تاريخ الإضافة : 02.05.2012 10:27
الذكرى الثالثة لرحيل الشيخ عدود
لا أستطيع أن أترك منابسة وفاة حبرنا الجليل المرابط محمد سالم بن عدود تمر دون استرجاع لمناقبه ومواهبه التي شرف بها بلاد شنقيط خاصة والأمة الإسلامية عامة (...)
تمر ذكرى وفاته الثالثة والأمة لما تسترجع أنفاسها بعد احراق بعض المتطرفين لكتب في الفقه المالكي معتمدة لدى العالم الإسلامي خصوصا المغرب العربي وإفريقيا وطالما سمعت الشيخ عدود ينافح عنها وفي ذلك يقول:
وما أبـــرئ نفسي المسكينـه من ميلها لمذهب المدينـــه
وهي بها وفي اختلاف الأمه في غير باب الاعتقاد رحمه
أذكر أنني في العام الماضي في الذكرى الثانية كتبت مقالا أطالب فيه بالاهتمام بتراث هذا العالم الجليل الذي قل نظيره لكن لم أر أثرا لذلك النداء رغم أنه أقيمت عدة نشاطات تكرم أناسا رغم أهميتهم فإنهم لا يرقون لأهمية شيخنا عدود وأصابتني إثر عدم الإهتمام به من طرف الدولة و نخبة المجتمع خيبة أمل شديدة من نكران الجميل لهذا الشيخ الذي رفع رؤوسنا في جميع المحافل العلمية واستفدنا من علمه الغزير فهل نجازيه بعدم الاهتمام به فأي فتى أضعنا؟
وارتأيت أن أوافي محبي الشيخ بشهادة من شيخ حجازي عثرت على موقع له سماه المتون وهو كما يصف نفسه تلميذ الشيخ عدود وهو عبد الله بن محمد بن سفيان الحكمي المذحجي وهو سعودي شغف بعلامتنا وأسر بعلمه الجم وكتب عنه في حياته وبعد وفاته عدة مقالات أسوق بعض النتف منها لعلها تفيد محبي الشيخ والذين يتعطشون لكل ما يكتب عنه خصوصا إن من علماء خارج البلد. وقد طلب هذا الشيخ الحجازي من الشيخ عدود نظما لعمدة الفقه لابن قدامة الحنبلي وكان الطلب في أبيات :
قد كنت أحسب أن العلــم قد رحلا مع الأوائل أعلام الهدى النبــلا
وأن أمـتنا ـ يا للأسى ـ عقمـــــت فلــم تلد ذا نبــوغ يرتق الخللا
وبينما أنا في نجـــــواي منغلـــق إذ جاء ذكر لكم أحيى بي الأملا
سمعت من نظمكم ما هزني طربا وعن تصانيفكم ما زادني جـذلا
ويقول هذا الشيخ المفتون بعلم المرابط عدود بعد أن قدم طلبه هذا : ((وجاء الرد سريعا ولقد كان انتهاء شيخنا من نظم العمدة فتحا علينا كبيرا ... وإن متنا يقارب أعداد أبياته الأربعة آلاف بيت ليحتاج إلى همة عالية)).
لم يقتصر هذا الشيخ السعودي المغرم بعلم المتون والتي خصص لها موقعا على الشبكة العنكبوتية على هذا الحد بل نشر للشيخ محاضرات ودروس مسجلة بالصوت يشرح فيها بعض المتون كألفية بن مالك ، وكذلك كتب عن مواهبه حيث يقول في أحد مقالاته وبعد تلقيه لخبر وفاته : ((رحم الله من كان الكاشف للمعضلات العلمية التي تعترضني بعد أن أحار في معرفتها ... فلقد كان مثقبا جمع الله له بين الحافظة الجامعة و الفهم الثاقب ... رحم الله الإمام الحافظ المشارك الجامع بين العلوم العقلية والنقلية البصير بدقائقها ووسائلها ومقاصدها فإن سألته عن دقائق التفسير أجابك بما لم تسمع أو تقرأ)).
و يسوق الشيخ الحجازي قصة تعبر عن عبقرية هذا الحبر الذي تنكر له أبناء وطنه المطوقون بفضائله التي كان عليهم الإشادة بها عبر ندوات ومقالات وبرامج في وسائل الإعلام لأن ما حازه من شرف يرف رؤوسنا جميعا .
هذه القصة هي زيارة قام بها المرابط لسوريا في شبابه ولما يتعدى العشرين إلا قليلا وقام بزيارة علمائها الذين سألوه إن كان مازال في بلاد شنقيط حفاظا كابن التلاميد و يحظيه ولد عبد الودود وابن متالي .
فأجابهم بأنهم مازالوا موجودين وكان أكبر اختبار له اجتازه بشرف فقد عقدوا له مجلسا طرحوا عليه خلاله بعض الأسئلة في ألفية بن مالك والكافية الشامية لابن مالك أيضا وقال بعض الذين حضروا المجلس: ((لقد أذهل الحاضرين بحفظه وسرعة استحضاره فقالوا : الآن نقر أن شقيط بلاد الحفظ و الحفاظ )).
جزى الله خيرا هذا الشيخ الحجازي عن المسلمين إذ نشر الكثير من إنتاج المرابط ولد عدود وكتب عنه الكثير من المقالات التي تعرف به وبمواهبه المتعددة وموسوعيته الباهرة الأمر الذي يجب أن يدفعنا نحن طلابه القيام بواجبنا تجاه شيخنا و إيفاءه حقه من الاهتمام والتقدير الذي يستحقه.
