تاريخ الإضافة : 04.05.2012 08:21
اكتشاف شعب
قد لا يجانب الصواب من قال بأن الرئيس محمد ولد عبد العزيز الرجل المنقذ لمثلث الفقر ، الذي تضم أضلاعه أطراف ثلاث ولايات ، هي لعصابة ، لبراكنة ، كوركل ، فإذا كان مثلث برمودة يبتلع كل من  يمر به في البحر ،  فإن ما كان يطلق عليه مثلث الفقرـ والذي تغير إلى مثلث الأمل ـ لم يكن يرحم ساكنيه في البر، حيث يلخص هذا المثلث معاناة الشعب الموريتاني بكاملها ، إذ  يكفيك أن تزوره لتأخذ صورة مصغرة عن عالم إفريقيا المجهول ، ومنطقة بورات تعتبر جزءا من هذا المثلث .
تعد منطقة بورات من الكلمات الحديثة على قاموس الإعلام الموريتاني ، إذ لم تتسلل إليه إلا سنة 2009م ، بعد الزيارة الخاطفة التي قام بها الرئيس محمد ولد عبد العزيز غداة 21 من مارس 2009 م .
وكلمة بورات تعني المنطقة الزراعية ، ويعود تاريخها إلى تاريخ الدولة الموريتانية ، حيث أن بعض أبنائها شاركوا في الحرب العالمية الأولى ضمن الجيش الفرنسي ، ومنذ ذلك الوقت وسكان بورات يقطنون هذه البقعة ولم يرضون عنها بديلا ، وكانت ترتكز حياتهم على التنمية والزراعة ، إذ كانت لهم ثلاث مواسم زراعية هي : موسم الخريف الذي يزعون فيه الزرع المسمى ( بتقليت ) والشتاء ويزعون فيه الذرة الصفراء (مكه ) في السدود بعد انسحاب المياه ، وفي فصل الصيف يتجهون نحو شمامه ويزعون ما يسمى (ببشنة)
واستمرت ساكنة بورات على هذه الحالة إلى أن ضرب الجفاف البلاد في الستينات والسبعينات ، و نتيجة لوطأة الجفاف وانعكاساته على الماشية والزراعة التي تعتبر الركيزة الاقتصادية للمنطقة ، اضطر البعض للنزوح صوب مدن الضفة وخاصة مدينة كيهيدي واستوطنوا هناك .
وتضم بورات حوالي 25 قرية ومن أكبر هذه القرى ، المدن ، الحجرة ، الفرع ، تفرق زينة ، ازميميل ، وتزيد ساكنتها على 7000 نسمة ،وتبعد عن المركز الإداري التابعة له ـ مال ـ حوالي 60 كلم.
أما التعليم فيمكن القول بأنه كان شبه غائب ، الشيء الذي أدى بأبناء المنطقة بالهجرة خارجها بحثا عنه ، نتيجة لغياب مراكز التعليم الأساسية ، كالمدارس والمحاضر ، إذ تم افتتاح أول مدرسة ابتدائية في بورات في ( قرية المدن ) سنة 1967 م ، إلا أن تلك المدرسة لم تتطور نتيجة للإهمال من طرف السلطات المسؤولة عنها آن ذاك ، و في بداية التسعينات تمت إضافة مدرستين في كل من قرية(الحجرة ) و (الفرع ) .
ونظرا لكون منطقة بورات تدخل ضمن مثلث الفقر فقد كانت تعاني من الجهل ، والفقر ، نتيجة للإقصاء والتهميش الممنهج ، والذي استمرت عليه طيلة الأحكام السابقة ، إلى أن جاء عهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، واكتشف هذا المخزون الشعبي الذي كان يغرد خارج سرب التنمية ولا يستفيد من الدولة غير حمل اسمها على أوراقه المدنية ، والدليل على ذلك أنها لا توجد فيها بنية تحتية ، لا مستشفى ، ولا نقطة مياه ...
وكان على المنطقة أن تنظر52 عاما بعد الاستقلال ، لتطأ أراضيها أقدام أول رئيس موريتاني ، حيث كانت الساعة الثانية عشر من يوم 21 مارس 2009 م ساعة الصفر في بدء تنمية منطقة بورات ـ وكانت الأيام حينها أيام صيف ـ ، حيث استقبلت الساكنة الضيف المكتشف بكل فرح وسرور ، ومنذ ذلك الحين بدأ رئيس الفقراء في إنشاء السدود ـ التي كان يتم ترميمها على الأكتاف ـ ، والتنقيب عن المياه التي طالما أرقت الساكنة ، بالإضافة إلى فتح دكاكين مخفضة الأسعار لصالح الفئات الأكثر فقرا ، ولم تمضي سوى أشهر ليبدأ فخامته في تنفيذ مشروع تجميع هذه القرى ، والتي كان أبناؤها على قدر من المسؤولية حين أعطوا للمشروع قيمته وعملوا على تطبيقه بعد أن رأوفيه ضالتهم ، وعملوا على توعية القرى بأهميته في تنمية البلدة ، وما إن انتهى التخطيط حتى بدأت أعمال البناء والتشييد ، لتنتقل المنطقة بذلك من قرى مشتتة لا يزورها زائر إلى ورشة بناء يقصدها أبناؤها الذين هجروها بحثا عن العمل ، حيث تم تشييد مستشفى ، وسوق ، ومسجد ومحضرة ، ومدارس ابتدائية ، ومركزا للدرك الوطني ...
وفي الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الجمهورية للمنطقة في 17 ـ 04 ـ 2012 م أشرف سيادته على وضع حجر الأساس لمعهد إسلامي ومهني ، وانطلاق التوزيع المجاني للمواد الغذائية لأمل 2012 م ، وتمويل مشاريع مدرة للدخل أخرى ....
