تاريخ الإضافة : 29.01.2012 11:25

"مـــوت قبــل المـوت"

يحي الحضرامي

يحي الحضرامي

غالبا ما تستهل حياة الإنسان بالكثير من الطموح وتنفتح أمامه آمال عريضة ومن الطبيعي أن يبدأ الشاب وهو في مقتبل عمره يواصل سيره حثيثا إلي حيث يؤمّن مستقبله ويحقق آماله ويطمئن علي حياة سعيدة ومستقبل زاهر يحلوله ....

لكن علي ما يبدوا أنّ كلما مرت مرحلة من العمر فهاهي الآمال تزداد وتتراكم ولم يتحقق منها إلا القليل وكلما حدّد نقطة انتهاء ووصل إليها انتقل منها إلي أخرى, هكذا حال الدنيا كالسائر الذي لا يعرف النقطة الذي ينتهي عندها سفر يذهب دائما إلي حيث يمتد بصره الآمال تزداد والسفر متواصل !!!


لكن إلي متى ينتهي السفر؟ ظل هذا السؤال يلحّ عليّ منذ ثمان حجج ويدفعوني للإجابة عليه, عند ما استبد بي الخيال والطموح وجعلني أغوص في بحر المتاهات وأنجرف وراء الأوهام وتسوقني الأقدار, إلي أن وقعت فجئة في غربة أشبه باختطاف من هي كقرار شخصي ,عبارة عن منفي وموت قبل الموت وحياة برزخية لا سعادة ولا طمأنينة عناء ومعاناة ولسان حالي يقول " فيا من لنفس لا تموت فينقضي عناها ولا تحيا حياة لها طعم" نشعر وكأنني في سفينة تقاد بي إلي المجهول يقودها أعمي أو مجنون أنا أسمع وأري الناس معي ومن حولي في نفس المأساة وفي حيرة من أمرهم الكل ينادي ويشعر بالآسي والخطر ويغمره القلق علي مستقبل وسلامة الجميع, لكن علي ما يبدوا ليس هناك من مغيث فالكل في مأزق حقيقى و تتردد عليه نفس الأسئلة


لكنّ الأجوبة المقنعة والكافية علي مثل هذه الأسئلة يصعب علي الكثير ويحتاج إلي شجاعة وخاصة إذا كان قائد السفينة والمسئول عن سلامتها من الغرق والمهيمن عليها ,هو سلطان المجتمع الأعمى ولا مجال للإنفراد بالقرارات الشخصية دونه والخروج علي سلطنته وجبروته


لكن ربما يجد آخرون أن الجواب علي مثل هذه الأسئلة كما وجدت أنا وهو أن أمتلك من قرارات الشخصية وأدفع الوهم عن نفسي وأقود نفسي بنفسي لا يعنين ما يقال وأن أكون مصفاة لكل ما يرد عليّ لا أقبل منه إلا ما أراه إجابيا وأن أنزل من سفينة الوهم إلي أض الحقيقة وعساني أبتعد بهذا كلّه عن لفحات شقاء عشتها في غربة مريرة وأجد بهذا نسائم سعادة في صبح جديد طالما انتظرت أن أري شمسه تلوح في الأفق ساطعة إلي حيث وضعت عصا الترحال واستقر بى النّوي في وطنــــــــــــــي.

الجاليات

الصحة

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025