تاريخ الإضافة : 24.03.2012 13:56

ورد للحرية الحمراء (شعر)

الشاعر ولد رضوان

الشاعر ولد رضوان




مَابـَالُ صَبري عَلَى الأَحْداقِ يَـنْسَكِـبُ ،،، هلْ خَـانــهُ الـدَّمــعُ أَمْ أَوْدَى بـــــــهِ الأَدبُ
مـَابـَالُـهُ وَدِمشـقُ الحُـسْنِ قَدْ لَـبِـسَـتْ ،،، لَــونَ الـظَّـلامِ وفــِي خَـضْرائـِهـَا الوصَبُ
تحبُـو على الشَّـوْكِ حَيثُ القـيدُ يُوثـقُـهـا ،،، وَفَـوْقَ جمْـرِ الـعِـدَى نحْـوَ الـفِـدَى تـَثـِبُ
ثـكْـلَـى تَــعَـــاوَرُهــَـا الأَوجَــاعُ رافِـعَــــةً ،،، كَـفَّ الإِبـــاءِ تـَـهَــاوَى دُونَـهـَـا الـشُّـهُــــبُ
بِــالـخَطْبِ تـَطْـرُقُــهَــا الآلاَمُ سَــافـِـرةً ،،، فَــيَــرْدعُ الــصَّـبرُ بـَـلْـــوَاهـَـا فَــتَحْتَجِــــبُ
قَــلْــبٌ تـَـداعَى لــهُ أَعْــضَــاءُ مِحـْــنَتـِـهِ ،،، وَالمــوتُ بـَيـنَ تــِــهِ الأَعْضَــاءِ يَضْطَـــربُ
"فَـالـلاذِقِـيَّـةُ" هَــا قـدْ أَيـْنَـعَــتْ غَضَبــاً ،،، وَذِي"حماةُ"وَذِي "حمْصٌ" وَذِي"حَـلَــــبُ"
وَذِي مَـآذِنُ "بـَـابـَـا عَـمْــرو" شَـــامخَـــةٌ ،،، كَـأَنـهــَـا لـِــعــِـنــاقِ الــنَّـــارِ تَــنْـتَـصِـــبُ
على عُــروشِ البِــلَى أَقْـوتْ فـلـيسَ بهـا ،،، قَـمْــحٌ فَـيـُطْـــعَـــمُ أَوْ دَرٌّ فـيـُحْـتَـلَـــــــبُ
والـيَـاسَمِـينُ ذَوتْ مِـنـهُ الـشـفَــاهُ جَــوًى ،،، كَـأَنـمــا أَعْـرضَتْ عـنْ ثَـغْــرِه السُّحُــــــبُ
قَـدْتُـغْمِـضُ الأَرضُ جفـنـًا عَنْ خمائـلِـهَـا ،،، يـومــًا إذا عَــاثَ في أَرجائــِهـَـا الـلَّــهَــبُ
يـَــا شَـــامُ مَـعْـــذِرةً مَــالي سِــوى كَـبِـــدٍ ،،، حَــرَّى تـنُــوحُ عَـلـى أَرواحِ مَـنْ صُلِبـــــــوا
إِنـي نَـثَــرتُ سَـلامَ الـــوَردِ مِـنْ لُــغَـــتي ،، ، عَـلَـى يـَديْـكِ، وَمَـالـِي نحْـــــوَهَـا سَـبـَبُ
أنَــــواءُ فَجْـــركِ أَوْجــَــاعٌ لأَخــيِـلَــتي ،،، مَــــدٌّ وجَـزرٌ وحـزنٌ لـــيـسَ يَـغْــتَـــــــرِبُ
حَـتَّى متَــى كُــلَّـمَـــا أمَّــلْــتُ قَــافِـيَــةً ،،، تـَشْـفـِي تَـبَـيَّـنْـتُ أَنَّ المُـشتَـهـَـى كَــذِبُ
فـي كُــل زاويـــةٍ تحــتَ الـركَـــامِ أَرى ،،، أُمــًّا تــنُـوحُ علَــى أطْـفـالهــا الـلُّــعَــــــــبُ
أَرى بُـكــاءَ حمَـامَـاتِ الـشَّهِــيــدِ لَـدَى ،،، نَـعْــشِ الــبـَـراءةِ ، وَ المـِخْـلابُ يــقْـتـــــربُ
