تاريخ الإضافة : 29.03.2012 00:36
قمـة بغـداد... نحـو عـودة العـراق لعمقـه العربـي
تحتضن العاصمة العراقية بغداد أعمال القمة العربية في دورتها الثالثة والعشرين، وتنعقد هذه القمة في ظرف زماني ومكاني جد خاص، فالعراق البلد المضيف انعزل لفترة طويلة عن محيطه العربي جراء الحصار والاحتلال الأمريكي ثم التدخل الإيراني، وما نتج عن ذلك من استحقاقات داخلية عصيبة، حطمت البنية التحتية والمنظومة السياسية لهذا البلد العظيم الذي كان في وقت من الأوقات القوة الإقليمية الأولى في المنطقة.
أما باقي الدول العربية فتعيش هي الأخرى ظروفا لا تقل حساسية، ذلك أن ربيع الثورات العربية الذي انطلق من تونس وعم جل البلدان، قد أحدث انقلابا في الحياة العربية وغير جذريا في المشهد السياسي بالعالم العربي.. فتبدلت الأنظمة وتغيرت القيادات، وبدل أن تبقى الشعوب تنتظر كما هي العادة صارت تصنع الحدث وتفرض القرار..
وبديهي أن مؤسسة الجامعة العربية مدعوة اليوم بل ومجبرة على أن تساير الواقع العربي والعالمي الجديد وأن تستجيب -أو تحاول على الأقل- لخيار وإدارة الشعوب في الديمقراطية والحرية والوحدة والتضامن...
ومن وجهة نظري المتواضعة فإن انعقاد القمة العربية الحالية في بغداد يشكل فرصة للعرب من أجل التصالح مع أنفسهم ككل، والتصالح مع العراق كبلد مؤسس للجامعة وفاعل في العمل العربي..
ويعني ذلك التصالح استعادة العراق لدوره المحوري والانفتاح عليه بغية افتكاكه من الدائرة الأمريكية الإيرانية وإرجاعه لحضنه وعمقه العربي، ولئن كان ذلك جهد عويص في حد ذاته يتطلب مبادرات وقرارات قد تكون ذات طبيعة سيادية تخص الدول كل على حدة، فإنه في ذات الوقت يشكل خطوة ضرورية على طريق التكامل العربي المنشود، الذي يؤسس لدور عربي أكثر فاعلية وتأثيرا في عالم صارت التكتلات الإقليمية أداة لا غنى عنها لمواكبة تغيراته المتسارعة.
ومن نافلة القول أن عودة العراق لعمقه العربي تتطلب تقوية اللحمة الداخلية وتعزيز الشراكة الوطنية بين مختلف مكونات الطيف السياسي فيه، فذلك بالتأكيد دعامة هامة في طريق استعادة العراق مكانه اللائق في محيطه العربي.
أما قمة بغداد أو قمة الربيع العربي كما سماها البعض، فإن عليها أن تؤكد للمواطنين العرب أنها تختلف عن نظرياتها من القمم السابقة، فذلك وحده ما سيشعرنا بأن تغييرا ما قد حصل بالفعل.
فهنيئا للعراق باحتضانه هذا الحدث الهام، وهنيئا للأمة العربية بعودة العراق لمحيطه وعمقه العربي فلطالما اقتنعنا بصدق بيت الشاعر نزار قباني:
لن يكون العراق إلا عراقا *** وهشام العظيم سيبقى هشاما
أما باقي الدول العربية فتعيش هي الأخرى ظروفا لا تقل حساسية، ذلك أن ربيع الثورات العربية الذي انطلق من تونس وعم جل البلدان، قد أحدث انقلابا في الحياة العربية وغير جذريا في المشهد السياسي بالعالم العربي.. فتبدلت الأنظمة وتغيرت القيادات، وبدل أن تبقى الشعوب تنتظر كما هي العادة صارت تصنع الحدث وتفرض القرار..
وبديهي أن مؤسسة الجامعة العربية مدعوة اليوم بل ومجبرة على أن تساير الواقع العربي والعالمي الجديد وأن تستجيب -أو تحاول على الأقل- لخيار وإدارة الشعوب في الديمقراطية والحرية والوحدة والتضامن...
ومن وجهة نظري المتواضعة فإن انعقاد القمة العربية الحالية في بغداد يشكل فرصة للعرب من أجل التصالح مع أنفسهم ككل، والتصالح مع العراق كبلد مؤسس للجامعة وفاعل في العمل العربي..
ويعني ذلك التصالح استعادة العراق لدوره المحوري والانفتاح عليه بغية افتكاكه من الدائرة الأمريكية الإيرانية وإرجاعه لحضنه وعمقه العربي، ولئن كان ذلك جهد عويص في حد ذاته يتطلب مبادرات وقرارات قد تكون ذات طبيعة سيادية تخص الدول كل على حدة، فإنه في ذات الوقت يشكل خطوة ضرورية على طريق التكامل العربي المنشود، الذي يؤسس لدور عربي أكثر فاعلية وتأثيرا في عالم صارت التكتلات الإقليمية أداة لا غنى عنها لمواكبة تغيراته المتسارعة.
ومن نافلة القول أن عودة العراق لعمقه العربي تتطلب تقوية اللحمة الداخلية وتعزيز الشراكة الوطنية بين مختلف مكونات الطيف السياسي فيه، فذلك بالتأكيد دعامة هامة في طريق استعادة العراق مكانه اللائق في محيطه العربي.
أما قمة بغداد أو قمة الربيع العربي كما سماها البعض، فإن عليها أن تؤكد للمواطنين العرب أنها تختلف عن نظرياتها من القمم السابقة، فذلك وحده ما سيشعرنا بأن تغييرا ما قد حصل بالفعل.
فهنيئا للعراق باحتضانه هذا الحدث الهام، وهنيئا للأمة العربية بعودة العراق لمحيطه وعمقه العربي فلطالما اقتنعنا بصدق بيت الشاعر نزار قباني:
لن يكون العراق إلا عراقا *** وهشام العظيم سيبقى هشاما







