تاريخ الإضافة : 08.05.2012 09:46
قصة سارق الأحلام
   في خريف عام 2008 استشاط الجنرال غضبا من إقالته وبعض رفقائه من قبل الرئيس المنتخب آنذاك سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله ،وهو ذلك الرئيس الذي انتخب بعد أن اعترف له بالأمانة وتمت تزكيته – هو ما كان على ما يبدو – لكن قرار الرئيس المؤتمن لم يرق للجنرال وفضل أن ينتقم لنفسه ولو كان ذلك على حساب وأد التجربة المشرقة وتحقيق ذلك الحلم الجميل الذي ظل ينشده الموريتانيون كل الموريتانيين في إقامة دولة ديمقراطية تبنى على قيم العدل والمساواة وتسير في طريق التنمية بخطى وئيدة .
عندها تسلل( سارق الأحلام ) إلى سدة الحكم غدرا وخيانة وعزل خيار الشعب وضرب بالأمانة والعدالة عرض الحائط وأعاد السكة إلى نقطة البداية وانكشفت النوايا وعرفت خبايا النفس لكن هذه الفعلة الشنيعة لقيت مباركة وتأييدا من قبل البعض ولكن البعض الآخر ناضل في سبيل إحقاق الحق ورد بعض تلك المظالم ، هذا وإن بقيت تلك اللحظة التاريخية عصية على التحكم إذ لم يتم استغلالها من قبل النخبة السياسية استغلالا أمثل على ما يبدو ، إذ لو كانوا قادرين على أن يلتقطوا تلك الفرصة السانحة لظلوا على موقف الرفض لذلك الفعل ؛ ولكان ذلك أنجع وأحق لتصحيح المسار وإعادة الألق لتلك التجربة الوليدة وقطع الصلة بالماضي .
عندها تسلل( سارق الأحلام ) إلى سدة الحكم غدرا وخيانة وعزل خيار الشعب وضرب بالأمانة والعدالة عرض الحائط وأعاد السكة إلى نقطة البداية وانكشفت النوايا وعرفت خبايا النفس لكن هذه الفعلة الشنيعة لقيت مباركة وتأييدا من قبل البعض ولكن البعض الآخر ناضل في سبيل إحقاق الحق ورد بعض تلك المظالم ، هذا وإن بقيت تلك اللحظة التاريخية عصية على التحكم إذ لم يتم استغلالها من قبل النخبة السياسية استغلالا أمثل على ما يبدو ، إذ لو كانوا قادرين على أن يلتقطوا تلك الفرصة السانحة لظلوا على موقف الرفض لذلك الفعل ؛ ولكان ذلك أنجع وأحق لتصحيح المسار وإعادة الألق لتلك التجربة الوليدة وقطع الصلة بالماضي .
سرقة الأحلام وإعادة سرقة الأحلام
 بعد أن فتح المجال أمام الجنرال من جديد ليمارس لعبته المعهودة ( سرقة الأحلام ) تسلق أكتاف الفقراء والمعوزين وخدع فئات عريضة من الشعب بكلامه المعسول عن محاربة الفساد ، والبناء والتنمية والنهضة بالبلد وأحوال مواطنيه، ليكتشفوا فيما بعد أن ذلك ليس إلا سرابا بقيعة ، فلا الرجل منشغل بالإصلاح والبناء ولا كان ذلك مقصده وإنما هي خدعة جديدة ومشهد آخر لفصل جديد من قصة سرقة الاحلام ، فصل تم خلاله التحكم في جميع ممتلكات الدولة والشعب ووضعها تحت اليد والتصرف فيها حسب هوى السلطان وأعوانه لابل بات التحكم يطال خيال الناس وشعورهم فصار الجنرال رئيسا ولا غيره ووزيرا ولا وزير غيره ومديرا لا مدير سواه وموظفا عاديا ... ومفكرا ولا أحد ينتج الأفكار سواه على طريق العنترية والزعامة الفذة (( ما أريكم إلا ما أرى ))
موسم الانتصار لأحلام الشعب
لقد حان موسم حصاد التجارب وكسر قيود المذلة والاستكانة ورفع الظلم عن هذا الشعب المسكين الذي ظل تحت وطأة التخلف الاقتصادي وضعف الدولة .
إن أحلام هذا الشعب ليست خيالا ولا نمطا فوق التصور بعيد المنال لا يملك أحد تحقيقه بل ضمن حدود الإمكان إن لم تكن سهلة التحقق فقط يريد هذا الشعب لمفهوم الدولة أن يتعزز في الشعور والواقع وأن يأخذ اسباب النماء الاقتصادي في كنف دولة مجتمعية متعددة الأعراق ومنسجمة مع ذاتها تحكمها قيم الإسلام السمحة وتقاليد الديمقراطية تخطو للإمام لا أن تظل مراوحة مكانها .
