تاريخ الإضافة : 12.02.2012 23:48

لأول مرة في موريتانيا...

محمد الحسن ولد محمد أحمد

محمد الحسن ولد محمد أحمد

تمر الساحة الموريتانية بظروف صعيبة عصية على الحل على الأقل في المستقبل القريب، بفعل تراكمها وتجاهلها ممن يهمهم الأمر.. فهم على الحق وغيرهم شيطان يجب تأديبه حتى يعود لرشده وينزجر عن غيه...

قبل أربع سنوات من الآن استيقظ الشعب الموريتاني على ضابط من القوات المسلحة يدوس على أحلام شعب غير آبه بها، ليكرر الأمر نفسه وينجح في استدراج المعارضة لاتفاق دكار، وهذا هو النجاح الوحيد الذي تحقق في حكم ولد عبد العزيز "بنسختيه" الأولى والثانية (قبل الانقلاب وبعده).

يمكن لمن يرقب المشهد الموريتاني ويلاحظه أن يخرج بمجموعة من الملاحظات أهمها_ وهي في أغلبها مهمة_ أن النظام الحالى حدثت في فترته أشياء لم تحدث في موريتانيا من قبل، لسوء الحظ أو لسوء التدبير، ولا خير في السوأين..

فيمكن لنا أن نقوم بتعداد أمور حصلت لأول مرة في موريتانيا...

- لأول مرة في موريتانيا يُقدم شاب موريتاني على إحراق نفسه قرب القصر الرئاسي، وتكرر الظاهرة نفسها في المكان نفسه وبالسبب نفسه: ظلم وفساد ينخر جسم الدولة ويتضرر منه المواطن كيف كان ومهما كان...

- لأول في مرة موريتانيا تختطف القاعدة عسكريا من مدينة كانت آمنة في عمق الشرق الموريتاني وتهدد بقتله...


- لأول مرة في موريتانيا يرجع جميع طلبة الدكتوراه دون تسجيل في الجامعات المغربية لسوء العلاقات بين البلدين.

- لأول مرة تنتظم مجموعات شبابية تطالب بثورة شعبية تُخلص البلاد والعباد من الحكم الحالي.

- لأول مرة في موريتانيا يخرج أمير دولة دون مراسيم توديع ودون أن تتكلم وسائل الإعلام الرسمية عن مغادرته... والسبب واحد وحيد: تهور في المواقف وانفعالية في اتخاذ القرار دون حساب لمآلاته.

- لأول مرة في موريتانيا يتم إطلاق النار على فتاة موريتانية من قبل نجل رئيس الدولة.

- لأول مرة في موريتانيا يتم الحديث عن استيراد أطباء..؟!

- لأول مرة ترتفع الأسعار بشكل مذهل ومتسارع، وخصوصا أسعار البنزين، وفي ذلك رسالة مفادها: أن الدولة لن تألو جهدا في جعل المواطنين في ظروف يحترقون من مرارتها، ولكنها ستزيد في أسعار البنزين لألا يحرق كل أحد نفسه بنفسه بل تتولى الدولة حرقه معنويا لتتركه يسير دون وعي ويتحرك دون هدف... فالمحظوظون من حصلوا على ثمن لتر من البنزين ليقرروا مصيرهم..

هناك الكثير من "لأول مرة في موريتانيا" لا يحضرني كله، لكني على يقين أن موريتانيا اليوم تمر بظروف لأول مرة تشهدها، هذه الظروف تستدعي من الجميع أن يكون على مستوى التحدي، وأن يعترف النظام ويقر بأن المرحلة الراهنة التي مرت وتمر بها بعض الدول العربية ليست خاصة بهم، بل هي نتيجة لممارسات غير مقبولة وحكم بعقلية لم تعد الشعوب راضية عنها، فالشعوب اليوم أصبحت واعية بمصالحها ولن تقبل بأن تساق كقطعان نحو المجهول..

فهل سيكون هناك مقال بعنوان: "لأول مرة تحدث ثورة سلمية في موريتانيا"؟ أم أن من يحكمنا سيفهم أن المناخ الذي يمر به العالم غير المناخ الذي اعتاد ويغير نفسه قبل كتابة المقال.

الجاليات

الثقافة والفن

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025