تاريخ الإضافة : 16.01.2012 18:09
سياسة الصمت .. لاشيئ يستحق الكلام !
هاج الناس وماجوا.. وسلكوا طرائق قددا، بشأن ما اعتبر توترا في العلاقات الموريتانية القطرية، وصل بحسب أغلب التكهنات والمؤشرات، حد مغادرة أمير قطر خلال زيارته الأحدث ( حتى لا أقول الأخيرة!) لنواكشوط، دون مراسم وداع رسمية.
كتب كثيرون في الخارج والداخل، عن هذا التطور اللافت، بعضهم أثنى على "وضع الأمير في حجمه وفي حجم بلده"...
وتبرع آخرون – خاصة من الكتاب غير الموريتانيين - لخلع كل الصفات والألقاب على موريتانيا - المنسية غالبا - وعلى قيادتها، التي أصبحت بقدرة قادر، رمزا للصمود والأنفة والكرامة، في نظر هؤلاء، لأنها بحسب مايقولون "وضعت قطر.. وأميرها في موقعهما المناسب"!!
وتمسك آخرون - خلافا لما تشي به ظواهر الأشياء - بطبعة قديمة من لغة خشبية متكلسة، استخدمت طويلا في إعلامنا الرسمي، من قبيل حصر كل ماراج، في مجرد شائعات مغرضة، أصحابها صيادون في المياه العكرة... همهم الأول، ثلب السلطة وسب " القيادة الوطنية الرشيدة" والإساءة لعلاقات البلاد مع الأشقاء، بهدف تحقيق مكاسب سياسية آنية، ولو على حساب الوطن، ورموزه و استقراره ومصالحه!!!
قيل هذا وذاك، وقيل كثير غيره... وشرق الناس وغربوا بين "منافح" عن الوطن والكرامة، وثوابت سياستنا الخارجية، وبين "مهيدن" على دوحة العرب الوارفة، وأميرها "الثوري" باعتباره حامل مشعل الربيع العربي، ومجسد كرامة الأمة، بدعمه للثورات في أكثر من بلد عربي.
كثر اللغط والغلط .. ولم تتكلم موريتاينا الرسمية... و"ياجبل ما يهزك ريح" ..
اعتصمت بالصمت، ولاذت بالتجاهل.. وكأن ما يجري لا يعنيها، بل كأن الحديث الدائر، يتعلق ببلد بعيد في كوكب آخر!!
وانتظرنا جميعا - أو على الأصح أجبرنا على الإنتظار- عل الخيط الأبيض يتبين من الخيط الأسود إزاء ما جرى، ذات يوم!!
وما زلنا في إنتظار - على مايبدو - قد يطول كثيرا!!
ولسبب ما عادت بي الذاكرة إلى الوراء، إلى الليلة التي تلت الإطاحة، بالرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله.
ليلتها بقي الكثيرون من الموريتانيين، متسمرين أمام الشاشات الصغيرة، وأجهزة الراديو، في انتظار معرفة بعض ملامح المرحلة الجديدة، التي كانت البلاد مقبلة عليها.
كنت ليلتها أستعد لسفر، ورغم ذلك، أجبرت أن أبقى أمام التلفزيون، حتى ساعات متأخرة من الليل، واضعا الأذن على الهاتف، أتسقط الأخبار من الأصدقاء والزملاء، ممن أتيح لهم، أن يكونوا هناك، غير بعيد من القصر الرمادي، أقرب مني للأحداث.
في تلك الليلة "أتحفتنا" التلفزة الموريتاينة ببرنامج طويل عريض، كانت مادته الرئيسية الحديث المشهور، الذي خص به الرئيس " المخلوع " قبل ذلك بأيام، قناة الجزيرة خلال زيارته الخاصة، التي قام بها لإسبانيا، قبل أن يحدث ماحدث، صباح الثالث من أغسطس 2008.
تبارى ضيوف البرنامج، في وضع كلام الرجل، في غربال النقد بقسوة، وبدون رحمة، لم يفاجئني ذلك، لا لأن الرجل أطيح به، و"الناس أنصار من أعانته دولته، وهم عليه إذا خانته أعوان"، ولكن لأن مرحلة جديدة، كانت قيد التشكل، وفي بحثها عن الشرعية، قد يكون كل شيئ مشروعا، خاصة لدى نخبنا المدربة على سرعة التأقلم مع التغييرات غير الدستورية!
أبلى الضيوف، وكان بينهم من يتصدرون المشهد الإعلامي اليوم "بلاء حسنا" في استعراض مكامن النقد في حديث الرئيس الذي خلع صباح ذلك اليوم!!
وأذكر أن أبرزها، كان عدم ثقة السلطة، ممثلة في رأسها، في وسائل الإعلام الوطنية، والتأكيد على أنه كان الأجدر بالرئيس، أن يخاطب الشعب من المنابر الوطنية، بدل المنابر الأجنبية!