بهذه المعطيات يكون السيد : محمد ولد عبد العزيز مكتشف شعب يزيد على 7000 نسمة بعد أن غيب عن عالم التنمية طيلة خمسة عقود بعد استقلال البلاد .
الكاتب: يحي ولد عبدالله
					
				تعد منطقة بورات من الكلمات الحديثة على قاموس الإعلام الموريتاني ، إذ لم تتسلل إليه إلا سنة 2009م ، بعد الزيارة الخاطفة التي قام بها الرئيس محمد ولد عبد العزيز غداة 21 من مارس 2009 م .
وكلمة بورات تعني المنطقة الزراعية ، ويعود تاريخها إلى تاريخ الدولة الموريتانية ، حيث أن بعض أبنائها شاركوا في الحرب العالمية الأولى ضمن الجيش الفرنسي ، ومنذ ذلك الوقت وسكان بورات يقطنون هذه البقعة ولم يرضون عنها بديلا ، وكانت ترتكز حياتهم على التنمية والزراعة ، إذ كانت لهم ثلاث مواسم زراعية هي : موسم الخريف الذي يزعون فيه الزرع المسمى ( بتقليت ) والشتاء ويزعون فيه الذرة الصفراء (مكه ) في السدود بعد انسحاب المياه ، وفي فصل الصيف يتجهون نحو شمامه ويزعون ما يسمى (ببشنة)
واستمرت ساكنة بورات على هذه الحالة إلى أن ضرب الجفاف البلاد في الستينات والسبعينات ، و نتيجة لوطأة الجفاف وانعكاساته على الماشية والزراعة التي تعتبر الركيزة الاقتصادية للمنطقة ، اضطر البعض للنزوح صوب مدن الضفة وخاصة مدينة كيهيدي واستوطنوا هناك .
وتضم بورات حوالي 25 قرية ومن أكبر هذه القرى ، المدن ، الحجرة ، الفرع ، تفرق زينة ، ازميميل ، وتزيد ساكنتها على 7000 نسمة ،وتبعد عن المركز الإداري التابعة له ـ مال ـ حوالي 60 كلم.
أما التعليم فيمكن القول بأنه كان شبه غائب ، الشيء الذي أدى بأبناء المنطقة بالهجرة خارجها بحثا عنه ، نتيجة لغياب مراكز التعليم الأساسية ، كالمدارس والمحاضر ، إذ تم افتتاح أول مدرسة ابتدائية في بورات في ( قرية المدن ) سنة 1967 م ، إلا أن تلك المدرسة لم تتطور نتيجة للإهمال من طرف السلطات المسؤولة عنها آن ذاك ، و في بداية التسعينات تمت إضافة مدرستين في كل من قرية(الحجرة ) و (الفرع ) .
ونظرا لكون منطقة بورات تدخل ضمن مثلث الفقر فقد كانت تعاني من الجهل ، والفقر ، نتيجة للإقصاء والتهميش الممنهج ، والذي استمرت عليه طيلة الأحكام السابقة ، إلى أن جاء عهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، واكتشف هذا المخزون الشعبي الذي كان يغرد خارج سرب التنمية ولا يستفيد من الدولة غير حمل اسمها على أوراقه المدنية ، والدليل على ذلك أنها لا توجد فيها بنية تحتية ، لا مستشفى ، ولا نقطة مياه ...
وكان على المنطقة أن تنظر52 عاما بعد الاستقلال ، لتطأ أراضيها أقدام أول رئيس موريتاني ، حيث كانت الساعة الثانية عشر من يوم 21 مارس 2009 م ساعة الصفر في بدء تنمية منطقة بورات ـ وكانت الأيام حينها أيام صيف ـ ، حيث استقبلت الساكنة الضيف المكتشف بكل فرح وسرور ، ومنذ ذلك الحين بدأ رئيس الفقراء في إنشاء السدود ـ التي كان يتم ترميمها على الأكتاف ـ ، والتنقيب عن المياه التي طالما أرقت الساكنة ، بالإضافة إلى فتح دكاكين مخفضة الأسعار لصالح الفئات الأكثر فقرا ، ولم تمضي سوى أشهر ليبدأ فخامته في تنفيذ مشروع تجميع هذه القرى ، والتي كان أبناؤها على قدر من المسؤولية حين أعطوا للمشروع قيمته وعملوا على تطبيقه بعد أن رأوفيه ضالتهم ، وعملوا على توعية القرى بأهميته في تنمية البلدة ، وما إن انتهى التخطيط حتى بدأت أعمال البناء والتشييد ، لتنتقل المنطقة بذلك من قرى مشتتة لا يزورها زائر إلى ورشة بناء يقصدها أبناؤها الذين هجروها بحثا عن العمل ، حيث تم تشييد مستشفى ، وسوق ، ومسجد ومحضرة ، ومدارس ابتدائية ، ومركزا للدرك الوطني ...
وفي الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الجمهورية للمنطقة في 17 ـ 04 ـ 2012 م أشرف سيادته على وضع حجر الأساس لمعهد إسلامي ومهني ، وانطلاق التوزيع المجاني للمواد الغذائية لأمل 2012 م ، وتمويل مشاريع مدرة للدخل أخرى ....
بهذه المعطيات يكون السيد : محمد ولد عبد العزيز مكتشف شعب يزيد على 7000 نسمة بعد أن غيب عن عالم التنمية طيلة خمسة عقود بعد استقلال البلاد .
الكاتب: يحي ولد عبدالله

 
            





