تاريخ الإضافة : 01.03.2012 01:53
لو ذات سوار لطمتني!!
تلوح وزارة التهذيب بقطع رواتب الأساتذة المضربين في سعيها العبثي إلى ثني الأساتذة عن الدخول في إضرابهم الذي أعلنت عنه النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي SIPES بيد أن الوزارة فيما يبدو لا تعرف القدر الذي يحظى به الراتب من القرف والرفض والاشمئزاز لدى الأساتذة, لا تدري أن هذا الرويتب الذي لا يسمن ولا يغني من جوع, أصبح ضيفا ثقيلا وشبحا جاثما على صدور الأساتذة, ورمزا من رموز العبودية والبطالة المقنعة, لا يفرح بإقباله ولا يؤسف لإدباره, فكيف يمكن أن يهدد بشيء هذا حاله, ليس بشيء في حقيقة أمره. 
هذا الرويتب الذي هو أشبه ما يكون بمهزلة الغذاء مقابل العمل, التي لم أر مثلها دهسا وسحقا لكرامة الإنسان.
هذا الرويتب الذي لا يأتي إلا وقد امتلأ صاحبه بأضعافه دينا وارتهانا لإرادة المجتمع الذي تحكمه المادة بشكل غير مسبوق, قيمة الفرد فيه هي ما يحمله في جيبه أو يضعه في حسابه. وطبيعي أن مجتمعا هذا حاله لن يقيم وزنا للأستاذ. ولا شك أن المسؤولية الأولى والأخيرة في ذلك تقع على عاتق هذه الدولة, التي مارست ولمدة عقود من الزمن سياسة الإلغاء والتهميش واللامبالاة لفئة هي نخبة المجتمع تحمل أكبر الشهادات الموجودة في البلد, وضمن الفئة الأولى من موظفي الدولة, كان يفترض أن تكون ظروفهم من أحسن ظروف الموظفين عندنا، بيد أن المفارقة صادمة ولا تصدق. ذلك أن الحال هو العكس تماما, فظروف الأساتذة مزرية بل ومخزية, فمعيشتهم ضنكة, وجيوبهم خاوية, وأجسامهم مريضة وأيديهم ممدودة إلى كل من يرحم في مجتمع لا يرحم، فكيف -بالله عليكم- يمكن أن يطلب من فئة هذا حالها أن تربي الأجيال؟.
إنه لمن المحزن حقا أن يصبح العلم والثقافة جريمة يعاقب عليها بالتجويع والسخرية‼ فكم من أستاذ اليوم يعض أصابع الندم على انخراطه في مهنة لا تساوي شيئا في ميزان الدولة التي يعيش فيها, ويتحسر على اليوم الذي اتخذ فيه هذا القرار وعلى العمر الذي ضاع سدى بكل ما فيه من صحة وشباب وغنى معنوي ليصبح فقيرا من كل شيء, يحيى فقيرا ويموت فقيرا, ويدفن وحيدا، فليته كان أباذر‼ إنه لمن المحزن أن يضاف إلى هذه الإهانات المادية إهانات أخرى معنوية أنكى وآلم, حيث أصبح حال الأستاذ فكاهة المجتمع, يتندر به في أماسيه ولياليه مرددا كلمته الشهيرة, وبعبارة تدل على الشفقة "الأستاذ أمسيكين ما عند شيء".
هذا الأستاذ الذي وصلت درجة احتقاره هذا الحد، لا يمكن أن تلتفت إليه وزارة التهذيب إذا صاح وولول، وملأ الدنيا عويلا معبرا عما يعانيه من الألم والوجع بكل أشكال التعبير من بيانات واعتصامات وإضرابات، بل يقابل بالاستغراب والاستهجان، فهل من حرج في صيحة المريض وأنة المتألم ودمعة الحزين!.
جــــراحــــات السنان لهـــا التآم *** ولا يلتام ما جرح اللســــان
٭٭٭٭
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهند .
