تاريخ الإضافة : 02.04.2012 10:26
فشل التجربة السياسية للعسكر!
ملاحظات على مقال: "فشل التجربة السياسية للإسلاميين"
كنت - ولا أزال – أعلق آمالا جسيمة على الخبير العسكري الأخ محمد سالم ولد هيبة، وعلى غيره من أبناء المؤسسة العسكرية الموريتانية الذين غادروا الخدمة العسكرية - بشرف - وتفرغوا للبحث والتحليل العسكري والإستراتيجي..
كنت - ولا أزال - أرى في هؤلاء فرصة حقيقية لسد ثغرة علمية وبحثية في الحياة السياسية والعلمية الإستراتيجية في موريتانيا.. تتمثل في غياب محللين وباحثين في المجالات الأمنية والعسكرية، يتمتعون بالمصداقية العلمية والتوازن في الطرح من أصحاب الاختصاص..
لقد كنت أتشوف لذلك اليوم الذي أرى فيه "صفوة زيات" موريتانيًّا تستفيد البلاد – بل العالم – من تقويمه المتوازن للأحداث المختلفة؛ بتقديمه المعلومة الصحيحة والتحليل المنطقي، وبلغة الباحث والمحلل المتجرد للبحث عن الحيقية والحقيقة فقط.. الشيء الذي يفرض به احترامه - واحترام المؤسسة التي تلقى فيها تكوينه - على المخالف قبل المؤالف!
كنت - ولا أزال – أعلق آمالا جسيمة على الخبير العسكري الأخ محمد سالم ولد هيبة، وعلى غيره من أبناء المؤسسة العسكرية الموريتانية الذين غادروا الخدمة العسكرية - بشرف - وتفرغوا للبحث والتحليل العسكري والإستراتيجي..
كنت - ولا أزال - أرى في هؤلاء فرصة حقيقية لسد ثغرة علمية وبحثية في الحياة السياسية والعلمية الإستراتيجية في موريتانيا.. تتمثل في غياب محللين وباحثين في المجالات الأمنية والعسكرية، يتمتعون بالمصداقية العلمية والتوازن في الطرح من أصحاب الاختصاص..
لقد كنت أتشوف لذلك اليوم الذي أرى فيه "صفوة زيات" موريتانيًّا تستفيد البلاد – بل العالم – من تقويمه المتوازن للأحداث المختلفة؛ بتقديمه المعلومة الصحيحة والتحليل المنطقي، وبلغة الباحث والمحلل المتجرد للبحث عن الحيقية والحقيقة فقط.. الشيء الذي يفرض به احترامه - واحترام المؤسسة التي تلقى فيها تكوينه - على المخالف قبل المؤالف!
العنوان الصادم
لم يكن مصدر ُصدمتي من عنوان المقال التحيليلي الذي قرأته للخبير محمد سالم ولد هيبة المحترم "فشل التجربة السياسية للإسلاميين" حصولَ الحقيقة التي يتحدث عنها العنوان؛ ذلك أن التجارب السياسية – بما فيها التجربة السياسية للإسلاميين – قابلة للفشل كما هي قابلة للنجاح، ما دامت مقاربات بشرية وموازنات سياسية، تصيب بقدر ما تحرز من القرب من نبض المواطن وملامسة همومه ورفعة وطنه، وتخطئ كلما قامت على استغلال المواطن والعبث بالوطن..
إنما كان مصدرُ صدمتي استعجالَ العنوان لنتائج التحليل أو التأمل للخبير، والذي لا أشكك في قدراته ومواهبه في هذا الإطار، غير أن القارئ لهذا العنوان يتبادر إلى ذهنه أن تاريخ كتابة المقال – لما يقتضيه التثبت البحثي والتحليلي العلمي من الاستنتاج الذي تضمنه من خبير إستراتيجي ذي مصداقية – أن تاريخ هذا المقال هو سنة 2015م على أقرب تقدير؛ حيث تكون أولى تجارب الحكومات الإسلامية في العالم العربي قد أكملت مأموريتها، دون مشاغبة داخلية أو مضايقات إقليمية ودولية، وأثبتت فشلها في تدبير الشأن العام، الأمر الذي وفر معطيات كافية وجدية للخبير، ليقدم للأمة استنتاجاته العلمية المحايدة!
