في الكرة الأفريقية، ومعروف بكفاءته في إدارة منتخبات وأندية أفريقية عديدة، ولذا فإنه يبقى مدرباً كبيراً يليق بمستوى منتخبنا الوطني حتى لو خسر كل مبارياته السابقة والقادمة، فذلك لن يغير من حقيقة كفاءته شيئاً، ولن ينقص من واقع تجربته الثرية مقدار حبة من خردل!
وعلينا أن نعترف بهذه الحقيقة التي قد تكون مرة عند بعضنا؛ أنه لا يوجد في موريتانيا كلها مدرب واحد بقيمة وكفاءة وتجربة وخبرة المدرب الفرنسي "باتريس نوفه"، ولندع العواطف جانباً في الحكم على الأشياء فهي أشد فتكاً من السم الزعاف !
لكن اصبروا عليه، فالرجل تسلم مهمته في ظروف يغيب عن البعض -للأسف- الكثيرُ من تفاصيلها، ويغض البعض الآخر بصره متعمداً عن تلك التفاصيل.
وليس في المكان الآن متسع للحديث عن هذه الحقائق، لكن المهم أن يدرك الجميع أن المدرب لم يستلم منتخباً جاهزاً، ولا هو دعي لتشكيل منتخب وطني من لاعبين جاهزين يتمتعون بما يلزم من الكفاءة والخبرة والمهارة والقدرة البدنية والذهنية والنفسية والتكتيكية، بل طلب منه أن يضع بذوراً سليمة لتكوين وتأسيس منتخب وطني على المدى المتوسط، قادر على المنافسة مستقبلاً على المستوى القاري.
ولذا فإن باتريس نوفه -المعروف بقدرته على اكتشاف المواهب- ليس مدرباً للمنتخب الأول فحسب؛ وإنما هو مشرف على الأكاديمية الوطنية ووصي على المنتخبات الوسطى والناشئة.
ومن هذه صفته وذي مهمته، لا يمكن أن يُحكم عليه بالفشل أو النجاح لمجرد أنه خسر مباريات ودية بمنتخب تم تشكيله بارتجالية كبيرة من الدوري المحلي، وأريد منه -بتسرع واضح- أن يؤتي أكله على عجل، وهو لمّا يمض من الوقت ما يسمح للاعبيه حتى باستيعاب فكر المدرب وامتصاص أسلوبه بإتقان !
على ذلك الأساس.. لابد أن نتحلى بشيء من التأني وكثير من الصبر، ونحاول أن نستفيد من أخطائنا، ونتعلم من تجاربنا، وإياكم والتسرع في اتخاذ قرار قد يكون الندم عليه أكبر بكثير من الندم على خسارة مباريات ودية إعدادية، ربما كان الفوز بها أكثر ضراً من نفع خسارتها!
حتى لا نخسر المشروع أيضاً..
لعل المتابعين للمشهد الرياضي الوطني، وخاصة في السنوات الأخيرة يدركون أن الركود الذي شاب الساحة الكروية كان بحاجة ماسة إلى حجر يحرك مياهه الراكدة، ولقد أتى الحجر وتحركت المياه من خلال المشروع الطموح الذي أعلنت عنه الاتحادية الجديدة.
ولا يختلف اثنان أن الأشهر القليلة التي مضت من عمر هذه الاتحادية قد أعطتنا صورة واضحة عن جدية الإدارة الحالية في خطو الخطوات الصحيحة نحو تحقيق المشروع الذي جاءت من أجله.
لذا فليس من الإنصاف ولا من الحكمة والعدل في شيء، أن نحكم سريعاً على هذا المشروع بالفشل، حتى قبل أن يكمل حوله الأول، وهو الذي وضع على أساس أربع سنوات! فلا يجب أن نصيب حاملي هذا المشروع باليأس والإحباط وهم ما زالوا -زمنياً على الأقل- عند عتبة الباب !
صحيح أن المنتخب الأول -وهو أهم شيء في كرتنا- لم يظهر لحد الساعة بوجه لائق يمكن أن يُعيد قليلاً من الأمل والتفاؤل للجمهور، لكن خسارة عدة مباريات ودية يجب أن لا تجعلنا نخسر مشروعاً بأكمله!
