تاريخ الإضافة : 27.01.2012 19:50
وكانوا فيه من الزاهدين!!
من المؤكد أن السيد حمادي ولد حمادي وزير الخارجية الموريتاني لم يلتزم بالحد الأدنى من الدبلوماسية والقواعد الأساسية التي تدخل في فن التفاوض على الأسرى حين أعلن في تصريح صحفي على هامش اجتماع وزراء خارجية دول الميدان, أن بلاده لن تستجيب لمطالب تنظيم القاعدة في بلاد المغرب مهما كانت هذه المطالب وهو استفزاز لا شك واضح للطرف الآخر...! الوزير لم يكتفي بهذا الحد، وزايد على ذلك مبينا أن بلاده تعي تماما كل العواقب!!.
الوزير لم يجد من المواساة لأسرة الأسير سوى تذكيرهم أن الجندي إن مات فإنما يلتحق بسائر الجنود الذين راحوا في سبيل الوطن. والسؤال المطروح ماذا لو كان ولد المختار ابن الوزير أو حتى من عشيرته الأقربين أو ذو ركن شديد.
لا نجادل أن عل ولد المختار كغيره من جنودنا الأبرار حين التحق بالدرك كان على علم بالمخاطر التي تترتب على الدفاع عن الوطن والحوزة الترابية، لكن ما فاته على ما يبدو أنه رخيص حتى درجة المواساة! فأي منطق هذا الذي يبرر لقوم التخلي عن أسراهم؟ أجيش يعي أفراده أن لهم منزلة عند وطنهم كآخر يوقن أفراده أن لا نصير لهم عند وطنهم؟ ماذا سيكون من عدو شرس يعرف أن لا قيمة لأسرى لديه.
قد يرى البعض أن تصريحات الوزير براجماتية وتعبر عن صرامة الموقف حيال العدو، ونقول ألم تدمر الآلة العسكرية الإسرائيلية قطاع غزة ولبنان ردا على عمليات اختطاف لجنودها، ورغم ذلك سلمت أسرى لبنانين مقابل جثث لجنودها وسلمت أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي شاليط!! هل اعل ولد المختار أقل قيمة من جلعاد شاليط أم حكومة موريتانيا أكثر صرامة من إسرائيل والدول الغربية؟. إنما قامت به هذه الدول هو ما يمليه العقل والمنطق في طريقة التعاطي مع مثل هذه الأزمات.
إن مستقبل المؤسسة العسكرية على المدى المتوسط والبعيد في ظل هذه السياسات يوحى بالقلق. فلا شك أن لمثل هذه السياسات تأثير سلبي على معنويات جنودنا ومنفرا لشبابنا الراغب في الانضمام لجيشنا الوطني للدفاع عن الوطن، لأن مهمة الدفاع عن الوطن تتطلب الشعور بالانتماء وحب الوطن، هذا الحب الذي لا يجد له مكانا في وطن زاهد مبدئيا في أبنائه وازهد فيهم عند الحاجة. فإذا تم هدم القناعات الأخلاقية عن مهمة الجندي فماذا تبقى؟ أهو الراتب الزهيد؟ أم ظروف العمل التي لا تلائم المرحلة التي نحن فيها، والتي تشهد تحولا جيوستراتيجيا للمنطقة والعالم بأسره؟.
لا بد أن نحافظ على كرامة الجندي الموريتاني وهو بين أظهرنا أو في الأسر. إن أدنى ما يجب أن يقوم به الوزير من علياء برجه العاجي في مقر وزارته هو الاعتذار لعائلة الأسير ثم لجيشنا الوطني ولجميع الموريتانيين، وأن يتم تجنيد كل الوسائل الإستخباراتية والدبلوماسية لإيجاد حل عاجل، وإعادة الجندي المغوار لأهله، ويعلم القاصي والداني أن الوطن الأم لا يفرط في أبنائه مهما طال الزمن وكلف الثمن. وإلا فسيقول لكم الوطن على لسان الحال يا معالي الوزير عسى الله أن يأتيني بهم جميعا، ويستبدلني حكاما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم.
الوزير لم يجد من المواساة لأسرة الأسير سوى تذكيرهم أن الجندي إن مات فإنما يلتحق بسائر الجنود الذين راحوا في سبيل الوطن. والسؤال المطروح ماذا لو كان ولد المختار ابن الوزير أو حتى من عشيرته الأقربين أو ذو ركن شديد.
لا نجادل أن عل ولد المختار كغيره من جنودنا الأبرار حين التحق بالدرك كان على علم بالمخاطر التي تترتب على الدفاع عن الوطن والحوزة الترابية، لكن ما فاته على ما يبدو أنه رخيص حتى درجة المواساة! فأي منطق هذا الذي يبرر لقوم التخلي عن أسراهم؟ أجيش يعي أفراده أن لهم منزلة عند وطنهم كآخر يوقن أفراده أن لا نصير لهم عند وطنهم؟ ماذا سيكون من عدو شرس يعرف أن لا قيمة لأسرى لديه.
قد يرى البعض أن تصريحات الوزير براجماتية وتعبر عن صرامة الموقف حيال العدو، ونقول ألم تدمر الآلة العسكرية الإسرائيلية قطاع غزة ولبنان ردا على عمليات اختطاف لجنودها، ورغم ذلك سلمت أسرى لبنانين مقابل جثث لجنودها وسلمت أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي شاليط!! هل اعل ولد المختار أقل قيمة من جلعاد شاليط أم حكومة موريتانيا أكثر صرامة من إسرائيل والدول الغربية؟. إنما قامت به هذه الدول هو ما يمليه العقل والمنطق في طريقة التعاطي مع مثل هذه الأزمات.
إن مستقبل المؤسسة العسكرية على المدى المتوسط والبعيد في ظل هذه السياسات يوحى بالقلق. فلا شك أن لمثل هذه السياسات تأثير سلبي على معنويات جنودنا ومنفرا لشبابنا الراغب في الانضمام لجيشنا الوطني للدفاع عن الوطن، لأن مهمة الدفاع عن الوطن تتطلب الشعور بالانتماء وحب الوطن، هذا الحب الذي لا يجد له مكانا في وطن زاهد مبدئيا في أبنائه وازهد فيهم عند الحاجة. فإذا تم هدم القناعات الأخلاقية عن مهمة الجندي فماذا تبقى؟ أهو الراتب الزهيد؟ أم ظروف العمل التي لا تلائم المرحلة التي نحن فيها، والتي تشهد تحولا جيوستراتيجيا للمنطقة والعالم بأسره؟.
لا بد أن نحافظ على كرامة الجندي الموريتاني وهو بين أظهرنا أو في الأسر. إن أدنى ما يجب أن يقوم به الوزير من علياء برجه العاجي في مقر وزارته هو الاعتذار لعائلة الأسير ثم لجيشنا الوطني ولجميع الموريتانيين، وأن يتم تجنيد كل الوسائل الإستخباراتية والدبلوماسية لإيجاد حل عاجل، وإعادة الجندي المغوار لأهله، ويعلم القاصي والداني أن الوطن الأم لا يفرط في أبنائه مهما طال الزمن وكلف الثمن. وإلا فسيقول لكم الوطن على لسان الحال يا معالي الوزير عسى الله أن يأتيني بهم جميعا، ويستبدلني حكاما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم.







