تاريخ الإضافة : 04.02.2012 10:04
السفينة تفقد شراعها
أيها القصر أين ساكنوك المترفون؟ أين رؤساؤك المطاعون؟ أين من كان يُطلع شمسا في صباحك وبدرا في مسائك؟
أين المراسيم القاضية والإجراءات الخصوصية؟
أيها القصر ألا تستطيع أن تسقي من دخلك كأس سرور خالصة؟ إن كان سلب العطية هو صفتك فلماذا تعطيه حتى لا تفجعه؟
كان الدخول إليك أمرا عظيما, فوجب أن يكون الخروج منك عظيما أيضا.
إن العاقل ليتعظ بمن سبقه, ويأخذ العبرة بمن جاء قبله, حتى لا يرتكب أخطاءهم فيهلك كما هلكوا أو أشد.
لقد نثر الشعب الموريتاني قبل سنتين ونصف من الآن كنانة المترشحين وعجم عيدانها, فوجد الرئيس محمد ولد عبد العزيز أصلبها عودا, فاختاره لحمل الأمانة بغض النظر عن ما قيل في ذكاء البطاقة أو غبائها, لا يهمنا ذلك الآن.
المهم أن الشعب فوضه للقيام بالعمل على بناء موريتانيا جديدة, موريتانيا التطور والازدهار, موريتانيا المستقبل الواعد الذي تتلاشى فيه الطبقية والأمية والفقر والبطالة, ويرتفع فيه منسوب العدالة والحرية والتنمية وتكافؤ الفرص, موريتانيا التي تكرم العلم وطلابه, موريتانيا التي تتلو على ما قبل الحركة التصحيحية رأي ما بعد عهد 8 أغشت, موريتانيا التي وجدت من يحزن لشعبها الفقير, وينصب نفسه رئيسا للفقراء ويكف عادية الظالمين, ويقلم أظفار الوحوش الضارية من التجار الجشعين لا لمصلحته, وإنما لمصلحة مرؤسيه, ويحاكم الماضي على جرائمه وينتصف منه للمستقبل, ويبني مجدا عظيما,,,,,,, ولكن هل حُملت الأمانة كما أراد الشعب, وقام الرئيس بالمهمة على أكمل وجه, أم أن موريتانيا الآن لا تعرف إلى أين تسير أو لا تعرف حتى أين هي الآن؟
إن الناظر في المشهد السياسي الموريتاني الآن يجده يمر بفترة عصيبة وموقف رهيب, يتلون بكل الألوان ويتجه في جميع الاتجاهات اقتصادية سياسية اجتماعية ثقافية دبلوماسية, فوضعية دولتنا الآن في هذه المجالات مفتوحة على المجهول نتيجة غياب تخطيط استراتيجي معقلن يستفيد من المقدرات التي تمتلكها الدولة من أجل القضاء على الفقر لا على الفقراء!
فمن الناحية السياسية تشهد موريتانيا احتقانا سياسيا وفراغا دستوريا منذ شهور في ظل انتهاء مأمورية البرلمان فلا الحكومة عازمة على تنظيم الانتخابات التشريعية مخافة أن تستغل المعارضة الوضع الذي يمربه العالم العربي وتكسب الرهان في الانتخابات البرلمانية, في حين تظل المعارضة محكومة بهاجس الخوف من تكرار سيناريو اتفاق دكار مما برر عدم مشاركتها في الحوار ورفضها لتنظيم انتخابات دون ضمانات تكفل نزاهتها، وبالتالي فإن الدولة تعيش أوضاعا سياسية صعبة في الوقت الراهن، وتزداد الأوضاع السياسية تأزما فيظل التخبط وعدم وضوح الرؤية في السياسة الخارجية للبلد، وهي سياسة مطبوعة بطابع رفض مايسمى بالربيع العربي والأنظمة التي أفرزتها الثورات العربية وهوما ظهرفي مواقف الدولة الرسمية والتي لم تتفاعل بعد مع مايحدث في المحيط العربي، أما من الناحية الاقتصادية فحدث ولا حرج, فالسمة البارزة للسياسات التي تنتهجها الدولة هي التخبط والارتجالية, والاختلال الواضح في الأولويات, وعدم عقلية موازناتية تمكن من تدبير وتسيير المقدرات المعدنية والسمكية والحيوانية, والموقع الاستراتيجي,,,,,, بطريقة إيجابية. فرغم أن الرئيس تبنى رئاسة الفقراء ورفع شعار محاربة الفساد، إلا أن ذالك لم ينعكس بعدُ على حياة المواطن الفقير، يضاف إلى هذا كله استفحال ظاهرة البطالة والفقر الذي قد يشكل أزمة للحكومة هذا العام نتيجة عدم تساقط الأمطار التي كانت تضمن للمواطن اكتفاء ذاتيا على الأقل، فالتخلف ورأسمالية الامتيازات, وهشاشة الوضع الاقتصادي, وعدم إشباع الحاجات العامة للمواطنين, نقل, تعليم, صحة,,,,,,, هي السمة البارزة في اقتصادنا الوطني.