واتفق المتحدثون، على أن أكبر أخطاء الرئيس المخلوع – طبعا إلى جانب إقالة كل قادة المؤسسة العسكرية بمرسوم واحد...!! - استهزاؤه بالرأي العام الوطني، وعدم مخاطبته عبر وسائل إعلامه!
وأيقنت أننا سنشهد عهدا جديدا في التعامل مع الإعلام.
حتى إنني تصورت مثلا، أن زملائي في التلفزة، سيكونون على موعد مع خريف حافل بالسبق الصحفي، وتخيلت الرئيس وكبار رجال الدولة وقادة الرأي، يضنون بكل جديدهم إلا على وسائل إعلامنا المهمشة، مع سبق الإصرار منذ عهود طويلة.
ومرت الأيام، ودخلت البلاد في مرحلة من التجاذبات السياسية الشرسة، التي لم تتح لأصحاب القرار – بكل أمانة - أن يمنحوا حرية الإعلام ما تستحق.
وقلت في نفسي ستنقشع هذه السحابة العابرة ... وسننعم يوما بشمس طالما انتظرناها ..
ثم هدأت العواصف السياسية ومكن للنظام الجديد ... وعاد الحديث عن الإعلام وحريته إلى الواجهة، واستبشرت كما هو حال كثيرين آخرين ممن يؤمنون بأهمية الكلمة الحرة، وقلت ها قد حانت اللحظة التي انتظرناها طويلا، وقضت أجيال من الإعلاميين أسفا قبل أن تراها!!
ويا للإحباط .. ذات يوم، قبل نحوعامين، رأيت الرئيس محمد ولد عبد العزيز، يعلن على شاشة الجزيرة، أن موريتاينا ليست في حرب مع القاعدة، وإنما تواجه تنظيمات وشبكات إجرامية عابرة للحدود.
كان ذلك أول إعلان رسمي على هذا المستوى بشأن الحرب الجارية، منذ أشهر قبل ذلك، عبر جغرافيا ترسمها الرمال المتموجة هناك، في مثلث افتراضي تشكل أضلاعه حدود موريتانيا والجزائر ومالي!
قلت في نفسي لماذا يقصر زملائي في التلفزة الموريتانية، عن تحقيق السبق الصحافي، بأن يشرفوا مشاهديهم الكرام، بأن يكون الإعلان عبر شاشتهم، كما يليق بواحدة من أهم المؤسسات الإعلامية في البلد.
ثم رأيت التلفزة، تجهد نفسها في إعادة ما قاله الرئيس عبر الجزيرة، وتمحيصه وتحليله و وضعه في سياق أشمل... فقفز إلي ذاكرتي .. ما دار في البرنامج الآنف الذي بث مساء يوم الإطاحة بولد الشيخ عبد الله....
وفجأة عادت بي الذاكرة سنوات بعيدة، حينما حاولت مع زملاء لي، دون انتظار "التعليمات"، أن نفاجئ الوزير الأول، في ختام زيارة قام بها لمدينة مقامة في صيف قائظ، بطلب مقابلة.
كان يشجعنا العميد ممدو كي، بخبرته الطويلة، وتلقفه المعتاد للأفكار، وتجاوبه مع الشباب الحالمين في وسائل الإعلام العمومي، التي يتدرج فيها بصبر وأناة منذ عدة عقود.
يومها اصطدمت سذاجتنا وبراءتنا، وروح المبادرة لدينا، بصخرة العقليات الجامدة، حتى لا أقول المتحجرة، لدى أغلب المسؤولين في البلاد، خاصة إذا تعلق الأمر بالتعامل مع الإعلام العمومي، أو الرسمي كما يسمى لدى البعض.
لا أعرف هل أبلغ الوزير الأول حينها بطلبنا، أم أن معاونيه الذين خاطبناهم في الموضوع، وجدوا الأمر غير مناسب، وتصرفوا باجتهاد منهم... فحالوا بيننا وبينه.
المهم أن فكرتنا تبخرت تحت أشعة شمس مقامة الحارقة... دون أن نعرف من قتلها، فقد تطاير دمها بين المسؤولين المحيطين بالوزير الأول.
ولم نجن سوى همسات ساخرة، من زملاء أسن وأقدم، روضتهم العقلية المعششة في أغلب مؤسسات الدولة، فأرضتهم بالإستسلام والصمت، وزينت لهم الركون إلى مسايرة الواقع، وعدم التفكير في الخروج عن ذلك!!
هي العقلية ذاتها بعد أكثر من عشر سنوات، ما زالت تحكم قبضتها بقوة... تعتقد أن بامكانها إبقاء الصمت مسيطرا على كل شيئ، في عهد السماوات المفتوحة!!