قد يكون مقبولاً -على مضضٍ- أن نخسر كل المباريات الودية الآن، لكن ليس من المقبول أن نساعد في خسارة مشروع آمنا به جميعاً، ورأينا فيه السبيل الوحيد لنخطو بكرتنا نحو الأمام على طريق النجاح.
إن ما تم القيام به من عمل لحد الآن وما سيتم القيام به في المستقبل القريب، ليس كافياً ولن يكون كذلك، لنصل بين عشية وضحاها إلى مستوى منتخبات واتحادات مضت عليها عشرات السنين وهي تعمل وتجتهد لتصل إلى المستوى الذي وصلت إليه اليوم، ولذا فأنا من المؤمنين بأن نتيجة ما يقام به من عمل اليوم قد لا نراها قريباً، لكنني متأكد من أننا سنجنيها في يوم من الأيام إذا أحسنا الأداء وواصلنا العمل، دون كلل أو ملل.
ما يجب أن نقوم به..
بعد خمود غبار الهزيمة والتقاط الأنفاس، لابد للمسيرين عموماً لكرة القدم الوطنية من تحمل المسؤوليات؛ كل من موقعه في الاتحادية وفي النادي ومن الجمهور والإعلام كذلك، حتى نستطيع أن نحقق النجاح المنشود.
مثلاً.. لو جئنا بإدارة الاتحاد الأوروبي لتسيير رياضتنا، وسلمنا زمام المنتخب لمورينهو أو غوارديولا، وظلت أنديتنا وجمهورنا على حالهما، لما استطاع بلاتيني ولا مورينهو ولا غوارديولا، أن يحسّنوا من أداء المنتخب شيئاً، ولما قدروا جميعاً أن يتفادوا الهزائم تلو الهزائم.. تلك هي الحقيقة التي يجب أن نعيَها ونعترف بها.
إن على الأندية الموريتانية أن تحاول الإسهام بدورها الفاعل في تكوين اللاعبين واكتشافهم والرفع من مستوياتهم الفنية والذهنية والمهارية.
وعلى رجال أعمالنا أن يدعموا كرة القدم ويستثمروا فيها، ويضخوا فيها أموالهم، ليس بدافع الوطنية فحسب، وإنما أيضاً لجني أرباح طائلة سيحصدونها في نهاية المطاف، إذا هم أفلحوا في إبراز نجم واحد على المستوى الوطني والدولي!
وعلى الجمهور أن يساهم من جانبه في بناء كرة القدم الوطنية، بالتضحية بشيء من ماله ووقته وحتى مشاعره لأجل كرة القدم الوطنية، ولا يكتفي بدور المراقب السلبي على نهج ما ذكره ربنا سبحانه وتعالى من تقاعس قوم موسى -عليه السلام- إذ يقولون: "اذهب انت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون".
ولا بد لكل هذا من وضع استراتيجية وطنية مدروسة ومجمع عليها لدمج كافة فئات المجتمع الموريتانية بكل أعراقه في منظومة كرة القدم الوطنية، في المنتخبات، في الأندية، وفي الأكاديمة الوطنية لكرة القدم، فبدون ذلك لا يمكن للمجتمع أن يفتخر بمنتخبه قومياً يمثل كل أنباء الأمة الموريتانية.
وعلى الإعلام بشكل خاص أن يلعب دوراً محورياً في هذه الاستراتيجية محاولاً إقناع كل فئات المجتمع بالاندماج في اللعبة وممارستها، حتى نستطيع أن نكوّن منظومة كروية وطنية جامعة يستطيع لاعبوها أن يجاهدوا بقواهم وأنفسهم من أجل هذا الوطن، لرفع علمه خفاقاً في كل المحافل الدولية.
عاشت موريتانيا.. عاش المنتخب الوطني..
بقلم: محمد ولد اندح – كاتب صحفي مهتم بالشأن الرياضي

 
            