إنما كان مصدرُ صدمتي استعجالَ العنوان لنتائج التحليل أو التأمل للخبير، والذي لا أشكك في قدراته ومواهبه في هذا الإطار، غير أن القارئ لهذا العنوان يتبادر إلى ذهنه أن تاريخ كتابة المقال – لما يقتضيه التثبت البحثي والتحليلي العلمي من الاستنتاج الذي تضمنه من خبير إستراتيجي ذي مصداقية – أن تاريخ هذا المقال هو سنة 2015م على أقرب تقدير؛ حيث تكون أولى تجارب الحكومات الإسلامية في العالم العربي قد أكملت مأموريتها، دون مشاغبة داخلية أو مضايقات إقليمية ودولية، وأثبتت فشلها في تدبير الشأن العام، الأمر الذي وفر معطيات كافية وجدية للخبير، ليقدم للأمة استنتاجاته العلمية المحايدة!
عنوان بعنوان
وبعد قراءتي للفقرة الأولى من المقال التي تحدث فيها الخبير عن "إخفاقات ذريعة" مني بها حكام كل من: "ليبيا ومصر وتونس وسوريا واليمن" قررت أن أغير كلمة في عنوان المقال – بعد إذن الخبير – وذلك بتعديل العنوان إلى "فشل التجربة السياسية للعسكر" بدل الإسلاميين!
ذلك أن كل هذه الدول التي أوردها الخبير بدون استثناء، كانت - ولعشرات السنين - تحت أحكام عسكرية متسلطة، أثبتت بالفعل "فشل تجربتها السياسية في الحكم" بعد أن أهلكت الحرث والنسل، وأحصت على الناس أنفاسهم وضايقتهم في أرزاقهم وحاولت حرفهم عن قيمهم وانتماءاتهم الحضارية!
ذلك أن كل هذه الدول التي أوردها الخبير بدون استثناء، كانت - ولعشرات السنين - تحت أحكام عسكرية متسلطة، أثبتت بالفعل "فشل تجربتها السياسية في الحكم" بعد أن أهلكت الحرث والنسل، وأحصت على الناس أنفاسهم وضايقتهم في أرزاقهم وحاولت حرفهم عن قيمهم وانتماءاتهم الحضارية!
المعلومة الدقيقة والتحليل المنطقي!
لم تتزعزع ثقتي في "صفوة زيات" موريتانيا وخبيرها، بسبب براعة استهلاله غير الموفقة علميا وبحثيا من خبير مثله، لكنني أجد نفسي مرغما على إبداء ملاحظة جوهرية في المقال، لعلها تساهم في رفد تجربة التحليل الإستيراتيجي في موريتانيا، وإن لم أكن أهلا لتقييم أو تقويم هذه التجربة، ولكن كما قيل: "وتوخذ الحكمة من غير حكيم"
- لن أتحدث عما تضمنه المقال من "اختطاف الإسلاميين لثورات الشعوب" مع ما في العبارة – في نظري القاصر - من بعد على الواقعية العلمية ومجافاة للحياد البحثي، عند الحديث عن كسب الإسلاميين لثقة هذه الشعوب عبر انتخابات حرة ونزيهة!
- ولن أتحدث - كذلك – عن ملاحظة "أن الإخوان و القاعدة وجهان لعملة واحدة" كما في المقال، بعد تأكيده على أن الأمر "لم يعد خافيا على أحد"! لن أتحدث عن ذلك، مع أنه أمر أنهت الدراسات الأمنية والمعاهد المتخصصة الجدل بشأنه.
- كما لن أتحدث عن نقيض هذه النقطة، وهي تحالف الغرب مع الإسلاميين على حساب الشعوب الثائرة!
- لن أقف عند معلومة وردت في المقال مفادها أن "الإمارات العربية المتحدة أصدرت مذكرة اعتقال دولية بحق زعيم التيار الإخواني، يوسف القرضاوي" مع أنها معلومة غير صحيحة للأسف!
غير أنني سأقف عند فكرة شكلت خلاصة المقال/ التحليل "العلمي" واستنتاجاته "المتوازنة" ورسالته التي يريد إيصالها إلى من يهمه الأمر! هذه الفكرة عبّر عنها الخبير بقوله: إن ".. من يسمون أنفسهم الإسلاميين يشكلون خطرا على كيان واستقرار موريتانيا وعلى أمن شعبها ووحدتها الوطنية، لا يقل شأنا عن خطر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الوجه الآخر لنفس التيار السياسي"
أقف عند هذه الفكرة – مثل وقفتي مع تاريخ كتابة العنوان - لأقول إنها فكرة جيدة، لكن المطلع عليها يحسب أنها كتبت سنة 2003م يوم كان هنالك غبش في هذه الرؤية، إن لم نقل يوم كان التحريض على الإسلاميين تجارة مربحة؛ وطنيا وإقليميا ودوليا!