لاشيئ يستحق الكلام.. فأن تسوء العلاقات .. أو تتحسن... تتوتر أو تنفرج مع هذا البلد أو ذاك
... لا شيئ يستحق أي إيجاز صحفي ولو قصير... من بضع جمل!!
كتب كثيرون في الخارج والداخل، عن هذا التطور اللافت، بعضهم أثنى على "وضع الأمير في حجمه وفي حجم بلده"...
وتبرع آخرون – خاصة من الكتاب غير الموريتانيين - لخلع كل الصفات والألقاب على موريتانيا - المنسية غالبا - وعلى قيادتها، التي أصبحت بقدرة قادر، رمزا للصمود والأنفة والكرامة، في نظر هؤلاء، لأنها بحسب مايقولون "وضعت قطر.. وأميرها في موقعهما المناسب"!!
وتمسك آخرون - خلافا لما تشي به ظواهر الأشياء - بطبعة قديمة من لغة خشبية متكلسة، استخدمت طويلا في إعلامنا الرسمي، من قبيل حصر كل ماراج، في مجرد شائعات مغرضة، أصحابها صيادون في المياه العكرة... همهم الأول، ثلب السلطة وسب " القيادة الوطنية الرشيدة" والإساءة لعلاقات البلاد مع الأشقاء، بهدف تحقيق مكاسب سياسية آنية، ولو على حساب الوطن، ورموزه و استقراره ومصالحه!!!
قيل هذا وذاك، وقيل كثير غيره... وشرق الناس وغربوا بين "منافح" عن الوطن والكرامة، وثوابت سياستنا الخارجية، وبين "مهيدن" على دوحة العرب الوارفة، وأميرها "الثوري" باعتباره حامل مشعل الربيع العربي، ومجسد كرامة الأمة، بدعمه للثورات في أكثر من بلد عربي.
كثر اللغط والغلط .. ولم تتكلم موريتاينا الرسمية... و"ياجبل ما يهزك ريح" ..
اعتصمت بالصمت، ولاذت بالتجاهل.. وكأن ما يجري لا يعنيها، بل كأن الحديث الدائر، يتعلق ببلد بعيد في كوكب آخر!!
وانتظرنا جميعا - أو على الأصح أجبرنا على الإنتظار- عل الخيط الأبيض يتبين من الخيط الأسود إزاء ما جرى، ذات يوم!!
وما زلنا في إنتظار - على مايبدو - قد يطول كثيرا!!
ولسبب ما عادت بي الذاكرة إلى الوراء، إلى الليلة التي تلت الإطاحة، بالرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله.
ليلتها بقي الكثيرون من الموريتانيين، متسمرين أمام الشاشات الصغيرة، وأجهزة الراديو، في انتظار معرفة بعض ملامح المرحلة الجديدة، التي كانت البلاد مقبلة عليها.
كنت ليلتها أستعد لسفر، ورغم ذلك، أجبرت أن أبقى أمام التلفزيون، حتى ساعات متأخرة من الليل، واضعا الأذن على الهاتف، أتسقط الأخبار من الأصدقاء والزملاء، ممن أتيح لهم، أن يكونوا هناك، غير بعيد من القصر الرمادي، أقرب مني للأحداث.
في تلك الليلة "أتحفتنا" التلفزة الموريتاينة ببرنامج طويل عريض، كانت مادته الرئيسية الحديث المشهور، الذي خص به الرئيس " المخلوع " قبل ذلك بأيام، قناة الجزيرة خلال زيارته الخاصة، التي قام بها لإسبانيا، قبل أن يحدث ماحدث، صباح الثالث من أغسطس 2008.
تبارى ضيوف البرنامج، في وضع كلام الرجل، في غربال النقد بقسوة، وبدون رحمة، لم يفاجئني ذلك، لا لأن الرجل أطيح به، و"الناس أنصار من أعانته دولته، وهم عليه إذا خانته أعوان"، ولكن لأن مرحلة جديدة، كانت قيد التشكل، وفي بحثها عن الشرعية، قد يكون كل شيئ مشروعا، خاصة لدى نخبنا المدربة على سرعة التأقلم مع التغييرات غير الدستورية!
أبلى الضيوف، وكان بينهم من يتصدرون المشهد الإعلامي اليوم "بلاء حسنا" في استعراض مكامن النقد في حديث الرئيس الذي خلع صباح ذلك اليوم!!
وأذكر أن أبرزها، كان عدم ثقة السلطة، ممثلة في رأسها، في وسائل الإعلام الوطنية، والتأكيد على أنه كان الأجدر بالرئيس، أن يخاطب الشعب من المنابر الوطنية، بدل المنابر الأجنبية!
واتفق المتحدثون، على أن أكبر أخطاء الرئيس المخلوع – طبعا إلى جانب إقالة كل قادة المؤسسة العسكرية بمرسوم واحد...!! - استهزاؤه بالرأي العام الوطني، وعدم مخاطبته عبر وسائل إعلامه!