أَرى الـعـَـنـاقِـيـدَ فـِي كَـفٍّ مُـضَـرَّجَـةٍ ،،، تـَسْـتَـنـْصِـرُ الجِـذعَ إِذْ يَسَّاقَطُ الـرُّطَـــــــبُ
حتَّى إِذا اغْـتِيلَـتِ الأَوْراقُ وارتَـفَـعَــتْ ،،، رايـاتُ كـِسْرى تَداعَتْ نحْوَهَا الخُطَــــــــــب!
عَـامٌ نَـسجْـنـا بــه ثَـــوبَ الجِـراح علَـى ،،، مُكْثٍ، فـأيــَّان تَـنـْضُو صَمْـتَـهـا الخُـشــــبُ
كَـمْ لَـوْعَـةٍ وَأَدَتْ في الـقَـلْبِ أُمْـنِـيَـةً ،،، كَــانَـتْ تُـراوِدُهَــا عَـنْ عِـزِّهَــا الـحِـقَــبُ
كمْ بَصْـمَـةٍ مِـنْ سِيَاطِ البُـؤْسِ غَائرةٍ ،،، في صَفْـحَةِ العُمْرِ تَـشكُو رسمَهَـا الكُتُــــبُ
مَــاذا أَقُــولُ ؟ وأَبـكَـــارُ الخـــُدُورِ بِـهَـــا ،،، يَـلْـهُــو الـطَّــغَــامُ وبـيْـنَ الأَهْـلِ تُــغْـتَـصَبُ
وَالـنَّــاسُ يـَلْـتَـحِـفُـونَ الــنَّـــارَ عَـــاريَـــةً ،،، أَيــَّامُـهُـمْ ، وَالـفِـراشُ الـثَّــلْــجُ وَ الحَـصَـبُ
وَفـِي الأَزِقَّـــةِ نَــهْــبٌ لـلــحَــيـَـاةِ وفي ،،، ذاكَ المَمَــاتِ حَــيَـاةٌ لَــيْـسَ تُـنْـتَـهَــــــبُ
وخَـالــدُ الــسَّــيــفُ لاَ خِــلٌّ يُـنَـــاولُـــهُ ،،، سـيفًـا، وسَـيـفُ بـنـِي حمْدانَ مُقْـتضَبُ
وَفـي المــقَـامِ صـلاحُ الـدّيــنِ ُممـتــهَـنٌ ،،، رُدُّوا جـمِــيـلَ صَـلاح الــدّيــن يـَــا عَـــــربُ
يَـاشَـامُ إِنـا نَـبَـذْنـاَ الخَــوْفَ فَـاضْطَـرِمي ،،، حتَّى يـَسُـودَ الـلَّـظَــى أَوْ يَـنْـفَـدَ الحَـطَـبُ
عـلَـى أَيــَـادٍ سَـقَـتْ غَـيْـظًــا ضَمَــائِـرَنَــا ،،، وَأَوَّلُ الــغَــيْـثِ فـِي قَـامُـوسِـنَــا الـغَـضَبُ
هِـيمٌ عَـلَى ضِفَّـــةِ المـــَـاضِي يَــرَوْنَ بـــهِ ،،، دَربـًـا، وأُفْــقُــــهُـــمُ قَــدْ سَـدَّه الـــرَّهَـــبُ
يـَـأَيـُّـهَـــا الجُــبَــنَــاءُ، الــصُّــبْحُ مَـوْعِـدُكُــمْ ،،، وَبـَعْدَ طُـولِ الـسُّـرى الإِسْفَـارُ فارْتَـقِـبُــوا
قَدْ جَــدَّ قَبلكُــمُ جِـــدُّ الـطُّــغَــاةِ فَـمَــا ،،، أَغْـنَـتْ جَحَـافلُِـهُـمْ عَنْـهُـمْ وَمَا كَــسَـبُــــــوا
إِنَّ الـشُّــعُـــوبَ إِذا شَــامَــتْ كَــرامَتَـهـَــا ،،، هَيْـهَــاتَ هَيْـهَــاتَ لا يَـثْـنِـيـهِــمُ الــعَـطَــبُ
إِنَّ الأَشَاوِسَ في الأَصْلابِ لَــوْ نَـضَــبَـتْ ،،، دِمـَـاءُ آبــائـِـهِــم فـِي الـدَّربِ مـَـا نَـضَـبُــوا

الرياضة

الثقافة والفن

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025