تاريخ الإضافة : 04.05.2012 00:00
للإصلاح كلمة عنوانها : إذا لم تستح فأصنع ما شئت
كلمة الإصلاح هذه المرة ستتوجه إلى مكان حرق الكتب الإسلامية لتعبر من عنده أن القائم على هذا العمل المسمى برام بن الداه بن عبيدي هو خلق من خلق الله وخلقه الله كما يخلق الناس وسيتوفاه الله كما توفى الناس .
وكونه من خلق الله تحتها كثير من المعاني تتعلق بالصفة البشرية الملتصقة بهذا الخلق التصاق اللون بصاحبه .
من هذه المعاني عدم القوة وعدم البقاء فكما أن الخلق خلق الله وهو أعلم به فقد جعل الله هذه النفس قابلة للخير والشر لا تنفك عن ذلك أبداكما قال تعالى : (( فمن يشإ الله يضلله ومن يشإ يجعله على صراط مستقيم )).
ويقول تعالى : (( إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين )) ويقول تعالى : (( أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم)) ويقول:(أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) .
هذه النماذج من الأوصاف التي سجلها القرآن في كتابه المحكم لابد أن توجد مدلولها بين خلقه فكما أن حديث القرآن عن أطوار ذات الإنسان لم تـتغير ولم ينقص منها أي شيء فقد جاءت كما أوردها القرآن مثل قوله تعالى (( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء )) وكقوله تعالى : (( هو الذي خلكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفي من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون)) فكما أن نقل هذه الأطوار الإنسانية جاءت كما أنزلها القرآن فكذلك فإن أطوار هداية الله للإنسان وإضلاله له جاءت أيضا كما أنزلها القرآن .
فأطوار الهداية يعصم صاحبها قوله تعالى (( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان )) وأطوار الضلالة يهلك صاحبها قوله تعالى: (( و استفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا )) .
ويعني ذلك أن على البشرية التي هداها الله إلى وضع الميزان الحق أن تزن عمل كل شخص لا طبقا لاعتقاده ولا طبقا لهواه ولا لكثرة أتباعه بل بميزان صلاح عمله أو فساده ويكون ذلك الميزان طبقا لما جاء في هذا الكتاب المحكم كما قال تعالى (( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير )) فطبقا لذلك الميزان فعل الموريتانيين أن يحملو هذا الميزان إلى مقاطعة الرياض بل إلى مكان حرق الكتب الإسلامية بالذات ليعرفوا من ذلك هل ذلك الفعل من الأفعال التي هدى الله صاحبها أو أضله .
وبما أن هداية الله لا تقف عند حد كما قال تعالى:(نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) وكما قال تعالى((إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون))إلى قوله تعالى: ((وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون )) .
فكذلك الضلالة لا حد لها ففرعون يقول لوزيره هامان ((يا هامان ابن لي صرحا لعلي اطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين )) ولم يدرك هذا المغفل أنه لو كانت له قدرة ذاتية لما احتاج إلى بناء صرح يوصله إلى إرادته كما قال الإله الحق (( وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين )) .
وبعد هذه المقدمة القرآنية التي أردت بها أن يفهم كل إنسان أن الهداية والضلالة كلها من قدر الله على الإنسان أي إنسان ولا راد لقضائه فأريد أن أبين هنا بوضوح انحياز هذه الفعلة الشنيعة إلى الضلالة وبعدها من الوصف بالهداية .
فمعلوم أن هذه الفعلة قام بها رئيس المنظمة التي يقتصر اسمها في كلمة " إيرا " وهذه المنظمة المعروف عنها أنها تكافح لاستئصال الاسترقاق من المجتمع الموريتاني وهذه المهمة بالخصوص قل من يتخلف عنها الآن من الشعب الموريتاني لأن جله أدرك أن الرق الذي كان موجودا في موريتانيا لا ينطبق عليه الرق الذي أباحه الإسلام للمسلمين فذلك الرق الذي أباحه الإسلام من أنكره فقد كفر بما أنزل على محمد ولكن من قال أن ذلك الرق لا ينطبق على الرق الموريتاني فقد قال الحق وعلى المسلمين الاستماع لقوله لأنه ادعى الأصل وهو الحرية والاستعباد على غير ما أباحه الشرع باطل باطل باطل .
