تاريخ الإضافة : 26.02.2012 16:47

ملاحظات حول برنامج الحكومة في الميزان

الأستاذ محمد ولد محمد نافع

الأستاذ محمد ولد محمد نافع

هذه ملاحظات حول برنامج الحكومة في ميزان الشعب، الذي نظم مساء الأربعاء 22/02/2012 على تمام الساعة 22:30، والذي استضاف معالي وزير الدولة للتهذيب والتعليم العالي، وكان على إدارته الصحفي اللامع: السيد: سيد بن النمين.

مقدمة
أقول وبالله التوفيق إنني سأنطلق من منظور صحفي محايد- رغم أن بعض ضيوف الحلقة يمثلني شخصيا، كما يمثل ما يربو على 80% من أساتذة التعليم الثانوي- كما أنني عندما أتحدث عن السيد وزير الدولة والذي أكن له التقدير والاحترام، وأقدر له سنيه في الخدمة التربوية وسنه ومكانته ولبقية الضيوف، وبالإضافة إلى الاحترام أقدر لهم آرائهم وأقر لهم بحق "الاختلاف" فهم في النهاية زملاء في المهنة، فالتدريس هو التدريس، وإن اختلف المدرسون.

هذا بالإضافة لأني أعرف حساسية وسائل الإعلام العمومية – رغم ما يقال عن تحرير الفضاء السمعي البصري- وبالتالي أتيقن أن مدير الحلقة المحترم "مدار".

بقي أن أشير إلى أنني شخصيا حظيت بزيارة مفاجئة في مكان عملي من طرف السيد وزير الدولة يوم الاثنين 14/11/2011 على تمام الساعة الثامنة والنصف صباحا فخرجت منها بالملاحظة التالية: أن "الرجل" بسيط جدا ومتواضع، ويميل إلى "الشعبوية" و"العفوية" ولكن "رجل الدولة" يحتاج صرامة أكبر ودهاء وتجربة أعمق.

وحتى لا أطيل على القارئ الكريم أدخل إلى صلب الملاحظات الجوهرية مع العلم أني تابعت البرنامج باهتمام بالغ، وناقشت مع كثير ممن تابعه من أهل القطاع:

1- المقدم: بدأ مرتبكا ومتشنجا في البداية، واتضح ذلك من تقديم الضيوف (..) واعتذر عن حضور الأستاذ النقيب محمدن ولد الرباني رغم وجوده عن يمين الوزير مباشرة.

2- الوزير: بدأ بأداء التحية الاعتيادية للسيد رئيس الجمهورية وحاول إعطاء صور عن إنجازاته (مقروءة).

3- الملاحظات المسجلة: اتسمت بالتنوع، إلا أنها فيما يتعلق بإضراب الطلاب الجامعيين شككت في نوايا أصحابه، واعتبرتهم قلة قليلة تفرض رأيها على الآخرين.

وقد رد السيد الوزير على هذه المداخلات بأن "نقل الاضطرابات الواقعة في المعهد العالي إلى ساحة الجامعة أمر مثير وغير مقبول".

وبخصوص المقابلات المسجلة حول التعليم الثانوي لفت الانتباه مداخلة ممثل ( SNES) حيث اعتبر الوضع كارثيا وأن هناك نقابة أنهت إضرابا دام 15 يوما قبل أيام وهناك نقابة توشك أن تدخل في إضراب شهر كامل.

وكان غريبا أن الوزير في رده على هذه المداخلة قال إن فكرة الإضراب المراد منها التشويش على العملية التربوية وأن الإضراب الأخير لم يشارك فيه إلا حدود 60 أستاذا فقط.

كما كان غريبا رده على مداخلة مديرة إعدادية البنات المسجلة والتي طالبت فيه بتوفير قاعات معلوماتية فقد قال إنه يرى أن التدريس هو لب العملية التربوية وأن محل التدريس هو "القسم".

وفي رده على موضوع الأسلاك قال الوزير إنها أحيلت لوزارة الوظيفة العمومية ومن ثم للحكومة للدراسة.

