تاريخ الإضافة : 26.01.2012 09:10

انتفاضة الأربعاء..

الشيخ التراد ولد محمدو

الشيخ التراد ولد محمدو

ما سأكتبه في هذه المؤازرة للطلبة المتظاهرين، هو تداع حر لقلم راعه ما شهده أربعاء الغضب، أو انتفاضة الأربعاء.

فالساحة الطلابية تلتهب معلنة عن بداية مرحلة جديدة في التعاطي مع المؤامرة الكبرى التي يتعرض لها المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية وتستقبل شرطة الجنرال ووزيره للشؤون الإسلامية الطلاب بموجة غير مسبوقة من مسيلات الدموع إضافة إلي سياسة قمعية همجية لا تستثني طالبات موريتانيا وحرائرها اللائي خرجن نصرة لإخوانهم من الطلبة المنتفضين.

يحدث ذلك والأمة العربية تعيش أجواء غير عادية في ظل الربيع العربي، وكأن النظام الموريتاني لا يعير اهتماما للرءوس المتساقطة من الزعامات العربية ولا يشاهد العالم المتقلب من حوله، ما فاجأني في انتفاضة الأربعاء العظمي خلعها لرداء الخوف واستلهامها هذه المرة من حماسيات الربيع العربي، واستعداد المنتفضين لمعركة طويلة حتى تراجع الوزير المغرر به ومن ورائه النظام عن قرار تصفية المعهدالعالي، حرص قابلته أياد الجنرال الباطشة بالقسوة مخلفة أعدادا كبيرة من الجرحى في صفوف الطلبة والطالبات,

عزاؤك يا وطني الجريح، ويا رهان الغد من الطلبة الشرفاء أن انتفاضتكم المدوية ودماءكم السائلة علي أرض شنقيط الطاهرة ستكون وقودا جديدا لمسيرة النضال وقد تهز عرش "عزيز موريتانيا" الذي قرر مغادرة العاصمة في انتفاضة الأربعاء المجيدة، ماذا ستكتبه صفحات التاريخ عن هذه الهمجية والعبثية التي استمرأها النظام ضد أبناء جلدته لا لشيء إلا أنهم وقفوا أمام مشروع الاستئصال لصرح علمي عريق كان له الفضل في تخريج مئات القضاة والعلماء والطلبة ومن بينهم الوزير الحالي أحمد ولد النيني الذي يبدو أنه قد تنكر لمؤسسة لم تبخل عليه ذات يوم بشهادة أوصلته أخيرا إلى وزارة الشؤون الإسلامية، لكن أبناء وبنات موريتانيا سيكونون بالمرصاد لحالة الخذلان والتنكرالتي يشهدها المعهد، رغم همجية النظام.

فتحية مستحقة لطلبة موريتانيا الذين كانوا عند الموعد، حيث تداعت جموعهم الحاشدة لتهز أركان موريتانيا من شرقها إلي غربها ومن جنوبها إلي شمالها، وكأن القدر شاء لكم أن يكون تخليص المعهد العالي من محنته هذه على أياديكم الزكية، ودمائكم الطاهرة التي لم تبخلوا بها دفاعا عنه في ساحات الشرف، ولسان حالكم يردد ما قاله شاعر حماسي قديم يصف واقعه مع مرءوسه واشمئزازه من تلك العلاقة:

من يشتري مني إخاء محمد *** بل من يريد إخاءه مجانا
بل من يخلص من إخاء محمد *** وله مناه كائنا ما كانا

الجاليات

الثقافة والفن

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025