تاريخ الإضافة : 26.01.2012 12:55
يوم الغضب.. ملاحظات سريعة
..وأنا بعيد عن قلب الحدث.. تشهد ساحة المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية يوما من أشد أيامها ضراوة ضد قرار إغلاقه، ورغم القوة الشرسة التي تعامل بها الشرطة مع الطلاب فإن كل المؤشرات تدل على أن الصوت الطلابي هو المنتصر حتى الساعة، وأعتقد أنه سيظل كذلك رغم الشوائب التي قد تعتري.
وهذه ملاحظات استعجالية لم يسمح الانتماء السابق لمؤسسة المعهد ـ والذي أتشرف به ـ بأقل منها، كما أن البعد عن الحدث واستحقاقات أخرى متعددة حالت دون توسيعها فلم يكن إلا هي.
وهذه ملاحظات استعجالية لم يسمح الانتماء السابق لمؤسسة المعهد ـ والذي أتشرف به ـ بأقل منها، كما أن البعد عن الحدث واستحقاقات أخرى متعددة حالت دون توسيعها فلم يكن إلا هي.
عن القمع..
في زمن بدأ القمع يثبت عدم فاعليته، وانتشر عطر الحرية من أغصان تظل البسيطة طالما اشتيق إلى ظلالها الوارف، وثمرها اللذيذ، يبدو أنه ما يزال من يفكر بطريقة عنجهية ورغم أن القمع ظل جزاء طلاب المعهد العالي في أكثر الأحيان السنة الماضية، إلا أنه هذه السنة يبدو الحل الوحيد الذي وصل إليه تفكير من يصفون أنفسهم ممسكون بزمام الأمن في الوطن.
وأعتقد جازما ـ رغم القمع الوحشي ـ أن العنف لن يدوم، والدوائر الأمنية تعرف أن المعركة في النهاية لا تصب في صالحها، فتجربة العام الماضي شاخصة، وإن امتنعت الإدارة الأمنية من مراجعة أسلوبها فلا أتصور أن الضباط سيظلون على حالتهم هذه، ففي المتظاهرين أبناء وإخوة وطن لا ترضى النخوة بممارسة أفعال كهذه ضدهم.
ومن جانب آخر فإن الإصرار البين الذي يبدو من طلاب المعهد يقول إن العنف لن يطول، وأسمع أحد المعتقلين يقول إنه عائد إلى المعتقل إذا لم يفتح التسجيل أقتنع بأن مواصلة النضال هي الوحيد أمام الطلاب، وهو الخيار الذي تبنوا مسبقا، حتى أن من بين الطلاب من أفرج عنه ليعود إلى المخفر بعد أيام قليلة..
والشجاعة التي تلقى الطلاب بها القمع ثم المرابطة داخل المعهد وإفشال مساعي الشرطة في اقتحامه أكثر من مرة، وطرد ولد النيني من الشوارع المحيطة دليل على أن القوة الطلابية صامدة، وأن المعهد يتجه نحو التأزيم.
وبدأ الأمن يفهم جانبا من الجوانب فأسلوب الإبعاد من العاصمة دليل على أنهم ليسوا راغبين في اكتظاظ المخافر من الآلاف التي خرجت للاعتقال.
وأعتقد جازما ـ رغم القمع الوحشي ـ أن العنف لن يدوم، والدوائر الأمنية تعرف أن المعركة في النهاية لا تصب في صالحها، فتجربة العام الماضي شاخصة، وإن امتنعت الإدارة الأمنية من مراجعة أسلوبها فلا أتصور أن الضباط سيظلون على حالتهم هذه، ففي المتظاهرين أبناء وإخوة وطن لا ترضى النخوة بممارسة أفعال كهذه ضدهم.
ومن جانب آخر فإن الإصرار البين الذي يبدو من طلاب المعهد يقول إن العنف لن يطول، وأسمع أحد المعتقلين يقول إنه عائد إلى المعتقل إذا لم يفتح التسجيل أقتنع بأن مواصلة النضال هي الوحيد أمام الطلاب، وهو الخيار الذي تبنوا مسبقا، حتى أن من بين الطلاب من أفرج عنه ليعود إلى المخفر بعد أيام قليلة..
والشجاعة التي تلقى الطلاب بها القمع ثم المرابطة داخل المعهد وإفشال مساعي الشرطة في اقتحامه أكثر من مرة، وطرد ولد النيني من الشوارع المحيطة دليل على أن القوة الطلابية صامدة، وأن المعهد يتجه نحو التأزيم.
وبدأ الأمن يفهم جانبا من الجوانب فأسلوب الإبعاد من العاصمة دليل على أنهم ليسوا راغبين في اكتظاظ المخافر من الآلاف التي خرجت للاعتقال.