وعلى الصعيد الأمني فقد افتعل النظام وللأسف الشديد لنفسه خصما وهميا اسمه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وفتح عليه بابا من السهل فتحه لكن من الصعب إغلاقه, وبذالك دخل النظام الموريتاني في حرب مفتوحة مع تنظيم القاعدة والتي كلفت الجيش الكثير من أفراده وراح ضحيتها مواطنون أبرياء نتيجة التهور وضعف الخطة الاستراتيجية التي ينتهجها الجيش في محاربة تنظيم القاعدة وهي حرب محكوم عليها بالفشل، مما يزيد من أخطاء النظام ويعمق من المشاكل التي يعاني منها.
أما دبلوماسيتنا فهي الأخرى باتت تتخبط في قاع سحيق, ولا أريد هنا أن أغرق في الإفراط أوالتفريط كي لا تموت الحقيقة, وإنما سأسوق مثالا بسيطا يكشف عنها كما هي, من دون الخوض في نجاحاتها وإخفاقاتها, وهل هي دبلوماسية فرد أم دبلوماسية جماعة؟
إن دبلوماسية تعجز عن مشكلة تتعلق بطلبة علم, ـ وقد بالغت حين وصفتها بالمشكلة ـ وتبرير ذلك بمبررات واهية لا يستسيغها عقل ولا منطق, ومغالطتهم بالتسويف والمواعيد العرقوبية, لهي دبلوماسية يجب أن يكبر عليها أربعا, فمنذ ليلتين والطلبة معتصمون في مباني السفارة الموريتانية بالرباط يفترشون الأرض ويبيتون تحت وطأة البرد الشديد، احتجاجا على عدم السماح لهم بالتسجيل في الجامعات المغربية، في حين تقف دبلوماسيتنا عاجزة عن تقديم أي مساعدة لهم في سبيل ولوجهم إلى مسالك الماستر والدكتوراه في المملكة الشقيقة.
إن استعراض هذه الهشاشة التي تطبع الركائز الأساسية في بناء الدولة، ليس هدفا في حد ذاته, بقدر ما هو محاولة لتشخيص الأزمة التي تمر بها البلاد, وفي هذا الصدد فإن الأطراف السياسية موالاة ومعارضة مدعوة لاستعشار الخطر الذي يمر به البلد, والقيام بالواجب الوطني الذي تمليه المرحلة, والدخول في مناقشة الأوضاع الراهنة بكل تجرد ومسؤولية, بعيدا عن المزايدات والمصالح الضيقة, حتى نجنب دولتنا فتنة تأتي على الأخضر واليابس, وإلا فإن سيناريو ما يجري في دول الجوار قد يكون من المآلات المحتملة ـ لا قدر الله ـ لدولتنا العزيزة.
أين المراسيم القاضية والإجراءات الخصوصية؟
أيها القصر ألا تستطيع أن تسقي من دخلك كأس سرور خالصة؟ إن كان سلب العطية هو صفتك فلماذا تعطيه حتى لا تفجعه؟
كان الدخول إليك أمرا عظيما, فوجب أن يكون الخروج منك عظيما أيضا.
إن العاقل ليتعظ بمن سبقه, ويأخذ العبرة بمن جاء قبله, حتى لا يرتكب أخطاءهم فيهلك كما هلكوا أو أشد.
لقد نثر الشعب الموريتاني قبل سنتين ونصف من الآن كنانة المترشحين وعجم عيدانها, فوجد الرئيس محمد ولد عبد العزيز أصلبها عودا, فاختاره لحمل الأمانة بغض النظر عن ما قيل في ذكاء البطاقة أو غبائها, لا يهمنا ذلك الآن.
المهم أن الشعب فوضه للقيام بالعمل على بناء موريتانيا جديدة, موريتانيا التطور والازدهار, موريتانيا المستقبل الواعد الذي تتلاشى فيه الطبقية والأمية والفقر والبطالة, ويرتفع فيه منسوب العدالة والحرية والتنمية وتكافؤ الفرص, موريتانيا التي تكرم العلم وطلابه, موريتانيا التي تتلو على ما قبل الحركة التصحيحية رأي ما بعد عهد 8 أغشت, موريتانيا التي وجدت من يحزن لشعبها الفقير, وينصب نفسه رئيسا للفقراء ويكف عادية الظالمين, ويقلم أظفار الوحوش الضارية من التجار الجشعين لا لمصلحته, وإنما لمصلحة مرؤسيه, ويحاكم الماضي على جرائمه وينتصف منه للمستقبل, ويبني مجدا عظيما,,,,,,, ولكن هل حُملت الأمانة كما أراد الشعب, وقام الرئيس بالمهمة على أكمل وجه, أم أن موريتانيا الآن لا تعرف إلى أين تسير أو لا تعرف حتى أين هي الآن؟
إن الناظر في المشهد السياسي الموريتاني الآن يجده يمر بفترة عصيبة وموقف رهيب, يتلون بكل الألوان ويتجه في جميع الاتجاهات اقتصادية سياسية اجتماعية ثقافية دبلوماسية, فوضعية دولتنا الآن في هذه المجالات مفتوحة على المجهول نتيجة غياب تخطيط استراتيجي معقلن يستفيد من المقدرات التي تمتلكها الدولة من أجل القضاء على الفقر لا على الفقراء!