ومع أنني أجزم أن الخبير ولد هيبة اطلع على الدراسة التي نشرها معهد "كارنيغي" عن الحالة الإسلامية في موريتانيا مؤخرا (إن لم يكن الركيزة الأساس في إعدادها؛ باعتباره أشهر الخبراء الموريتانيين المتخصصين في هذا المجال، الذين تكون هذه المعاهد – عادة - عيالا عليهم لخبراتهم ومصداقيتهم) مع ذلك فإنه لا يسعني إلا أن أعبر للخبير المحترم محمد سالم ولد هيبة – ومن خلاله لإخوته من الخبراء والحللين الإستراتيجيين الموريتانيين – أن أعبر له ولهم عن حاجة بلادهم إلى خبراء جادين لتقديم أبحاث رصينة وتحليلات إستراتيجية ذات مصداقية.. وأن بلادهم - ولله الحمد – تتمتع باكتفاء ذاتي من الكتّاب الحزبيّين غير الموضوعيين، وكذلك من المتحاملين المحرّضين!
د. محمدٌ ولد محمد غلام
- لن أتحدث عما تضمنه المقال من "اختطاف الإسلاميين لثورات الشعوب" مع ما في العبارة – في نظري القاصر - من بعد على الواقعية العلمية ومجافاة للحياد البحثي، عند الحديث عن كسب الإسلاميين لثقة هذه الشعوب عبر انتخابات حرة ونزيهة!
- ولن أتحدث - كذلك – عن ملاحظة "أن الإخوان و القاعدة وجهان لعملة واحدة" كما في المقال، بعد تأكيده على أن الأمر "لم يعد خافيا على أحد"! لن أتحدث عن ذلك، مع أنه أمر أنهت الدراسات الأمنية والمعاهد المتخصصة الجدل بشأنه.
- كما لن أتحدث عن نقيض هذه النقطة، وهي تحالف الغرب مع الإسلاميين على حساب الشعوب الثائرة!
- لن أقف عند معلومة وردت في المقال مفادها أن "الإمارات العربية المتحدة أصدرت مذكرة اعتقال دولية بحق زعيم التيار الإخواني، يوسف القرضاوي" مع أنها معلومة غير صحيحة للأسف!
غير أنني سأقف عند فكرة شكلت خلاصة المقال/ التحليل "العلمي" واستنتاجاته "المتوازنة" ورسالته التي يريد إيصالها إلى من يهمه الأمر! هذه الفكرة عبّر عنها الخبير بقوله: إن ".. من يسمون أنفسهم الإسلاميين يشكلون خطرا على كيان واستقرار موريتانيا وعلى أمن شعبها ووحدتها الوطنية، لا يقل شأنا عن خطر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الوجه الآخر لنفس التيار السياسي"
أقف عند هذه الفكرة – مثل وقفتي مع تاريخ كتابة العنوان - لأقول إنها فكرة جيدة، لكن المطلع عليها يحسب أنها كتبت سنة 2003م يوم كان هنالك غبش في هذه الرؤية، إن لم نقل يوم كان التحريض على الإسلاميين تجارة مربحة؛ وطنيا وإقليميا ودوليا!
ومع أنني أجزم أن الخبير ولد هيبة اطلع على الدراسة التي نشرها معهد "كارنيغي" عن الحالة الإسلامية في موريتانيا مؤخرا (إن لم يكن الركيزة الأساس في إعدادها؛ باعتباره أشهر الخبراء الموريتانيين المتخصصين في هذا المجال، الذين تكون هذه المعاهد – عادة - عيالا عليهم لخبراتهم ومصداقيتهم) مع ذلك فإنه لا يسعني إلا أن أعبر للخبير المحترم محمد سالم ولد هيبة – ومن خلاله لإخوته من الخبراء والحللين الإستراتيجيين الموريتانيين – أن أعبر له ولهم عن حاجة بلادهم إلى خبراء جادين لتقديم أبحاث رصينة وتحليلات إستراتيجية ذات مصداقية.. وأن بلادهم - ولله الحمد – تتمتع باكتفاء ذاتي من الكتّاب الحزبيّين غير الموضوعيين، وكذلك من المتحاملين المحرّضين!
د. محمدٌ ولد محمد غلام