عن توسع الاحتجاجات..
القراءة الموضوعية ليوم الغضب هذا تقول إنه كان في أشد ما كان يتصور، فالآلاف التي خرجت من المعهد العالي تكفي لإعطاء الصورة الواضحة، ضف إلى ذلك تظاهرة خريجي المعهد "مبتورو الهوية" واحتجاجات طلاب المحاظر وطلاب المعاهد الداخلية وفرعا الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا في معهد روصو والجامعة الإسلامية في لعيون، ثم الفاعلية في المشاركة للطلاب في الخارج.
وهذا التوسع كان منتظرا فطلاب المحاظر مهدد مستقبلهم، أما منتسبو المعاهد الداخلية ـ إضافة لمشاكلهم الكبيرة والمتراكمة ـ فإنهم الضحية الأولى من إغلاق المعهد.
وبعد طلب الإمام أحمدو ولد لمرابط من الجهات الوصية فتح التسجيل في المعهد فإن الإغلاق بدأ يأخذ منعرجا جديدا ذا بعد أقوى، فالجهات الوصية تتعدد إحراجاتها يوما بعد يوم.
ولا أتوقع نهائيا أن يتراجع هذا التوسع، فطلاب المحاظر لما يشاركوا بالقدر المتوقع، وحملة الآداب الأصلية في الباكولوريا لم يعلنوا عن إطار، ثم خريجو المعهد الذين لا يزالون في بداية التعبئة فهذا كله أعتقد أنه سيلتحم مع طلاب المعاهد الداخلية ليشكل جبهة قوية ضد إغلاق المعهد.
لكن القصور الملاحظ يتمثل في شيوخ المحاظر والوجهاء الاجتماعيين والسياسيين رغم أن أغلبهم يعطي للقضية بعدا سياسيا.
وهذا التوسع كان منتظرا فطلاب المحاظر مهدد مستقبلهم، أما منتسبو المعاهد الداخلية ـ إضافة لمشاكلهم الكبيرة والمتراكمة ـ فإنهم الضحية الأولى من إغلاق المعهد.
وبعد طلب الإمام أحمدو ولد لمرابط من الجهات الوصية فتح التسجيل في المعهد فإن الإغلاق بدأ يأخذ منعرجا جديدا ذا بعد أقوى، فالجهات الوصية تتعدد إحراجاتها يوما بعد يوم.
ولا أتوقع نهائيا أن يتراجع هذا التوسع، فطلاب المحاظر لما يشاركوا بالقدر المتوقع، وحملة الآداب الأصلية في الباكولوريا لم يعلنوا عن إطار، ثم خريجو المعهد الذين لا يزالون في بداية التعبئة فهذا كله أعتقد أنه سيلتحم مع طلاب المعاهد الداخلية ليشكل جبهة قوية ضد إغلاق المعهد.
لكن القصور الملاحظ يتمثل في شيوخ المحاظر والوجهاء الاجتماعيين والسياسيين رغم أن أغلبهم يعطي للقضية بعدا سياسيا.
عن المستقبل..
مستقبل قضية المعهد العالي أعتقد أنها إما أن تتجه نحول الحل وذلك لن يقع إلا باختيار الممسكون بزمام الأمر شخصية مجمعا عليها تقوم بوساطة تنتهي إلى حل، أو يبادر أحد المراعين لمصلحة المعهد وموريتانيا إلى القيام بهذه الوساطة على غرار ما وقع العام الماضي خلال أزمة الامتحانات.
وأعتبر أن أحسن حل بالنسبة لكل الأطراف أن تبدأ الدراسة وتجرى المسابقة ويفتح التسجيل ليعوض الامتحان النصفي للطلاب الأوائل في امتحاناتهم النهائية، وتجري الامتحانات بالنسبة للسنوات الأخر على ما اعتيد عليه
أما أن تختار الجهات الوصية طريق المواجهة ـ وذلك ما يهدد التعليم بشكل عام في موريتانيا ـ فإن النتائج ليست محسومة وأعتقد أنها ستأخذ أبعاد ثلاثة على الأقل:
- طلاب المعهد العالي فالخيار المتاح أمامهم تبييض السنة وستكون الإدارة حينها محرجة فالثلاث سنوات المتبقية لن يتخرج طالب منها وسنشهد يوما بعد يوم تأزما أكبر.
ويكفي لذلك عدم مشاركة الطلاب في الامتحانات النصفية فذلك ما يجعل الإدارة تفكر بطريقة جديدة ربما يكون سقف مطالب طلاب المعهد قد ارتفع خلال نضالاتهم التي سبقت ذلك، ولا يستبعد أن يكون وصل حد المطالبة بتحويله إلى جامعة..