ولكن أيام الاسترقاق بفجرها وبجرها قد انتهت ولكن مع كونه كان استرقاقا غير شرعي إلا أنه ترك بين أفراده من التضامن والتعاطف والمحبة ما لا يمكن لأي دعاية أن تفرق قلوبا اجتمعت على الأهلية وأجساما نسجت على التضامن وأرحاما تداخلت فيما بينهما و أقوى من ذلك كله القبـيلة التي تولى الله جعلها بين الأمم والشعوب كما قال تعالى (( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا )) ولذا ألزم الشرع أي منتسب لقبيلة أداء الدية معها وذلك بقوة النصوص الشرعية الإسلامية في هذا الصدد .
فإذا علمنا أن تلك المنظمة لا يعرف عنها إلا الهدف المسجل أعلاه فكيف استطاع الشيطان أن يختطف أفكار بعضهم وعقولهم إلى حرق كتب اجتهد أصحابها في زمنهم ومكانهم الخاص بهم بعيدا عن موريتانيا مكانا وزمانا ، وقبل أن يخلق الله برام بكثير من القرون واجتهدوا على أن يقربوا أحكام الإسلام للمسلمين ويبحثوا ويفترضوا ويفرعوا حتى لا تبقي مشكلة يمكن أن تخطر على بال مسلم إلا ووجدوا حكمها في كتبهم بناء على تـتبع أمهات أصول الفقه المأخوذة من كليات الإسلام .
وبما أن الشيطان لا ينتهي إجرامه عند أي حد إلا أن المسلم كان لا يتصور أن يقود الشيطان مسلما على حرق كتب إسلامية لا علاقة لها بما يقوم هذا المسلم بمكافحته .
فهذه الكتب تشتمل على جميع الأحكام التي تتعلق بحياة المسلم من طهارة وصلاة وصوم وحج ..الخ وهذه الأحكام لم تشرعها هذه الكتب ولكنها أوضحت أحكامها بعد أن أنزل الله أمهات أحكامها على رسوله صلى الله عليه وسلم .
وإذا كان أي عاقل أو مفكر يبحث عن أي علاقة يمكنها أن تؤدي برئيس هذه المنظمة إلى حرق هذه الكتب بناء على علاقتها بموضوع كفاحه فإنه سيرى أن هذه الكتب فيها أحكام الاسترقاق الذي وجد مع بداية وجود الإسلام وأقر الإسلام آنذاك ما هو موضح في القرآن منه ومن عمل الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الاسترقاق .
وهذه الكتب مجرد ناقل ومفسر لتلك الأحكام التي أصبحت الآن من التاريخ فالحارق لتلك الكتب عليه أولا أن يجمع تلك القرون الماضية ويحرقها هي وأهلها ومعاملاتهم وأحاديثهم وأماكن سكناهم إلى كل ما يتصل بذلك التاريخ الذي مورس فيه الرق .
ومن المفارقات أن كتاب الدرديري شارح خليل الذي شرحه الدسوقي وهي جميعا من بين الكتب المحرقة مكتوب فيه عند قول خليل في اليمين وخصصت نية الحالف وقيدت أن المسلم إذا حلف ليعـتـقن عبدا لا يـبر يمينه إلا إذا عتق عبدا أبيض .
فخليل والدرديري والدسوقي كلهم مصريون ومصر في ذلك الوقت لا تعرف إلا العبيد بياضي البشرة ولا تعرف العبيد السود لأن أول الجهاد في الإسلام استهدف الشعوب بياضي البشرة مثـل اليهود الأوربيـون والعرب والأتراك والفرس ....الخ .
فإن الحارق للكتب بسبب ذكرهم لأحكامه سيحرق المصحف بسبب قوله تعالى: (( ومن قـتـل مؤمنا خطئا فتحرير رقبة مؤمنة)) وقوله تعالى:( ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم ) وسيحرق كتب الحديث لقوله صلى الله عليه وسلم :<< إخوانكم خولكم ملكهم الله إياكم ولو شاء لملكهم إياكم انفقوهم من ما تنفقون >> الخ الحديث .
إلا أن المتـتبع للتصريحات والمقابلات والكتابات التي كانت تصدر من ذلك الرجل برام بن الداه بن أعبيدي منذ سنوات فسوف لا يستغرب منه هذه الأفعال التي بلغت الآن القمة في اتباع خطوات الشيطان فأقواله كان فيها كثير من التحريض بتفرق وتشتيت وتمزيق أواصر الأهلية والمحبة بين الأسرة الواحدة ،ويصنف ذلك في شكل أعراق متناحرة فيما بينها ومحاولة بذر أحقاد وعداوات بين المسلمين لا أصل لها في الواقع ، فهذه الأفكار هي أشد حرمة عند الله من حرق الكتب لأن المفسدة تعظم بموضوعها فهو يعرف في قرارة نفسه أن ما يسمى بالبيظان الأغلبية منهم كانت لا تملك أرقاء بل هناك بيظان شبه أرقاء فليس كل أبيض يملك أسود ويعرف كذلك أن جميع طبقات المجتمع بما فيها لحراطين تملك أرقاء .