4- هناك على يمين السيد الوزير رجل يلوح منذ بعض الوقت بملف في يده وتشرئب إليه أعناق آلاف الأساتذة وتقشعر منه جلود (الذين يجلسون على المنصة) ولا أخالكم إلا عرفتموه؛ إنه السيد الأستاذ محمد ولد الرباني الأمين العام للنقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي SIPES وقد اتسمت مداخلته بما يلي:

الدقة في اختيار العبارات، والتركيز على الحضور المسرحي، والطرافة، لكنها لم تخل من استخدام بعض المصطلحات الشعبية ذات البعد الدلالي المحدود جغرافيا، مما اضطر الوزير إلى النزول عن الأبهة "المفتعلة" والرد عليه على طريقة ما يعرف محليا بـ "آسواغه" وأعطى أرقاما فلكية عن استهلاك وزارته وأعتبر أن الإضراب لن يكون "عطلة معوضة".
5- ممثل حماية المدرس: كانت مداخلته عبارة عن تهجم مبطن على زميله (ولد الرباني) وقال إن الأساتذة ضحية لعدة أطراف من بينها السياسيون.

6- ممثل الطلاب عبر عن وجهة نظره في أحداث الجامعة الأخيرة وألمح إلى أن هنالك من يحركها من الخلف.


وتجدر الإشارة إلى أن ممثل الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا لم يحضر كما نوه الصحفي المقدم، ومعروف أن هذا الاتحاد من أكبر وأعرق الاتحادات الطلابية في الجامعة.

7- ممثلا نقابات التعليم الأساسي اختلفا في الطرح؛ فبينما أثنى المتدخل الأول على الوزير شخصيا وعلى طريقة إدارته للوزارة، أبدى المتدخل الثاني "تحفظه" على آراء زميله، وقدم مجموعة من المطالب والتعهدات التي قطعتها الوزارة لنقابته ولم تف بها.

8- أما ممثل آباء التلاميذ فكان جميلا "فرأى الوجود جميلا" حيث كانت مداخلته دبلوماسية ومتفائلة لكنها محترمة في نفس الوقت.


ملاحظات على المقدم والتوقيت والبرنامج:
بالنسبة للمقدم فقد حاول "عسكرة" البرنامج وبدا متشنجا أحيانا، وغير حيادي أحيانا أخرى، فمثلا:
أ‌- هدد ولد الرباني بالإخراج من القاعة دون سبب واضح.
ب‌- هدد مرات عديدة بقطع البث المباشر.
ج‌- اتضح منه الميل "كل الميل" إلى الوزير حتى على حساب زميله الذي وضع في طرف الجالسين، ولم يسمح له إلا بسؤالين تقريبا، تنازع هو (الصحفي) الإجابة عن أحدهما مع الوزير.

أما بالنسبة للتوقيت فكان متأخرا نسبيا لا سيما أنه تأخر عن الوقت المحدد أصلا بحوالي نصف ساعة، وتأخرت نشرة أخبار منتصف الليل بـ 22 دقيقة، وقد شكلت كثرة الضيوف عائقا واضحا أمام التحكم في إدارة البرنامج، مما اضطر أغلب الضيوف إلى "الغلول" بالزيادة على الـ 3 دقائق المخصصة له.


كواليس بدون تعليق:
- سقط أحد المصورين أمام الشاشة، ربما لهول الموقف.
- الوزير ترتجف يده عند محاولة أخذ ورقة من ولد الرباني، ويشفع له عند المقدم حتى يسترسل في الكلام.
- المقدم يسعف الوزير بورقة بعد تعذر انتزاع ورقة من دفتره.
- المقدم يسمح لممثل التعليم الفني بإعلان التوقف عن الإضراب، بينما يعتبر أن دعوة ولد الرباني للإضراب إعلان غير مدفوع الثمن.
- المقدم يطلب فاصلا إعلانيا لمقاطعة الوزير فتأبى "التلفزة" فيعود ليسمح له بالكلام من جديد.

المناخ

الثقافة والفن

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025