تاريخ الإضافة : 28.02.2012 15:12

الحرق المستعار

شهدت العاصمة منذو أيام حادثة مؤسفة تمثلت فيما وصف رسميا بأنه " احراق أحد الشباب لنفسه" وهو أمر أستبعده كما استبعده ذووه والمقرون منه وجاء النفي القاطع له من طرفه هو فقد عرفت هذا الشاب حييا خلوقا جم التواضع

فتى كان عذب الروح لا من غضاضة ولكن كبرا أن يقال به كبر

وقد تعددت الروايات والتفسيرات حول هذه الحادثة فالجانب الرسمي منها يرى أن الرجل أقدم على إحراق نفسه بملا إرادته – أو هكذا أريد لنا أن نعتقد ونصدق- كما جرت العادة في بلدنا يا للأسف

لكن هذه الرواية تم نفيها تماما من طرف ذوي الرجل والمقربين منه ولاقت تشكيكا من طرف العديد من المراقبين واستدلوا على ذالك بالاتصال الذي تلقته أخت الفقيد ليلة الحادثة من طرف أحد العناصر الأمنية مستفسرا عما إذا كانت له صلة بأحدى الجماعات المتطرفة إضافة إلى كونه قد اتصل بها طلبا الاحتفاظ بجزء من وجبة العشاء

لتظهر بعد ذالك رواية أخرى تفيد بأن الرجل حاول في تلك اليلة أن يلتقي بالرئيس ليطرح عليه مشكلة ما فما كان من عناصر الأمن الا أن أطلقو عليه النار ظنا منهم أنه أحد العناصر المتطرفة و لتتوالى الأحداث بعد ذالك وهي رواية ان صحت فانما تدل على رعونة واستهتار غير مقبول بالحياة البشرية فقد كان بالامكان اصابته في غير مقتل ليحال الى التحقيق بعد ذالك كما حدث مع أحد السجناء السلفيين في حادثة لكصر وذالك على افتراض وجود علاقة بينه وبين الجماعات المتطرفة .

ان هذه الحادثة تأتي من بين حوادث أخرى لتأكد على وجود أزمة خانقة تعيشها بلادنا هذه الأيام وذالك على مختلف الأصعدة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ويقع ضحية لها خيرة شباب هذه البلاد ومثقفيها فهلا كان من بين قادتنا وذوي الرأي والمشورة فينا من يدعو ويعمل على ما من شأنه أن يوصل بلدنا الى بر الامان ويجنبها الوقوع في مآزق ومتاهات هي في أشد الغنى عنها خصوصا في ظل ما شهدته وتشهده بعض البلدان العربية من ثورات مباركة ميمونة أدت الى اسقاط أعتى الأنظمة وأكثرها دكتاتورية واستفراد بمصائر شعوبها.

ولن يتأتى ذالك الا من خلال فتح الباب مصرعا أمام الشباب لولوج الحياة السياسة والمشاركة الفعالة فيها سبيلا لتجديد الطبقة السياسية في بلادنا والتي لا زال معظم أفرادها يعيشون برؤى وأفكار الخمسينات والستينات ناسين أو متناسين أننا اليوم في عهد القرية الواحدة والفيسبوك إضافة إلى تغليب معظمهم لمصالحه الضيقة و الآنية لا بل وحتى القبلية والجهوية في بعض الأحيان على المصلحة العامة .

تعالو صافحو ا جيلا جديدا يريد وقد أفاق بأن يكونا
وهاتو بالحوار رشيد رأي يقارع غامضا حتى يبينا

والله الموفق وهو يهدي السبيل

محمد ولد حمم

الجاليات

الصحة

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025