تاريخ الإضافة : 19.03.2012 16:14
أمل ديكة 2012
يروى أنه يخرج في آخر الزمان قوم فارعو القامة يفترشون آذانهم ويلتحفونها ضرب بينهم وبين العوالم الأخرى بجدار يغدون عليه بكرة لنقبه، ويظلون يومهم في عمل متواصل حتى الليل، ثم يأوون إلى فرشهم على أمل إنهاء العمل بكرة الغد، وحينما يعودون في الغد إذا بالجدار قد عاد لسابق عهده ثم يعودون للعمل من جديد وهكذا دواليك.
ذكرتني هذه القصة بحال موريتانيا اليوم، فالرئيس يتعهد أمام الشعب بفعل كذا وإنجاز كذا ويفعل الوزراء فعل الرئيس فإذا كان الغد إذا الأمر سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، ولا برهان على الأرض للشروع في تنفيذ العهود التي قطعها الرئيس على نفسه وقطعتها حكومته علي نفسها، فإذا أحس المتعهدون بعمق الهوة واتساع الشرخ بينهم وبين الشعب عمدوا لحقنه بجرعات جديدة من الكذب أو إلهائه بخطط لا تسمن ولا تغني من جوع.
أمل 2012 على سبيل المثال خطة مفصلية في التاريخ الموريتاني الحديث على حد فهم الرئيس، تم التوقيع عليها في مجلس الوزراء واستدعي لها الولاة من أقاليمهم والوزراء من مكاتبهم وتحرك الجيش والحزب والذين ظلموا والذين استكبروا وقامت الدنيا ولم تقعد، فأمل 2012 جاءت لتقضي على الجفاف في موريتانيا، ذلك الجفاف الذي نفى الرئيس وجوده بكل شدة رغم أنه من وضع أمل 2012 لمكافحته، وأنا متأكد من "صدق الرئيس" لأنه بلا لحية، ومن لا لحية له لا يكذب.
أمل 2012 خطة جاءت لدعم ثروة حيوانية تنهار أمام ناظري ملاكها ليس بسبب الجفاف لأن الرئيس نفى وجوده والرئيس لا يكذب.
أمل 2012 طبلت لها وسائل إعلام ببغاوية باعتبارها خطة لفظتها فكرة زعيم ملهم وأبدعتها مخيلة رئيس لا يكذب، وإن كانت المعارضة لم تتمكن من سرقة هذه الفكرة فذلك لروعتها ولن تتمكن المعارضة من فهم الحكمة من هذه الخطة أبدا لأنها لا حكمة فيها .
الخطة عبارة عن أعلاف قررت الدولة بيعها لمؤازرة المواطنين في حربهم ضد الجفاف، وحقيقتها خنشة من القمح لكل ثلاثين رأسا من الغنم مدة شهر كامل، وعشرون خنشة لمئات الأبقار، وينبئ هذا التوزيع عن مدى تفاهة الخطة وعجزها وقصورها في ظل جفاف مد أطنابه في هذه الأرض وألقى بظلاله الكئيبة على كل شبر فيها مدمرا ثروتها الحيوانية والزراعية وحشائشها وأشجارها وماءها ومرعاها، والرئيس ببزته الرمادية يصيح من منبره في انواذيبو أن لا وجود للجفاف في موريتانيا، وأنا أعذره فقصره منيف وظله ظليل وخيرات موريتانيا السمكية والمعدنية بيديه يتلاعب بها كيف يريد وينثر فتاتها على حكومته المنهكة الضعيفة الهزيلة فتظل حرصا منها على فتاتها في تزمير دائم وشهادة زور لا تنقطع لرئيس "لا يكذب" وحكومة لا تستحي.
أنا أعتبر أمل 2012 أملا حقيقيا، لكن لمن؟ للبشر.. لا وربك ما كانت خنشة لتسد جوع عشرات الآلاف، للثروة الحيوانية.. لا لأن خنشة واحدة لا تقيم أود معزتين شهرا كاملا فكيف بثلاثين، للديكة.. نعم فخنشة قمح تكفي ثلاثين دجاجة شهرا كاملا بل وتجعلها في بحبوحة من العيش الهنيء الرغد، هي إذا أمل ديكة 2012، ولا أعني هنا ديكة الأغنياء ولا أغنياء الديكة إنما ديكة الفقراء أو فقراء الديكة، لأن الرئيس رئيس الفقراء فقط رغم ثروته الفاحشة.
هي إذا أمل الديكة بجدارة واستحقاق، وعليه نرجو من الرئيس وحكومته البائسة أن يبدلونا بأبقارنا وإبلنا وضأننا ديكة فيحتفظوا بثروتنا الحيوانية ونحتفظ بديكتهم حتى إذا انتهي الجفاف وهو ما لا تلوح في الأفق بوادره وانجلت الغمة السياسية في البلد أعدنا إليهم ديكتهم وأعادو إلينا ثروتنا على أمل أن تحمل 2013 معها أملا للقطط كما حملت 2012 أملا للديكة، أما الأنعام والبشر فلا أمل لهم في ظل حكومة "الصدق" وسيبقى حسابهم كما كان على الله.