تمر ذكرى وفاته الثالثة والأمة لما تسترجع أنفاسها بعد احراق بعض المتطرفين لكتب في الفقه المالكي معتمدة لدى العالم الإسلامي خصوصا المغرب العربي وإفريقيا وطالما سمعت الشيخ عدود ينافح عنها وفي ذلك يقول:
وما أبـــرئ نفسي المسكينـه من ميلها لمذهب المدينـــه
وهي بها وفي اختلاف الأمه في غير باب الاعتقاد رحمه
أذكر أنني في العام الماضي في الذكرى الثانية كتبت مقالا أطالب فيه بالاهتمام بتراث هذا العالم الجليل الذي قل نظيره لكن لم أر أثرا لذلك النداء رغم أنه أقيمت عدة نشاطات تكرم أناسا رغم أهميتهم فإنهم لا يرقون لأهمية شيخنا عدود وأصابتني إثر عدم الإهتمام به من طرف الدولة و نخبة المجتمع خيبة أمل شديدة من نكران الجميل لهذا الشيخ الذي رفع رؤوسنا في جميع المحافل العلمية واستفدنا من علمه الغزير فهل نجازيه بعدم الاهتمام به فأي فتى أضعنا؟
وارتأيت أن أوافي محبي الشيخ بشهادة من شيخ حجازي عثرت على موقع له سماه المتون وهو كما يصف نفسه تلميذ الشيخ عدود وهو عبد الله بن محمد بن سفيان الحكمي المذحجي وهو سعودي شغف بعلامتنا وأسر بعلمه الجم وكتب عنه في حياته وبعد وفاته عدة مقالات أسوق بعض النتف منها لعلها تفيد محبي الشيخ والذين يتعطشون لكل ما يكتب عنه خصوصا إن من علماء خارج البلد. وقد طلب هذا الشيخ الحجازي من الشيخ عدود نظما لعمدة الفقه لابن قدامة الحنبلي وكان الطلب في أبيات :
قد كنت أحسب أن العلــم قد رحلا مع الأوائل أعلام الهدى النبــلا
وأن أمـتنا ـ يا للأسى ـ عقمـــــت فلــم تلد ذا نبــوغ يرتق الخللا
وبينما أنا في نجـــــواي منغلـــق إذ جاء ذكر لكم أحيى بي الأملا
سمعت من نظمكم ما هزني طربا وعن تصانيفكم ما زادني جـذلا
ويقول هذا الشيخ المفتون بعلم المرابط عدود بعد أن قدم طلبه هذا : ((وجاء الرد سريعا ولقد كان انتهاء شيخنا من نظم العمدة فتحا علينا كبيرا ... وإن متنا يقارب أعداد أبياته الأربعة آلاف بيت ليحتاج إلى همة عالية)).
لم يقتصر هذا الشيخ السعودي المغرم بعلم المتون والتي خصص لها موقعا على الشبكة العنكبوتية على هذا الحد بل نشر للشيخ محاضرات ودروس مسجلة بالصوت يشرح فيها بعض المتون كألفية بن مالك ، وكذلك كتب عن مواهبه حيث يقول في أحد مقالاته وبعد تلقيه لخبر وفاته : ((رحم الله من كان الكاشف للمعضلات العلمية التي تعترضني بعد أن أحار في معرفتها ... فلقد كان مثقبا جمع الله له بين الحافظة الجامعة و الفهم الثاقب ... رحم الله الإمام الحافظ المشارك الجامع بين العلوم العقلية والنقلية البصير بدقائقها ووسائلها ومقاصدها فإن سألته عن دقائق التفسير أجابك بما لم تسمع أو تقرأ)).
و يسوق الشيخ الحجازي قصة تعبر عن عبقرية هذا الحبر الذي تنكر له أبناء وطنه المطوقون بفضائله التي كان عليهم الإشادة بها عبر ندوات ومقالات وبرامج في وسائل الإعلام لأن ما حازه من شرف يرف رؤوسنا جميعا .
هذه القصة هي زيارة قام بها المرابط لسوريا في شبابه ولما يتعدى العشرين إلا قليلا وقام بزيارة علمائها الذين سألوه إن كان مازال في بلاد شنقيط حفاظا كابن التلاميد و يحظيه ولد عبد الودود وابن متالي .
فأجابهم بأنهم مازالوا موجودين وكان أكبر اختبار له اجتازه بشرف فقد عقدوا له مجلسا طرحوا عليه خلاله بعض الأسئلة في ألفية بن مالك والكافية الشامية لابن مالك أيضا وقال بعض الذين حضروا المجلس: ((لقد أذهل الحاضرين بحفظه وسرعة استحضاره فقالوا : الآن نقر أن شقيط بلاد الحفظ و الحفاظ )).
جزى الله خيرا هذا الشيخ الحجازي عن المسلمين إذ نشر الكثير من إنتاج المرابط ولد عدود وكتب عنه الكثير من المقالات التي تعرف به وبمواهبه المتعددة وموسوعيته الباهرة الأمر الذي يجب أن يدفعنا نحن طلابه القيام بواجبنا تجاه شيخنا و إيفاءه حقه من الاهتمام والتقدير الذي يستحقه.