فهذا ميراث إسلامي كان يظن المجتمع الموريتاني أنه لا يمكن للمسترق إلا العمل به ولا يمكن للرقيق إلا قبوله لوجه الله وهذه النظرية بهذه الصفة نظرية خاطئة في موريتانيا لأن أصل الاسترقاق لا ينطبق على ما كان موجودا منه في موريتانيا ، وبما أن أي نظرة مهما كان خطؤها لا بد أن يسوق لها الشيطان أتباعا ينشرونها ويكونون سندا لها إلا أن الطيبوبة الموريتانية الموجودة في جميع أعراقه جعلت كثيرا من هذه المنظمة ينـتسبون إليها على أنها واضحة المعالم بينة الهدف وهو استـئصال قضية الاسترقاق في موريتانيا فإذا هي تخرج على جميع العالم الإسلامي لتـفضح أمامه جميع الشعب الموريتاني وتجعله في مصاف دولة الدنمارك والجنود الأمريكيين في أفغانستان الذين بالوا على المصاحف بعمل لا يمت إلى تحرير الأرقاء بصلة ولذا فإن ردة الفعل التي صدرت من مكتب " إيرا " في ألاك وهي الاستـقالة الجماعية عن هذه المنظمة التي تكشفت أهدافها لمن كان لا يعرفها قينبغي للجميع تهنـئة أولئك الذين تبرءوا من حرق الكتب وتشويه سمعة الشعب الموريتاني في العالم .
ونـقول للجميع أن الاستمرار في تحرير بقايا الأرقاء من المتجمدين على هذه الظاهرة الفاضحة في الدنيا المعذبة في الآخرة لمن يمارسها أو تمارس عليه قابلا لها يجب أن يكون هو العزم والهدف لكل المتبصرين في الإسلام من هذا المجتمع .
أما بذر الشقاق بين المواطنين وتفريق كلمتهم بجلب فـتـنة لا يعرف أصلها أي مواطن وحرق الكتب الإسلامية من غير معرفة أي سبب لإحراقها فهو ينطبق عليه قوله صلى الله عليه وسلم :<< إذا لم تستح فاصنع ما شئت >> وينبغي أن يعلن صراحة أنه هو المكر السيء(( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ))
					
				وكونه من خلق الله تحتها كثير من المعاني تتعلق بالصفة البشرية الملتصقة بهذا الخلق التصاق اللون بصاحبه .
من هذه المعاني عدم القوة وعدم البقاء فكما أن الخلق خلق الله وهو أعلم به فقد جعل الله هذه النفس قابلة للخير والشر لا تنفك عن ذلك أبداكما قال تعالى : (( فمن يشإ الله يضلله ومن يشإ يجعله على صراط مستقيم )).
ويقول تعالى : (( إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين )) ويقول تعالى : (( أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم)) ويقول:(أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) .
هذه النماذج من الأوصاف التي سجلها القرآن في كتابه المحكم لابد أن توجد مدلولها بين خلقه فكما أن حديث القرآن عن أطوار ذات الإنسان لم تـتغير ولم ينقص منها أي شيء فقد جاءت كما أوردها القرآن مثل قوله تعالى (( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء )) وكقوله تعالى : (( هو الذي خلكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفي من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون)) فكما أن نقل هذه الأطوار الإنسانية جاءت كما أنزلها القرآن فكذلك فإن أطوار هداية الله للإنسان وإضلاله له جاءت أيضا كما أنزلها القرآن .
فأطوار الهداية يعصم صاحبها قوله تعالى (( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان )) وأطوار الضلالة يهلك صاحبها قوله تعالى: (( و استفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا )) .
ويعني ذلك أن على البشرية التي هداها الله إلى وضع الميزان الحق أن تزن عمل كل شخص لا طبقا لاعتقاده ولا طبقا لهواه ولا لكثرة أتباعه بل بميزان صلاح عمله أو فساده ويكون ذلك الميزان طبقا لما جاء في هذا الكتاب المحكم كما قال تعالى (( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير )) فطبقا لذلك الميزان فعل الموريتانيين أن يحملو هذا الميزان إلى مقاطعة الرياض بل إلى مكان حرق الكتب الإسلامية بالذات ليعرفوا من ذلك هل ذلك الفعل من الأفعال التي هدى الله صاحبها أو أضله .
