تابعت كغيري من المهتمين بالشأن العام عموما وبأزمة المعهد العالي خصوصا خلال الأسبوع المنصرم عدة أحداث كانت مهمة في مسيرة القافلة النضالية التي أطلقها الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا ببيانه الأول المطالب بفتح التسجيل في المعهد وإجراء المسابقة شهر سبتمبر الماضي.
ولعل أهم تلك الأحداث هو إعلان "الوطني" عن يوم غضب طلابي ثان الأربعاء 22/02/2012 وهو الاعلان الذي بادرت إدارة المعهد –في محاولة يائسة- إلى التشويش عليه بشائعات مفادها أن المعهد لم يغلق وإنما سيتم فتح التسجيل لطلاب المعاهد الجهوية على أن تجرى المسابقة في العام القادم بحجة أن نظام المعهد ينص على إعلان المسابقة شهرا قبل الافتتاح وهو ما لم يتم وعليه فإن التعليمات السامية تصب في اتجاه عدم مخالفة النظم المعمول بها خاصة إذا تعلق الأمر ببعث مؤسسة علمية عتيقة، أما إن تعلق الأمر بمخالفة الدستور والقوانين النظامية من طرف أعلى سلطة في البلد فتلك مسألة يجب التغاضي عنها ولا داعي لذكرها!.
غير أن الأهم في محاولة ثني الطلاب عن يوم غضبهم الثاني هو الظهور المفاجئ لوزير الشؤون الإسلامية أحمد ولد النيني عشية يوم الغضب الطلابي مرتبكا في أول خرجةٍ إعلامية له منذ اندلاع الأزمة وربما في عمره المهني عموما قائلا إن المعهد لم يغلق وإن السبب في عدم اجراء المسابقة هو التحضير لانطلاقة "جامعة العيون" في تناقض واضح بين المبررات الواهية لكل من الإدارة والوزارة متناسيا "حضرة" الوزير الفقيه أن طاقم المعهد لم يكتتب أي منه في جامعة العيون وأن المسابقة كانت تجري بإشراف معهديٍ خالص ولم تحتج قط إلى أيٍ من طاقم الوزارة الوصية اللهم إلا إذا كان من باب العجز والعجز عن تبريره وهو ما يصدق عليه المثل الشعبي "صَمْبَ يظلع من شارب"، وإذا كان الأمر على هذا الحال وقد نخر جسم الوزارة من الفساد ما أضحت حياله عاجزة عن القيام على مؤسستين أكادميتين مستقلتين في الإدارة والميزانية والطاقم فلتنتظروا لا قدر الله قرارا "مبررا" من الوزير الفقيه بإلغاء موسم الحج هذا العام بحجة ترتيبات العمرة أو طباعة المصحف أو.. أو.. أو....
ولعل أهم ما يبعث على الارتياح رغم محاولة الإدارة وظهور ولد النيني بمظهر المدافع عن المعهد الداعي إلى الهدوء وعدم التظاهر هي تلك المشاركة المنقطعة النظير من طرف مناضلي ومناضلات "الوطني" في يوم الغضب الثاني الذين سطروا بصمودهم الأسطوري أمام آلة القمع البوليسية المدعمة بخفافيش الظلام من إدارة
المعهد الفاشلة ملحمة تاريخية دفاعا عن المعهد حضن الشريعة ومفخرة بلاد المنارة والرباط، ذلك القمع الذي طال جميع مناضلي الاتحاد الذين كان لهم دور مشهود في الصمود على أسطح المعهد العالي وعند مداخله وفي المواجهة المباشرة لرد محاولة الأمن وأعوانه الرامية لتدنيس حرم القلعة بأصحاب الأحذية الخشنة، فكان لهم ما أرادوا وواصلوا مقاومتهم الشرسة أمام مسيلات الدموع والقنابل الصوتية الانشطارية وتحت أشعة الشمس الحارقة سلاحهم في ذلك إيمانهم بقضيتهم العادلة مقدمين أصدق برهان على أنه في سبيل الحق الطلابي كل مصيبة تهون.
إلى أن جاءت اللحظة التي اكتشف فيها الأمن وأزلامه أن محاولاته اقتحام المعهد هي ضرب من الجنون والخيال لا أكثر عندها وأمام ضغط الطلاب المتزايد تراجعت قوات الأمن تجر أذيال الهزيمة وفك الحصار مع حلول مساء يوم الغضب.
لتعود الأمور إلى طبيعتها خيمة الصمود وروادها في مشهد نضالي مشهود وما هي إلا ساعة قبل الفجر حتى أقدمت الشرطة في خطوة جبانة على اقتحام قلعة عدود وولد المحبوبي... ومزقت الخيمة واعتقلت الطلاب الأبطال. إنه انتصار "باهر" نفذته قوات أمننا "الباسلة" على أقل من عشرة طلاب تحت جنح الظلام ولعل بعضهم كان نائما لحظة الهجوم لكن هيهات!!!