فمن الناحية السياسية تشهد موريتانيا احتقانا سياسيا وفراغا دستوريا منذ شهور في ظل انتهاء مأمورية البرلمان فلا الحكومة عازمة على تنظيم الانتخابات التشريعية مخافة أن تستغل المعارضة الوضع الذي يمربه العالم العربي وتكسب الرهان في الانتخابات البرلمانية, في حين تظل المعارضة محكومة بهاجس الخوف من تكرار سيناريو اتفاق دكار مما برر عدم مشاركتها في الحوار ورفضها لتنظيم انتخابات دون ضمانات تكفل نزاهتها، وبالتالي فإن الدولة تعيش أوضاعا سياسية صعبة في الوقت الراهن، وتزداد الأوضاع السياسية تأزما فيظل التخبط وعدم وضوح الرؤية في السياسة الخارجية للبلد، وهي سياسة مطبوعة بطابع رفض مايسمى بالربيع العربي والأنظمة التي أفرزتها الثورات العربية وهوما ظهرفي مواقف الدولة الرسمية والتي لم تتفاعل بعد مع مايحدث في المحيط العربي، أما من الناحية الاقتصادية فحدث ولا حرج, فالسمة البارزة للسياسات التي تنتهجها الدولة هي التخبط والارتجالية, والاختلال الواضح في الأولويات, وعدم عقلية موازناتية تمكن من تدبير وتسيير المقدرات المعدنية والسمكية والحيوانية, والموقع الاستراتيجي,,,,,, بطريقة إيجابية. فرغم أن الرئيس تبنى رئاسة الفقراء ورفع شعار محاربة الفساد، إلا أن ذالك لم ينعكس بعدُ على حياة المواطن الفقير، يضاف إلى هذا كله استفحال ظاهرة البطالة والفقر الذي قد يشكل أزمة للحكومة هذا العام نتيجة عدم تساقط الأمطار التي كانت تضمن للمواطن اكتفاء ذاتيا على الأقل، فالتخلف ورأسمالية الامتيازات, وهشاشة الوضع الاقتصادي, وعدم إشباع الحاجات العامة للمواطنين, نقل, تعليم, صحة,,,,,,, هي السمة البارزة في اقتصادنا الوطني.
وعلى الصعيد الأمني فقد افتعل النظام وللأسف الشديد لنفسه خصما وهميا اسمه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وفتح عليه بابا من السهل فتحه لكن من الصعب إغلاقه, وبذالك دخل النظام الموريتاني في حرب مفتوحة مع تنظيم القاعدة والتي كلفت الجيش الكثير من أفراده وراح ضحيتها مواطنون أبرياء نتيجة التهور وضعف الخطة الاستراتيجية التي ينتهجها الجيش في محاربة تنظيم القاعدة وهي حرب محكوم عليها بالفشل، مما يزيد من أخطاء النظام ويعمق من المشاكل التي يعاني منها.
أما دبلوماسيتنا فهي الأخرى باتت تتخبط في قاع سحيق, ولا أريد هنا أن أغرق في الإفراط أوالتفريط كي لا تموت الحقيقة, وإنما سأسوق مثالا بسيطا يكشف عنها كما هي, من دون الخوض في نجاحاتها وإخفاقاتها, وهل هي دبلوماسية فرد أم دبلوماسية جماعة؟
إن دبلوماسية تعجز عن مشكلة تتعلق بطلبة علم, ـ وقد بالغت حين وصفتها بالمشكلة ـ وتبرير ذلك بمبررات واهية لا يستسيغها عقل ولا منطق, ومغالطتهم بالتسويف والمواعيد العرقوبية, لهي دبلوماسية يجب أن يكبر عليها أربعا, فمنذ ليلتين والطلبة معتصمون في مباني السفارة الموريتانية بالرباط يفترشون الأرض ويبيتون تحت وطأة البرد الشديد، احتجاجا على عدم السماح لهم بالتسجيل في الجامعات المغربية، في حين تقف دبلوماسيتنا عاجزة عن تقديم أي مساعدة لهم في سبيل ولوجهم إلى مسالك الماستر والدكتوراه في المملكة الشقيقة.
إن استعراض هذه الهشاشة التي تطبع الركائز الأساسية في بناء الدولة، ليس هدفا في حد ذاته, بقدر ما هو محاولة لتشخيص الأزمة التي تمر بها البلاد, وفي هذا الصدد فإن الأطراف السياسية موالاة ومعارضة مدعوة لاستعشار الخطر الذي يمر به البلد, والقيام بالواجب الوطني الذي تمليه المرحلة, والدخول في مناقشة الأوضاع الراهنة بكل تجرد ومسؤولية, بعيدا عن المزايدات والمصالح الضيقة, حتى نجنب دولتنا فتنة تأتي على الأخضر واليابس, وإلا فإن سيناريو ما يجري في دول الجوار قد يكون من المآلات المحتملة ـ لا قدر الله ـ لدولتنا العزيزة.







