تاريخ الإضافة : 02.02.2012 11:41

سنفونية على وتر الماء في مقطع الأحجار

بقلم: إسلمو ولد أحمد سالم / كاتب صحفي

بقلم: إسلمو ولد أحمد سالم / كاتب صحفي

منذ عقد من الزمن و يوميات المواطنين في مقطع الأحجار مع العطش و نقص الماء لم تختلف: زيارة قبل طلوع الفجر للحنفيات، لمدة نصف ساعة لكل يومين، ونسبة تفوق 15 غرام للتر من ملح النيترات ودرجة عالية من التلوث، واضطراب هرموني يطال جل السكان، وانتشار مذهل لأمراض السرطان وأمراض القلب، وارتفاع التكلفة إلى حدود 300 أوقية للمتر المربع، المعطيات نفسها، باستثناء قصص جديدة حول السفر الطويل والمتقطع للأنابيب من ألاك والمنذر بالاختفاء في أغلب الأحيان.

عام مضى على مجيء رئيس الفقراء وربما العطشى أيضا والقصص نفسها تردد على مسامع المواطنين العطشى والفقراء معا وتأتي سنوات عجاف على قوم ضعاف في صحراء قاحلة يحملقون بأنظارهم في مشروع يخشون أن يترك في منتصف الطريق دون إبداء الأسباب، كما حدث من قبل للكثير من أترابه.


وتأتي أحزب المعارضة بخيلها ورجلها لتزور المدينة وتطلق ندبة تشقّ دروب الصّمت متناغمة مع خلجات كل أبناء المدينة، إنه الماء والماء هنا هو الوتر الذي يحرك القلوب، ويقف المواطن حائرا بين الاندفاع مع السنفونية التي أطربته أو النأي بنفسه حتى لا تكون العقوبة في تأخير قدوم الضيف القادم من بعيد، والذي طال انتظاره.

يومان فقط بعد قدوم المعارضة، وكرد سريع على المهرجان، وتأتي التلفزة الوطنية لتكشف مستورا لم يلاحظه لا ساكنوا المنطقة و لا المسافرون المارون على طريق الأمل، إنها الآليات والحفارات واليد العاملة الدؤوبة والسكان المستبشرون بقدوم المشروع، ولنستيقظ في الصباح الباكر على الطريق نفسها بجنباتها المقفرة وكأننا كنا في حلم جميل قطعه صوت المؤذن يصدح بالأذان.

سكان المدينة والذين تعودوا على التأرجح بين الأمل والإحباط وربما الريبة تجاه الدولة، يندبون حظهم العاثر مع كل صاحب قرار جديد، وإذا كان العطش يسبب الغباء فهل يفهم من ذلك استهداف للمستوى المعرفي للمواطنين في هذه المدينة أم أنه الإمعان في سياسة عدم المبالاة والإنكباب على التنظير الجاف، المقطوع من الواقع.

كل ذلك وغيره والمواطن في مقطع الأحجار يعيش يومه مشتتا بين هموم حياة ضاغطة لاهثة مجندا كل طاقاته لمواجهة مخاطر حقيقية، محافظا على رباطة جأشه وطلاقة وجهه متمثلا قول الشاعر:
إن الكريم ليخفي عنك حاجته حتى تراه غنيا و هو مجهود

الرياضة

شكاوي

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025