وبما أن هداية الله لا تقف عند حد كما قال تعالى:(نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) وكما قال تعالى((إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون))إلى قوله تعالى: ((وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون )) .
فكذلك الضلالة لا حد لها ففرعون يقول لوزيره هامان ((يا هامان ابن لي صرحا لعلي اطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين )) ولم يدرك هذا المغفل أنه لو كانت له قدرة ذاتية لما احتاج إلى بناء صرح يوصله إلى إرادته كما قال الإله الحق (( وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين )) .
وبعد هذه المقدمة القرآنية التي أردت بها أن يفهم كل إنسان أن الهداية والضلالة كلها من قدر الله على الإنسان أي إنسان ولا راد لقضائه فأريد أن أبين هنا بوضوح انحياز هذه الفعلة الشنيعة إلى الضلالة وبعدها من الوصف بالهداية .
فمعلوم أن هذه الفعلة قام بها رئيس المنظمة التي يقتصر اسمها في كلمة " إيرا " وهذه المنظمة المعروف عنها أنها تكافح لاستئصال الاسترقاق من المجتمع الموريتاني وهذه المهمة بالخصوص قل من يتخلف عنها الآن من الشعب الموريتاني لأن جله أدرك أن الرق الذي كان موجودا في موريتانيا لا ينطبق عليه الرق الذي أباحه الإسلام للمسلمين فذلك الرق الذي أباحه الإسلام من أنكره فقد كفر بما أنزل على محمد ولكن من قال أن ذلك الرق لا ينطبق على الرق الموريتاني فقد قال الحق وعلى المسلمين الاستماع لقوله لأنه ادعى الأصل وهو الحرية والاستعباد على غير ما أباحه الشرع باطل باطل باطل .
ولكن أيام الاسترقاق بفجرها وبجرها قد انتهت ولكن مع كونه كان استرقاقا غير شرعي إلا أنه ترك بين أفراده من التضامن والتعاطف والمحبة ما لا يمكن لأي دعاية أن تفرق قلوبا اجتمعت على الأهلية وأجساما نسجت على التضامن وأرحاما تداخلت فيما بينهما و أقوى من ذلك كله القبـيلة التي تولى الله جعلها بين الأمم والشعوب كما قال تعالى (( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا )) ولذا ألزم الشرع أي منتسب لقبيلة أداء الدية معها وذلك بقوة النصوص الشرعية الإسلامية في هذا الصدد .
فإذا علمنا أن تلك المنظمة لا يعرف عنها إلا الهدف المسجل أعلاه فكيف استطاع الشيطان أن يختطف أفكار بعضهم وعقولهم إلى حرق كتب اجتهد أصحابها في زمنهم ومكانهم الخاص بهم بعيدا عن موريتانيا مكانا وزمانا ، وقبل أن يخلق الله برام بكثير من القرون واجتهدوا على أن يقربوا أحكام الإسلام للمسلمين ويبحثوا ويفترضوا ويفرعوا حتى لا تبقي مشكلة يمكن أن تخطر على بال مسلم إلا ووجدوا حكمها في كتبهم بناء على تـتبع أمهات أصول الفقه المأخوذة من كليات الإسلام .
وبما أن الشيطان لا ينتهي إجرامه عند أي حد إلا أن المسلم كان لا يتصور أن يقود الشيطان مسلما على حرق كتب إسلامية لا علاقة لها بما يقوم هذا المسلم بمكافحته .
فهذه الكتب تشتمل على جميع الأحكام التي تتعلق بحياة المسلم من طهارة وصلاة وصوم وحج ..الخ وهذه الأحكام لم تشرعها هذه الكتب ولكنها أوضحت أحكامها بعد أن أنزل الله أمهات أحكامها على رسوله صلى الله عليه وسلم .
وإذا كان أي عاقل أو مفكر يبحث عن أي علاقة يمكنها أن تؤدي برئيس هذه المنظمة إلى حرق هذه الكتب بناء على علاقتها بموضوع كفاحه فإنه سيرى أن هذه الكتب فيها أحكام الاسترقاق الذي وجد مع بداية وجود الإسلام وأقر الإسلام آنذاك ما هو موضح في القرآن منه ومن عمل الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الاسترقاق .
وهذه الكتب مجرد ناقل ومفسر لتلك الأحكام التي أصبحت الآن من التاريخ فالحارق لتلك الكتب عليه أولا أن يجمع تلك القرون الماضية ويحرقها هي وأهلها ومعاملاتهم وأحاديثهم وأماكن سكناهم إلى كل ما يتصل بذلك التاريخ الذي مورس فيه الرق .