وأيقنت أننا سنشهد عهدا جديدا في التعامل مع الإعلام.
حتى إنني تصورت مثلا، أن زملائي في التلفزة، سيكونون على موعد مع خريف حافل بالسبق الصحفي، وتخيلت الرئيس وكبار رجال الدولة وقادة الرأي، يضنون بكل جديدهم إلا على وسائل إعلامنا المهمشة، مع سبق الإصرار منذ عهود طويلة.
ومرت الأيام، ودخلت البلاد في مرحلة من التجاذبات السياسية الشرسة، التي لم تتح لأصحاب القرار – بكل أمانة - أن يمنحوا حرية الإعلام ما تستحق.
وقلت في نفسي ستنقشع هذه السحابة العابرة ... وسننعم يوما بشمس طالما انتظرناها ..
ثم هدأت العواصف السياسية ومكن للنظام الجديد ... وعاد الحديث عن الإعلام وحريته إلى الواجهة، واستبشرت كما هو حال كثيرين آخرين ممن يؤمنون بأهمية الكلمة الحرة، وقلت ها قد حانت اللحظة التي انتظرناها طويلا، وقضت أجيال من الإعلاميين أسفا قبل أن تراها!!
ويا للإحباط .. ذات يوم، قبل نحوعامين، رأيت الرئيس محمد ولد عبد العزيز، يعلن على شاشة الجزيرة، أن موريتاينا ليست في حرب مع القاعدة، وإنما تواجه تنظيمات وشبكات إجرامية عابرة للحدود.
كان ذلك أول إعلان رسمي على هذا المستوى بشأن الحرب الجارية، منذ أشهر قبل ذلك، عبر جغرافيا ترسمها الرمال المتموجة هناك، في مثلث افتراضي تشكل أضلاعه حدود موريتانيا والجزائر ومالي!
قلت في نفسي لماذا يقصر زملائي في التلفزة الموريتانية، عن تحقيق السبق الصحافي، بأن يشرفوا مشاهديهم الكرام، بأن يكون الإعلان عبر شاشتهم، كما يليق بواحدة من أهم المؤسسات الإعلامية في البلد.
ثم رأيت التلفزة، تجهد نفسها في إعادة ما قاله الرئيس عبر الجزيرة، وتمحيصه وتحليله و وضعه في سياق أشمل... فقفز إلي ذاكرتي .. ما دار في البرنامج الآنف الذي بث مساء يوم الإطاحة بولد الشيخ عبد الله....
وفجأة عادت بي الذاكرة سنوات بعيدة، حينما حاولت مع زملاء لي، دون انتظار "التعليمات"، أن نفاجئ الوزير الأول، في ختام زيارة قام بها لمدينة مقامة في صيف قائظ، بطلب مقابلة.
كان يشجعنا العميد ممدو كي، بخبرته الطويلة، وتلقفه المعتاد للأفكار، وتجاوبه مع الشباب الحالمين في وسائل الإعلام العمومي، التي يتدرج فيها بصبر وأناة منذ عدة عقود.
يومها اصطدمت سذاجتنا وبراءتنا، وروح المبادرة لدينا، بصخرة العقليات الجامدة، حتى لا أقول المتحجرة، لدى أغلب المسؤولين في البلاد، خاصة إذا تعلق الأمر بالتعامل مع الإعلام العمومي، أو الرسمي كما يسمى لدى البعض.
لا أعرف هل أبلغ الوزير الأول حينها بطلبنا، أم أن معاونيه الذين خاطبناهم في الموضوع، وجدوا الأمر غير مناسب، وتصرفوا باجتهاد منهم... فحالوا بيننا وبينه.
المهم أن فكرتنا تبخرت تحت أشعة شمس مقامة الحارقة... دون أن نعرف من قتلها، فقد تطاير دمها بين المسؤولين المحيطين بالوزير الأول.
ولم نجن سوى همسات ساخرة، من زملاء أسن وأقدم، روضتهم العقلية المعششة في أغلب مؤسسات الدولة، فأرضتهم بالإستسلام والصمت، وزينت لهم الركون إلى مسايرة الواقع، وعدم التفكير في الخروج عن ذلك!!
هي العقلية ذاتها بعد أكثر من عشر سنوات، ما زالت تحكم قبضتها بقوة... تعتقد أن بامكانها إبقاء الصمت مسيطرا على كل شيئ، في عهد السماوات المفتوحة!!
لاشيئ يستحق الكلام.. فأن تسوء العلاقات .. أو تتحسن... تتوتر أو تنفرج مع هذا البلد أو ذاك
... لا شيئ يستحق أي إيجاز صحفي ولو قصير... من بضع جمل!!