- أما البعد الثاني فهو الطلاب الموريتانيون في الداخل والخارج، فطلاب الجامعة لحد الساعة لم يشاركوا، والقضية قضية أكاديمية يهتم بها كل منتسبي التعليم العالي الوطني بل والمهتمين به، وحينما يعلن طلاب الجامعة مشاركتهم في الدفاع عن المعهد فإن الإدارات الوصية جميعا ستكون أمام قضية لا قبل لها بها، ولن تكون مطالب طلاب الجامعة مقتصرة على المعهد العالي، بل سيضيفون لذلك حل المشاكل الأكاديمية التي تعاني منها منظومتنا التعليمية المترهلة.
- ثالث هذه الأبعاد وأوسعها هو البعد الوطني، فلا يزال بعض الساسة ـ رغم معارضتهم لإغلاق المعهد ـ يدخلون في القضية الاتجاهات السياسية رغم أن بعض النواب بدأ يتحرر من تلك العقدة.
وإذا ما انضاف لتصريحات الإمام أحمدو ولد لمرابط تحرك وطني شامل رأس حربته من يأمل في الانتساب للمعهد، وخريجوه فإننا حينها سنشهد "إرادة" من إفرازات العصر الجديد ولا بد أن يستجيب لها الممسك بمقاليد الحكم.
وعلى العموم فمهما يقع من قمع وتشريد ينتمي للعصور البائدة بكل المقاييس فإن الزمن لصالح الإرادة الطلابية فإذا ما انقشع الغبار فسيعلم من المنتصر، وهو في النهاية الوطن وصالحه.. فالحق يعلو، وقد علمتنا الأيام أن الصوت الطلابي يفعل المستحيل ويحالفه النصر.
وأعتبر أن أحسن حل بالنسبة لكل الأطراف أن تبدأ الدراسة وتجرى المسابقة ويفتح التسجيل ليعوض الامتحان النصفي للطلاب الأوائل في امتحاناتهم النهائية، وتجري الامتحانات بالنسبة للسنوات الأخر على ما اعتيد عليه
أما أن تختار الجهات الوصية طريق المواجهة ـ وذلك ما يهدد التعليم بشكل عام في موريتانيا ـ فإن النتائج ليست محسومة وأعتقد أنها ستأخذ أبعاد ثلاثة على الأقل:
- طلاب المعهد العالي فالخيار المتاح أمامهم تبييض السنة وستكون الإدارة حينها محرجة فالثلاث سنوات المتبقية لن يتخرج طالب منها وسنشهد يوما بعد يوم تأزما أكبر.
ويكفي لذلك عدم مشاركة الطلاب في الامتحانات النصفية فذلك ما يجعل الإدارة تفكر بطريقة جديدة ربما يكون سقف مطالب طلاب المعهد قد ارتفع خلال نضالاتهم التي سبقت ذلك، ولا يستبعد أن يكون وصل حد المطالبة بتحويله إلى جامعة..
- أما البعد الثاني فهو الطلاب الموريتانيون في الداخل والخارج، فطلاب الجامعة لحد الساعة لم يشاركوا، والقضية قضية أكاديمية يهتم بها كل منتسبي التعليم العالي الوطني بل والمهتمين به، وحينما يعلن طلاب الجامعة مشاركتهم في الدفاع عن المعهد فإن الإدارات الوصية جميعا ستكون أمام قضية لا قبل لها بها، ولن تكون مطالب طلاب الجامعة مقتصرة على المعهد العالي، بل سيضيفون لذلك حل المشاكل الأكاديمية التي تعاني منها منظومتنا التعليمية المترهلة.
- ثالث هذه الأبعاد وأوسعها هو البعد الوطني، فلا يزال بعض الساسة ـ رغم معارضتهم لإغلاق المعهد ـ يدخلون في القضية الاتجاهات السياسية رغم أن بعض النواب بدأ يتحرر من تلك العقدة.
وإذا ما انضاف لتصريحات الإمام أحمدو ولد لمرابط تحرك وطني شامل رأس حربته من يأمل في الانتساب للمعهد، وخريجوه فإننا حينها سنشهد "إرادة" من إفرازات العصر الجديد ولا بد أن يستجيب لها الممسك بمقاليد الحكم.
وعلى العموم فمهما يقع من قمع وتشريد ينتمي للعصور البائدة بكل المقاييس فإن الزمن لصالح الإرادة الطلابية فإذا ما انقشع الغبار فسيعلم من المنتصر، وهو في النهاية الوطن وصالحه.. فالحق يعلو، وقد علمتنا الأيام أن الصوت الطلابي يفعل المستحيل ويحالفه النصر.







