تاريخ الإضافة : 04.05.2012 11:07
هل ينجح النظام في التمترس خلف دخان محرقة بيرام؟
لا أحد يتردد و لو للحظة في إنكار الفعلة الشنعاء التي باشرها " بيرام " و أزلامه من حركة " إيرا " من الاعتداء السافر على التراث العلمي و الشرعي لهذا البلد ، بل و تراث الأمة كلها ، و تراث الوطن الإسلامي الكبير ، و حيثما ذكر اسم الله لي وطن ... ، حينما امتدت تلك الأيدي الآثمة ذات مساء لتدنس ما حبرته أيدي أولئك الأعلام الجهابذة ، الذين طلعوا شموسا في سماء الأمة ، و أنفقوا زهرة شبابهم في خدمة العلم و الدين ، و كانوا جسورا حملت إلينا تراث الأمة و السلف الصالح عذبا سلسلا صافيا.
.
لكن الملفت للأنظار ، و بتجاوز النظرة السطحية على مسرح الأحداث المتسارعة ، خاصة على المشهد الرسمي ، هو هذا الزخم الإعلامي و التجييش غير المسبوق ، و محاولة ملء الشاشة بهذا الحدث و تداعياته، و كأن كل مشاكل البلد تحولت في لمح الطرف إلى هذه الحادثة المستبشعة ، و التي لا يقرها شرع و لا عقل ، و هذا ما يدفعنا إلى التساؤل و طرح علامات استفهام كثيرة :
ما السر وراء تحويل كل الأضواء إلى تتبع الأدخنة المنبعثة من محرقة " بيرام " المقيتة ؟
هل هو بقصد تحويل الأنظار عن المشاكل الهيكلية التي يغرق فيها البلد في كل المجالات و على كافة الميادين و الأصعدة ؟ ، و بالتالي استقطاب أنظار العامة ، و خاصة من ينظرون بسطحية و براءة إلى مثل هذه الأحداث و ما يتبعها من لغط و ضجيج ، و هل هي محاولة لاستدراج هذا الشعب المسكين إلى معارك جانبية مع ثلة من المتاجرين بأحد الملفات الحقوقية التاريخية التي أصبحت أسبابها جزءا من الماضي ، و شغله عن معركته الحقيقية مع الاستبداد و الفساد ، هذا إذا الغينا فرضية التواطؤ أو التعامل أو حتى الإيعاز من تحت الطاولة إلى مدبري هذه الحماقة الدنيئة ، دون أن يتعارض مع غيرها من الفرضيات كاحتمال كونها تنفيذا لأجندة صليبية بالوكالة مدفوعة الثمن مسبقا أو مؤخرا ... الخ ، و إن كان هذا الاحتمال واردا – أعني تواطؤ النظام – لا يحتاج إلى كبير عناء في إيراد المبررات و الشواهد ، أو على الأقل الشبهات الحافة بالتعاطي الرسمي مع الحدث ، على اعتبار أنها يمكن أن تكون طبخة أعدت بليل " دامس " :
أجمعـــوا أمرهم بليل فلـــــــــما أصبحوا أصبحت لهم ضـــوضاء
كل ذلك في مواجهة تململ عام و دعوات شعبية متصاعدة برحيل النظام ، و قد ضاق الحبل على رقبته ، و لم تفلح محاولات التلميع و التجميل ، فــــ " لن يصلح العطار ما أفسد الدهر " ، و لقد أحسن أحد المعلقين على الحدث في مقارنته – مع كل الملابسات و الظروف المحيطة به – بعملية لمغيطي في أواخر أيام ولد الطايع ، فرغم محاولة هذا الأخير استغلال صدمة تلك العملية على الرأي العام ، مع أنه كانت تحوم حوله الشبهات مما جعل بعض المتابعين يتهمه بتدبير العملية ، على طريقة " أكله الذئب " ، و رغم المسيرات التي جابت البلاد طولا و عرضا ، شجبا و تنديدا و استنكارا للعملية ، و الاستغلال الإعلامي و الأمني للحدث لضرب الخصوم السياسيين ، بغية إطالة أمد نظامه في الحكم ، كل ذلك لم يفلح في إفلاته من قدر السقوط و الانهيار ، و لما ينقشع غبار لمغيطي ، فهل ينجح ولد عبد العزيز و هو يدلف على خطا سيده المخلوع في التمترس و إخفاء عورات نظامه خلف دخان محرقة " بيرام " ، أو على الأقل أن يستعير من ناره المضطرمة في " مواهب الجليل " شهابا يكوي به خصومه السياسيين في جباههم و جنوبهم و ظهورهم ، و قد انقطعت بين الجانبين شعرة الحوار ، و قد أقسموا ليسقطنه.
و أخيرا و قد قال الشعب كلمته استنكارا و استهجانا لجريمة " إيرا " الهمجية ، و أحيل المجرمون إلى المحاكم المختصة ، و بدأت المساطر القانونية تأخذ مجراها ، و ثقتنا كبيرة في القضاء الموريتاني و الأمل فيه كبير بأن يشفي الغليل و يثلج الصدور ، فيا أيها الشعب المعطاء عد إلى معركتك الحقيقية من أجل استعادة حقوقك المسلوبة ، فالحقوق تنتزع ولا تمنح ، فنضالك السلمي سيكون بإذن الله صخرة تتحطم عليها كل محاولات توجيه سفينة المجتمع في الإتجاه الخطإ ، و لأنت أذكى من أن تستدرج إلى فخ قد لا يتأتى لك الخلاص منه إلا بعد فوات الأوان ، و يا أيها الوطن الغالي سلمك الله من مكر الماكرين و تربص المتربصين ،
" فاللهم اقمع الظالمين بالظالمين و أخرجنا من بينهم سالمين "
					
				.
