تاريخ الإضافة : 23.03.2012 03:01

رسائل: (الرد الصادق)

محمد صلاح الدين

محمد صلاح الدين

في خطابه الأخير بانواذيبو بدا الرئيس مرتبكا وربما متناقضا في أرقامه وأفكاره.. لم يكن بالطبع صادقا لكنه أيضا لم يكن موفقا!

خاطب الرئيس المعارضة بشكل عام لكنه اختارالتركيز على بعض الخصوم ولأسباب متناقضة.

الخصم الأول: اعل ولد محمد فال الذي رأى فيه عزيز فرصة مواتية للنيل من المعارضة رغم أن ما يحمله الرجل من تاريخ كان عزيز حاضرا فيه بصدق شاهدا عليه اليوم كذبا وخداعا.

الخصم الثاني: الإسلاميون، فمخابرات الرجل وأعوانه وهواجسه تنسب إليهم الفضل في أغلبية حضور مسيرة الرحيل وجزءا كبيرا من تنظيمها وتأطيرها، وهم في مخيلة الرجل: كابوس؛ يزعجه صدقهم وعزمهم ويخيفه تماسكهم وانضباطهم، لذلك اختار فخامته التركيز عليهم في خطابه الممتع!

هو ذاك وأكثر
اختار التواصليون شعار مهرجانهم بعناية، فالرد الصادق ليس مجرد تكذيب لما ادعاه عزيز- مما لم تسعفه فيه الأرقام ولا الشواهد – بقدر ما هو تصديق لشيء آخر يبدو أكثر إزعاجا للرجل، فقد أراد التواصليون أن يؤكدوا لعزيز صدق أوهامه وهواجسه ومخابراته وأنهم قادرون على الحشد والتنظيم جادون في رفع العقيرة بالنداء: (ارحل، ارحل) ماضون في سبيله وأن الجماهير ملتفة حول خطابهم مساندة لتوجهاتهم.

على قلب رجل
رسالة أخرى نطقت بها جموع المحتشدين والرموز المتكلمون مفادها أن الإسلاميين –علماء ومفكرين سياسيين ومناضلين – حسموا اليوم خيارهم بالوقوف في وجه الظلم وتحمل مسؤولية التغيير وباتوا على قلب رجل واحد في واجب المرحلة، وما قاله الفقيه (الغيث) من أن النضال في سبيل إسقاط نظام الظلم والاستبداد من أعظم القربات عند الله كان رسالة مفادها أن الأمر جد وأن ساعة الحسم قد بدأت.

ولم يكن غياب الرئيس محمد جميل ولد منصور – أمتع الله به - إلا رسالة قدرية أبرزت جماعية الأمر وشوريته عند الإسلاميين فلم يكد يؤثر ذلك الغياب ولا حتى ينتبه له رغم مكانة الأخ الرئيس ومحوريته المؤكدة.

رسائل طمأنة
لم يغب عن الرد الصادق رسائل طمأنة لرفقاء الدرب وزملاء المرحلة وكل الملتحقين قبل فوات الأوان: بأن التواصليين في السير جادون وبوعدهم موفون ولما يؤمله الناس منهم مؤدون.

فكل ما قامت به الحركات الإسلامية في دول الربيع (الإسلامي) من حماية للثورة وتنظيم وتأطير هم بإذن الله عليه قادرون، ولن تكون النتيجة إلا لصالح الجميع ومن ثم يؤمن التواصليون بأن الوطن للجميع وأنه اليوم محتاج إلى الجميع ولن يستنقذه إلا التعاون والتكامل ولذا فهم بالمنسقية ملتزمون وعلى أدائها وفاعليتها حريصون.

وختاما لم يكن اختيار المكان في نظري عبثا –من أمام القاعدة التي انطلقت منها دبابات صالح ورفاقه لوضع حد لنظام "الانسداد" يومئذ والتبشيرِ بأمل كان عزيز أول من سرقه- فهل في الاختيار خطاب صامت لجهة تكره الإفصاح أم أن في الأمر أمرا آخر؟.

الجاليات

الثقافة والفن

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025