٭٭٭٭
اليوم وقد أصبحت حالة الأستاذ هذه، لا قيمة له في مجتمعه، بسبب ما يعانيه من ظلم، ويكابده من مشاكل تقصم ظهور الجبال، لن يخوفه إرهاب الوزارة، فهو الغريق فما خوفه من البلل؟ ولن يثنيه عن المطالبة بحقوقه شيء. إن هذه الهبة النضالية المظفرة، هبة كرامة واعتبار قبل كل شيء، ولذلك تشهد مشاركة غير مسبوقة، فهي من الكل ومن أجل الكل، ولحظة تاريخية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، يفخر الجميع بأن يرسم خطا من لوحتها المونوليزية وترنيمتها السنفونية وحكاياتها الأسطورية وموسوعتها الشنقيطية.
					
				هذا الرويتب الذي هو أشبه ما يكون بمهزلة الغذاء مقابل العمل, التي لم أر مثلها دهسا وسحقا لكرامة الإنسان.
هذا الرويتب الذي لا يأتي إلا وقد امتلأ صاحبه بأضعافه دينا وارتهانا لإرادة المجتمع الذي تحكمه المادة بشكل غير مسبوق, قيمة الفرد فيه هي ما يحمله في جيبه أو يضعه في حسابه. وطبيعي أن مجتمعا هذا حاله لن يقيم وزنا للأستاذ. ولا شك أن المسؤولية الأولى والأخيرة في ذلك تقع على عاتق هذه الدولة, التي مارست ولمدة عقود من الزمن سياسة الإلغاء والتهميش واللامبالاة لفئة هي نخبة المجتمع تحمل أكبر الشهادات الموجودة في البلد, وضمن الفئة الأولى من موظفي الدولة, كان يفترض أن تكون ظروفهم من أحسن ظروف الموظفين عندنا، بيد أن المفارقة صادمة ولا تصدق. ذلك أن الحال هو العكس تماما, فظروف الأساتذة مزرية بل ومخزية, فمعيشتهم ضنكة, وجيوبهم خاوية, وأجسامهم مريضة وأيديهم ممدودة إلى كل من يرحم في مجتمع لا يرحم، فكيف -بالله عليكم- يمكن أن يطلب من فئة هذا حالها أن تربي الأجيال؟.
إنه لمن المحزن حقا أن يصبح العلم والثقافة جريمة يعاقب عليها بالتجويع والسخرية‼ فكم من أستاذ اليوم يعض أصابع الندم على انخراطه في مهنة لا تساوي شيئا في ميزان الدولة التي يعيش فيها, ويتحسر على اليوم الذي اتخذ فيه هذا القرار وعلى العمر الذي ضاع سدى بكل ما فيه من صحة وشباب وغنى معنوي ليصبح فقيرا من كل شيء, يحيى فقيرا ويموت فقيرا, ويدفن وحيدا، فليته كان أباذر‼ إنه لمن المحزن أن يضاف إلى هذه الإهانات المادية إهانات أخرى معنوية أنكى وآلم, حيث أصبح حال الأستاذ فكاهة المجتمع, يتندر به في أماسيه ولياليه مرددا كلمته الشهيرة, وبعبارة تدل على الشفقة "الأستاذ أمسيكين ما عند شيء".
هذا الأستاذ الذي وصلت درجة احتقاره هذا الحد، لا يمكن أن تلتفت إليه وزارة التهذيب إذا صاح وولول، وملأ الدنيا عويلا معبرا عما يعانيه من الألم والوجع بكل أشكال التعبير من بيانات واعتصامات وإضرابات، بل يقابل بالاستغراب والاستهجان، فهل من حرج في صيحة المريض وأنة المتألم ودمعة الحزين!.
جــــراحــــات السنان لهـــا التآم *** ولا يلتام ما جرح اللســــان
٭٭٭٭
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهند .
٭٭٭٭
اليوم وقد أصبحت حالة الأستاذ هذه، لا قيمة له في مجتمعه، بسبب ما يعانيه من ظلم، ويكابده من مشاكل تقصم ظهور الجبال، لن يخوفه إرهاب الوزارة، فهو الغريق فما خوفه من البلل؟ ولن يثنيه عن المطالبة بحقوقه شيء. إن هذه الهبة النضالية المظفرة، هبة كرامة واعتبار قبل كل شيء، ولذلك تشهد مشاركة غير مسبوقة، فهي من الكل ومن أجل الكل، ولحظة تاريخية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، يفخر الجميع بأن يرسم خطا من لوحتها المونوليزية وترنيمتها السنفونية وحكاياتها الأسطورية وموسوعتها الشنقيطية.

            