حذاري فتحت الرماد لهيب *** ومن يزر ع الشوك يجني الجراح
ولعل أهم تلك الأحداث هو إعلان "الوطني" عن يوم غضب طلابي ثان الأربعاء 22/02/2012 وهو الاعلان الذي بادرت إدارة المعهد –في محاولة يائسة- إلى التشويش عليه بشائعات مفادها أن المعهد لم يغلق وإنما سيتم فتح التسجيل لطلاب المعاهد الجهوية على أن تجرى المسابقة في العام القادم بحجة أن نظام المعهد ينص على إعلان المسابقة شهرا قبل الافتتاح وهو ما لم يتم وعليه فإن التعليمات السامية تصب في اتجاه عدم مخالفة النظم المعمول بها خاصة إذا تعلق الأمر ببعث مؤسسة علمية عتيقة، أما إن تعلق الأمر بمخالفة الدستور والقوانين النظامية من طرف أعلى سلطة في البلد فتلك مسألة يجب التغاضي عنها ولا داعي لذكرها!.
غير أن الأهم في محاولة ثني الطلاب عن يوم غضبهم الثاني هو الظهور المفاجئ لوزير الشؤون الإسلامية أحمد ولد النيني عشية يوم الغضب الطلابي مرتبكا في أول خرجةٍ إعلامية له منذ اندلاع الأزمة وربما في عمره المهني عموما قائلا إن المعهد لم يغلق وإن السبب في عدم اجراء المسابقة هو التحضير لانطلاقة "جامعة العيون" في تناقض واضح بين المبررات الواهية لكل من الإدارة والوزارة متناسيا "حضرة" الوزير الفقيه أن طاقم المعهد لم يكتتب أي منه في جامعة العيون وأن المسابقة كانت تجري بإشراف معهديٍ خالص ولم تحتج قط إلى أيٍ من طاقم الوزارة الوصية اللهم إلا إذا كان من باب العجز والعجز عن تبريره وهو ما يصدق عليه المثل الشعبي "صَمْبَ يظلع من شارب"، وإذا كان الأمر على هذا الحال وقد نخر جسم الوزارة من الفساد ما أضحت حياله عاجزة عن القيام على مؤسستين أكادميتين مستقلتين في الإدارة والميزانية والطاقم فلتنتظروا لا قدر الله قرارا "مبررا" من الوزير الفقيه بإلغاء موسم الحج هذا العام بحجة ترتيبات العمرة أو طباعة المصحف أو.. أو.. أو....
ولعل أهم ما يبعث على الارتياح رغم محاولة الإدارة وظهور ولد النيني بمظهر المدافع عن المعهد الداعي إلى الهدوء وعدم التظاهر هي تلك المشاركة المنقطعة النظير من طرف مناضلي ومناضلات "الوطني" في يوم الغضب الثاني الذين سطروا بصمودهم الأسطوري أمام آلة القمع البوليسية المدعمة بخفافيش الظلام من إدارة
المعهد الفاشلة ملحمة تاريخية دفاعا عن المعهد حضن الشريعة ومفخرة بلاد المنارة والرباط، ذلك القمع الذي طال جميع مناضلي الاتحاد الذين كان لهم دور مشهود في الصمود على أسطح المعهد العالي وعند مداخله وفي المواجهة المباشرة لرد محاولة الأمن وأعوانه الرامية لتدنيس حرم القلعة بأصحاب الأحذية الخشنة، فكان لهم ما أرادوا وواصلوا مقاومتهم الشرسة أمام مسيلات الدموع والقنابل الصوتية الانشطارية وتحت أشعة الشمس الحارقة سلاحهم في ذلك إيمانهم بقضيتهم العادلة مقدمين أصدق برهان على أنه في سبيل الحق الطلابي كل مصيبة تهون.
إلى أن جاءت اللحظة التي اكتشف فيها الأمن وأزلامه أن محاولاته اقتحام المعهد هي ضرب من الجنون والخيال لا أكثر عندها وأمام ضغط الطلاب المتزايد تراجعت قوات الأمن تجر أذيال الهزيمة وفك الحصار مع حلول مساء يوم الغضب.
لتعود الأمور إلى طبيعتها خيمة الصمود وروادها في مشهد نضالي مشهود وما هي إلا ساعة قبل الفجر حتى أقدمت الشرطة في خطوة جبانة على اقتحام قلعة عدود وولد المحبوبي... ومزقت الخيمة واعتقلت الطلاب الأبطال. إنه انتصار "باهر" نفذته قوات أمننا "الباسلة" على أقل من عشرة طلاب تحت جنح الظلام ولعل بعضهم كان نائما لحظة الهجوم لكن هيهات!!!
حذاري فتحت الرماد لهيب *** ومن يزر ع الشوك يجني الجراح
تاريخ الإضافة : 28.02.2012 12:03