ومن المفارقات أن كتاب الدرديري شارح خليل الذي شرحه الدسوقي وهي جميعا من بين الكتب المحرقة مكتوب فيه عند قول خليل في اليمين وخصصت نية الحالف وقيدت أن المسلم إذا حلف ليعـتـقن عبدا لا يـبر يمينه إلا إذا عتق عبدا أبيض .
فخليل والدرديري والدسوقي كلهم مصريون ومصر في ذلك الوقت لا تعرف إلا العبيد بياضي البشرة ولا تعرف العبيد السود لأن أول الجهاد في الإسلام استهدف الشعوب بياضي البشرة مثـل اليهود الأوربيـون والعرب والأتراك والفرس ....الخ .
فإن الحارق للكتب بسبب ذكرهم لأحكامه سيحرق المصحف بسبب قوله تعالى: (( ومن قـتـل مؤمنا خطئا فتحرير رقبة مؤمنة)) وقوله تعالى:( ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم ) وسيحرق كتب الحديث لقوله صلى الله عليه وسلم :<< إخوانكم خولكم ملكهم الله إياكم ولو شاء لملكهم إياكم انفقوهم من ما تنفقون >> الخ الحديث .
إلا أن المتـتبع للتصريحات والمقابلات والكتابات التي كانت تصدر من ذلك الرجل برام بن الداه بن أعبيدي منذ سنوات فسوف لا يستغرب منه هذه الأفعال التي بلغت الآن القمة في اتباع خطوات الشيطان فأقواله كان فيها كثير من التحريض بتفرق وتشتيت وتمزيق أواصر الأهلية والمحبة بين الأسرة الواحدة ،ويصنف ذلك في شكل أعراق متناحرة فيما بينها ومحاولة بذر أحقاد وعداوات بين المسلمين لا أصل لها في الواقع ، فهذه الأفكار هي أشد حرمة عند الله من حرق الكتب لأن المفسدة تعظم بموضوعها فهو يعرف في قرارة نفسه أن ما يسمى بالبيظان الأغلبية منهم كانت لا تملك أرقاء بل هناك بيظان شبه أرقاء فليس كل أبيض يملك أسود ويعرف كذلك أن جميع طبقات المجتمع بما فيها لحراطين تملك أرقاء .
فهذا ميراث إسلامي كان يظن المجتمع الموريتاني أنه لا يمكن للمسترق إلا العمل به ولا يمكن للرقيق إلا قبوله لوجه الله وهذه النظرية بهذه الصفة نظرية خاطئة في موريتانيا لأن أصل الاسترقاق لا ينطبق على ما كان موجودا منه في موريتانيا ، وبما أن أي نظرة مهما كان خطؤها لا بد أن يسوق لها الشيطان أتباعا ينشرونها ويكونون سندا لها إلا أن الطيبوبة الموريتانية الموجودة في جميع أعراقه جعلت كثيرا من هذه المنظمة ينـتسبون إليها على أنها واضحة المعالم بينة الهدف وهو استـئصال قضية الاسترقاق في موريتانيا فإذا هي تخرج على جميع العالم الإسلامي لتـفضح أمامه جميع الشعب الموريتاني وتجعله في مصاف دولة الدنمارك والجنود الأمريكيين في أفغانستان الذين بالوا على المصاحف بعمل لا يمت إلى تحرير الأرقاء بصلة ولذا فإن ردة الفعل التي صدرت من مكتب " إيرا " في ألاك وهي الاستـقالة الجماعية عن هذه المنظمة التي تكشفت أهدافها لمن كان لا يعرفها قينبغي للجميع تهنـئة أولئك الذين تبرءوا من حرق الكتب وتشويه سمعة الشعب الموريتاني في العالم .
ونـقول للجميع أن الاستمرار في تحرير بقايا الأرقاء من المتجمدين على هذه الظاهرة الفاضحة في الدنيا المعذبة في الآخرة لمن يمارسها أو تمارس عليه قابلا لها يجب أن يكون هو العزم والهدف لكل المتبصرين في الإسلام من هذا المجتمع .
أما بذر الشقاق بين المواطنين وتفريق كلمتهم بجلب فـتـنة لا يعرف أصلها أي مواطن وحرق الكتب الإسلامية من غير معرفة أي سبب لإحراقها فهو ينطبق عليه قوله صلى الله عليه وسلم :<< إذا لم تستح فاصنع ما شئت >> وينبغي أن يعلن صراحة أنه هو المكر السيء(( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ))

 
            