لكن الانتصار لهذا الحلم لن يتحقق إلا بالوحدة والانسجام التام بين جميع ألوان الطيف السياسي في إدارة التغيير المحتمل والتخطيط الاستراتيجي بعيد المدى لهذا التحول حتى تتحقق الغلبة على قوى الرجعية والارتهان للواقع المزري أولئك الذين يريدون للوطن أن يظل بعيدا عن تأثير المكان والزمان في ذلك المنكب البرزخي لا يتأثر برياح التغيير القادمة من الشمال ولا بالتجارب الناجحة في بعض دول الجنوب كالسينغال مثلا وإنما يريدون توفيت الفرصة من جديد كما فوتوا فرصا أخرى كانت مواتية للتحول الحقيقي .
إن على إدارة التغيير أن تأخذ في الحسبان عاملي الزمان والمكان ولا تترك فرصة استغلالهما تضيع هدرا خلال حراكها الميمون نحو الهدف التغييري المنشود .
يقول الكاتب الفرنسي مارسيل بورست (( ليس العالم ذلك الذي ينتظم ويتناسق حولنا بل هو دواخلنا – إنه نحن – الذين نعطي أنفسنا ذلك الحجم والبعد حين نهتم بما يثيرنا من حب وغيرة وود وانتماء و--- و--- ونحن الذين نلغي ذواتنا حين باللامبالاة نتعامل مع الحدث ... إن الحدث وما يولده فينا من مشاعر لابد وأن يخلق لدينا مفاهيم معينة تهيمن على حياتنا الخاصة ))
هذا كان ينظر مارسيل لسيكولوجية الزمان والمكان وما تتركه من تأثير واضح في تصور الإنسان وسلوكه .
وعموما فإننا نريد لإرادة التغيير أن تظل ثابتة وقوية أمام العواصف السالبة وأن تتلقف نسائم التغيير بلسما لجروح الماضي وأملا في مستقبل زاهر .
كن بلسما إن صار دهرك أرقما وحلاوة إن صار غيرك علقما .
					
				إن أحلام هذا الشعب ليست خيالا ولا نمطا فوق التصور بعيد المنال لا يملك أحد تحقيقه بل ضمن حدود الإمكان إن لم تكن سهلة التحقق فقط يريد هذا الشعب لمفهوم الدولة أن يتعزز في الشعور والواقع وأن يأخذ اسباب النماء الاقتصادي في كنف دولة مجتمعية متعددة الأعراق ومنسجمة مع ذاتها تحكمها قيم الإسلام السمحة وتقاليد الديمقراطية تخطو للإمام لا أن تظل مراوحة مكانها .
لكن الانتصار لهذا الحلم لن يتحقق إلا بالوحدة والانسجام التام بين جميع ألوان الطيف السياسي في إدارة التغيير المحتمل والتخطيط الاستراتيجي بعيد المدى لهذا التحول حتى تتحقق الغلبة على قوى الرجعية والارتهان للواقع المزري أولئك الذين يريدون للوطن أن يظل بعيدا عن تأثير المكان والزمان في ذلك المنكب البرزخي لا يتأثر برياح التغيير القادمة من الشمال ولا بالتجارب الناجحة في بعض دول الجنوب كالسينغال مثلا وإنما يريدون توفيت الفرصة من جديد كما فوتوا فرصا أخرى كانت مواتية للتحول الحقيقي .
إن على إدارة التغيير أن تأخذ في الحسبان عاملي الزمان والمكان ولا تترك فرصة استغلالهما تضيع هدرا خلال حراكها الميمون نحو الهدف التغييري المنشود .
يقول الكاتب الفرنسي مارسيل بورست (( ليس العالم ذلك الذي ينتظم ويتناسق حولنا بل هو دواخلنا – إنه نحن – الذين نعطي أنفسنا ذلك الحجم والبعد حين نهتم بما يثيرنا من حب وغيرة وود وانتماء و--- و--- ونحن الذين نلغي ذواتنا حين باللامبالاة نتعامل مع الحدث ... إن الحدث وما يولده فينا من مشاعر لابد وأن يخلق لدينا مفاهيم معينة تهيمن على حياتنا الخاصة ))
هذا كان ينظر مارسيل لسيكولوجية الزمان والمكان وما تتركه من تأثير واضح في تصور الإنسان وسلوكه .
وعموما فإننا نريد لإرادة التغيير أن تظل ثابتة وقوية أمام العواصف السالبة وأن تتلقف نسائم التغيير بلسما لجروح الماضي وأملا في مستقبل زاهر .
كن بلسما إن صار دهرك أرقما وحلاوة إن صار غيرك علقما .

 
            