					
				ذكرتني هذه القصة بحال موريتانيا اليوم، فالرئيس يتعهد أمام الشعب بفعل كذا وإنجاز كذا ويفعل الوزراء فعل الرئيس فإذا كان الغد إذا الأمر سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، ولا برهان على الأرض للشروع في تنفيذ العهود التي قطعها الرئيس على نفسه وقطعتها حكومته علي نفسها، فإذا أحس المتعهدون بعمق الهوة واتساع الشرخ بينهم وبين الشعب عمدوا لحقنه بجرعات جديدة من الكذب أو إلهائه بخطط لا تسمن ولا تغني من جوع.
أمل 2012 على سبيل المثال خطة مفصلية في التاريخ الموريتاني الحديث على حد فهم الرئيس، تم التوقيع عليها في مجلس الوزراء واستدعي لها الولاة من أقاليمهم والوزراء من مكاتبهم وتحرك الجيش والحزب والذين ظلموا والذين استكبروا وقامت الدنيا ولم تقعد، فأمل 2012 جاءت لتقضي على الجفاف في موريتانيا، ذلك الجفاف الذي نفى الرئيس وجوده بكل شدة رغم أنه من وضع أمل 2012 لمكافحته، وأنا متأكد من "صدق الرئيس" لأنه بلا لحية، ومن لا لحية له لا يكذب.
أمل 2012 خطة جاءت لدعم ثروة حيوانية تنهار أمام ناظري ملاكها ليس بسبب الجفاف لأن الرئيس نفى وجوده والرئيس لا يكذب.
أمل 2012 طبلت لها وسائل إعلام ببغاوية باعتبارها خطة لفظتها فكرة زعيم ملهم وأبدعتها مخيلة رئيس لا يكذب، وإن كانت المعارضة لم تتمكن من سرقة هذه الفكرة فذلك لروعتها ولن تتمكن المعارضة من فهم الحكمة من هذه الخطة أبدا لأنها لا حكمة فيها .
الخطة عبارة عن أعلاف قررت الدولة بيعها لمؤازرة المواطنين في حربهم ضد الجفاف، وحقيقتها خنشة من القمح لكل ثلاثين رأسا من الغنم مدة شهر كامل، وعشرون خنشة لمئات الأبقار، وينبئ هذا التوزيع عن مدى تفاهة الخطة وعجزها وقصورها في ظل جفاف مد أطنابه في هذه الأرض وألقى بظلاله الكئيبة على كل شبر فيها مدمرا ثروتها الحيوانية والزراعية وحشائشها وأشجارها وماءها ومرعاها، والرئيس ببزته الرمادية يصيح من منبره في انواذيبو أن لا وجود للجفاف في موريتانيا، وأنا أعذره فقصره منيف وظله ظليل وخيرات موريتانيا السمكية والمعدنية بيديه يتلاعب بها كيف يريد وينثر فتاتها على حكومته المنهكة الضعيفة الهزيلة فتظل حرصا منها على فتاتها في تزمير دائم وشهادة زور لا تنقطع لرئيس "لا يكذب" وحكومة لا تستحي.
أنا أعتبر أمل 2012 أملا حقيقيا، لكن لمن؟ للبشر.. لا وربك ما كانت خنشة لتسد جوع عشرات الآلاف، للثروة الحيوانية.. لا لأن خنشة واحدة لا تقيم أود معزتين شهرا كاملا فكيف بثلاثين، للديكة.. نعم فخنشة قمح تكفي ثلاثين دجاجة شهرا كاملا بل وتجعلها في بحبوحة من العيش الهنيء الرغد، هي إذا أمل ديكة 2012، ولا أعني هنا ديكة الأغنياء ولا أغنياء الديكة إنما ديكة الفقراء أو فقراء الديكة، لأن الرئيس رئيس الفقراء فقط رغم ثروته الفاحشة.
هي إذا أمل الديكة بجدارة واستحقاق، وعليه نرجو من الرئيس وحكومته البائسة أن يبدلونا بأبقارنا وإبلنا وضأننا ديكة فيحتفظوا بثروتنا الحيوانية ونحتفظ بديكتهم حتى إذا انتهي الجفاف وهو ما لا تلوح في الأفق بوادره وانجلت الغمة السياسية في البلد أعدنا إليهم ديكتهم وأعادو إلينا ثروتنا على أمل أن تحمل 2013 معها أملا للقطط كما حملت 2012 أملا للديكة، أما الأنعام والبشر فلا أمل لهم في ظل حكومة "الصدق" وسيبقى حسابهم كما كان على الله.

            