لكن الملفت للأنظار ، و بتجاوز النظرة السطحية على مسرح الأحداث المتسارعة ، خاصة على المشهد الرسمي ، هو هذا الزخم الإعلامي و التجييش غير المسبوق ، و محاولة ملء الشاشة بهذا الحدث و تداعياته، و كأن كل مشاكل البلد تحولت في لمح الطرف إلى هذه الحادثة المستبشعة ، و التي لا يقرها شرع و لا عقل ، و هذا ما يدفعنا إلى التساؤل و طرح علامات استفهام كثيرة :
ما السر وراء تحويل كل الأضواء إلى تتبع الأدخنة المنبعثة من محرقة " بيرام " المقيتة ؟
هل هو بقصد تحويل الأنظار عن المشاكل الهيكلية التي يغرق فيها البلد في كل المجالات و على كافة الميادين و الأصعدة ؟ ، و بالتالي استقطاب أنظار العامة ، و خاصة من ينظرون بسطحية و براءة إلى مثل هذه الأحداث و ما يتبعها من لغط و ضجيج ، و هل هي محاولة لاستدراج هذا الشعب المسكين إلى معارك جانبية مع ثلة من المتاجرين بأحد الملفات الحقوقية التاريخية التي أصبحت أسبابها جزءا من الماضي ، و شغله عن معركته الحقيقية مع الاستبداد و الفساد ، هذا إذا الغينا فرضية التواطؤ أو التعامل أو حتى الإيعاز من تحت الطاولة إلى مدبري هذه الحماقة الدنيئة ، دون أن يتعارض مع غيرها من الفرضيات كاحتمال كونها تنفيذا لأجندة صليبية بالوكالة مدفوعة الثمن مسبقا أو مؤخرا ... الخ ، و إن كان هذا الاحتمال واردا – أعني تواطؤ النظام – لا يحتاج إلى كبير عناء في إيراد المبررات و الشواهد ، أو على الأقل الشبهات الحافة بالتعاطي الرسمي مع الحدث ، على اعتبار أنها يمكن أن تكون طبخة أعدت بليل " دامس " :
أجمعـــوا أمرهم بليل فلـــــــــما أصبحوا أصبحت لهم ضـــوضاء
كل ذلك في مواجهة تململ عام و دعوات شعبية متصاعدة برحيل النظام ، و قد ضاق الحبل على رقبته ، و لم تفلح محاولات التلميع و التجميل ، فــــ " لن يصلح العطار ما أفسد الدهر " ، و لقد أحسن أحد المعلقين على الحدث في مقارنته – مع كل الملابسات و الظروف المحيطة به – بعملية لمغيطي في أواخر أيام ولد الطايع ، فرغم محاولة هذا الأخير استغلال صدمة تلك العملية على الرأي العام ، مع أنه كانت تحوم حوله الشبهات مما جعل بعض المتابعين يتهمه بتدبير العملية ، على طريقة " أكله الذئب " ، و رغم المسيرات التي جابت البلاد طولا و عرضا ، شجبا و تنديدا و استنكارا للعملية ، و الاستغلال الإعلامي و الأمني للحدث لضرب الخصوم السياسيين ، بغية إطالة أمد نظامه في الحكم ، كل ذلك لم يفلح في إفلاته من قدر السقوط و الانهيار ، و لما ينقشع غبار لمغيطي ، فهل ينجح ولد عبد العزيز و هو يدلف على خطا سيده المخلوع في التمترس و إخفاء عورات نظامه خلف دخان محرقة " بيرام " ، أو على الأقل أن يستعير من ناره المضطرمة في " مواهب الجليل " شهابا يكوي به خصومه السياسيين في جباههم و جنوبهم و ظهورهم ، و قد انقطعت بين الجانبين شعرة الحوار ، و قد أقسموا ليسقطنه.
و أخيرا و قد قال الشعب كلمته استنكارا و استهجانا لجريمة " إيرا " الهمجية ، و أحيل المجرمون إلى المحاكم المختصة ، و بدأت المساطر القانونية تأخذ مجراها ، و ثقتنا كبيرة في القضاء الموريتاني و الأمل فيه كبير بأن يشفي الغليل و يثلج الصدور ، فيا أيها الشعب المعطاء عد إلى معركتك الحقيقية من أجل استعادة حقوقك المسلوبة ، فالحقوق تنتزع ولا تمنح ، فنضالك السلمي سيكون بإذن الله صخرة تتحطم عليها كل محاولات توجيه سفينة المجتمع في الإتجاه الخطإ ، و لأنت أذكى من أن تستدرج إلى فخ قد لا يتأتى لك الخلاص منه إلا بعد فوات الأوان ، و يا أيها الوطن الغالي سلمك الله من مكر الماكرين و تربص المتربصين ،
" فاللهم اقمع الظالمين بالظالمين و أخرجنا من بينهم سالمين "

 
            





